وثائق الحكمة
1328هـ – 1910م
فتاوى لعلماء العراق
في الخامس والعشرين من ربيع الآخر ورد بغداد الوالي الجديد حسين ناظم باشا, وجعل باكورة أعماله إثر وروده بنحو أسبوع مهمة العشائر ودفع غوائلها, فحصل على فتوى من العلماء في لزوم تأديب من يستحل الغزو المحرم في الشريعة الإسلامية الغرّاء, فصدرت فتاوى علماء السنة بقتل المجاهر بالظلم.
واخذ فتاوى من علماء الشيعة فأفتوا بأنه يحب منع العشائر من هذه الأعمال بالنصائح والوعظ , فإن أبوا فحينئذ يركن الى التهديد والتخويف, وإلا جاز التنكيل بهم , ومن هؤلاء العلماء :
1 – الشيخ ملا كاظم الخراساني, من النجف.
2 – الشيخ عبد الله المازندراني, من النجف.
3 – السيد محمد القزويني, من الحلة.
4 – محمد حسين, من كربلاء.
5 – الشيخ محمد باقر, من كربلاء.
6 – إسماعيل الصدر, من الكاظية.
فكان لهذه الفتاوى أثرها, وكانت تعدّ من التدابير الصائبة تجاه أعمال العشائر, فأرعب القوم وولّد فيهم الخوف, فسكنوا مدة وهدأوا زمنا لا بأس به.
رسالة أخرى من حاكم الحجاز إلى الإمام اليزدي.
في هذه السنة بعث الأمير سعود الرشيد كتابا إلى الإمام السيد محمد كاظم اليزدي في النجف الأشرف حول طريق الحج على جبل, هذا نصه:
إلى جناب الأكرم السيد كاظم حجة الإسلام المحترم دام بقاه آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. على الدوام لا زلتم بخير وسرور.
نخبر جنابكم إننا من فضل الباري عز شانه ومن بركات دعائكم الصالح في عزّ, والأعداء أذهبهم الله, ونحن في تأديب الفاسد من البادية وتأمين الطريق, كما إن دولة أمير مكة المكرمة تصدى لإصلاحات الطرق الحجازية وتأديب عموم سكانها إجراء لصيانة بيت الله الحرام واحتراما لدار هجرة سيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام.
فببركة دعائكم الصالح نرى فريضة ذمتنا إظهار شعائر الإسلام, وأملنا من الباري أن الحجّاج الذين صحبوا الخال إبراهيم السبهان بعد وصولهم يبلغوكم أحوال الطريق, وما شاهدوا فيه من الراحة والوقار وبذل الهمة, وإذا صار لكم رغبة أن الحاج يظهر على طريق الجبل فهذا المؤمى إليه إبراهيم السبهان تعطونه جواب بالوقت الذي يحضر فيه لطرفكم لأجل تلقي الحجّاج, ونحن إن شاء الله باذلين كل الجهد بالذي يريح الحاج من تأمين, وكل المخالفات مهما نتمكن من تسهيل أحوالهم ما نذخر, وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم, 18 ربيع الأول 1328هـ.
بناء خان للزائرين. 
وفيها أشاد السيد نور بن عزيز الياسري خانا للزائرين بين النجف وكربلاء, وقد أرّخ بناءه السيد رضا الموسوي الهندي ببيتين من الشعر, ونقش البيتان على باب الخان:
لبني الزهراء ربع مربــــــــــــــــــــــــــــع أبدا زوّرهم تأتيـــــــــــــــــــــــــه وفدا
يا بني الزهـــــــــــــــراء أرّخ (ربعكــــــــم نور بانيــــــه بــــــــــه الزوّار تُهـــدى )
لم يزل هذا الخان عامرا حتى اليوم. يقع على بعد بضع كيلومترات من مدينة النجف, على يمين الذاهب إلى كربلاء, وعند رأس الجسر الذي أحدث مؤخرا على نهر الفرات المؤدي إلى مدينة الكفل.
صدور مجلات وجرائد في النجف.
في شهر ربيع الأول من هذه السنة برز في مدينة النجف العدد الأول من مجلة العلم للحجة السيد محمد علي هبة الدين الشهرستاني ومديرها المسؤول الحاج عبد الحسين الأزري. وهي مجلة شهرية دينية فلسفية سياسية علمية صناعية في 48 صفحة بالقطع المتوسط , تطبع في بغداد وتنشر في النجف مرة في كل شهر, واستمرت في الإصدار لمدة سنتين ثم احتجبت.
