السبت , 20 أبريل 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » شعراء » عبد الحسين بن عبد علي بن محمد حسن (صاحب كتاب جواهر الكلام)

عبد الحسين بن عبد علي بن محمد حسن (صاحب كتاب جواهر الكلام)

المعروف بـ(عبد الحسين الجواهري)

سيرة الشاعر:

ولد في مدينة النجف الأشرف عام (1279هـ – 1862م)، وفيها توفي عام (1335هـ – 1916م).

درس على يدي أبيه وعلماء أسرته مبادئ العلوم، ثم تردد على الحلقات العلمية فدرس الأصول والفقه، وظهرت قدرته في النظم والنثر.

بعد استقرار مكانته شاعرًا في بيتئه هجر الشعر وانصرف إلى العلوم الدينية، من أبنائه شاعر العرب الكبير محمد مهدي الجواهري.

الإنتاج الشعري:

له في كتاب: «شعراء الغري» عدد من القصائد والبنود والرسائل، ونظم في مديح آل البيت، ومدح كبراء العصر، (ومنهم الخليفة العثماني) وله قصائد في مخاطبة أصدقائه، كما مارس التقريظ، والتأريخ، والتشطير، كما نظم في الغزل، من ناحية الشكل نظم القصيدة، والموشحة، والبند.

في شعره صنعة بديعية، لم تطغَ على لغته الطيعة وعباراته السلسة التي تخللتها تضمينات تراثية قرآنية، ومن الأمثال والأقوال السائرة.

نموذج من شعره:

أمير المؤمنين

أرعى الذمام

 

من قصيدة: أمير المؤمنين

(في مدح السلطان عبد الحميد)

عُلاً لطريف مجدك والتليدِ *** فليس وراء مجدك من مزيدِ

وفخرًا في علاك فقد تحلَّى *** بفيض نداك عاطلُ كل جِيد

وشأنك فالملوكُ الصِّيدُ مَدّتْ *** لحرّ علاك أعناقَ العبيد

تَخِفُّ لك الملوك متى استخفَّ ال *** جحاجحَ موقعُ الخَطْب الشديد

تخرّ متى تلوح لها سجودًا *** كأنك بعضُ آيات السجود

إذا ما السُّحْب أكْدَتْ أمطَرَتْها *** يداك سحائبَيْ كرمٍ وجُود

بك انتظمَ الوجودُ وليس يبقى *** له لولاك جودٌ في الوجود

فكم من موقفٍ لك ذَلَّ فيهِ *** لعزّك كلُّ جبّارٍ عنيد

وقفتَ به ولو قد شئت عونًا *** لغَصَّ فم المنيّة في الجنود

بحيث تَمُجُّ أطرافُ العوالي *** دمًا والبِيض دامية الحدود

تزيد حِجىً وللأرواح نَزْ *** وقلبُ الموتُ يخفق بالبنود

طلعتَ عليهمُ والموتُ يهفو *** بمزلق روعه جَلْدَ الجليد

أريتَ به المنايا في بنيها *** على العقبان صولاتِ الأسود

كأن فرندَ سيفك من عذابٍ *** وكم كان البقيّة من ثمود

جحدتَ الشرك فيه فليس نلقى *** لمعجز آي فضلك من جُحود

مسحتَ بيُمن كفك كلَّ نحسٍ *** ومحّضتَ الطوالع للسعود

فأمسى جِدُّ غيرك في هبوطٍ *** ولم ينفكّ جدُّك في صعود

جريتَ لغاية الشرف المعلّى *** بجدك والمعالي بالجدود

قصيدة: أرعى الذمام

بك بُرْءُ أسقامي، وأنت سَقامي *** يا مخجلَ الأقمار والآرامِ

مَلَكَ الهوى مني الزمامَ ولم يكن *** لولاك أن يُلقى إليه زِمامي

هيَّمْتني بهواك حتى لَذَّ لي *** كَلَفي بآرام النقا وهُيامي

يا سالبي طِيبَ المنام كفاك ما *** أسهرتَني فارددْ عليّ منامي

برخيم لفظٍ منك أقرأَني الجوى *** وسقيمِ لحظٍ منك صحّ غرامي

عدْ بالخيالِ خيالِ جسمي علَّ أن *** تَشفي بزَوْر الطيفِ بعضَ أُوامي

حتَّامَ أنثرُ فيك دُرَّ مدامعي *** شوقًا للؤلؤ ثغرك البسّام؟

وإلامَ فيك أُلامُ في شرعِ الهوى *** وبمسمعي صمَمٌ عن اللُّوّام؟

يا أيها الرامي أصبتَ مقاتلاً *** ألقت إليك بسَلْمها يا رامي

كم رحتُ عن قوس الحواجب مُثخِنًا *** أحشايَ من أهدابها بسهام

مطرُ الدموع همى لأنك نجله *** فاشفقْ لأجفانٍ عليك دوامي

عجبًا لِيمِّ الرِّدْف يضرب موجُهُ *** وعليه واهي الخَصر يقضي ظامي

قيَّدتُ – لما عاد دمعي مطلقًا – *** قلبي بوَجْدٍ مثل حسنك نامي

أَمَّا ومبسمُك العذيب وبارقٌ *** منه بأحشائي لهيب ضِرام

ما ساورتني عنك آنًا سلوةٌ *** كلا ولو أمسيتُ في بِسطام

إن كنتَ في نجدٍ، فنجديُّ الهوى *** أنا فيك أو بتِهامةٍ، فَتِهامي

وغزالُ طرفك فيه طال تَغزُّلي *** وبثغرك البسَّام رقّ نظامي

ما ضرَّني أنْ قد بعدت لأنني *** ألقاكِ من حيث التفتُّ أمامي

إن شِمتُ برقَ الثغر أمطرتُ *** من سُحْب أجفاني بدمعٍ هامي

أو هزّ قامتك الدلالُ تمكّنتْ *** لك هِزّةٌ بمفاصلي وعظامي

من لي بأيامٍ سلَفْنَ أرينَني *** بنعيم وصلك بهجةَ الأيام؟

أيامَ لا برقُ الشبيبة خُلَّبٌ *** فيها وليس سحابها بجَهام

مرّتْ ولم تُعْقب سوى كَلَفي بها *** فكأنها زَوْرٌ من الأحلام

إذ ليس إلا روضُ خدّك روضتي *** فيها وخمريِّ الرضاب مُدامي

بي أفتدي منك ابن جازية المها *** ريمٌ يشين سوالفَ الآرام

إن لاح قلت البدرُ ليلَ تمامهِ *** أو فاح قلت الوردُ في الأكمام

أرعى الذِّمامَ له ولم يك حافظًا *** عهدي القديمَ بحبه وذِمامي

منه استعاد البدرُ بهجةَ منظرٍ *** ورطيبُ غصن البان لينَ قوام

خطَّ المضاءُ على صحيفة لحظِهِ *** سبقَ القضاءُ صقيلَ حدِّ حسامي

وَسْمُ الصبابة واسمُها لاحا على *** مرأى خُدودٍ بالجمال وِسام

ما زار إلا شقَّ فجرُ جبينِه *** من ليل داجي الفَرْع جُنحَ ظلام

تبدي الملاحةَ منه فردُ محاسنٍ *** هو من صنوفِ جماله بزحام

ألهو إذا ناح الحمام وإنما *** نوحُ الحمائم جالبٌ لحِمامي

ومهفهفٍ غنِج الجفون يؤدّه *** عجبًا ينوءُ بيذبلٍ وشمامي

وملبّدٍ دِعْصٍ أُنيطَ بواهنٍ *** يخفى خفاءَ الشكِّ والأوهام

بتلفّتِ الظبي الغرير ونفحة ال *** مسكِ العبيرِ وهيبةِ الضرغام

حتامَ يا عدلَ الْقَوَامِ تجور في *** مكسور جفنٍ للحشا ظلاَّم؟

أو ما كفاك كفاحُ غيرِ مكافحٍ *** وترامياً نُجْلاً لغير مُرامي؟

ما لي وما لك يا غزالُ تحيد عن *** سنن الهوى وتروم غيرَ مَرامي؟

ما زلتَ تمنحني الصدود ولم أزل *** أدنو وتُبعد في الغرام مقامي

ما كنت أستسقي الغمامَ لحاجرٍ *** يومًا فأحمل منّةً لغمام

المصادر:

1 – أدهم آل جندي: أعلام الأدب والفن (ج 2) – مطبعة مجلة صوت سورية – دمشق 1954م.

2 – جعفر باقر آل محبوبة: ماضي النجف وحاضرها – مطبعة النعمان – النجف 1957م.

3 – علي الخاقاني: شعراء الغري – المطبعة الحيدرية – النجف 1954م.

4 – محمد هادي الأميني: معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام – مطبعة الآداب – النجف 1964م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.