الخميس , 18 أبريل 2024
الرئيسية » ع » الشيخ علي القمي الزاهد

الشيخ علي القمي الزاهد

معارف الرجال/محمد حرز الدين

الشيخ علي بن الشيخ محمّد إبراهيم بن محمّد علي القمي النجفي المعاصر، كان من أهل الفضل والزهد والعبادة والقداسة، وكان حفظه الله تعالى من زهده وإعراضه عن زخارف الدنيا الفانية. أنه لا يرى قيمة لما طاب من المأكل والملبس فيلبس اللباس الخشن المنسوج في البلاد الإسلامية وعلى الغالب يلبس من صنع إيران من الصوف والقطن الغليظ، ولا يستعمل الألبسة المصنوعة في أوربا وبعض دول آسيا وغيرهما من الدول الكافرة، والمعروف أنه يأكل ما تيسر من الطعام وقد يأكل المآكل الجشبة، وكان وسيماً. آثار السجود بين عينيه لكثرة صلواته وسجوده لشكر الله تعالى، وكان إمام جماعة يصلي في مسجد البلد (جامع الهندي) يأتم به بعض العلماء وأهل الفضل والعلم والوجاهة والطلبة والتجار. وزهده وتقاه أكثر من علمه، وربما تضمنا بعض المجالس وتحرر مسائل في الفقه والأصول فلم يشترك في شيء وفي يوم ضمنا مجلس على مأدبة عشاء في دار الوجيه مطلق المعمار النجفي فقصده بالسؤال بعض الوجوه الناقدين بمسألة فقهية فلم يجبه ثم أعاد السؤال ثانيا وثالثا عليه فأجبته عن الشيخ حفظه الله حفظا للنوع. وكان الجواب بمرأى منه ومسمع ثم همست في أذنه بأن اللازم جوابه. فكان جوابه لي من خاف الله عرف كل شيء، وكان ملتزما بالمستحبات والأعمال المسنونة ومؤدباً بالآداب الشرعية والمشار إليه بالورع والصلاح والزهد في عصره بالنجف، وقد ترك الدرس والتدريس أواخر أيامه وانصرف إلى العبادة الصادقة، وكان مبدئياً يحضر على المدرسين.

أساتيذه:

حضر على بعض المدرسين الأفاضل وحضر على العالم الأخلاقي الرياضي والمدرس البارع السلوكي الشيخ ملا حسين قلي الهمداني المتوفى في كربلاء سنة 1311هـ وقد تقدمت ترجمته في الجزء الأول.

وحدث أقوامه أن والده الشيخ محمّد إبراهيم كان من أهل العلم والفضل وله من المؤلفات كتاب الإجارة، وغيره ويقيم في طهران وفد توفي حدود سنة 1300هـ. وكانت والدة المترجم له كريمة العالم الشيخ مشكور بن محمّد ابن صقر الحولاوي المتوفى سنة 1272هـ.

أقول وخرج من القميين جماعة كثيرة من العلماء والرواة والمدرسين والصلحاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.