الجمعة , 29 مارس 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » شعراء » عباس بن عبد السادة بن مرتضى الأعسم

عباس بن عبد السادة بن مرتضى الأعسم

المعروف بـ(عباس الأعسم)

سيرة الشاعر:

ولد في مدينة النجف الأشرف عام (1248 هـ – 1832 م)، وفيها عاش، غير مدة في الحيرة وفي بغداد، وتوفي في النجف عام(1312 هـ – 1894 م).

نشأ يتيمًا توفي والده قبل ولادته، فكفله جده ثم خالاه، وكان منذ نعومة أظفاره عاكفًا على دراسة مقدمات العلوم ونسخ الكتب التي يتدارسها، أخذ الفقه والأصول عن بعض أهل العلم.

كان يختلف على المجالس الأدبية لأعلام أسرته فبرزت ميوله الأدبية والعلمية، وله رسائل (نثرية) في الشوق، مسجوعة، احتذى بها بعض أدباء عصره.

كانت له صلات أدبية، ومساجلات بينه وبين الشعراء والأدباء في زمانه.

في عام 1880 فتك وباء الطاعون بطفلين له في النجف – بعد رجوعه من الحيرة – فرثاهما بقصيدة مؤثرة مثبتة في ديوانه.

هناك خلاف في سنة ميلاده، وكتب لقبه في بعض المصادر (الأعصم) – بالصاد، بدل السين.

الإنتاج الشعري:

له قصائد ومقطوعات في كتاب: «شعراء الغري»، وله ديوان مخطوط، ضم أكثر من ثلاثة آلاف بيت، محفوظ عند أسرته، وقد نسخ منه ثلاث نسخ – كما ذكر الخاقاني.

شاعر مكثر، مارس التشطير والتخميس، وقال في المناسبات الإخوانية كالتهنئة والمراسلة، وفي الغزل، فإذا دلت تخميساته على اتساع معرفته بشعر التراث وشعراء عصره وحسن تصرفه، فإن غزله يدل على رقة عواطفه وسلاسة أسلوبه وسماحة خلقه.

القصائد:

. من لي بِعَوْدِها؟؟

. لا سقى الله ليلة!!

. عقدة بقلبي لا تُحَلُّ

. من قصيدة: ألمَّت بنا

قصيدة: من لي بِعَوْدِها؟؟

من لي بنائية المزار قريبةٍ *** منّي قد اتخذتْ فؤادي مسكنا

رجراجةُ الأعطاف لو هزّ الصَّبا *** عطافَها لرأيتَ رجراج القنا

عينٌ فلو نظرتْ إليك بأعينٍ *** وسنانةٍ تجدِ الصوارم أعينا

ورديّةُ الوجنات إلا أنها *** لسوى اللواحظ ورْدُها لا يُجتَنى

قمريّةٌ لو أنها قد أسفرت *** والليل أدجْنَ يستضيء الأدجنا

وبمهجتي منها لآلئُ مبسمٍ *** كالبرق يلتهب الدجى ما بيننا

جاءت معطّرةَ الثياب كأنما *** نَشْرُ الربيع الطلق فاح بها لنا

عاينتُ منها ظبيةً قد أتلعت *** في جِيدها ورأيت غصنًا ليِّنا

لم أنس قولتها ورقَّة لفظها *** والعيسُ نحو الخيف قافلةٌ بنا

لولا المواثيقُ التي ما بيننا *** ما أن لقيت سوى القطيعة عندنا

ماذا هُدوّك في الدُّجى وأخو الهوى *** قَلِقُ الوسادة لا يقرُّ من الضنى

فوجمتُ عن ردّ الجواب تلجلجًا *** والوجد ما أعيا الفصيح الألسنا

فتبيَّنت حالي وهل يَخفى الجوى *** الداء يظهر للطبيب مُبيّنا

قصيدة: لا سقى الله ليلة!!

لا سقى الله ليلةً قد تقضّتْ *** ليَ ما بين عالجٍ والغميمِ

قصَرَ الجفن في دجاها من الغَمْ *** ضِ، وطالت مطالعي للنجوم

واستفزّت صبابةً نغمة الوُرْ *** قِ، وهاج الجوى جفونُ النسيم

فاستذلت مصاعب الدمع حتى *** أخجلت واكفَ الغمام العميم

حيث بتنا والروضُ مبتسم الثغْ *** رِ، ابتهاجًا على بكاء الغميم

ذاك ربعٌ بسفحه عاد غضّاً *** هَرَم الدهر مسترقّ الأديم

طرقتْنا نشوانةُ الطرف فيه *** وهْي تعطو بجِيد ظبي الصَّريم

نادمَتْنا حتى إذا استيقظ الصُّبْ *** حُ، ومال الدجى إلى التهويم

فامتطت غارب النوى ورهين الشْ *** شَوقِ منها بمثل حال السليم

يتشكّى مالا تنوء به الشُّمْ *** مُ الرواسي من غاشيات الهموم

قصيدة: عقدة بقلبي لا تُحَلُّ

بقلبي عقدةٌ لك لا تُحَلُّ *** وفي جنبيَّ من جفنيك نصْلُ

وزاحمني العذول عليك جهلاً *** وأي مولَّعٍ يثنيه عذل

عدمتُ الرشدَ إن يسلوك قلبي *** وأدماه إذا ما ملَّ سِلُّ

فكم لي من رضابك طاب وِردٌ *** به قد ساغ لي نهْلٌ وعلّ

ورَبْعُ الأنس مبتسم الروابي *** وطرف السحب أدمُعُه تهلّ

قد استوثقت منك عُرى عهودٍ *** ظننت بأنها لا تضمحلّ

فشَقَّ على العواذل أن ترانا *** ونحن بحيث مُرّ العيش يحلو

فجرَّدَ جائرُ الأيام سيفًا *** تبَدَّد فيه للأفراح شمل

من قصيدة: ألمَّت بنا

ألمت بنا والصبحُ منهتك الستْرِ *** هلاليّةٌ ثنَّت لنا غرّةَ الفجرِ

اذا انبعثتْ من خِدرها قلتَ بانةٌ *** تفلُّ محيّا الشمس أو طلعة البدر

يمينًا بها سُكْر الصبا وقلوبنا *** إلى حيث ما مالت تميل بلا سُكْر

يميل بعينيها وتلك إليَّةٌ *** تبرّ إذا كانت بأعينها الفتر

لها نفثاتٌ تعْقد السحر بالحجا *** وهيهات حلّ العِقد من نفثة السحر

وإلا فما بالي إذا ما تلفّتتْ *** إليَّ بعينيها هتكتُ جنا صبري

لقد ذرأت عنا وتلك سجيّةٌ *** لأخلاقها والريم دائبة الذعر

ويا ربما بتْنا وقد ضمّنا الهوى *** ببُرد التقى ضمَّ النطاق على الخصر

يعانقني منها غزالٌ وهل ترى *** يعانق ظبيٌ ملْبدًا داميَ الظفر

تُطار على غضّ الحديث رقيقِهِ *** فمن لؤلؤٍ نظمٍ ومن لؤلؤ نثر

المصادر:

1 – أغا بزرك الطهراني: الذريعة إلى تصانيف الشيعة (ج 9) – دار الأضواء – بيروت 1983.

2 – جعفر باقر آل محبوبة: ماضي النجف وحاضرها (ج 2) – مطبعة النعمان – النجف 1957.

3 – جواد شُبَّر: أدب الطف – مؤسسة الأعلمي – بيروت 1980.

4 – علي الخاقاني: شعراء الغري (ج 4) – المطبعة الحيدرية – النجف 1954.

5 – كوركيس عواد: معجم المؤلفين العراقيين في القرن التاسع عشر والعشرين – مطبعة الإرشاد – بغداد 1969.

6 – محمد السماوي: الطليعة من شعراء الشيعة (تحقيق كامل الجبوري) – دار المؤرخ العربي – بيروت 2001.

7 – محمد هادي الأميني: معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام – مطبعة الآداب – النجف 1964.

8 – الدوريات: مجلة البيان (النجفية) مقال بقلم علي الخاقاني – عدد 33، 34 – 1367ه/ 1947م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.