الخميس , 28 مارس 2024
الرئيسية » حرم أمير المؤمنين » تاريخ المرقد المطهر » أبواب الدخول لأروقة الحرم العلوي

أبواب الدخول لأروقة الحرم العلوي

154

 

تخرج من أروقة الحرم المطهر ستة أبواب، الأولى الرئيسية التي تقع في وسط الإيوان الذهبي الكبير، وباب ذهبي عبر مرقد العلامة الحلي، واثنان فضيان متقابلان احدهما يقابل باب الشيخ الطوسي والآخر يقابل باب القبلة ويسمى باب المراد، وبابان آخران متقابلان أيضاً في بداية ونهاية الرواق الغربي للحرم الطاهر، الشمالي منهما الذي يقع على يمين إيوان العلماء يسمى بمدخل الفاضل الشربياني، ويبلغ ارتفاعه (3)م وعرضه (1.85)م، والجنوبي والذي يقع على شمال إيوان الميزاب الذهبي يسمى بمدخل أم البنين يبلغ ارتفاعه (3.40)م وعرضه (2.17)م، وهما من الخشب الساج.

ونشير هنا وحسب ما نقله لنا مسؤول التراث الثقافي والسياحي في مدينة أصفهان الإيرانية السيد علي رضا شورشيني (ماجستير تاريخ)، إلى وجود باب خشبي كبير يعود تاريخه إلى أكثر من (400) سنة، كان منصوباً في العتبة العَلَوية المقدسة نقل إلى مدينة أصفهان ووضع في مدخل أحد قصور الشاه عباس الصفوي في المدينة، بعد أن تبرع بباب ضخم لمرقد أمير المؤمنين (عليه السلام) بدل الباب المتقدم.

 

الباب الذهبي (باب الدخول الرئيس لأروقة الحرم العَلَوي)

يبلغ ارتفاع الباب الذهبي(5،75م) وعرضه(3،22م) وهو ذو مصراعين، صنع بأبهى شكل في دقة صنع ومهارة وإتقان في عمل، حيث نقش بشكل رائع ملفت للنظر، فهو لوحة فنية متكاملة.

 قام بانجاز الباب الخشبية أستاذا فن النجارة في العراق: الحسيب السيد كريم المرعبي الحلي والحاج حسن اليزدي، وهذان قد حازا قصب السبق في مهنتهما ونالا شهرة عظيمة[1].

 IMG_5822

انفق ثلاثة آلاف وخمسمائة مثقال من الذهب الخالص على الباب، وخمسون ألف مثقال من الفضة[2]- صيغت الفضة على شكل صفائح سميكة وضعت على وجه الباب تحت صفائح الذهب مباشرة- ومقداراً ليس بالقليل من المينا الخالصة الثمينة، وقام بالصياغة أمهر وأشهر أساتذة فن الصياغة في إيران ممن حاز على الشهادات والأوسمة لتفوقه على غيره بهذا الفن، وهم الحاج محمد تقي الأصفهاني، والحاج السيد محمد العريضي الأصفهاني، ومحمد حسين برورش الأصفهاني، وتصدى للقيام بإنشائه السيد محمد كلانتر(قدس سره) بإنهاض ثلاثة من  تجار طهران للانفاق على الباب المذكور وهم: الحاج ميرزا مهدي مقدم وأبناء أخيه الحاج كاظم أغا توكليان مقدم والحاج ميرزا عبد الله مقدم[3]، ورصدوا له مبلغ عشرون الف دينار عراقي واستمر العمل به ثلاث سنين، وقد نصب صباح يوم الاثنين الثامن من شعبان سنة (1373هـ)، وأقيم بمناسبة نصبه احتفالات في الأسواق والصحن الشريف استمرت أكثر من أربع ليال، وفتح وسمح للدخول منه والخروج يوم الخميس الحادي عشر من شعبان[4]وقد تضررت هذه الباب وإطارها بسبب القصف الهمجي الذي طال المدينة المشرفة والمرقد الطاهر في سنة (1991م) عند دخول الجيش للسيطرة على مدينة النجف الأشرف.

هناك قصيدة شعرية رائعة للشيخ محمد علي اليعقوبي تؤرخ لنصب هذا الباب وهي:

وبابٌ صِيغَ مِنْ ذهبٍ تجلى                      وَجلّلَ نورَ القدس ليسَ يطفى

وقد سَدل الجلالُ عليه برداً                      كما ارْخى الجمالُ عليه سجقا

وشَعَّ على مطالعهِ هلالٌ                             تُرصفُه يدُ الإبداعِ رصفا

يصدُّ الشمسَ أنّى واجَهَتْهُ                          فَيُحْجِبُها الحيا فَتميلُ خلفا

يضوعُ شذى الإمامةِ من ثراه                     بأطيبَ مِن نسيمِ الخلدِ عُرفا

وإن وراءه للعلم بابا                               حوى مكنونه حرفاً فحرفا

أبو الحسن الذي حارَتْ عُقولُ                   الورى عن كنهه نعتاً ووصفا

توسّلتِ الملائك فيه قِدماً                             فقرّبها له الرحمن زُلفى

ولم تطقِ الولوجُ بغيرِ إذنٍ                        إذا ابتدرت له صفاً فصفا

فكيف وعنده الحاجاتُ يلفى                        قضاها والنوائبُ فيه تكفى

إذا ما الدهر عفّى كلَّ بابٍ                          فبابُ اللهِ باقٍ ليس يَعفى

ولا يبقى من التاريخ إلاّ                           عليُّ الدرِ والذهبِ المصفّى

نقشت العديد من الزخارف النباتية والأشكال الفنية والآيات والأحاديث والأبيات الشعرية على مصراعي الباب، فقد كتب بالذهب الآيات التالية بشكل بارز على المصراع الأيمن –بالنسبة للداخل إلى الحرم- :

(فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَّعنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)، والآية (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ  الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ).

كما كتبت على المينا المزخرفة الأحاديث النبوية الشريفة التالية: (من آذى عليا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله)، (أنا مدينة العلم وعلي بابها)، (أنا دار الحكمة وعلي بابها)، وعلى أطراف الباب كتبت القصيدة التالية بخط بارز كبير جميل:

طأطِأ الرأسَ فهو بابُ الخلودِ           واخْشِع الطرف فهو سرُّ الوجود

واعْتكِفَّ في صعيدهِ فكنوزُ الـ          وحيِ مخبوئَةٌ بهذا الصعيدِ

وتَجَرَّدْ عن العلائق إنْ رُمتَ             عروجاً لعالمِ التجريدِ

هو بابٌ اللهِ العلي ولا تُعرَّجُ           روحُ لهِ بغيرِ السجود

مدخلُ الجنّةِ التي وعَد اللهُ             بها المتقين يومَ الورودِ

فاتئد في المسيرِ فالملأُ الأرفَعُ              يسعى له بسيرٍ وئيد

ووفودُ الأملاك مذ أرخته               لم تزل وقفاً ببابِ الخُلود

أما المصراع الآخر للباب، فقد كتبت عليه الآيات التالية بنفس النسق بالنسبة للمصراع الأول:

(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)، (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ).

وكتبت الأحاديث النبوية التالية على المينا المزخرفة: (أنا وعلي حجة على أمتي يوم القيامة)، (علي قسيم الجنة والنار)، (علي خير أمتي أعلمهم علما)، وعلى اطراف الباب كتبت القصيدة التالية:

لمن الصروح بمجدها تزدان       وبباب من تتزاحم التيجانُ

إن لم يقم رضوان عند فنائه       فلقد أقام العفو والرضوان

هو هيكل السر الذي لجلاله       خضع الوجود وذلّت الأكوان

وجمانة الدهر التي لجمالها        سجد الخيال وسبّح الوجدانُ

فتّشت أسفار الخلود فشعّ لي      منها بكل صحيفةٍ عنوانُ

وقفت وبالباب الذي من فضله    دوّى الحديث وجلجل الفرقانُ

حسبي إلى عفو الإله ذريعة       حرمٌ يؤرّخ بابه الغفرانُ

أما على الإطار الذهبي للباب فقد نقشت آيات من سورة الدهر على واجهته:

بسم الله الرحمن الرحيم هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا * إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا *  إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاَسِلاً وَأَغْلاَلاً وَسَعِيرًا * إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا *عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا * يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا *  وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا.

 

باب مرقد العلامة الحلي

يقع هذا الباب في منطقة (الطارمة) قرب المئذنة الشمالية، ويبلغ ارتفاعه حوالي(2.80م) وعرضه (2م)، وقد فتح على ممر فيه مرقد العلامة الحلي يفضي إلى رواق الحرم، (وقد قام به فتح الله الأيرواني سنة (1373هـ))[5].IMG_0009

على جبهة الإطار الخارجي للباب الذهبي كتبت الآيات التالية (بسم الله الرحمن الرحيم وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ  * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ  * أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ  * قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) صدق الله العلي العظيم، وهناك جبهة علوية تتدلّى فوق مصراعي الباب مباشرة كتب عليها: (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار. سلام على عباده الذين اصطفى. سلام على آل ياسين. ادخلوها بسلام امنين).

على المصراع الأيمن- بالنسبة للداخل إلى الحرم- كتبت الأحاديث النبوية التالية على المينا المزخرفة في محيط دفّة الباب: (يا علي أنت مني وأنا منك. النظر في وجه علي عباده. طاعة علي طاعتي ومعصيته معصيتي. ياعلي أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي. يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي. ان عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي. من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. هذا وصيي وموضع سري وخير من اترك بعدي. من تولى عليا فقد تولاني ومن تولاني فقد تولى الله عز وجل. علي خير البشر فمن امترى فقد كفر).

كما كتب على المينا الزرقاء: (الله جل جلاله) وأسفله كتب: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله) وفي وسط الباب كتب بحجم كبير الآية الشريفة: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ)، وأسفلها كتب الحديث الشريف: (عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب/ تاريخ الخطيب البغدادي ج4 ص410).

كما كتب في أسفل هذا المصراع: (بسمه تعالى الحمد لله الذي أنعم عليّ ووفق مسعاي في عمل هذين البابين الذهبيين لمرقد سيد الوصيين في أبدع صورة من حيث الفن والجمال، وانفق على إنشائهما الموفق الحاج عبد الرسول الحاج محمد علي عجينة فقد بذل من خالص ماله قربة لوجهه المقدس).

أما في محيط دفّة الباب اليسرى فقد كتبت الأحاديث النبوية التالية: (لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار. يا علي طوبى لمن احبك وصدق فيك وويل لمن أبغضك وكذب فيك. علي مع القران والقران مع علي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. علي اخي ووزيري وخير من اترك من بعدي. ما انزل الله في القران آية يقول فيها يا أيها الذين امنوا إلا وعلي رئيسها وأميرها. علي أقضى بكتاب الله فمن أحبني فليحبه فان العبد لا ينال ولايتي إلا بحب علي. أوصي إلى علي في ثلاث انه سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين).

كما كتب على هذا المصراع مناظرا للمصراع الاخر: (محمد رسول الله)، (علي اخي ووصيي ووارثي من بعدي) وفي وسط الباب كتبت الآية الكريمة: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)، ودونها كتب الحديث الشريف: (علي مع الحق والحق مع علي).

وإلى جنب المئذنة الجنوبية الباب الذهبية الأخرى التي تشبه باب العلامة الحلي بشكل كبير، وهي باب مرقد المقدس الاردبيلي، وهي لا تفضي إلى رواق الحرم العَلَوي، وكتب على الإطار الخارجي لهذه الباب نفس الآيات التي ذُكرت في الباب المتقدم، كما نقشت أحاديث للرسول بحق أمير المؤمنين (عليه السلام) على واجهتها أيضاً، وجاءت باسم الكاتب (حبيب الله فضائلي)، وقد وجدنا آثار التصرف الهمجي اللامسؤول في محو اسم المتبرع أو الصائغ وكذلك التاريخ في أسفل الباب بشكل واضح.

 

باب الفضة المطلة على باب القبلة (باب المراد)

نصب هذا الباب سنة(1341هـ)، ويقع ضمن رواق الحرم العَلَوي المطهر في الجهة المقابلة لباب القبلة في الصحن الشريف، ونحن نجد على المصراع الايمن من الباب-بالنسبة للداخل للحرم- اسم المتبرع والقائم بالعمل في هذا الباب: (هو الموفق. قد وفِقَت لتفضيض هذه الباب المباركة خادمة الزهراء(عليها السلام) الحاجة أم عبد الواحدالحاج سكر وفّقها الله تعالى لكل خير، عمل أستاذ رجب علي زركر ولد مرحوم حاجي فتح الله شوشتري)، وكتب مناظرا لذلك على المصراع الآخر التالي: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ)، بقلم زني محمد حسن ولد مرحوم شيخ موسى حرره علي(1341هـ).

وهذا الباب من الأبواب الثمينة حيث حلّي بالذهب، يبلغ ارتفاعه(3،38م) وعرضه(2،10م)، وعُرف باسم باب المراد نسبة إلى السلطان العثماني مراد، فقد افتتح أثناء زيارته للمرقد الطاهر(وكان قبل ذلك مغلقاً، فدخل منه السلطان مراد سنة (1047هـ)، وذكر الشيخ محمد حرز الدين: أن باب المراد بقي مغلوقاً ولم يفتح إلا للملوك والسلاطين، وإن آخر من دخل منه السلطان ناصر الدين شاه القاجاري)[6].

نقشت العديد من الزخارف النباتية البارزة من الفضة على الباب، وكذلك كتبت الآيات الكريمة التالية: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) (نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ)، وكتب الحديث النبوي الشريف: (علي مني بمنزلة هارون من موسى..)

وبحروف كبيرة بارزة نقشت بالفضة على المصراع الأيسر- بالنسبة للداخل- قصيدة للعلامة الشيخ عبد الكريم الجزائري جاء فيها:

قِفْ ببابِ المرادِ بابِ عليّ                      تلقَ للأجرِ فيه فتحا مبينا

هو بابُ اللهِ الذي مَنْ أتاه                       خائفاً مِنْ خطاهُ عادَ أمينا

واخْلَعِ النعلَ عندَهُ باحتْرامٍ                             فهو بالفضلِ دونَه طورُ سينا

واطلبِ الإذنَ وانْح نحوَ ضريحٍ                 فيه أضحى سِرُّ الإلهِ دفينا

قد لجأنا بحبّ مَنْ حلَّ فيه                       ويقيناً من العذابِ يقينا

أنا في الحبِّ والولا رافضي                    لم أجدْ غيرَ حبِّهِ ليَ دينا  

وكتب على المصراع الآخر الأبيات التالية:         

يا سفينَ النجاةِ لَمْ أرَ إلاّ        أملي فيك للنجاة سفينا

يا إمامَ الهدى ببابكَ لُذْنَا      من ذنوب أَبْكَينَ منّا العيونا

لكَ جئنا فاشْفعْ لنا وأجرْنا       يومَ لا مالَ نافعٌ أو بنونا

فَتَحَ اللهُ للورى بعليٍّ              بابَ خيرٍ يأتونَه أجمعينا

قلْ لقصّادِ بابه ادْخلوه            بسلام لكم به آمنينا

فهو بابٌ به الرجا أرخوه         ذاك بابُ المرادِ للزائرينا

وهذه الباب تقع في مدخل يطل على الصحن الشريف من خلال واجهة خشبية تشبه الإيوان المقبب، وسقف هذا المدخل مزجج بكامله، وفي المنطقة التي تعلو الباب الفضي مباشرة يتخذ السقف شكل نصف قبة مزججة مكتوب فيها أسماء الأئمة ألاثني عشر(ع) بنسق لطيف.

وعلى يسار الداخل من هذا الباب بمسافة توجد باب من الخشب لحجرة في الرواق تطل بشباكها على الصحن الشريف، وهذه الباب مصنوعة من الخشب الساج الهندي نقشت بالنقوش النباتية البارزة والزخارف القريبة في شكلها من نقوش السجاد في العهد الصفوي(الثامن عشر الميلادي).

 وعلى مسافة من هذا الباب يقع باب آخر من الخشب لحجرة صغيرة جداً ضمن الرواق تطل بشباكها على إيوان مقبرة الحبوبي، وعلى مقربة من الباب المتقدم يقع باب لحجرة اخرى تطل بشباكها على الصحن الشريف ايضا، وتمتاز هذه الباب عن غيرها بلونها البني الغامق ونقوشها الكثيرة البارزة، وقد كتب على احدى دفتيها(بسم الله الرحمن الرحيم انا فتحنا لك فتحا مبينا) وعلى الدفة الثانية كتب(قال النبي صلى الله عليه واله انا مدينة العلم وعلي بابها).

 

باب الفضة المقابل لباب الشيخ الطوسي

يقع هذا الباب في الرواق الشمالي، ويقابل باب الشيخ الطوسي تقريباً، يبلغ ارتفاعه(3،38م) وعرضه(2م)، وقد تمت صياغته في العراق ونصب عام(1354هـ ــ 1936م) نقش على مصراعيه في وسط كل منهما بحروف بارزة من الفضة: (قد بنى هذا الباب في زمان داعي الزمان سيدنا ومولانا أبي محمد طاهر سيف الدين طوّل الله تعالى عمره إلى يوم الدين وقفاً من جهة عبده قادر بهاء بن حسن علي كهمبائى تاريخ 18 شهر ذي الحجة سنة 1352هـ).

واجهة هذا الباب مغطاة بصفائح الفضة المملوءة بالزخارف النباتية البارزة، وقد كتب على محيط كل من المصراعين أبياتا شعرية للناشئ الصغير البغدادي المتوفى(365هـ) مطلعها:

بآلِ محمدٍ عُرفَ الصوابُ               وفي أبياتِهم نَزلَ الكتابُ

وسنأتي على ذكرها في موضوع “أروقة الحرم العَلَوي”، كما كتب على المصراعين بخط كبير وجميل الآيات الكريمة التالية: (بسم الله الرحمن الرحيم. إنا فتحنا لك فتحا مبينا. جاء الحق وزهق الباطل. نصر من الله وفتح قريب)، مضافا إلى ذلك كتبت الأبيات الشعرية التالية:

علي حبه جنة             قسيم النار والجنة

وصي المصطفى حقا    إمام الإنس والجنة

وهذه الباب تقع في مدخل يطل على الصحن الشريف من خلال واجهة خشبية تشبه الإيوان المقبب يعلوها قوس من القاشاني المعرّق مكتوب عليه بخط مميز سورتي العاديات والكوثر، وسقف هذا المدخل مزجج بكامله، وفي المنطقة التي تعلو الباب الفضي مباشرة يتخذ السقف شكل نصف قبة مزججة مكتوب فيها أسماء الأئمة ألاثني عشر(ع) كما في باب المراد.   

وعلى يمين الداخل من باب الفضة هذا يقع على مقربة منه باب من الخشب لحجرة في الرواق تطل بشباكها على الصحن الشريف كتب على مصراعه الأيمن(باني هذا الباب الرفيع) وكُتِب على مصراعه الأيسر(ابن أحمد محمد ربيع سنة 1199).

وعلى مسافة من هذا الباب يقع باب آخر من الخشب لحجرة صغيرة جداً ضمن الرواق تطل بشباكها على إيوان العلماء لم نجد عليها اسم أو تاريخ.

وعلى مقربة من الباب المتقدم يقع باب الحجرة التي تطل بشباكها على الصحن الشريف مقابل مقبرة السيد شرف الدين العاملي(قدس سره)، هذه الأبواب الخشبية جميعا مصنوعة من الخشب الساج الهندي نقشت بالنقوش النباتية البارزة والزخارف القريبة في شكلها من نقوش السجاد في العهد الصفوي(الثامن عشر الميلادي).

ومن الجدير بالذكر إن هذه الأبواب كانت مصبوغة قد أخفيت معالمها الحقيقية، وقد ذكر الأستاذ جابر عباس مدير الأوقاف السابق أنه بعد تنظيفها ومعالجتها تبين أنها منقوشة ومطعمة بالذهب والمينا، والمتبرع بها صادق وعلي بيت الزكي.

———————————————————————–

 [1]مشهد الإمام، محمد علي التميمي 237:1

[2](المثقال يساوي خمسة غرامات)

[3]مشهد الإمام، محمد علي التميمي 239:1

[4]ماضي النجف وحاضرها، جعفر محبوبه 78:1

[5] المفصل، حسن الحكيم 76:2

[6] المفصل، حسن الحكيم 77:2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.