الخميس , 28 مارس 2024

آية المباهلة:

و من الآيات التي تدل على أفضلية المرتضى عليه السلام من جميع الأنبياء ـ سوى نبينا صلى الله عليه و آله و سلم ـ قوله تعالى: فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبنائكم و نساءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين (1) .

معنى الآية:

فمن حاجك في شأن عيسى عليه السلام بعد ما قصصت عليك من خبره و جلية أمره فقل لهم: أقبلوا و ليدع كل منا و منكم أبناءه و نساءه و أنفسه للمباهله، فنجعل لعنة الله على الذين يفترون .

شأن نزول الآية:

من المسائل التى كادت تعد في الضروريات الأولية نزول آية المباهلة في حق أهل الكساء، و الخمسة النجباء عليهم السلام حتى إن كثيرا من المحدثين و المفسرين والمورخين و المتكلمين ذكروه في كتبهم و أرسلوه إرسال المسلمات، بل ذهب جل أهل القبلة على أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم لم يدع للمباهلة من النساء سوى بضعته الزهراء عليها السلام، و من الأبناء سوى سبطيه و ريحانيته من الدنيا الحسن و الحسين عليهما السلام، و من الأنفس إلا أخاه الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى عليه السلام، فهؤلاء أصحاب هذه الآية. و قد ذكر نزول الآية فيهم عليهم السلام كثير من علماء العامة، و إليك ذكر بعضها:

1ـ قال محمد بن جرير الطبري في تفسيره: «غدا النبي صلى الله عليه و آله و سلم محتضنا حسينا آخذا بيد الحسن، و فاطمة تمشي خلفه صلوات الله عليهم أجمعين (2) ».

2ـ و أخرج الحاكم في «المستدرك» و صححه و ابو نعيم في «الدلائل» عن جابر الأنصاري، قال: «قدم على النبي صلى الله عليه و آله و سلم العاقب و السيد فدعاهما إلى الإسلام ـ إلى أن قال : ـ فدعاهما إلى الملاعنة فوعداه، فغدا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و أخذ بيد علي و فاطمة و الحسن و الحسين ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيباه ـ إلى أن قال ـ : «أنفسنا و أنفسكم» رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وعلي، و«أبناءنا» الحسن و الحسين و«نساءنا» فاطمة (3) ».

3ـ قال جار الله محمود الزمخشري في تفسيره: «فأتوا (يعني نصارى نجران) رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و قد غدا محتضنا الحسين، آخذا بيد الحسن، و فاطمة تمشي خلفه، و على خلفها و هو يقول: إذا أنا دعوت فأمنوا، فقال اسقف نجران: يا معشر النصارى! إني لأرى وجوها لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها، فلا تباهلوا فتهلكواـ إلى أن قال:ـ و فيه دليل لا شي‏ء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء عليهم السلام (4) ـ الخ».

4ـ قال فخر الدين الرازي في تفسيره: «إنه عليه السلام لما أورد الدلائل على نصارى نجران ثم إنهم أصروا على جهلهم فقال عليه السلام: إن الله أمرني إن لم تقبلوا الحجة أن أباهلكم، فقالوا : يا أبا القاسم! بل نرجع فننظر في أمرنا ثم نأتيك. فلما رجعوا قالوا للعاقب ـ و كان ذا رأيهم ـ : يا عبد المسيح! ما ترى؟ فقال: و الله، لقد عرفتم، يا معشر النصارى! أن محمدا نبي مرسل، و لقد جاءكم بالكلام الحق في أمر صاحبكم ـ إلى أن قال:ـ و كان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم خرج و عليه مرط (5) من شعر أسود، و كان قد احتضن الحسين، و أخذ بيد الحسن، و فاطمة تمشي خلفه، و علي ـ رضي الله عنه ـ خلفها، و هو يقول: إذا دعوت فأمنوا، فقال اسقف نجران: يا معشر النصارى! إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها، فلا تباهلوا فتهلكوا، و لا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة».

و قال في آخر كلامه: «و روي أنه عليه السلام لما خرج في المرط الأسود فجاء الحسن ـ رضي الله عنه ـ فأدخله، ثم جاء الحسين ـ رضي الله عنه ـ فادخله ثم فاطمة، ثم علي ـ رضي الله عنهما ـ، ثم قال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا. و اعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير و الحديث (6) ».

5ـ قال القرطبي في تفسيره: «أبناءنا دليل على أن أبناء البنات يسمون أبناء، و ذلك أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم جاء بالحسن و الحسين و فاطمة تمشي خلفه و علي خلفها و هو يقول لهم: إن أنا دعوت فأمنوا (7) ».

6ـ قال سبط ابن الجوزي: «لما نزل قوله تعالى: ندع أبناءنا و أبناءكم دعا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عليا و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام و قال: اللهم هؤلاء أهلي (8) »

7ـ قال ابو حيان الاندلسي : «لما نزلت هذه الآية: قل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم دعا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فاطمة و حسنا و حسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي (9) ».

8ـ قال الحافظ أحمد بن حنبل في مسنده: «و لما نزلت هذه الآية: ندع أبناءنا و أبناءكم دعا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عليا و فاطمة و حسنا و حسينا ـ رضوان الله عليهم اجمعين ـ فقال:اللهم هؤلاء أهلى (10) ».

9ـ قال الحافظ الكنجي الشافعي: «لما نزلت هذه الاية: ندع أبناءنا و أبناءكم…دعا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عليا و فاطمة و حسنا و حسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلى (11) ».

أقول: هذه الأقوال التي ذكرناها في شأن نزول الاية قطرة من البحر ذرة من القفر، فإن شئت الزيادة فراجع «إحقاق الحق (12) ».

و جدير بنا أن ننقل ههنا التشقيق الذي يحتمل في الاية و هو ما قاله المحقق البارع، الشيخ محمد تقي الفلسفي ـ صانه الله من حوادث الدهر و سوء الزمان ـ : «إن مباهلة و ملاعنة أهل الكساء و الخمسة النجباء ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ مع نصارى نجران لا تخلو عن أربعة وجوه في العقل و التصور:

الاول: أن تستجاب مباهلة كل واحد من الطرفين، فتكون هذه سببا لاستيصالهما و هلاكة كل واحد منهما.

الثاني: أن لا تستجاب مباهلة كل من الخصمين كليهما، فيكون هذا سببا لسقوطهما عن أعين الناس لا سيما إذا كان المباهلون من ولاة الأمر و الدعاة إلى الدين كما فيما نحن فيه.

الثالث :أن تستجاب مباهلة أهل نجران فتكون سببا لوقوع العذاب على مخالفهم.

الرابع:أن تستجاب مباهلة و ملاعنة أهل البيت ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ فتكون سببا لهلاكة خصمهم. فالغالب من هذه الإحتمالات يمنع كل واحد من الخصمين عن الإقدام على المباهلة لأن فيه الإطمينان مظنة الهلكة و الاستيصال و العذاب.

فإذا اتضح هذا يعلم منه أن الخمسة الطيبة عليهم السلام كانوا في أعلى درجات اليقين و الاطميان، فلو كان في نفوسهم الشريفة ـ العياذ بالله ـ قلق، أو اضطراب، أو وسوسة في الإجابة و عدمها لم يقدموا أبدا على المباهلة، لأن في إقدامهم عليهم السلام فيها إما احتمال الهلكة و النقمة و العذاب أو سقوط منزلتهم و هيبتهم عن أعين الناس. و لهذه الوساوس و الشك و الريب امتنع أهل نجران و انصرفوا لم يجرؤوا على المباهلة، و بعد إنصرافهم عن الملاعنة و المباهلة قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: «و الذي نفسي بيده، إن الهلاك قد تدلى على أهل نجران، و لو لاعنوا لمسخوا قردة و خنازير، و لاضطرم عليهم الوادي نارا، و لاستأصل الله نجران و أهله حتى الطيور على رؤوس الشجر،و لما حال الحول على النصارى حتى يهلكوا (13) ».

و لعل هذا المعنى، أعني عدم الخطور النفسانية و الوساوس في نفوسهم الشريفة و تعميم المباهلة و الملاعنة بين النبي صلى الله عليه و آله و سلم و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ و بين نصارى نجران يستفاد من نفس الآية الكريمة إذا أمعنت النظر فيها .

قال العلامة الطباطبائى رحمه الله: «و ههنا نكتة أخرى و هي أن في تذكيره صلى الله عليه و آله و سلم بالعلم تطييبا لنفسه الشريفة أنه غالب بإذن الله و أن ربه ناصره و غير خاذله البتة».

قال أيضا: «و المباهلة و الملاعنة و إن كانت بحسب الظاهر كالمحاجة بين ‏رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و بين رجال النصارى لكن عمت الدعوة للأبناء و النساء ليكون أدل على اطمينان الداعى بصدق دعواه و كونه على الحق لما أودعه الله سبحانه في قلب الإنسان من محبتهم و الشفقة عليهم فتراه يقيهم بنفسه و يركب الأهوال و المخاطرات دونهم و في سبيل حمايتهم و الغيرة عليهم و الذب عنهم، و لذلك بعينه قدم الأبناء على النساء لأن محبة الإنسان بالنسبة إليهم أشد و أدوم».

و قال أيضا: «و قوله عز و جل: فنجعل لعنة الله كالبيان للابتهال، و قد قيل: فنجعل، و لم يقل : فنسأل، إشارة إلى كونها دعوة غير مردودة حيث يمتاز بها الحق من الباطل».

و قال أيضا: «قوله عز و جل: الكاذبين مسوق سوق العهد، دون الإستغراق أو الجنس، إذ ليس المراد جعل اللعنة علي كل كاذب أو على جنس الكاذب، بل على الكاذبين الواقعين في أحد طرفي المحاجة الواقعة بينه  صلى الله عليه و آله و سلم و بين النصارى، حيث قال صلى الله عليه و آله و سلم: إن الله لا إله غيره و إن عيسى عبده و رسوله، و قالوا: إن عيسى هو الله، أو إنه ابن الله، أو إن الله ثالث ثلاثة. و على هذا، فمن الواضح أن لو كانت الدعوى و المباهلة عليها بين النبي صلى الله عليه و آله و سلم و بين النصارى، أعني كون أحد الطرفين مفردا و الطرف الآخر جمعا كان من الواجب التعبير عنه بلفظ يقبل الإنطباق على المفرد و الجمع معا كقولنا : فنجعل لعنة الله على من كان كاذبا.

فالكلام يدل على تحقق كاذبين بوصف الجمع في أحد طرفي المحاجة و المباهلة على أي حال إما في جانب النبي صلى الله عليه و آله و سلم و إما في جانب النصارى، و هذا يعطى أن يكون الحاضرون للمباهلة شركاء في الدعوى فإن الكذب لا يكون إلا في الدعوى، فلمن حضر مع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، و هم على و فاطمة و الحسنان عليهم السلام شركة في الدعوى و الدعوة مع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، و هذا من أفضل المناقب التي خص الله به أهل بيت نبيه عليهم السلام كما خصهم باسم الانفس و النساء و الأبناء لرسوله صلى الله عليه و آله و سلم من بين رجال الامة ونسائهم و أبنائهم (14) ».

و قال المراغي في تفسيره: «و فى تقديم هؤلاء (أي الأبناء و النساء) على الانفس في المباهلة مع أن الرجل يخاطر بنفسه لهم إيذان بكمال أمنه صلى الله عليه و آله و سلم و تمام ثقته بأمره و قوة يقينه و بأنهم لن يصيبهم في ذلك مكروه (15) ».

و قال الزمخشري: «فإن قلت: ما كان دعاؤه إلى المباهلة إلا ليتبين الكاذب منه و من خصمه و ذلك أمر  يختص به و بمن يكاذبه فما معنى ضم الأبناء و النساء؟

قلت: ذلك آكد في الدلالة على ثقته بحاله و استيقانه بصدقه، حيث استجرأ على تعريض أعزته و أفلاذ كبده و أحب الناس إليه لذلك… و خص الأبناء و النساء لأنهم أعز الأهل و ألصقهم بالقلوب و ربما فداهم الرجل بنفسه حارب دونهم حتى يقتل…و قدمهم في الذكر على الأنفس لينبه على مكانتهم و قرب منزلتهم و ليؤذن بأنهم مقدمون على الأنفس (16) ».

و قال العلامة، السيد شرف الدين رحمه الله: «و هناك نكتة يعرف كنهها علماء البلاغة، و يقدر قدرها الراسخون في العلم العارفون بأسرار القرآن، و هي أن الاية الكريمة ظاهرة في عموم الأبناء و النساء و الأنفس كما يشهد به علماء البيان و لا يجهله أحد ممن عرف أن الجمع المضاف حقيقة في الإستغراق، و إنما اطلقت هذه العمومات عليهم بالخصوص تبيانا لكونهم ممثلى الاسلام، و إعلانا لكونهم أكمل الأنام، و أذانا بكونهم صفوة العالم، و برهانا على أنهم خيرة الخيرة من بنى آدم، و تنبيها ألى أن فيهم من الروحانية الاسلامية و الاخلاص لله في العبودية ما ليس في جميع البرية، و أن دعوتهم إلى المباهلة بحكم دعوة الجميع، و حضورهم خاصة فيها منزل منزلة حضور الامة عامة، و تأمينهم على دعائه مغن عن تأمين من‏عداهم، و بهذا جاز التجوز بإطلاق تلك العمومات عليهم بالخصوص. و من غاص على أسرار الكتاب الحكيم و تدبره و وقف على أغرانه يعلم أن إطلاق هذه العمومات عليهم بالخصوص إنما هو على حد قول القائل:

ليس على الله بمستنكر 

أن يجمع العالم في واحد

ـ إلى أن قال: ـ: «بقيت نكتة يجب التنبه لها، و حاصلها: أن اختصاص الزهراء من النساء و المرتضى من الأنفس مع عدم الاكتفاء بأحد السبطين من الأبناء دليل على ما ذكرناه من تفضيلهم عليه السلام لأن عليا و فاطمة لما لم يكن لهما نظير في الأنفس و النساء كان وجودهما مغنيا عن وجود من سواهما بخلاف كل من السبطين فإن وجود أحدهما لا يغني عن وجود الاخر لتكافئهما، و لذا دعاهما صلى الله عليه و آله و سلم جميعا و لو دعا أحدهما دون صنوه كان ترجيحا بلا مرجح و هذا ينافي الحكمة و العدل، نعم لو كان ثمة في الأبناء من يساويهما لدعاه معهما كما أنه لو كان لعلي نظير من الأنفس أو لفاطمة من النسأء لما حاباهما، عملا بقاعدة الحكمة و العدل و المساواة (17) ».

أفضلية علي عليه السلام المستفادة من الآية:

و أدل الدلائل على أفضلية علي بن أبي طالب عليه السلام من جميع البشر و الأنبياء عليه السلام سوى نبينا محمد صلى الله عليه و آله و سلم قوله تعالى «أنفسنا» في الاية الشريفة، إذا المراد من «أنفسنا» كما ظهر من الروايات و أقوال المؤرخين و لا المحدثين هو نفس علي عليه السلام.

قال محمد بن طلحة الشافعي: «فانظر بنور بصيرتك ـ أيدك الله بهدايتها ـ إلى مدلول هذه الاية (آية المباهلة) و ترتيب مراتب عباراتها و كيفية إشاراتها إلى علو مقام فاطمة ـ عليها السلام ـ في منازل الشرف و سمو درجتها، و قد بين ذلك صلى الله عليه و آله و سلم و جعلها بينه و بين علي عليهما السلام تنبيها على سر الاية و حكمتها فإن الله عز و جل جعلها مكتنفة من بين يديها و من خلفها ليظهر بذلك الاعتناء بمكانتها . و حيث كان المراد من قوله «و أنفسنا» نفس علي مع النبي جعلها بينهما إذا الحراسة بالاحاطة بالأنفس أبلغ منها بالأبناء في دلالتها (18) ».

و قال أحمد بن حجر الهيتمي: «أخرج الدار قطني أن عليا يوم الشورى احتج على أهلها فقال لهم: أنشدكم بالله، هل فيكم أحد أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في الرحم مني، و من جعله صلى الله عليه و آله و سلم نفسه و أبناءه أبناءه و نساءه نساءه غيري؟ قالوا : اللهم لا،ـ الحديث (19) ».

و قال الفخر الرازي في تفسيره: «المسألة الخامسة: كان في الري رجل يقال له: محمود بن الحسن الحمصي، و كان معلم الاثني عشرية، و كان يزعم أن عليا ـ رضى الله عنه ـ أفضل من جميع الأنبياء سوى محمد صلى الله عليه و آله و سلم، قال: و الذي يدل عليه قوله تعالى: «وأنفسنا و أنفسكم»، و ليس المراد بقوله «أنفسنا» نفس محمد صلى الله عليه و آله و سلم لأن الانسان لا يدعو نفسه بل المراد به غيره، و أجمعوا على أن ذلك الغير كان علي بن أبي طالب ـ رضى الله عنه ـ فدلت الآية على أن نفس علي هي نفس محمد صلى الله عليه و آله و سلم، و لا يمكن أن يكون المراد منه أن هذه النفس هي عين تلك النفس، فالمراد أن هذه النفس مثل تلك النفس، و ذلك يقتضي الاستواء في جميع الوجوه. ترك العمل بهذا العموم في حق النبوة و في حق الفضل لقيام الدلائل على أن محمدا عليه السلام كان نبيا و ما كان علي كذلك. و لانعقاد الإجماع على أن محمد عليه السلام كان أفضل من علي ـ رضي الله عنه ـ فيبقى فيما وراءه معمولا به، ثم الإجماع دل على أن محمد عليه السلام كان أفضل من سائر الأنبياء عليهم السلام فيلزم أن يكون علي أفضل من سائر الأنبياء. فهذا وجه ‏الاستدلال بظاهر هذه الاية (20) .

ثم قال (أي الحمصي) : و يؤيد الإستدلال بهذه الآية الحديث المقبول عند الموافق و المخالف و هو قوله عليه السلام: «من أراد أن يرى آدم في علمه، و نوحا في طاعته، و إبراهيم في خلته، و موسى فى هيبته، و عيسى في صفوته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ» فالحديث دل على أنه اجتمع فيه ما كان متفرقا فيهم، و ذلك يدل على أن عليا ـ رضى الله عنه ـ أفضل من جميع الأنبياء، سوى نبينا محمد صلى الله عليه و آله و سلم، و أما سائر الشيعة فقد كانوا قديما و حديثا يستدلون بهذه الآية على أن عليا ـ رضى الله عنه ـ مثل نفس محمد عليه السلام إلا فيما خصه الدليل، و كان نفس محمد أفضل من الصحابة فوجب أن يكون نفس علي أفضل أيضا من سائر الصحابة».

ثم قال الفخر الرازي: «و الجواب أنه كما انعقد الإجماع بين المسلمين على أن محمد صلى الله عليه و آله و سلم أفضل من علي فكذلك انعقد الإجماع بينهم قبل ظهور هذا الانسان على أن النبي أفضل ممن ليس بنبى، و أجمعوا على أن عليا ـ رضى الله عنه ـ ما كان نبيا، فلزم القطع بأن ظاهر الآية كما أنه مخصوص في حق محمد صلى الله عليه و آله و سلم فكذلك مخصوص في حق الأنبياء عليهم السلام (21) ».

أقول: لما لا حظت كلام الرازي فأمعن النظر في كلام العلامة المجاهد، الشيخ محمد الحسن المظفر رحمه الله حول كلامه، قال: «و يستفاد من الرازي في تفسير الآية تسليم دلالتها على أفضليته من الصحابة لأنه نقل عن الشيخ محمود بن الحسن الحمصي أنه استدل بجعل علي عليه السلام نفس النبي صلى الله عليه و آله و سلم على كونه أفضل من جميع الأنبياء سوى محمد لأن النبي أفضل منهم و علي نفسه، و نقل عن الشيعة قديما و حديثا الاستدلال بذلك على فضل على على جميع الصحابة، و ما أجاب الرازي‏ إلا عن الأول بدعوى الإجماع على أن الأنبياء أفضل من غيرهم قبل ظهور الشيخ محمود.

و فيه: أن الإجماع إنما هو على فضل صنف الأنبياء على غيره من الأصناف و فضل كل نبي على جميع امته لافضل شخص من الأنبياء على كل من عداهم حتى لو كان من امم غيرهم. ـ إلى أن قال:ـ و لم يختص تفضيل أمير المؤمنين على من عدا محمد صلى الله عليه و آله و سلم من الأنبياء بالشيخ محمود حتى ينافي ما ادعاه الرازي من الإجماع بل قال به الشيعة قبل وجود الشيخ محمود و بعده مستدلين بالآية الكريمة و غيرها من الآيات (22) ».

و قال السماحة الحجة، العلامة المجاهد، السيد شرف الدين رحمه الله بعد نقل كلام الرازي : «و أمعن النظر تجده قد أوضح دلالة الآية على ذلك غاية الإيضاح و نادى (من حيث لا يقصد) حي على الفلاح، لم يعارض الشيعة فيما نقله عن قديمهم و حديثهم و لا ناقشهم فيه بكلمة واحدة فكأنه أذعن لقولهم و اعترف بدلالة الآية على رأيهم، و إنما ناقش المحمود بن الحسن كما لا يخفى، على أن الاجماع الذي صال به الرازي على المحمود لا يعرفه المحمود و من يرى رأيه، فافهم (23) ».

و قال العلامة السبيتي، مؤلف «راية الحق» في كتابه القيم «المباهلة» بعد نقل كلام الرازي بتمامه: «و القارى‏ء يلاحظ معنا أنه لم يناقش في دلالة الآية على أفضلية على عليه السلام على سائر الصحابة، و يلاحظ أيضا أنه لم يناقش في اتفاق المسلمين على صحة الخبر الدال على أن ما تفرق من الصفات في الأنبياء عليهم السلام قد اجتمعت جميعا في شخص علي عليه السلام، و هذا يتضح من جوابه على دعوى ابن الحسن الحمصي أن عليا أفضل من سائر الأنبياء سوى محمد صلى الله عليه و آله و سلم، و كذلك لم يرد على الشيعة ما استفادوه من دلالة الآية الكريمة على أفضلية علي عليه السلام، و كل ‏ما في الأمر أنه ناقش ابن الحسن الحمصي فيما ادعاه من الاجماع بإجماع ادعاه هو نفسه و فرضه على المسلمين فرضا. و لمحمود الحمصي أن يقول: إن إجماعا يخرج منه النخبة الممتازة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و يخرج منه الهاشميون جميعا و يخرج منه الشيعة ليس بإجماع على كل تفسير يفسر به الفخر الرازي الاجماع، و لا  يقام لهذا الاجماع وزن بين الاجماعات التي يدعيها المسلمون . و غير جائز في العقل أن يكون إجماع و نصف المسلمين على التقريب يقولون بأفضلية علي عليه السلام على سائر الأنبياء.

ثم يعود محمود بن الحسن الحمصي فيقول: إن المسلمين و النخبة الممتازة من صحب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أجمعوا قبل أن يخلق الله هذا الانسان (أعني الفخر الرازي) و من على رأيه على أن عليا عليه السلام أفضل من خلق الله باستثناء محمد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم. و يبدو لنا أن هذا صحيح من وجهة الأمر الواقع، و أن هذا الاجماع هو الاجماع الصحيح المعتبر الذي يصح أن يحتج به المسلمون إذا راجعنا إلى شروط حجية الاجماع و إمكان تحققه و وقوعه (24) ».

كلام مزيف من صاحب المنار حول الآية:

قال في «تفسير المنار»: «الرويات متفقة على أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم اختار للمباهلة عليا و فاطمة و ولديهما، و يحملون كلمة «نساءنا» على فاطمة، و كلمة «أنفسنا» على علي فقط. و مصادر هذه الروايات الشيعة و مقصدهم منها معروف، و قد اجتهدوا في ترويجها ما استطاعوا حتى راجت على كثير من أهل السنة، و لكن واضعيها لم يحسنوا تطبيقها على الآية، فإن كلمة «نساءنا» لا يقولها العربي و يريد بها بنته لا سيما إذا كان له أزواج، و لا يفهم هذا من لغتهم. و أبعد من ذلك أن يراد «أنفسنا» علي ـ عليه الرضوان ـ (25) ».

أقول: ما أقول في رجل اتخذ إلهه هواه و أضله الله على علم، و ختم على سمعه و قلبه؟ لست أدري ما يريد بقوله «إن مصادر هذه الروايات الشيعة» فإن إمامهم الرازي ادعى الاتفاق على صحتها، و هو مع أنه إمام المشككين يقول في تفسيره: «لما خرج صلى الله عليه و آله و سلم في المرط الأسود فجاء الحسن ـ رضى الله عنه ـ فأدخله، ثم جاء الحسين ـ رضى الله عنه ـ فأدخله، ثم فاطمة ثم علي ـ رضي الله عنهماـ ثم قال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا. و اعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير و الحديث (26) ».

و روى ابن طاووس رحمه الله في كتابه القيم «سعد السعود» حديث المباهلة من كتاب «تفسير ما نزل من القرآن في النبي و أهل بيته» لمحمد بن العباس بن مروان، المعروف بابن الحجام (أو ابن الماهيار) من أحد و خمسين طريقا. قال رحمه الله: «و في آية المباهلة بمولانا علي و فاطمة و الحسن و الحسين ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ لنصارى نجران، رواه من أحد و خمسين طريقا عمن سماه من الصحابة و غيرهم، رواه عن:

1ـ أبي الطفيل عامر بن واثلة

2ـ و عن جرير بن عبد الله السجستاني

3ـ و عن أبي قيس المدني

4ـ و عن أبي إدريس المدني

5ـ و عن الحسن بن مولانا علي

6ـ و عن عثمان بن عفان

7ـ و عن سعد بن أبي وقاص

8ـ و عن بكر بن مسمار (سمال)

9ـ و عن طلحة ابن عبد الله

10ـ و عن الزبير بن العوام

11ـ و عن عبد الرحمن بن عوف

12ـ و عن عبد الله بن عباس

13ـ و عن ابي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم

14ـ و عن جابر بن عبد الله

15ـ و عن البراء بن عازب

16ـ و عن انس بن مالك

17ـ و عن المنكدر بن عبد الله عن أبيه

18ـ و عن علي بن الحسين عليهما السلام ـ و عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليه السلام

20ـ و عن أبي عبد الله جعفر ابن محمد الصادق عليهما السلام

21ـ و عن الحسن البصري

22ـ و عن قتادة

23ـ و عن علباء بن أحمر

24ـ و عن عامر بن شراحيل الشعبي

25ـ و عن يحيى بن نعمان

26ـ و عن مجاهد بن حمر الكمي

27ـ و عن شهر بن حوشب.

و نحن نذكر حديثا واحداـ إلى أن قال:ـ فلما كان من غد غدا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بيمينه علي، و بيساره الحسن و الحسين، و من ورائهم فاطمة، عليهم الحلل، و على كتف رسول الله صلى الله عليه و آله  و سلم كساء فأمر بشجرتين فكسح ما بينهما و نشر الكساء عليهما و أدخلهم تحت الكساء، و أدخل منكبه الأيسر معهم تحت الكساء معتمدا على قوله اليقع (النبع) ، و رفع يده اليمنى إلى السماء للمباهلة، و أشرف الناس ينظرون، و اصفر لون السيد و العاقب و زلزلا حتى كاد أن يطيش عقولهما، فقال أحدهما لصاحبه: أنباهله؟ قال: أو ما علمت أنه ما باهل قوم قط نبيا فنشأ صغيرهم و بقي كبيرهم؟ ـ الحديث (27) ».

أقول: و أعتقد أن صاحب المنار ما قال هذا الكلام إلا لعناده لأمير المؤمنين عليه السلام ـ اللهم عامله بما كان عليه ـ . و من علامة كراهته لأهل البيت عليهم السلام كلامه في موارد شتى فيهم عليهم السلام، قال (في ج 10:ص 460) : «إن أحاديث المهدي لا يصح منها شى‏ء يحتج به،و إنها مع ذلك متعارضة متدافعة، و إن مصدرها نزعة سياسية شيعية معروفة، و للشيعة فيها خرافات مخالفة لاصول الدين (28) ».

و قال أيضا (في ج 3:ص 332) :«و أخرج ابن عساكر عن جعفر بن محمد عن أبيه قل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم قال: فجاء بأبي بكر و ولده و بعمر و ولده و بعثمان و ولده و بعلي و ولده». و قال أيضا (في ج 12:ص 53) في تفسير قوله تعالى: «أفمن كان على بينة من ربه و يتلوه شاهد منه (29) »: «و في الشاهد روايات اخرى…و منها أنه علي ـ رضي الله عنه ـ يرويه الشيعة و يفسرونه بالإمامة …و قابلهم خصومهم بمثلها فقالوا: إنه أبو بكر».

و قال أيضا (في ج 8:ص 426) في تفسير قوله تعالى: فأذن مؤذن أن لعنة الله على الظالمين (30) : «و رواية الإمامية عن الرضا عليه السلام و ابن عباس أنه علي ـ كرم الله وجهه ـ مما لم يثبت من طريق أهل السنة و بعيد عن هذا الإمام أن يكون مؤذنا و هو إذ ذاك في حظائر القدس» .

و قال أيضا (في ج 8:ص 433) في تفسير قوله تعالى: و بينهما حجاب و على الأعراف رجال (31) :«اختلف المفسرون فيهم (أي في أهل الأعراف الذين يقومون فيه و ينادون الناس على أقوال …) أنهم العباس و حمزة و علي و جعفر ذو الجناحين ـ رضي الله عنه ـ و هذا القول ذكر الآلوسي أن الضحاك رواه عن ابن عباس و لم نره في شي‏ء من كتب التفسير المأثور،و الظاهر أنه نقله عن تفاسير الشيعة».

أقول:بعد ما لاحظت ما ذكرناه من صاحب «المنار» و عقيدته، وددنا أن نسائل الرجل و نظراءه و إخوانه: لو سلمنا أن مصادر هذه الروايات الشيعة على رأيكم ـ و الحال أن هذه الأحاديث جاءت في صحاحكم و مسانيدكم و تلقاها أهل الحديث و التفسير و التاريخ بالقبول كما شاهدت في كلام الرازي فما جرم الشيعة و ما ذنبهم حتى لا يحتج بأحاديثهم؟ عجبا لقوم يحتجون بأحاديث الخوارج و لا يقبلون أحاديث من اقتدوا بمولاهم و سيدهم، عديل القرآن، نفس النبي صلى الله عليه و آله و سلم علي بن أبي طالب ـ عليه صلوات الله ألف ألف مرة ـ!

نعم، إن للشيعة ذنبا عظيما و هو ولاؤهم و محبتهم لأهل البيت عليهم السلام الذين قرن‏الله طاعتهم بطاعته، و معصيتهم بمعصيته، الذين هم أساس الدين، و عماد اليقين، الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، الذين من تمسك بهم نجا، و من تخلف عنهم غرق، الذين هم أبواب مدينة علم الرسول، و هم أبواب مدينة الحكمة و مدينة الجنة و مدينة الفقه، و الذين هم السبيل الواضح و الطريق المهيع.

نعم، جرم الشيعة تشيعهم و محبتهم لأهل بيت النبي عليهم السلام حتى جعل القوم التشيع و المحبة لهم عليهم السلام سببا للجرح و القدح في رواتهم، و البغض و النصب لهم سببا للتعديل و التوثيق، فتعسا لهم و قبحا، فأين تذهبون؟ و أنى تؤفكون؟ و الأعلام قائمة، و المنار منصوبة، و الآيات واضحة، و بينكم عترة نبيكم،هم أزمة الحق، و ألسنة الصدق.

قال ابن حجر العسقلاني في «هدي الساري» و هو مقدمة «فتح الباري» (ص 231) : «فصل في تمييز أسباب الطعن: و التشيع محبة علي و تقديمه على الصحابة، فمن قدمه على أبي بكر و عمر فهو غال في تشيعه و يطلق رافضي و إلا فشيعي».

و قال أيضا في «تهذيب التهذيب» (ج 8:ص 458) : «فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهورا بصدق اللهجة و التمسك بأمر الديانة بخلاف من يوصف بالرفض فإن غالبهم كاذب و لا يتورع في الأخبار .و الأصل فيه: أن الناصبة اعتقدوا أن عليا رضي الله عنه قتل عثمان و كان أعان عليه، فكان له ديانة بزعمهم، و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون».

قال العلامة الحضر موتي، السيد محمد بن عقيل، حول كلام العسقلاني: «لا يخفي أن معنى كلامه هذا أن جميع محبي علي عليه السلام المقدمين له على الشيخين روافض، و أن محبيه المقدمين له على من سوى الشيخين شيعة، و كلا الطائفتين مجروح العدالة، و على هذا فجملة كبيرة من الصحابة الكرام كالمقداد و زيد بن أرقم و سلمان و أبي ذر و خباب و جابر و أبي سعيد الخدري و عمار و أبي بن كعب و حذيفة و بريدة و أبي أيوب و سهل بن حنيف و عثمان بن حنيف وأبي الهيثم و خزيمة بن ثابت و قيس بن سعد و أبي الطفيل عامر بن واثلة و العباس بن عبد المطلب و بنيه و بني هاشم و بني المطلب كافة و كثير غيرهم كلهم روافض لتفضيلهم عليا عليه السلام على الشيخين و محبتهم له، و يلحق بهم من التابعين و تابعي التابعين من أكابر الأئمة و صفوة الامة من لا يحصى عددهم و فيهم قرناء القرآن، و جرح هؤلاء و الله قاصمة الظهر (32) ».

و قال أيضا رحمه الله في رد قول العسقلاني (و الاصل فيه أن الناصبة…) : «و أقول: يستفاد من عبارته هذه الاعتذار للناصبية ـ عاملهم الله بعدله ـ بأن اعتقادهم و تدينهم بما ذكره من بغض من هو نفس النبي صلى الله عليه و آله و سلم مسوغ لهم ذلك. و فساد هذا بديهي لا يشك فيه منصف لأنه لو ساغ أن يكون الاعتذار و التدين بالباطل مما يعذر الله به أحدا لكان اليهود و النصارى واسع العذر في كفرهم و بغضهم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لأنهم اعتقدوا كذبه و تدينوا به تبعا لأحبارهم و رهبانهم، و بديهي بطلان هذا (33) ».

أيها القارى‏ء! أحب أن تسير معي حتى ننظر في تراجم رجال من الموالين لاهل البيت عليهم السلام فإنهم ـ رضوان الله عليهم ـ نبذوا و قدحوا لتشيعهم و مقتوا لولايتهم، جزاهم الله عن صاحب الولاية خير الجزاء.

1ـابن عقدة:

قال الذهبي (المتوفى 747) و هو من كبار علماء العامة: «ابن عقدة، حافظ العصر و المحدث البحر أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي مولى بني هاشم، و كان نحويا صالحا يلقب بعقد هـثم قال: ـ و كان إليه المنتهى فى قوة الحفظ و كثرة الحديث…و مقت لتشيعة. و عن ابن عقدة، قال: أنا اجيب في ‏ثمانمائة ألف حديث من حديث أهل البيت و بني هاشم، و عنه قال: احفظ مائة ألف حديث بأسانيدها. أراد ابن عقدة أن ينتقل و كانت كتبه ستمائة حملة (34) ».

2ـالشيخ المفيد:

قال الخطيب في تاريخه:«محمد بن محمد بن النعمان، ابو عبد الله، المعروف ب«ابن المعلم» شيخ الرافضة، صنف كتبا كثيرة في ضلالاتهم و الذب عن اعتقاداتهم و مقالاتهم ـ إلى أن قال:ـ كان أحد أئمة الضلال، هلك به خلق من الناس إلى أن أراح الله المسلمين منه (35) ».

و قال أيضا: «و بلغني أنه (أي أبو القاسم المعروف ب«ابن النقيب» جلس للتهنئة لما مات ابن المعلم شيخ الرافضة و قال: ما ابالي أي وقت أموت بعد أن شاهدت موت ابن المعلم (36) ».

أقول: هذا نمودج منه و سيأتي الكلام فيه.

و من دسائس المعاندين لأهل البيت عليهم السلام التى دسوها لإبطال كل ما ورد في فضل علي عليه السلام أنهم جعلوا آية تشيع الرواي و علامة بدعته و روايته فضائل علي عليه السلام، ثم قرروا ما يرويه المبدع فيه تأييدا لبدعته، فهو مردود و لو كان من الثقات.

و الذي فيه تأييد التشيع عندهم هو ذكر فضل علي عليه السلام، فعلى هذا لا يصح حديث في فضله عليه السلام لأن فيه تأييدا لبدعد الرواي في نظرهم.

فإذا وجدت أحاديث متواترة أو كانت في صحاحهم و لم يجدوا طريقا إلى الطعن فيها يميلون إلى مسلك آخر و هو أن يتأولوها و يصرفوا ألفاظ الأحاديث بما يوافق أهواءهم كما ستعرفه عن قريب إن شاء الله تعالى، و ها نحن نذكر بعضا منها حتى تقف على خبث بواطنهم و عنادهم لآل رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لا سيما سيدنا و مولانا أمير المؤمنين عليه السلام:

1ـ قال ابن حجر العسقلاني : «إسماعيل بن عياش، قال: سمعت حريز ابن عثمان يقول: هذا الذي يرويه الناس عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم أنه قال لعلي: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» حق و لكن أخطأ السامع. قلت: فما هو؟ قال: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى (37) ».

2ـ قال الحافظ المحدث، الحسني المغربي (المتوفى سنة 1380) : «كان أبو سعد الأسترآبادي يعظ بدمشق، فقام إليه رجل فقال: أيها الشيخ! ما القول في قول النبي صلى الله عليه و آله و سلم : «أنا مدينة العلم و علي بابها»؟ قال: فأطرق لحظة ثم رفع رأسه و قال: نعم، لا يعرف هذا الحديث على التمام، إلا من كان صدرا في الإسلام، إنما قال صلى الله عليه و آله و سلم: «أنا مدينة العلم، و علي بابها، و أبو بكر أساسها، و عمر حيطانها، و عثمان سقفها» فاستحسنوه (38) ».

بل لم يرض النواصب بهذا حتى أدخلوا فيه :«و معاوية حلقتها» و سلك بعضهم في هذا الحديث مسلكا آخر فقال: ليس المراد به علي بن أبي طالب، بل هو من العلو، كأن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال: أنا مدينة العلم و أنا بابها العلي (39) !قال العلامة المذكور (في ص 109) : «و لعمري إنها لدسيسة إبليسية و مكيدة شيطانيه كاد ينسد بها باب الصحيح من فضل العترة النبوية».

أقول: فانظر كيف أنكروا الحديث عند الإنفراد بذكر علي عليه السلام و قبلوه إذا ضم إليه أبو بكر و نظراؤه أليس هذا إلا عنادا لسيد الأولياء و زوجته فاطمة الزهراء عليها السلام .

3ـ اخرج الحافظ المحدث، الجويني الخراساني: «أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عمم‏ علي بن أبي طالب عليه السلام عمامته السحاب فأرخاها من بين يديه و من خلفه، ثم قال: أقبل، فأقبل، ثم قال: أدبر، فأدبر، قال: هكذا جاءتنى الملائكة (40) ».

و أخرج ـ أيضا ـ عن علي بن أبي طالب عليه السلام: «عممني رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يوم غدير خم بعمامة فسدل طرفها على منكبي و قال:إن الله أيدني يوم بدر و حنين بملائكة معتمين بهذه العمامة (41) ».

و قال الحلبي في سيرته: «كان له عمامة تسمى السحاب فوهبها من علي، فربما طلع علي فيها فيقول صلى الله عليه و آله و سلم، «أتاكم علي في السحاب» يعني عمامته التى و هبها له (42) ».

أقول: هذا هو صحيح ما ينسب إلى الشيعة من قولهم: «جاء علي عليه السلام في السحاب»، لا ما قاله عبد الكريم الشهرستاني في «الملل و النحل»: «و هو الذي (يعنى عليا عليه السلام) بجيى‏ء في السحاب و الرعد صوته و البرق تبسمة (43) ». فانظر كيف أول الحديث افتراء علينا.

فائدة: قال ابن المنظور في «اللسان» (مادة عمم) : «و العرب تقول للرجل إذا سود: قد عمم. و كانوا إذا سودوا رجلا عمموه. و عمم الرجل: سود، لأن تيجان العرب العمائم، فكلما قيل في العجم: توج، قيل في العرب: عمم».

عود الى بدء

أقول: أما قوله: «فإن كلمة «نساءنا» لا يقولها العربي و يريد بها بنته لا سيما إذا كان له أزواج، و لا يفهم هذا من لغتهم، و أبعد من ذلك أن يراد ب«أنفسنا» علي ـ رضوان الله عليه ـ فتلك كلمة واهية لا وزن لها عند أهل التحقيق و الدقة. و إني أتعجب من رجل يعد من المفسرين و له تلاميذ يأخذون منه التفسير و مع ذلك يتكلم بكلام ليس له قدر عند أهل الفن، و المظنون عندي جدا هذا كلام تلميذه سيد رشيد رضا الذي كان نصب الشيعة من خصوصياته. و كأن الرجل لم ير و لم يقرأ هذه الآية: و إن كانوا إخوة رجالا و نساء فللذكر مثل حظ الانثيين، يبين الله لكم أن تضلوا و الله بكل شي‏ء عليم (44) . يعني إذا تكون ورثة الميت إخوة أبناء و بناتا فللأبناء سهمان و للبنت سهم واحد. ففي هذه الآية اطلقت كلمة النساء على البنات بلا خلاف.

و أيضا قوله تعالى: يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين فإن كن نساء فوق اثنتين ـ الآية (45) . فلماذا يقول: «إن كلمة «نساءنا» لا يقولها العربي و يريد بها بنته»؟ أليس القرآن بلسان عربي مبين؟! نعم، هو يعلم، و لكنه أخلد إلى الأرض و اتبع هواه، فمن لم يجعل الله له نورا فماله من نور.

و أما قوله: «و أبعد من ذلك أن يراد ب«أنفسنا»علي ـ عليه رضوان الله ـ» فلاحظ كلام الواحدي النيشابوري و هو من أعلام القرن الرابع و من أعاظم علماء العامة، فإنه قال: «قال جابر : فنزلت فيهم (أي في أهل الكساء) هذه الآية: «فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم ـ الآية» قال الشعبي: «أبناءنا»الحسن و الحسين، و«نساءنا» فاطمة. و«أنفسنا»علي بن أبي طالب رضي الله عنهم (46) ».

و قال ابن حجر الهيثمي المكي: «عن عبد الرحمن بن عوف قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم مكة انصرف إلى الطائف فحصرها سبع عشرة ليلة أو تسع عشرة ليلة، ثم قام خطيبا فحمد الله و أثنى عليه، ثم قال: أوصيكم بعترتي خيرا، و إن موعدكم ‏الحوض، و الذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة و لتؤتن الزكاة أو لأبعثن إليكم رجلا مني كنفسي، يضرب أعناقكم. ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب ـ رضى الله عنه ـ ثم قال: هو هذا (47) »

و قال الحافظ أخطب خوارزم: «عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لوفد ثقيف حين جاؤوه: لتسلمن أو ليبعثن الله رجلا مني ـ أو قال: مثل نفسي ـ (48) ».

و قال: «قلت عائشة: من خير الناس بعدك يا رسول الله؟ قال: علي بن أبي طالب، هو نفسي و أنا نفسه (49) ».

و قال الحافظ العلامة الكنجي: «…فقالت فاطمة عليه السلام: يا رسول الله ما أراك قلت في علي شيئا! قال صلى الله عليه و آله و سلم: إن عليا نفسي، هل رأيت أحدا يقول في نفسه شيئا؟ (50) »

و قال العلامة المجلسي ـ رحمه الله ـ: «سئل النبي صلى الله عليه و آله و سلم عن بعض أصحابه، فذكر فيه، فقال له قائل: فعلي؟ فقال صلى الله عليه و آله و سلم: إنما سألتني عن الناس و لم تسألنى عن نفسي (51) ».

و قال أيضا: «قال صلى الله عليه و آله و سلم (عند المباهلة مع نصارى نجران) : اللهم هذا نفسي و هو عندي عدل نفسي، اللهم هذه نسائي أفضل نساء العالمين، و قال: اللهم هذان ولداى و سبطاي، فأنا حرب لمن حاربوا، و سلم لمن سالموا (52) ».

و قال ـ أيضا ـ عند ذكر غزوة أحد حين انهزم الناس يوم احد و ما بقي أحد إلا علي عليه السلام و أبو دجانة سماك بن خرشة: «فدعاه النبي صلى الله عليه و آله و سلم فقال: يا أبا دجانة انصرف‏ و أنت في حل من بيعتك، فأما علي فهو أنا، و أنا هو. فتحول و جلس بين يدي النبي صلى الله عليه و آله و سلم و بكى و قال: لا، و الله… (53) »

و قال أيضا: «قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: يا ابن أبي طالب! إنما أنت عضو من أعضائي، تزول أينما زلت (54) ».

و قال العلامة سبط ابن الجوزي في قضية بني وليعة: «عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: لينتهين بنو وليعة، أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي، يمضي فيهم أمري، و يقتل المقاتلة، و يسبي الذرية. قال أبو ذر: فما راعني إلا برد كف عمر من خلفي فقال: من تراه يعنى؟ قال : فقلت: ما يعنيك، و إنما يعني خاصف النعل علي بن أبي طالب». و بنو وليعة قوم من العرب (55) .

و قال العلامة القندوزي: «قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: علي مني كنفسي، طاعته طاعتي، و معصيته معصيتي (56) ».

و قال الحافظ الكنجي: «قال ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم خلق الله قضيبا من أن يخلق الدنيا بأربعين ألف عام، فجعله أمام العرش حتى كان أول مبعثي،فشق منه نصفا، فخلق منه نبيكم،و النصف الآخر علي بن أبي طالب (57) ».

و قال الحافظ محب الدين الطبري:«عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: علي مني بمنزلة رأسي من جسدي (58) ».

و قال العلامة،السيد الشريف الرضي: «ومن سأل عن قوله تعالى: فمن حاجك ‏فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم ـ الآية، فقال :أما دعاء الأبناء و النساء فالمعنى فيه ظاهر، فما دعاء الأنفس؟ و الإنسان لا يصح أن يدعو نفسه كما لا يصح أن يأمر و ينهى نفسه.

فالجواب عن ذلك: أن العلماء أجمعوا و الرواة أطبقوا على أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لما قدم عليه و فد نصارى نجران و فيهم الأسقف (و هو ابو حارثة بن علقمة) و السيد و العاقب، و غيرهم من رؤسائهم، فدار بينهم و بين رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في معنى المسيح عليه السلام ما هو مشروح في كتب التفاسير (و لا حاجة بنا إلى استقصاء شرحه لأنه خارج عن غرضنا في هذا الكتاب) . فلما دعاهم صلى الله عليه و آله و سلم إلى الملاعنة أقعد بين يديه أمير المؤمنين عليا، و من ورائه فاطمة، و عن يمينه الحسن، و عن يساره الحسين عليهم السلام أجمعين، و دعاهم (هو) صلى الله عليه و آله و سلم إلى أن يلاعنوه، فامتنعوا من ذلك خوفا على أنفسهم و إشفاقا من عواقب صدقه و كذبهم.

و كان دعاء الأبناء مصروفا إلى الحسن و الحسين عليهما السلام، و دعاء النساء مصروفا إلى فاطمة عليها السلام، و دعاء الأنفس مصروفا إلى أمير المؤمنين عليه السلام، إذ لا أحد في الجماعة يجوز أن يكون ذلك متوجها إليه غيره، لأن دعاء الإنسان نفسه لا يصح كما لا يصح أن يأمر نفسه، و لأجل ذلك قال الفقهاء: إن الآمر لا يجوز أن يدخل تحت الامر، لأن من حقه أن يكون فوق المأمور في الرتبة و يستحيل أن يكون فوق نفسه.

و مما يوضح ذلك ما رواه الواقدي في كتاب «المغازي» من أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لما أقبل من بدر و معه اسارى المشركين كان سهيل بن عمرو مقرونا إلى ناقة النبي صلى الله عليه و آله و سلم، فلما صار من المدينة على أميال انتشط (اجتذب) نفسه من القرن (الحبل) و هرب. فقال النبي صلى الله عليه و آله  و سلم: من وجد سهيل بن عمرو فليقتله، و افترق القوم في طلبه فوجده النبي صلى الله عليه و آله و سلم من بينهم منقبعا إلى جذع شجرة (مستترا في أصل‏الشجرة) فلم يقتله و أعاده إلى الوثاق لأنه لم يصح دخوله تحت أمر نفسه، و لو وجد غيره من أصحابه لوجب عليه أن يقتله لما صح أن يدخل تحت أمر النبي صلى الله عليه  و آله و سلم…

و من شجون (شعبة) هذه المسألة ما حكي عن القاسم بن سهل النوشجاني، قال: «كنت بين يدي المأمون في ايران أبي مسلم بمرو و علي بن موسى الرضا عليه السلام قاعد عن يمينه، فقال لي المأمون : يا قاسم! أي فضائل صاحبك أفضل؟ فقلت: ليس شي‏ء منها أفضل من آية المباهلة فإن الله سبحانه جعل نفس رسوله صلى الله عليه و آله و سلم و نفس علي عليه السلام واحدة. فقال لى: إن قال لك خصمك: إن الناس قد عرفوا الأبناء في هذه الآية و النساء و هم الحسن و الحسين و فاطمة، و أما الأنفس فهي نفس رسول الله وحده، بأى شي‏ء تجيبه؟»

قال النوشجاني: «فأظلم علي ما بينه و بيني و أمسكت لا اهتدى بحجة. فقال المأمون للرضا عليه السلام: ما تقول فيها يا أبا الحسن؟ فقال له: في هذا شي‏ء لا مذهب عنه.

قال: و ما هو؟ قال: هو أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم داع و لذلك قال الله سبحانه : قل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم…ـ الآية، و الداعي لا يدعو نفسه إنما يدعو غيره، فلما دعا الأبناء و النساء و لم يصح أن يدعو نفسه لم يصح أن يتوجه دعاء الأنفس إلا إلى علي بن أبي طالب عليه السلام إذ لم يكن بحضرته ـ بعد من ذكرناه ـ غيره ممن يجوز توجه دعاء الانفس إليه، و لو لم يكن ذلك كذلك لبطل معنى الآية».

قال النوشجاني: «فانجلى عن بصري، و أمسك المأمون قليلا ثم قال له: يا أبا الحسن إذا اصيب الصواب انقطع الجواب (59) ».

تعليقات:

(1)آل عمران،3: .61

(2)الطبري:جامع البيان،ج 3:ص 299.و حضور على عليه السلام للمباهلة سقط فى هذا الخبر،تصحيفا أو تحريفا. (م)

(3)السيوطي:الدر المنثور،ج 2:ص .38

(4)الزمخشري:تفسير الكشاف،ج 1:ص .434

(5)المرطـبالكسرـ:كل ثوب غير محيط.

(6)الرازي:التفسير الكبير،ج 8:ص .85

(7)القرطبي:الجامع الأحكام القرآن،ج 4:ص .104

(8)بن الجوزي:تذكرة الخواص،ص .18

(9)البحر المحيط،ج 2:ص .479

(10)ـمنذ احمد،ج 1:ص .185

(11)الكنجي:كفاية الطالب،الباب 32:ص .142

(12)قاضي نور الله التستري:إحقاق الحق/مع تعاليق آية الله السيد المرعشي،ج 3:صص 79ـ .46

(13)ـتفسير أبي السعود،ج 2:ص .47

(14)الطباطبايي:الميزان،ج 3:ص 223 الى .225

(15)ـالمراغي النيسابوري:تفسير المراغي،ج 3:ص .174

(16)الزمخشري:الكشاف،ج 1:ص .434

(17)الشرف الدين:الكلمة الغراء في تفضيل الزهراء عليها السلام،ص .3

(18)ابن طلحة:مطالب السؤول،ص 7،ط ايران.

(19)ابن حجر:الصواعق المحرقة،ص .157

(20)أوردناه بالنقل بالمعنى.

(21)الرازي:التفسير الكبير،ج 8:ص .86

(22)المظفر،الشيخ محمد حسن:دلائل الصدق،ج 2:ص .86

(23)الشرف الدين:الكلمة الغراء،ص .5

(24)السبيتي:المباهلة،ص 101،ط مكتبة النجاح.

(25)محمد رشيد رضا:المنار،ج 3:ص .322

(26)الرازي:التفسير الكبير،ج 8:ص .84

(27)سعد السعود،ص 91.و الحديث طويل،أخذنا منه مورد الحاجة.

(28)الظاهر كونه كلام سيد رشيد رضا لا الشيخ محمد عبده.

(29)هود،11: .17

(30)الاعراف،7: .43

(31)الاعراف،7: .45

(32)الحضرموتي:العتب الجميل على أهل الجرح و التعديل،ص 32،ط بيروت.

(33)الحضرموتي:العتب الجميل،ص .55

(34)الذهبي:تذكرة الحفاظ،ج 3:ص 58 و .59

(35)الخطيب:تاريخ بغداد،ج 3:ص .231

(36)الخطيب:تاريخ بغداد،ج 10:ص .372

(37)الذهبي:تهذيب التهذيب،ج 2:ص .239

(38)فتح الملك العلى،ص .156

(39)ابن حجر:لسان الميزان،ج 1:ص .422

(40)الحمويني:فرائد المسطين،ج 11:ص 76/الباب .12

(41)الحمويني:فرائد السمطين،ج 11:ص 76/الباب .12

(42)الحلبي:السيرة الحلبية،ج 3:ص .369

(43)الشهرستاني:الملل و النحل،ص 174،ط القاهرة.

(44)النساء،4: .176

(45)النساء،4: .10

(46)الواحدي:أسباب النزول،ص 68،ط ايران.

(47)ابن حجر:الصواعق المحرقة،ص .126

(48)اخطب خوارزم:المناقب،ص .81

(49)اخطب خوارزم:المناقب،ص .90

(50)الكنجي:كفاية الطالب،الباب 71:ص .289

(51)المجلسي:بحار الانوار،ج 38:ص .296

(52)المجلسي:البحار،ج 37:ص .49

(53)المجلسي:بحار،الأنوار،ج 20:ص .107

(54)المجلسي:بحار الأنوار،ج 38:ص .311

(55)ابن الجوزي:تذكرة الخواص،ص .39

(56)القندوزي:ينابيع المودة،ص .55

(57)الكنجي:كفاية الطالب،الباب 87:ص .314

(58)المحب الطبري:ذخائر العقبى،ص .63

(59)حقائق التأويل،ج 5:ص .109

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.