الجمعة , 29 مارس 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » شعراء » عبد الحسين بن علي بن جواد بن رضا الرفيعي

عبد الحسين بن علي بن جواد بن رضا الرفيعي

المعروف بـ(عبد الحسين الرفيعي)

سيرة الشاعر:

ولد في مدينة النجف الأشرف عام (1324هـ – 1906م)، وتوفي في بغداد عام (1415هـ – 1994م)، ودفن في النجف.

نشأ يتيمًا، فعاش في كنف جده، ثم عمه، كما كان لأخواله المعروفين بآل المعين من إيران رعاية وعناية به.

اقتنى الكثير من الكتب، ودرس العربية على مهدي الحجار، وعبد الله التبريزي، كما درس الرياضيات، لم يشغل وظيفة اكتفاءً برعاية أملاكه الزراعية الواسعة.

الإنتاج الشعري:

له عدة قصائد ومقطوعات وموشحة في كتاب «شعراء الغري»، وقد أشارت المصادر إلى أن له ديوانًا مخطوطًا عند أسرته، كتب القصيدة، والموشحة، وله قدرة على الإطالة، وهو ينوّع في موضوعات قصائده ففيها الوصف، والغزل، والدعوة إلى الإصلاح، والتجديد، والوطنية،

وفي قصائده تضمينات طريفة، وحسٌّ إنساني رهيف.

نموذج من شعره:

وصف رحلة إلى إيران

وصف معاناة مريض

لست أقوى على النوى

من قصيدة: وصف رحلة إلى إيران

ابسمي يا حياةُ فالعيشُ طابا *** ودَعَوْنا صفوَ الهنا فأجابا

وصلتْنا طلائعُ الخير في حِي *** ن، أتمَّ الشقاءُ عنا انسحابا

زمنٌ جُنَّ بالإساءة حينًا *** ليَ والكيد،ِ عقلُه اليوم ثابا

قد توالت عليَّ منه خطوبٌ *** لو تمَسُّ الصخرَ الأصمَّ لذابا

غشيَتْني في عُقْرِ داري الرزايا *** يَتخالفْنَ جيئةً وذهابا

حوَّلتْهُ وكان جنّةَ عَدْنٍ *** لجحيمٍ أُسامُ فيه عذابا

شحنتْهُ بالمزعجاتِ ضُروبًا *** وتولَّتْ بنفسها الأبوابا

وأقامتْ لها على كل بابٍ *** حاجبًا يقهرُ الخصومَ مُهابا

ينهرُ الخير من بعيدٍ ويدعو *** لارْتِيادي الآلامَ والأوصابا

غيرَ أني جمعتُ خائرَ عزْمي *** واعتزمتُ الهروبَ والإغترابا

وتحيَّنتُ فرصةً فأُتيحتْ *** فهجرتُ الأوطان والأحبابا

ولزمتُ المسيرَ أطوي المسافا *** تِ غزالاً طورًا وطورًا عُقابا

فانتهى بي إلى مرابعِ أنسٍ *** كلُّ شيءٍ قد لذَّ فيها وطابا

باسقاتُ الأشجار قامت صفوفًا *** باتِّساقٍ كادت تمسُّ السّحابا

وجَرَتْ تحتها السواقي سِراعًا *** وهْي تنساب كالأفاعي انسِيابا

ساءها موقفُ الصخور لديها *** فاستجاشَتْ غيظًا وأرغَتْ غِضابا

أزهرتْ كلُّها فإن هبَّ ريحٌ *** غمَرَ الجوَّ زهرُها والرِّحابا

أَوَ تُذري هنا الرياحُ زهورًا *** وهْي تسْفي في الرافدين ترابا

ويمرُّ النسيمُ فيها عليلاً *** وهناك السمومُ تَذْكو التهابا

ماؤها باردٌ إذا اغتَرفَتْه *** راحتا غادةٍ حَباها خِضابا

كان تاجًا على الرُّبا من لُجينٍ *** صهَرَتْهُ شمسُ النهارِ فذابا

فجرى للسهولِ عذْبًا نَميرًا *** راق للمُجْتلي وساغ شرابا

وضُروب الأزهار من كل جنسٍ *** رقصتْ نشوةً وهزَّت رِقابا

قصيدة: وصف معاناة مريض

رشَقتْهُ الصروفُ في رَيْعانِهْ *** برزايا هدَّتْ قويَّ كِيانِهْ

وأقام الزمانُ حربًا عليه *** فجَلاه بالرُّغم عن أوطانه

فغدا نائيًا عن الأهلِ قاصٍ *** عن أحِبّائه وعن خلاّنه

وتناوبْنَه الخطوبُ وكلٌّ *** شكَّ في جنبِه غِرارَ سِنانه

كلُّ خطْبٍ إذا أراد التخلِّي *** عنه أفضى به إلى أقرانه

سهرَ الليلَ مُوجَعًا تَتهادى *** بادراتُ الدموع من أجفانِه

راح يشكو إلى الكواكب فيه *** بعضَ ما يستطيعُ من أشجانه

وهْو مُلْقًى على الفراش طريحٌ *** عاجزٌ عن قيامه من مكانه

لم تُخلِّفْ أيامُه منه إلا *** شبحًا كالخيال في قمْصانه

يتمنَّى لو يستريح قليلاً *** من ضَناهُ وليس في إمكانه

بات يشكو بذلَّةٍ وخُنوعٍ *** ما به وهْو من كُماةِ زمانه

ينشدُ الموتَ تارةً لِيُوافي *** هِ، ويقضي عليه قبلَ أوانِه

وتروقُ الحياةُ عينيه أخرى *** فيودُّ الشِّفاءَ من أدْرانه

كلُّ ما في الوجودِ من مُطرباتٍ *** لا تزيلُ القليلَ من أحزانه

وإذا ما شدا الهزارُ توخَّى *** نَبَراتِ النُّواح في ألحانه

ساء عيشٌ فيه الأبيُّ يُقاسي *** ما يُقاسي من ذلِّهِ وهوانه

إن في الموت راحةً للمُعَنَّى *** من ضُروبِ الأسى ومن ألوانه

يا عليلاً قد أنهكتْهُ الليالي *** وأبادتْ قواه في عُنْفوانِه

كنْ على هذه الظروفِ شجاعًا *** لا تعشْ في الوجود عيْشَ جبانه

ليس وقفًا عليك ما تشتكيه *** ليس بين الأنامِ مَنْ لم يُعانِه

من قصيدة: لست أقوى على النوى

لستُ أقوى على النوى أدركيني *** وإذا شئتِ بعد ذاك اقتُليني

إن قلبي وهبتُه لكِ رِقّاً *** مخلصًا فابْشِري برِقٍّ أمين

مَنْ له مثلُ صبْوتي وغرامي؟ *** من له مثلُ لوْعَتي وحَنيني؟

إنَّ مجنونَ وهْو أشهرُ صَبٍّ *** في الهوى لم يَجِنَّ مثلَ جنوني

نعتوا الظبيَ بالنِّفارِ ولكن *** أنت ظبيٌ يصطادُ ليثَ العرين

رجِّعي لي اللحنَ الشجِيَّ فإني *** فيكِ أكبرتُ جَودةَ التلحين

عندليبُ الرياض دونك في الشَّدْ *** وِ، وبالشجو والصبابة دوني

هو يشكو فيسمع الإلْفُ منه *** وإذا ما شكوتُ لا تسمعيني

هو يشكو النهارَ حتى إذا ما *** أقبل الليلُ نام بين الغصون

وتساوى النهار والليل عندي *** قد جفتْ فيهما الرقادَ عيوني

فسلي أنجمَ السما عن سُهادي *** ودموعي وزفرتي وأنيني

لا تُعيري زَعْمَ الوُشاةِ اهتمامًا *** إن رموني بالغدرِ واتّهموني

المصادر:

1 – علي الخاقاني: شعراء الغري (ج 5) – المطبعة الحيدرية – النجف1954م.

2 – محمد هادي الأميني: معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام – مطبعة الآداب – النجف 1964م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.