السبت , 20 أبريل 2024
الرئيسية » تاريخ النجف الأشرف » نقابة الأشراف في النجف

نقابة الأشراف في النجف

نقابة الأشراف في النجف

najaf1

بسم الله الرحمن الرحيم

تمهيد
النِقَابة:
بكسر الاسم، وبالفتح المصدر مثل الولاية والولاية. من المناصب السامية ولها الشأن الأول من الشرف بعد الخلافة، وكان الخلفاء يكتبون لنقباء الأشراف عهوداً تدل على جلالة قدرهم ورفعة منزلتهم، وكانوا كثيراً ما يعهدون إليهم إمارة الحاج وديوان المظالم، وما زالت الدول الإسلامية تحترم نقابة الأشراف في كل أدوار تأريخها حتى الدولة العثمانية، فإنها ما زالت محافظة على ذلك، ونقيب الأشراف فيها مقدم على سائر رجال الدولة حتى الصدر الأعظم وشيخ الإسلام والنقابة على نوعين: خاصة وعامة.
فأما الخاصة فهو أن يقتصر التقيب بمظره على مجرد النقابة من غير تجاوز لها إلى حكم وإقامة حد. فلا يكون العلم معتبراً في شروطها، ويلزمه في النقابة على أهله. وأما النقابة العامة فللنقيب الحق في أن ينظر في أمور الأشراف بخمسة أشياء:
أحدهما: الحكم فيما بينهم فيما تنازعوا فيه.
الثاني: الولاية على أيتامهم فيما ملكوه.
الثالث: إقامة الحدودعليهم فيما ارتكبوه.
الرابع: تزويج الأيامى اللائي لا يتعين أوليائهن، أو قد تعين فيعظلوهن.
الخامس: إيقاع الحجر على من عنه منهم أو سفه، وفكه إذا آفاق ورشد.
فيصير بهذه الخمسة عام النقابة، ويعتبر حينئذ في صحة نقابته وعقد ولايته أن يكون عالماً من أهل الاجتهاد، ليصح حكمه، وينفذ قضاؤه.
الأشراف:
وهم الطالبيون: أولاد أبي طالب بن عبد المطلب.
أو العباسيون: أولاد العباس بن عبد المطلب.
أو العلويون: أولاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقد جرت العادة أن الذي يتولى هذه الوظيفة يكون من رؤوس الأشراف الأميري، ولا يكتب له القضائي، ولو كان صاحب قلم.
النقيب:
بفتح النون وكسر القاف، وسكون الياء آخر الحروف، وبعدها باء موحدة، وجمعها نقباء، والنقيب كالعريف على القوم المقدم عليهم، الذي يتعرف أخبارهم، وينقب عن أحوالهم، أي يفتش، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد جعل ليلة العقبة كل واحد من الجماعة الذي بايعوه بها نقيباً على قومه وجماعته، ليأخذوا عليه السلام، ويعرفون شرائطه، وكانوا اثني عشر نقيباً، كلهم من الأنصار، وكان عبادة بن الصامت منهم. وقيل: النقيب الرئيس الأكبر، وإنما قيل للنقيب نقيب، لأنه يعلم دخيلة أمر القوم، ويعرف مناقبهم، وهو الطريق إلى معرفة أمورهم.
أما النقباء الاثنى عشر الذي بايعوا رسول الله صلى الله عليه وآله في العقبة الثانية فهم: سعد بن عبادة، وأسعد بن زرارة، وسعد بن ربيع، وسعد بن خيثمة، ومنذر بن عمر، وعبد الله بن رواحة، وبراء بن معرور، وأبو الهيثم بن التيهان، وأسيد بن حضير، وعبد الله بن عمرو بن حزام، وعبادة بن الصامت، ورافع بن مالك. ويتم ترشيح النقيب من إحدى جهات ثلاث:
إما من  جهة الخليفة المستولي على كل الأمور.
وإما ممن فوض إليه تدبير الأمور كوزير التفويض، وأمير الإقليم. وإما من نقيب عام الولاية استخلف نقيباً خاصاً للولاية، فإذا أراد المولى أن يتولى على الطالبيين نقيباً أو على العباسيين نقيباً يختار منهم أجلهم بيتاً، وأكثرهم فضلاً, وأجزلهم رأساً، فيولي عليهم لتجتمع فيه شروط الرئاسة والسياسة فيسرعون إلى طاعته برئاسته وتستقيم أمورهم بسياسته. وتلزمه بتقليدها حقوق وواجبات.
نقيب الأشراف:
لقب لمن يتولى نقابة السادة الطالبيين، أو العباسيين، أو نقابة القواد، فالنقيب على آل أبي طالب هو المتكفل لحفظ أنسابهم بأن يكون عالماً بأنسابهم بطناً بعد بطن، ويلزمه حفظ شؤونهم، وجمع شملهم، والمحافظة على ذوي النسب في كل قطر أو مصر كيلا يختلط بهم غيرهم، وأن يعمل جريدة في أنسابهم، ليكون محكوماً في صحته، ويقال له الديوان أو الجريدة، وعمل ذلك جماعة ممن نال النقابة وتسنمها، منهم: الشريف أبو أحمد الحسين بن موسى الأبرش بن محمد الأعرج بن موسى بن أبي سبحة بن إبراهيم المرتضى بن الإمام الكاظم عليه السلام المتوفي سنة 400هـ والد الشريفين الرضي والمرتضى، عمل في أيام نقابته ببغداد جريدة الأنساب جمع فيها أشرافها، وذكر فيها أشرافها، وذكر بها أنسابهم، يقال لها (جريدة بغداد).
وممن جمع جرائد شتى في عدة بلدان شيخ الشرف أبو حرب محمد بن محين بن احين بن علي الدينوري الحسيني المتوفى سنة 482هـ بغزنة. وكان نقيباً ببغداد، وسماه (جرائد الأنساب)، وقد ألف في هذا جماعة من النقباء ينسب كل منهم إلى بلده فيقال (جريدة الري) لأبي العباس أحمد بن علي البطحاني الحسيني، (جريدة طبرستان) لأبي طالب يحيى بن محمد الحسيني، و(جريدة أصفهان) لأبي الحسن علي بن أبي طالب الشجري الحسيني، ومحمد بن الحسن نقيب سمر قند الشجري الحسني، و(جريدة طرابلس) التي يروي عنها علي بن يزيد البيهقي وغيرها.
واجبات النقيب وحقوقه:
وللنقيب واجبات وحقوق حددت باثني عشر حقاً:
أحدها: حفظ أنسابهم من داخل فيها وليس هو منها، أو خارج عنها وهو منها. فيلزمه حفظ الخارج، كما يلزمه الداخل فيها، ليكون النسب محفوظاً على صحته، معزواً إلى جهته.
الثاني: تمييز بطونهم، ومعرفة أنسابهم حتى لا يخفى عليه منهم بنوات، ولا يتداخل نسب في نسب، ويثبتهم في ديوانه على تمييز أنسابهم.
الثالث: معرفة من ولد منهم من ذكر أو أنثى فيثبته، ومعرفة من مات منهم فيذكره، حتى لا يضيع نسب المولود إن لم يثبته، ولا يدعى نسب الميت غيره إن لم يذكره.
الرابع: أن يأخذهم عن الآداب بما يضاهي شرف أنسابهم وكرم محتدهم، لتكون حشمتهم في النفوس موفورة، وحرمة لرسول الله فيهم محفوظة.
الخامس: أن ينزههم عن المكاسب الدنيئة، ويمنعهم عن المطالب الخبيثة، حتى لا يستقبل منهم متبدل، ولا يستطام منهم متذلل.
السادس: أن يكفهم عن ارتكاب المآثم، ويمنعهم عن ارتكاب المحارم، ليكونوا على الدين الذي نصروه أغير، وللمنكر الذي أزالوه أنكر، حتى لا ينطق بذمهم إنسان، ولا يشنأهم إنسان.
السابع: أن يمنعهم عن التسلط على العامة، لشرفهم التشطط عليهم لنسبهم فيدعوهم ذلك إلى المقت والبغض، ويبعثهم على المناكرة والبعد، ويندبهم إلى استضعاف القلوب، وتأليف النفوس، ليكون الميل إليهم أوفى، والقلوب لهم أصفى.
الثامن: أن يكن عوناً لهم في استيفاء الحقوق حتى لا يضعفوا عنها، وعوناً عليهم في أخذ الحقوق منهم حتى لا يمنعوا منها، ليصيروا بالمعونة لهم منتصفين، وبالمعونة عليهم منصفين، فإن من عدل السير فيهم أنصافهم وانتصافهم.
التاسع: أن ينوب عنهم في المطالبة بحقوقهم العامة في سهم ذوي القربة في الفيئ والغنيمة الذي لا يختص به أحدهم حتى يقسمه إليهم بحسب ما أوجبه الله تعالى لهم.
العاشر: أن يمتع أياماهم أن ستزوجن إبا من الأكقاء لشرفهن على سائر الناس، صيانة لأنسابهن، وتعظيماً لحرمتهن أن يتزوجن غير الولاة، وينكحن غير الكفاة.
الحادي عشر: أن يقوم ذوي الهفوات منهم فيما سوى الحدود بما لا يبلغ به حداً ولا ينهر به دماً، ويقيل ذا الهيئة منهم عرته ويغفر بعد الوعظ زلته.
الثاني عشر: مراعاة حقوقهم بحفظ أصولها وتنمية فروعها، وإذا لم يرد إليه جبايتها، راعي الجباة لها فيما أخذوه، وراعى قسمتها إذا قسموه، وميز المستحقين لها إذا خصت، وراعي أوصافهم فيها إذا شرطت، حتى لا يخرج منهم مستحق، ولا يدخل فيها غير محق.
الأسباب الموجبة لتأسيس نقابة الطالبيين:
بعد أن بلغت سطوة الدولة العباسية في سائر الأقطار وأكثر الأمصار، ونظروا إلى شؤون الدولة، رأوا أن ما يوجب قلق دوام ملكهم وخراب سلطانهم وجود آل أبي طالب في ممالكهم، حيث وجدوا لهم النفوذ التام في النفوس، لقربهم لى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، فأراد آل العباس بن عبد المطلب أن يحدثوا مشلكة يعرقلوا بها خطاهم، ويقفوا بها تقدمهم، فأحدثوا النقابة فيهم برئاسة شخص منهم يكون من أشهرهم بيتاً، وأفضلهم علماً، وأقبلهم في النفوس، ليؤلف ما بينهم، ويحكم عليهم، ويقمع الفتن والثورات في داخل البلاد وخارجها، فالنقابة لا تكتسب صفتها الرسمية، ما لم تصدر بها إرادة من خلفية الوقت، أو من يمثله، وعندما تسنم هذا المنصب من الطالبية ضعف ما نفوسهم من القيام بحقهم، والطلب بثأرهم حتى صار بعض ينافس البعض لنيل هذا المنصب، حتى بلغ الأمر بالنقباء أن يعهد إليهم خلفاء بني العباس إمارة الحج، وديوان المظالم فيكون النقيب ممثل الخليفة.
وأول من أحدث النقابة على الطالبيين واستحسنها الخليفة العباسي المستعين بالله بن المعتصم بن الرشيد، وبقي الخلفاء بعده يولون أهمية عظمى للنقيب، وبقي ذلك مستمراً إلى عهد الحكومة العثمانية، والحكومة الإيرانية، وكانتا تحافظان على ذلك المنصب إلى أن بقي النقيب يختار من الدولة ولا يراعي فيه شيء سوى الاسم، وكان في بلاد فارس في عهد الصفوية يطلق على النقيب اسم صدر السادات، ويعين من قيل السلطان، وترجع إليه أمور السادات، وتكون جميع الموقوفات تحت نظره وتصرفه.
وكان أول من سعى إلى تأسيس نقابة الطالبيين هو السيد الجليل المحدث الكوفي حسين بن أحمد بن محمد بن يحيى الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد بن الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، الذي ورد العراق من المدينة عام 251هـ ودخل على الخليفة العباسي المستعين بالله بن المعتصم بن الرشيد وطالبه بتعيين رجل من الطالبيين يتولى إدارة شؤونهم، وهو الذي ألف كتاباً في أنساب الطالبيين سماه (الغصون في آل ياسين) ثم تولى أحفاده نقابة من بيت علوي إلى بيت علوي آخر، حسب الكفاءات العلمية والنفوذ الشخصي.
وكان للنقيب سجل خاص يدون فيه أسماء العلويين وأحفادهم فضلاً عما كان يتمتع به النقيب من نفوذ، وكان الآمر والناهي والقاضي الحاكم بين العلويين.
وذكر القاسمي أنه طلب من المستعين بالله تولية رجل من الطالبيين منهم يتولى شؤونهم، ويدفع عنهم سلطة الأتراك، فعين المستعين بالله الحسين بن أحد المذكور بعد مشاورة الطالبيين واختيارهم، فالنقيب أبو عبد الله الحسين بن أحمد توفي سنة ستين ومائتين.
وحفلت كتب التاريخ والأدب بذكر عدد كبير من النقباء وأخبارهم، فقد جاء في (صبح الأعشى):
(الصنف الثاني من أرباب الوظائف الدينية من لا مجلس له بالحضرة السلطانية منها: ما هو مختص بشخص واحد، فمنها نقابة الأشراف، وهي وظيفة شريفة ومرتبة نفيسها موضوعها التحدث على ولد علي بن أبي طالب عليه السلام من فاطمة بنت رسول الله صلوات الله عليها وعلى أبيهما وبعلها وبنيها وهم المراد الأشراف في الفحص عن أنسابهم والتحدث في أقاربهم، والأخذ على يد المعتدي منهم، ونحو ذلك، وكان يعبر عنها في زمن الخلفاء المتقدمين بنقابة الطالبيين.
وجاء في رحلة بن بطوطة في وصفه لمشهد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في النجف: ونقيب الأشراف مقدم من ملك العراق، ومكانه عنده مكين، ومنزلته رفيعة وله ترتيب الأمراء الكبار في سفره، وله الأعلام والطبال، وتضر الطبلخانة عند بابه مساءاً وصباحاً، وإليه حكم هذه المدينة، ولا والي بها سواه، ولا مغرم فيها للسلطان، ولا لغيره، وكان النقيب في عهد دخولي إليها نظام الدين حسين بن تاج الدين الآوي.
وجاء في كتاب أعلام النبلاء في تاريخ حلب الشهباء: (ونقابة الأشراف وظيفة هامة في العالم الإسلامي، وقد كان لها تأصير كبير في البيوتات الشريفة وإصلاح أحوالها، وتدبير شؤونها، مما أدى إلى إجلال الناس لهم واحترامهم وتوقيرهم ووضعهم بالمكان الذي يليق بشرف نسبهم، وكرم محتدهم، فكان ذلك اقتداء الناس بهم واقتفاء لأثرهم وطاعتهم لهم، ونفوذ كلمتهم فيهم، وكانوا يأتمرون بأوامرهم، ويذعنون لرغائبهم إلى غير ذلك مما يعود بعظيم الفائدة على هذا المجتمع.
وذكر الشيخ محمد السماوي في أرجوزته نقابة الأشراف ومن وليها منهم قائلاً:
نقابة الأشراف من آل علــــــي           ولاية عليهم ممن ولــــــــــــــى
يكتب من قد صح في الطروس            ويصرف الوقف على الرؤوس
فوارداتها من الوقف تفــــــــي            إذ كثرت جداً بكل طــــــــــرف
نقيبها الأكبر في بـــــــــــــغداد            وفرعه في سائر البــــــــــــــلاد
فمن ببغداد نقيب النــــــــــــــقبا            ومن عداه بالنقيب لقبــــــــــــــا
ورتب النقيب في عهد المـــــعز           ابن بوية الألمعي المعنـــــــــتهر
حين رأى الكثرة في الأشــراف            وخاف الاختلاف في الأطـرافي
ونظرا الأعزاز والتأليـــــــــــفا            أحسن ما يتحفه الشريفـــــــــــا
فجعل النقيب فيمـــــــا قد روي             أب الشريف الحسين الـموسوي
ثم ذكر نقباء الكوفة والغري الشريف، كما سيأتي في محله:
الغري أو النجف:
الغري: نصب يذبح عليه العتائر، والغريان: طربالان وهما بناءان كالصومعتين بظاهر الكوفة قرب علي بن أبي طالب عليه السلام.
النجف: بالتحريك، وهو بظهر الكوفة كالمسناة تمنع مسيل الماء أن يعلو الكوفة ومقابراه، وبالقرب من هذا الموضع قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام.
ويقال أيضاً لهذا الموضع (المشهد) نسبه إلى مشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وقد اشتهر هذا الاسم على مشهده دون سائر المشاهد المشرفة وقد ذكرته الشعراء في أشعارها فأكثرت.
ولما قطن النجف كثير من العلويين، ونمت فيها أرومتهم، ووشجت بها أصولهم، واشتبكت فروعهم حتى إنه لم يأت القرن الرابع الهجري إلا وفي النجف ألفا علوي. أخذ الخلفاء والسلاطين حتى زمن العثمانيين يجعلون عليهم نقيباً منهم لصيانتهم من أن يتولى عليهم من لا يكافئهم في النسب، ولا يساويهم في الشرف.
النقيب في النجف هو المتصرف في البلاد وأمره مطلق في إدارة شؤونها ليس له معارض وقد أشار إلى ذلك الرحالة ابن بطوطة عند دخوله النجف فقال: (وليس بهذه المدينة مغرم ولا مُكّاسٍ ولا والٍ، وإنما يحكم عليهم نقيب الأشراف، ونقيب الأشراف مقدم من ملك العراق ومكانه عنده مكين، ومنزلته رفيعة وله ترتيب الأمراء الكبار في سفره، وله الأعلام والأطبال، وتضرب الطيلخانة عند بابه مساءاً وصباحاً، وإليه حكم هذه المدينة ولا والي بها سواه، ولا مغرم فيها للسلطان ولا لغيره.
وكانت النقابة منحصرة في بيوت معروفة بالشرف، وموسوعة بعلو النسب، تتوارثها الأبناء عن الآباء كبيت (المختار)، وبيت (الأشتر)، وبيت (كتيلة) وبيت (عبد الحميد) الحسينيين، و (آل الفقيه) و (آل طاووس) و (آل الصوفي) و (آل جماز) و (آل الآوي) و (آل كمونة) و (السادة النقباء) و (آل الرفيعي) وهذه البيوت هي بيوت النقابة في النجف من أقدم عصورها حتى انتهاءها.
وقد ذكر الشيخ محمد بن الشيخ طاهر السماوي في أرجوزته قائلاً:
وكانت الكوفة في ما قد سلف            نقيبها لأهلهـــــــــــا وللنـجف
وانتصب النقيب في الغـــري             بعهد عضد الدولة الـــــسري
ففوضت له مفاتيح الــــــحرم             وكان يعطيها لمن له احــترم
ثم يسمى خازناً وسادنـــــــــا             إذ يضمن الأعيان والمعادــنا
والنقبا كثيراً بذاك العصــــــر            يضيق عنهم نطاق الحـــــصر
لكنني أذكر منهم عصبــــــــاً             كانت بنوهم في الغري نقـــــبا
فمنهم الصيد بني المختـــــــار           وساد عدنان أبو نـــــــــــــزار
ومنهم بنو عـــــــــــــــبيد الله            الاشتريون عظيمو الجــــــــاه
ومنهم بنو كتيلة الألــــــــــى             علوا بزيد شيخهم أوج العــــلا
ومنهم بنو أسامة التقـــــــــي             وشيخهم عبد الحميد المرتقـــي
ومنهم بنو علي الصوفــــــي             والمقتدى بالنسب الموصــــوف
ومنهم بنو فقيه الفخــــــــري             كهبة الله قتيل الغـــــــــــــــــدر
ومنهم أيضاً بنو جمـــــــــــار            مقاول العراق والحـــــــــــجاز
ومنهم الســــــادات آل الآوي            واشتهروا بالعلم والفتـــــــــاوي
ومنهم الأمجاد آل كــــــمكمة             فكم لهم من كرم ومكرمـــــــــة
ومنهم الصيد بنو العميـــــــــد            ذوو الحجى والمنهج السديــــــد
ومنهم آل رفــــــــــــيع الدين            وهم لهذا العصر في التعييــــــن
فالنقيب كان يقوم بوظيفته في كل العصور السابقة مع تولية أمرة البلد والمرقد الشريف العلوي، وكان بيده تعيين السادن للروضة المطهرة، حتى جاؤ عثر الملالي وتوليتهم سدانة الحرم الشريف وحكم البلد، فضعفت تولية النقباء، وبقي النقيب مجرداً من كل شيء سوى الاسم، قال السيخ محمد السماوي:
لكن هذا المعشر النجيبــــا              لا ينتجي في أمره نقيبــــــا
بل يجعل الأمر مع السدانة              لنفسه ولا يرى إذ عانــــــه
لأن عقد النقبا انحــــــــــلا              في ذلك العصر الذي تولى
وبقي اللفظ من النقـــــــابة              بغير معنى يكتسي ثيابــــــه
فكم نقيب نال تلك اللفظـــة              ولم يجد إلاّ بتلك حظـــــــه
كالمصطفى وابنه العبــاس              وكمراد ذي الندى والـــباس
نقباء الأشراف:
وسنأتي إلى ذكر من تولى نقابة الأشراف في النجف بما وافتنا به المراجع مترجمين حالهم وسيرتهم، وفترة توليهم لمنصب النقابة، وقد رتبته حسب تسلسل فترة التولية.
1ـ أبو القاسم الحسن بن أبي الطيب يحيى بن أبي الحسن بن أبي علي محمد الزاهد الصوفي بن أبي الحسين يحيى بن أبي عيسى عبد الله بن محمد بن عمر الأطرف بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: كان نقيب المشهد الشريف الغروي. وكان ابن عم المترجم أبو عبد الله محمد بن أبي الحسن محمد بن زيد الملقب سيدكا بن الحسن بن محمد الصوفي، كان جسيماً وسيماً ذا لسن وفضل، فيأمر بالمعروف، وينهي عن المنكر، فولي العدالة من قبل ابن معروف القاضي، فأجاب إلى ذلك أياماً، ثم استعفى، وكان زيدياً مجرداً تنسب إليه غفلة، وهجاء أبو الحسن العصفري هجاءه البصريين بالمقطوعة الشهيرة وهي:
صدقت بالجبر وانقضى خبري         وكنت شيخاً أقول بالقـــــــــدر
مذ قيل قاضي القضاة قد هجـر         الحزم وامضى شهادة العمري
فقلب لا تعجبوا ففي غدنـــــــا           ترد أحكامنا إلى البقـــــــــــر
وكان جد المترجم أبو علي محمد الصوفي الزاهد قتله هارون الرشيد محبوساً، ودفن بمقابر مسجد السهلة، وهو ابن أبي الحسين يحيى الصالح الورع الذي قتله الرشيد محبوساً (أيضاً) وقبره في الكوفة في مسجد السهلة.
2ـ يحيى الطحان بن أبي القاسم الحسن بن أبي طالب يحيى: تقدم باقي نسبه في ترجمة والده، نقيب المشهد من بني الصوفي الكوفيين، وهم غير بني الصوفي من ولد جعفر بن الإمام على الهادي عليه السلام ويسكن بدرب الزرقاء بالكوفة وله بها عقب.
3ـ أبو الحسن أحمد بن الحسن المتهجد بن الحسين الأحول بن عيسى بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة بن زيد بن الإمام علي زين العابدين عليه السلام: السيد الشريف النقيب بمشهد الكوفة (أي مشهد علي بن أبي طالب) وأخوه أبو عبد الله محمد بن الحسن الصالح الناسك العالم.
4ـ أبو الحسين، زيد بن أبي الفتح ناصر بن زيد الأسود بن الحسين بن علي كتيلة: ابن يحيى بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة بن زيد بن الإمام علي زين العابدين عليه السلام كان عالماً فاضلاً محدثاً ولي نقابة المشهد الشريف الغروي.
قال ابن مهنا العبيد لي في التذكرة: كتان نقيب المشهد والكوفة يحفظ القرآن.
وذكر بن محمد بن شهريار الخازن ـ الذي كان صهر الشيخ الطوسي على ابنته ـ وهو يروي عن الشريف أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن العلوي صاحب التعازي، ـ كما يظهر من أسانيد بشارة المصطفى لشيعة المرتضى لعماد الدين محمد بن علي الطبري ـ وفي مقدمة كتاب التعازي يرويه ابن شهريار الخازن عن المترجم قراءة عليه بمشهد أمير المؤمنين عليه السلام سنة443.
وصفه ابن عنبة في العمدة، والعميدي في المشجر الكشاف، إنه نقيب المشهد.
وأعقب من رجلين أبي الحسين ممد وأبي الفتح ناصر ولهما عقب منهم نقباء في المشهد الغروي.
وكان له بيت في النجف يعرفون ببني حميد، وهم أولاد عبد الحميد بن محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أبي الحسين محمد بن النقيب أبي الحسين زيد هذا، وفي بحر الأنساب ساق عقباً لمحمد بن النقيب زيد على غير هذه الصورة.
5ـ أبو الفتح، ناصر بن أبي الحسين زيد بن أبي الفتح ناصر الحسيني: تقدم باقي نسبة في ترجمة والده، ولي نقابة المشهد الغروي بعد والده، وعقبه بالكوفة يعرفون بني كتيلة أعقب من ثلاثة رجال: أبي محمد عبد الله، وأبي القاسم عبيد الله مجد الشرف، وأبي طالب هبة الله التقي، وكان أبو طالب هبة الله فقيهاً خيراً إمامياً.
6ـ أبو الحسين، زيد بن جعفر بن الحسين بن علي بن الحسين الأكبر بن زيد بن جعفر الثالث بن عبد الله رأس المدري بن جعفر الثاني بن عبد الله بن جعفر بن محمد ـ المعروف بابن الحنفية ـ بن علي بن أبي طالب عليه السلام: قال عنه أبو الحسن العمري في المجدي: الشريف الفاضل الإخباري نقيب المشهد على ساكنيه السلام. صديق والدي. مات وله ولدان.
كانت ولادته بالبصرة، ثم سكن الكوفة، وذهب إلى بغداد سنة 431هـ، وعاد إلى الكوفة ومات بها سنة 448هـ.
7ـ علي بن محمد بن محمد نقيب مقابر قريش بن المحسن بن يحيى الصوفي بن جعفر بن الإمام علي الهادي عليه السلام: يكنى أبا طالب، نقيب المشهد بالعراق، وكان شيخاً معمراً له في النسب تعدد.
ولد سنة 403هـ وتوفي سنة 499هـ، روي عنه السلفي عن ابن المهدي.
8ـ عز الدين، أبو نزار عدنان بن أبي الفضائل عبد الله بن أبي علي عمر المختار بن أبي مسلم بن أبي محمد بن أبي الحسن محمد الأشتر بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن علي بن عبيد الله بن الحسين الأصغر بن الإمام علي زين العابدين عليه السلام: كان رجلاً شريفاً تهابه الأعيان والأشراف، وعمّر عمراً طويلاً وكان معاصراً لأبي عبد الله التقي بن أسامة والد النقيب عبد الحميد المتوفى سنة 597. وأمه بنت الشريف الجليل أبي علي بن عمر بن يحيى بن عمر بن يحيى تولى نقابة المشهد الغروي.
وقد ذكر صاحب نسمة السحر في ترجمة أبي الفرج محمد بن عبيد الله بن عبد الله الكاتب الشاعر المشهور بسبك ابن التعاويذي أن له أبيات كتبها إلى ابن المختار العلوي نقيب مشهد الكوفة فيها التصريح بتشيعه وأنه من الإمامية، قال ابن السمعاني: سألته عن مولده فقال سنة ست وسبعين وأربعمائة بالكرخ وتوفي في جمادي الأولى سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة.
وقال ابن الفوطي: قرأت بخطه له:
إن تغترر بأخ يختك وإن تشــــــم         برقاً يضيء وإن تقل لم يقبل
فاقنع يرزقك واطرح هذا الورى          فلعل حضك ليلة أن ينجلــي
كان قد سافر الكثير، ورأيت بخطه أبياتاً كتبها لبعض الأصحاب في شرح حاله يقول فيها:
ولست إذا ما سرني الدهر ضاحكا             ولا خاشعاً ما عشت من حادث الدهـر
ولا جاعلاً عرضي لمالي وقايــــة             ولكن أقي عرضي فيحرزه وقــــــري
أعف لدى عسري وأبدي تجمـــــلا             ولا خير فيمن لا يعف لدى العســــــر
وإني لأستحي إذا كنت معــــــسرا             صديقي وإخواني بأن يعلموا فقــــــري
وأقطع إخواني وما حال عهــــدهم             حياءاً وإعراضاًً وما بي من كبـــــــــر
فمن يفتقر يعلم مكان صديقـــــــــه             ومن يحي لا يعدم بلاء من الدهـــــــــر
وذكر ابن الفوطي ـ كما في تلخيصه ـ رجلاً آخر اسمه أبو نزار عدنان عز الدين بن عبد الله بن المعمر بن عدنان بن المختار الكوفي العلوي، وهو من أحفاد ولد المترجم قال: ذكره شيخنا تاج بن أنجب في تاريخه وقال: رتب عز الدين نقيباً.
أعقب من رجلين: عز الدين المعمر، وعميد الدين أبي جعفر محمد النقيب الكوفة.
والمترجم من آل المختار وهم سادة أجلة نال جماعة منهم نقابة المشهد الغروي والحائر الشريف والكوفة ومقابر قريش.
9ـ شمس الدين أبو القاسم، علي ناظر الكوفة ابن عميد الدين أبي جعفر بن النقيب أبي نزار عدنان بن أبي الفضائل عبد الله بن أبي علي عمر المختار المذكور:
كان سيداً كاملاً أديباً شاعراً ماهراً نصب نقيباً بالكوفة والنجف.
قال ابن أنجب في كتابه الدر الثمين في أسماء المصنفين: (حضرت داره بالكوفة، فأحسن ضيافتي، وناولني ديوان شعره بخطه، وكان قد جمع فضلاء العلويين الحسينيين من أهل الكوفة، فلما عرف الناصر فضله استحضره إلى بغداد، لتقليده نقابة الطالبيين، فحضر إلى بغداد، فكتب ضراعة (عريضة) يسأل فيها ذلك، فأجيب سؤله، وكتب تقليده وأحضرت الخلع إلى دار الوزير فحضر في الليلة التي يريدون أن يخلعوا عليها صبيحتها دار زعيم الدين أستاذ الدار ابن الضحاك، فوقع غيث كثير، فركب في الليل متوجهاً إلى داره بظاهر باب المراتب، فسقط من دابته، فانكسرت رجله فحمل في محفه إلى داره، فلما أنهيت حاله تقرر أن يولى أخوه فخر الدين الأطروش فغير الاسم في التقليد، وخلع على فخر الدين خلع النقابة.
حبس شمس الدين بالكوفة بأمر الناصر العباسي، وكان عم أمه صفي الدين القفيه محمد بن معد في تلك الأيام ذا مكانة سامية ومنزلة رفيعة عند الناصر ووزيره القمي، فكتب شمس الدين إليه يستنجده ويسأله التوصل في الإفراج عنه قصيدة ـ منها:
يا قادرين على الإحسان ما لكم            من غير جرم عدتنا منكم النعم
مالي أذاد كما ذيدت محــــــلاة            عن ورودها ولديكم مورد شبم
كان مولده سنة 536 وكان حياً إلى سنة 584.
10ـ شمس الدين، أبو الفتح، محمد بن أبي طاهر محمد نقيب الموصل بن أبي البركات محمد نقيب الموصل بن أبي الحسين زيد بن أبي عبد الله أحمد بن أبي علي محمد بن محمد الأشتر بن عبيد الله بن علي بن عبيد الله بن الحسين الأصغر بن الإمام علي زين العابدين عليه السلام: سيد عالم جليل، يقرأ عليه العلوم نقيب المشهدين والكوفة، ولد بالموصل.
وقد ولي هذا الشريف أولاً نقابة دمشق، ثم ولي نقابة المشهدين الغروي والحائري والكوفة.
جاء في ذيل تاريخ دمشق: ورد دمشق في سنة “ثلاث وأربعين وخمسمائة” الأمير شمس الدين، ناصح الإسلام، أبو عبد الله، محمد بن محمد النقيب من ناحية سيف الدين غازي بن أتابك، لأنه كان قد ندب رسولاً من الخلافة إلى سائر الولاة وطوائف التركمان لبعثهم على نصرة المسلمين، ومجاهدة المشركين، وكان ذلك السبب في خوف الإفرنج من تواصل الإمداد إليهم. وهذا الشريف من بيت كبير في الشرف والفضل والأدب وإخوه ضياء الدين نقيب الأشراف في الموصل مشهور بالعلم والأدب والفهم.
11ـ محمد بن المعمر بن أبي علي عمر بن هية الدين أبي الفتح بن أبي الحسين زيد بن أبي الفتح ناصر المذكور: كان نقيب المشهد.
12ـ الحسين بن أبي الفتح ناصر بن محمد بن أحمد بن علي  بن محمد بن أحمد بن ناصر بن زيد الأسود: تزوج بابنة أبي عبد الله أبي سدرة، وصار أولاده يعرفون ببني السدرة.
وكان الحسين سيداً جليلاً نقيباً نقيباً في أرض النجف، وله من البنين خمسة عشر يعرفون بليوث الغابات لما ظهر من الشجاعة والفراسة حتى أذعنت لهم فراعنة مصر، أكبرهم السيد علي القتيل، وفي (ر ح ط) ذكر للحسن هذا ولداً أسماه علياً، له ولد اسمه محمد، ولمحمد شرف الدين.
وجاء في عمدة الطالب: وفي ولده العدد، وقد يقسم ولده عدة بطون ـ إلى أن قال: ومنهم أبو القتح ناصر بن زيد الأسود، أعقب من رجلين: أبي الحسين زيد نقيب المشهد، وأبي علي أحمد، فأعقب أبو علي أحمد، أحمد بن أبي الفتوح محمد، وقيل هبة الله لا غيره يعرف ولده ببني أبي الفتوح، وانفصل منهم فخذ عرفوا ببني السدرة، وهم ولد أبي طالب محمد بن أحمد بن أبي الحسن محمد بن الحسين بن علي كتيلة فولد له أبا الفتح ناصراً (وهو والد النقيب الحسن) فعرف عقبه ببني السدرة إلى نسبة إلى جدهم لأمهم.
وفي الحصون المنيعة: السيد شريف الدين محمد نقيب الكوفة المعروف بابن السدرة، فإنه نازع أبا الحسن زيداً الأسود بن الحسين بن علي كتيلة، فضيق عليه وغلبه، وصار هو النقيب وسافر إلى المشهد الغروي في النجف، وأقام فيه ثماني وثلاثين سنة حتى توفي سنة 308، وخلف من الذكور سبعة ومن الإناث خمساً، وكثروا وانتشروا واشتهروا ببني السدرة.
13ـ ناصر بن محمد بن أبي الغنائم المعمر بن عمر بن أبي طالب هبة الله بن أبي الفتح ناصر الحسيني: تقدم باقي نسبه، وهو نقيب بالمشهد الغروي وفي ولده النقابة.
14ـ علم الدين، أبو محمد، علي بن ناصر بن محمد بن أبي الغنائم المعمر الحسيني، تقدم باقي نسبه في ترجمة جده الأعلى كان نقيب المشهدي الغروي، قاله العميدي في مشجره.
وقال ابن الفوطي: علم الدين، أبو محمد، علي الكوفي نائب النقابة يعرف بابن كتيلة من أعيان السادات العلويين رأيته، ولم أكتب عنه. أنشدني بعض الأصحاب قال أنشدني علم الدين:
أيا من قده ألفــــا           ويا من هو صدغه لأم
لقد كثرت عذالي           ولو أنصفت ما لا موا
له ولد فاضل أديب ذكره صاحب عمدة الطالب عند ذكر عقب أبي الفتح ناصر بن الحسين زيد النقيب، فقال: ومن عز الشرف أبي علي عمر بن أبي طالب هبة الله بن أبي الفتح ناصر، الشيخ السديد، الفاضل الكامل، مجد الدين، محمد بن النقيب علم الدين بن ناصر بن محمد بن المعمر بن أبي علي عمر المذكور. قرأت عليه طرفاً من كتاب الكافية الحاجبية، وكان فيهما قيماً وشرحها لأستاذه الفاضل ركن الدين محمد الجرجاني، وكان للسيد مجد الدين ابنان:
أحدهما: علم الدين عبد الله، سافر في حياة أبيه إلى بلاد الترك، إلى أن قال: وتوفي السيد عبد الله بكيش من بلاد سمرقند.
والآخر نظام الدين علي (بالمشهد الغروي) كان من وجوه الأشراف مقدماً. توفي عن ولدين: أبي طاهر أحمد، وأبي الحسين زيد، وهما بالمشهد الشريف الغروي.
وفي مشجرة النسب قال عند ذكر آل كتيلة: ومنهم الشيخ العالم الفاضل مجد الدين محمد كتيلة، كان يتعصب في النحو لمذهب الكوفيين، ويقوي أدلتهم، وكان (ره) سمح الأخلاق.لطيف الطباع، متقدماً قارب الثمانين، وابنه سيد نظام الدين علي وجيه مقدام مقدم، له عقب … إلى آخر ما قال.
15ـ جلال الدين، أبو علي، عبد الحميد بن عبد الله التقي النسابة بن أسامة بن عدنان بن أسامة بن شمس الدين أحمد بن أبي طالب محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين النسابة من أحمد بن عمر بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة بن زيد بن الإمام  زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
ولد في ليلة الثلاثاء 19 شوال 522هـ.
كان جليل القدر فاضلاً نبيلاً، انتهى إليه علم النسب محققاً مكثراً مشجراً مليح الخط، عظيم الضبط، زكي صالح، قد أخذ في ضبط الأصول، وتحقيق الفروع، يخط عظيم، كان أخبارياً. جماعة للأنساب والأخبار، عالماً بالأدب والطب والنجوم.
جالس في صباه إلى خراسان، وأقام بها خمس سنين، واشتغل هناك بالعلم، ومن هناك حصل له الهوس بعلم النسب فلما قدم العراق تصدر في ديوان النسب وجلس في موضع أبيه وضبط الأنساب وكتب المشجرات.
يروي عن السيد الأجل فضل الله الراوندي.
وروى في النسب عن ابن كلبون العباسي النسابة عن جعفر بن أبي هاشم بن أبي الحسن العمري عن جده أبي الحسن علي بن أبي الغنائم العمري العلوي النسابة.
ويروي عنه السيد فخار بن معد الموسوي المتوفي سنة 630هـ في كتابه (الحجة على الذاهب إلى إيمان أبي طالب) قراءة عليه سنة 594هـ
ويروي عنه محمد بن جعفر المشهدي في المزار الكبير قال: أخبرني السيد الأجل العالم عبد الحميد التقي بن عبد الله أسامة العلوي الحسيني رضي الله عنه في ذي العقدة سنة 580هـ قراءة عليه بحلة الجامعيين.
أمه نفيسة بنت المختار علوية عبيدلية.
قال ابن أنجب: ورد عبد الحميد النسابة إلى بغداد مراراً آخرها سنة 579هـ، فتوفي في شهر رمضان في السنة المذكور، وحمل إلى مشهد علي عليه السلام فدفن هناك.
من آثاره: كتاب أزهار الرياض المربعة في النسب.
16ـ أبو علي عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار بن معد بن أحمد بن محمد بن أبي الغنائم محمد بن الحسين الشيتي بن محمد الحائري بن إبراهيم المجاب بن محمد العابد بن الإمام موسى بن الكاظم عليه السلام: كان عالماً فاضلاً نسابة، وكان نقيب المشهد والكوفة.
سمع أبا الحسن بن غبرة. مات سنة 619هـ له مصنفات عديدة، ومن أولاده: أبو القاسم علي بن عبد الحميد، علم الدين، العالم الفاضل، النسابة المعروف بابن عبد الحميد النسابة توفي سنة 719.
17ـ أبو العباس بن أبي طاهر محمد بن أبي القاسم علي بن أبي طاهر محمد نقيب الموصل بن أبي البركات محمد نقيب الموصل بن أبي الحسين زيد أبي عبد الله أحمد نقيب الكوفة بن أبي علي محمد بن محمد الأشتر بن عبيد الله بن علي عبيد الله بن علي بن عبيد الله بن الحسين الأصغر بن الإمام زين العابدين عليه السلام الحسيني: تقدم باقي نسبه، كان نقيب المشهد والكوفة ويلقب بـ (غراب البين).
18ـ جلال الدين عبد الله بن المعمر بن عدنان بن المختار الحسيني، تقدم باقي نسبه العلوي الكوفي كان عريق النسب كبير القدر أديباً فصيحاً، حفظ القرآن في نيف وخمسين يوماً، وكان إذا حضر مجلساً بسط القول فيهم، وأكثر من الحكايات والأشعار والأخبار والسير. ندب إلى صدرية المخزن فاستعفى ولم يجب، وكان عند الخليفة الناصر في رمي البندق والفتوة، ولعب الحمام، وكان يفتي فيه ويرجع إلى قوله، ولم يزل على ذلك إلى أيام الخليفة المستنصر بالله، فأشار عليه أن يلبس سراويل الفتوة من أمير المؤمنين عليه السلام وأفتى بجواز ذلك، فتوجه الخليفة إلى المشهد ولبس السراويل عند الضريح الشريف وكان هو النقيب في ذلك ورتب كاتب شرائح الطيور والحمام، ولم يزل على ذلك إلى أيام الخليفة المستعصم. وضبط أنسابهم في الدساتير، وكان مولده سنة سبع وسبعين وخمسمائة وتوفي سنة تسع وأربعين وستمائة.
19ـ تاج الشرف، أبو القاسم بن هبة الله بن معصوم بن أبي الطب أحمد بن أبي علي الحسن بن محمد بن إبراهيم المجاب بن محمد العابد بن موسى الكاظم عليه السلام نقيب المشهد العلوي وشيخه.
وأما جده معصوم بن أبي الطيب، فكان سيداً جليل القدر، قال السيد بن شدقم في تحفة الأزهار: كنيته أبي الحسن كان في المشهد الغروي كبيراً جليلاً عظيماً ذا جاه وعز واحترام وسكينة ووقار، فرأى ذات ليلة في منامه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، يقول له يا معصوم قد ورد عليك هذه الليلة من بعليك فقراء وفيهم رجل يقال له: طلايع بن رزيك من أكبر محبينا، قل اذهب فإنا قد وليناك مصر. فلما أصبح الصباح أمر السيد المعصوم أن ينادي في القفل أين الملقب بالملك الصالح طلايع بن رزيك، فإن السيد معصوم يطلبه، فاجتمع به وقص عليه الرؤيا، فرحل إلى مصر وترقى حاله حتى بلغ ما بلغ، وولى غنية بني حصيب من أعمال صعيد مصر، فلما قتل الظافر إسماعيل صاحب مصر الشمس أهل القصير من طلايع الاستنجاد به على قتل الخليفة الظافر بالله عباس وابنه نصر وأسامة بن منقذ، فأجابهم لسؤالهم، فانهزموا عنه فدخل القاهرة وتولى الوزارة مستقلاً على جميع أمور الديوان في أيام الفائز بالله لتاسع عشر ربيع الأول سنة 549هـ ولما مات الفايز وتولى العاضد أبقاه على جميع حالاته وتزوج العاضد بابنته وأوقف طلايع على الحسينية أشراف المدينة بلقيس، وسبع قراريط وقيراطاً على بني السيد معصوم، وكان يرسل للسادة الأشراف بالحرمين والمشاهد المشرفة أموالاً جزيلة وخيراتٍ كثيرة غير ما يحتاجون إليه من الملبوس حتى الألواح والأقلام للصبيان لتعليم القرآن المجيد، وكان عالماً فاضلاً له كتب عديدة منها: كتاب سماه “الاعتماد في رد أهل العناد” وله ديوان شعر في مجلدين في كثير من الفنون غريب ولد في التاسع عشر ربيع الأول سنة 495هـ وقتل يوم 19 شهر رمضان سنة 566 ومن شعره في مدح أمير المؤمنين عليه السلام قوله:
بحب علي ارتقي منكب العلا          وأسحب ذيلي فوق هام السحاب
إمامي الذي لما تيقظت باسمه         غلبت به من كان بالكثر غالبــــي
وله:
وفي الطائر المشوي أوفى دلالةٍ       ولو استيقظوا من غفلة وسبات
وذكر في نسمة شعره قوله:
يا أمة سلكت ظلالاً بينــــــــاً          حتى استوى إقرارها وجحودها
قلتم ألا أن المعاصي لم تكــن         إلا بتقدير الإله وجودهــــــــــــا
لو صح ذا كان الإله بزعمكم          منع الشريعة أن تقام حدودهـــــا
حاشا وكلا أن يكون إلهنـــــا          ينهى عن الفحشاء ثم يريدهــــــا
وللمترجم أبي القاسم تاج الشرف النفيس أخ اسمه معصوم جد آل معصوم بالحلة.
20ـ أبو الحسن محمد علم الدين علي بن ناصر بن محمد بن أبي الغنائم المعمر الحسيني: المتقدم ذكر والده، السيد الفاضل الكامل مجد الدين، كان نقيباً في المشهد الشريف الغروي، وهو الذي زور الخليفة المستعصم عندما جاء إلى مشهد أمير المؤمنين عليه السلام مودعاً والدته لذهابها إلى حج بيت الله الحرام سنة 641هـ وأنه فرق الأموال الجليلة عنده، وودع الخليفة والدته وعاد إلى بغداد.
والمستعصم هو عبد الله أبو أحمد، آخر خلفاء بني العباس الذي قتله هولاكو في سنة 656 عند فتحه بغداد.
وهما: نظام الدين أبو الحسن علي، وعلم الدين عبد الله النسابة.
أما أبو طاهر أحمد بن أبي الحسن محمد فكان بالمشهد الشريف الغروي. قالا بن عنبة: قرأت عليه طرفاً من كتاب الكافية الحاجبية، وكان فيها قيماً وشرحها لأستاذه الفاضل ركن الدين محمد الجرجاني.
21ـ رضي الدين محمد بن فخر الدين محمد بن رضي محمد بن زيد بن الداعي بن زيد بن علي بن الحسين التج بن أبي الحسن علي بن الحسين الرئيس النقيب بابه بن علي بن محمد الحوري بن علي الحوري بن الحسن الأفطس بن علي الأصغر بن الإمام علي زين العابدين عليه السلام الحسيني الأفطس الآوي النقيب: السيد العالم الفاضل الكبير الزاهد الورع القدوة، كان صديقاً للسيد رضي الدين علي بن طاووس(ره) ويعبر عنه كثيراً في كتبه بالأخ الصالح، وهو من العلماء وأصحاب المقامات العالية والكرامات الباهرة، روي عنه السيد علي بن طاووس في كتابه “مهج الدعوات” و “رسالة المواسعة والمضايقة” كرامات ومكاشفات، وروى عنه يوسف بن المطهر الحلي والد العلامة (ره)، وقال الشهيد (ره) في الذكرى ما نصه: ومنها الاستخارة بالعدد ولم تكن هذه مشهورة في العصور الماضية قبل زمان السيد الكبير العابد رضي الدين محمد بن محمد بن محمد الآوي الحسيني المجاور بالمشهد الغروي رضي الله عنه، وقد رويناها وجميع مروياته عن عدة من مشايخنا عن الشيخ الكبير جمال الدين بن المطهر عن والده عن  السيد رضي الدين عن صاحب الأمر (عج) … الخ، وروايته عن صاحب الأمر (عج) في الغيبة منقبة عظيمة لا تحوم حولها فضيلة، توفي سنة 654هـ في رابع صفر وهو من أجداد رضي الدين محمد المتقدم وفي طبقة الشهيد تاج الدين محمد.
قال النسابة النجفي محمد كتابدار، خازن المكتبة المرتضوية في تعليقة على عمدة الطالب: كان السيد رضي الدين الآوي سيداً جليلاً عظيماً نقيباً في المشهد الشريف الغروي، صاحب ثروة وجاه وقدم، واسمه إلى الآن (1095) مكتوب على الباب الذي هو على الرواق المقابل للباب الذي هو على الحرم الشريف، وتاريخ الباب على ما هو مكتوب سنة سبعمائة وشيء من العدد، ذهب عن بالي عدده.
فالمترجم كان متقدم زماناً على ابن عمه السيد تاج الدين الآوي الأفطسي.
وأما السيد رضي الدين علي بن طاووس فتوفي سنة 664هـ، قال الميرزا حسين النوري فيه: السيد الجليل صاحب المقامات العالية، والكرامات الباهرة، النقيب الصديق لعديله في الدرجات السامية، السيد رضي الدين علي بن طاووس ويعبر عنه كثيراً في كتبه بالأخ الصالح، وقال في رسالة (المواسعة والمضايقة): كنت قد توجهت أنا وأخي الصالح محمد بن محمد بن محمد القاضي الآوي ـ ضاعف الله سعادته وشرف خاتمه ـ من الحلة إلى مشهد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام قائلاً: وتجددت لي في تلك الزيارة مكاشفات جليلة وبشارات جميلة.
و    ذكر الميرزا النوري أيضاً في كتاب دار السلام: توفي سيد رضي الدين محمد الآوي ليلة الجمعة رابع صفر سنة أربع وخمسين وستمائة، روي عن أخيه الروحاني علي بن طاووس وعن والده فخر الدين محمد عن والده رضي الدين محمد عن والده زيد عن والده الداعي بن زيد بن علي وساق نسبه إلى الأعلى، ونقل صاحب المعالم في إجازته عن رضي الدين الآوي أن جده الداعي عمر عمراً طويلاً.
22ـ نصير الدين أبو طالب الحسين بن علي نظام الدين بن محمد بن علي بن المعمر بن عمر بن هبة الله بن الناصر بن زيد بن الحسين بن علي الملقب كتيلة بن يحيى: وفي بحر الأنساب (ط) كناه أبا طاهر أحمد. كان بالمشهد الغروي الشريف.
23ـ علم الدين أبو محمد إسماعيل بن تاج الدين الحسن بن شمس الدين علي بن عميد الدين محمد بن عبد الله بن المختار الحسيني: ولي نقابة مشهد جده أمير المؤمنين عليه السلام من قبل والده تاج الدين أبي علي الحسن نقيب نقباء بغداد.
قال عبد الرزاق بن الفوطي في حوادث سنة 645هـ: وفقها قلد تاج الدين الحسن بن المختار نقابة الطالبيين، فعين ولده علم الدين إسماعيل في نقابة مشهد أمير المؤمنين عليه السلام.
وذكر ابن الفوطي: النقيب الطاهر علم الدين أبو محمد إسماعيل من البيت المعروف بالفضل والنقابة والسؤدد والتقدم والثروة والرياسة والنزاهة، قال شيخنا تاج الدين في تاريخه (ويعني تاج الدين علي بن الطقطقي) وفي يوم السبت سلخ ربيع الأول سنة 645هـ قلد تاج الدين ولده علم الدين إسماعيل نقابة مشهد جده عليه السلام، فكان على ذلك إلى أن توفي والده تاج الدين، فوثب علم الدين مكانه في شهر رمضان سنة 652هـ، وتقدم بحضور الصدور وأرباب الدولة، وخلع عليه، ولم يزل على ذلك إلى أن أدركه أجله في عنفوان شبابه، سابع عشر شعبان سنة 653 وحمل إلى مشهد جده عليه السلام.
24ـ جلال الدين أبو نصر إبراهيم بن عميد الدين عبد المطلب بن شمس الدين علي بن عميد الدين علي الحسيني المختاري: أمير الحاج، كان نقيب النقباء.
25ـ شمس الدين علي بن عميد الدين عبد المطلب بن أبي نصر إبراهيم بن عميد الدين عبد المطلب بن شمس الدين علي النقيب الحسيني المختاري: كان سيداً جليلاً تولى نقابة الأشراف في الغري الشريف، وخراسان في زمن سلطنة الشاه رخ ميرزا.
26ـ جلال الدين أبو علي عبد الحميد بن أبي طالب محمد بن جلال الدين أبي علي عبد الحميدبن عبد الله التقي النسابة المذكور: السيد الشريف، العالم الفاضل الأديب العريق الجليل القدر، الكبير الشأن النقيب الكبير نسابة عصره وواحد دهره، نسباً وأدباً وتأريخاً، كتب الكثير وطالع الكثير وروى الكثير من الأشعار والأخبار والأنساب، يقال أنه أقام في غرفة بالكوفة سنين كثيرة للمطالعة لم ينزل منها.
قال شمس الدين محمد بن تاج علي بن الطقطقي: استفيدت من خطه وضبطه، وكان ذا رأي مليح، وذكاء فصيح، وتصانيفه في الأنساب وتعليقاته تعرب عن فضل جم، وتحقيق نام، واطلاع كامل باضطلاع وأشعار من جيد أشعار العلماء.
روى المترجم عن والده العلم الورع شمس الدين أبي طالب محمد عن أبيه العالم الفاضل عبد الحميد بن التقي النسابة.
وروى عنه زين الدين علي بن الحسين بن حماد الفقيه، وشمي الدين فخار بن معد الموسوي المتوفي سنة 630هـ.
أمه من بنات الأعمام.
توفي سنة 660هـ ودفن بالمشهد الغروي.
27ـ جلال الدين أبو القاسم بن أبي طاهر سليمان الفقيه العامل فخر الدين يحيى المذكور: كان فقيهاً زاهداً فلما قتل أخوه زين الدين هبة الله توجه إلى السلطان غازان، وتولى النقابة والقضاء والصدارة بالبلاد الفراتية، وقتل كل من تدخل في قتل أخيه، وتجرأ على القتل وسفك الدماء وطالت حكومته.
وابنه بهاء الدين داود كان نقيب النقباء.
28ـ أبو الحسن علي بن أبي محمد بن عبد الحميد بن أبي طالب عبد الله التقي الحسيني: تقدم باقي نسبه في ترجمة جده عبد الحميد أمير الحاج، النقيب بالغري كان سيداً جليلاً كبير القدر، وأحد مشايخ الطالبيين بالعراق، مقيماً بالمشهد الغروي على مشرفه السلام، وكان يخدم في صباه (الديوان) ثم ولي نقابة المشهد مدة طويلة وكان يتولى ما أحدثه صاحب الديوان عطاء الملك الجويني بالمشهد والكوفة من العمارات والقنى والأربطة، تزوج مريم بنت أبي علي المختار فأولدها. وله بنون، منهم أبو الغنائم مات بالسل.
29ـ نجم الدين أبو الحسن علي بن أبي الفتح علي بن عبد الحميد بن عبد الله التقي الحسيني المذكور: نقيب المشهد الغروي.
30ـ تاج الدين أبو الحسن علي بن أبي محمد بن أبي الفتح علي الحسيني: كان سيداً جليلاً شريفاً تولى إمارة الحج ونقابة الغري.
31ـ فخر الدين صالح بن مجد الدين أبي الحسين عبد الله بن تاج الدين أبي الحسين علي الحسيني المذكور: كان نقيباً بالمشهد الشريف الغروي زمن نقابة السيد رضي الدين محمد الآوي الأفطسي، كان فاضلاً نقيباً نسابة. وكان موجوداً في حدود سنة 664هـ، لأن رضي الدين الآوي كان في عصره السيد رضي الدين بن طاووس المتوفي سنة 664 والمترجم معاصر لهما.
امتد عقب هذا النقيب وطال وله أحفاد عقبوا سادة أشرافاً منهم: السيد لطف الله بن عبد الرحيم بن عبد الكريم قتله السلطان أحمد بن السلطان أويس ببغداد.
ومنهم: السيد الزاهد بهاء الدين علي والسيد نظام الدين سليمان ابنا عبد الكريم لهم أعقاب بالمشهد الشريف الغروي.
32ـ رضي الدين علي ين سعد الدين موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي عبد الله المعروف بالطاووس بن إسحاق بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام.
ولد يوم الخميس منتصف محرم سنة 589هـ.
كان عالماً فقيهاً شاعراً أديباً منشئاً. قرأ العلم على نجيب الدين محمد بن جعفر بن نما، وتتلمذ عليه جماعة منعم الشيخ محمد بن صالح السيبي القبيني. قرأ عليه كتاب الأسرار في ساعات الليل والنهار.
يروي عن الشيخ حسين بن محمد السوراوي إجازة، وعن الشيخ علي بن يحيى الخياط الحلي، ونجيب الدين محمد السوراوي وغيرهم.
تولى النقابة في عهد الدولة الايلخانية من قبل هولاكو خان، وقد كانت مدته فيها ثلاث سنوات وأحد عشر شهراً، وقد عرضت عليه في زمن المستنصر العباسي فرفضها ولما تولاها جلس في مرتبة خضراء، لأن الخضرة شعار العلويين، وفي هذا يقول علي بن حمزة العلوي الشاعر:
فهذا علي نجل موسى بن جعفر         شبيه علي نجل موسى بن جعفر
فذاك بدست للإمامة أخضــــــر         وهذا بدست للنقابة أخضــــــــر
أما مؤلفاته فهي كثيرة منها: “مصباح الزائر وجناح المسافر” ثلاثة مجلدات، “فرحة الناظر وبهجة الخاطر” جمع فيه روايات كتبه، “الطرائف” و “الإقبال”، “مضمار السبق في ميدان الصدق”، “واللهوف في قبلى الطفوف”، “الأصفاء في تاريخ الملوك والخلفاء”، “جمال الأسبوع”، “وسعد السعود”، “رسالة في الحلال والحرام من علم النجوم”، “مهج الدعوات”.
كانت بينه وبين آل العلقمي مثل الوزير مؤيد الدين وأخيه وولدي الوزير صلات ودية.
توفي يوم الاثنين 5 ذي القعدة سنة 664هـ، واختلف في موضع قبره، قيل في الكاظمية، وقيل في الحلة، وذكر ابن الفوطي: أنه حمل إلى مشهد جده علي عليه السلام. وقال البحراني: أن قبره غير معروف الآن.
33ـ زين الدين هبة الله بن أبي طاهر سليمان بن الفقيه العامل فخر الدين يحيى بن أبي طاهر هبة الله بن شمس الدين أبي الحسن علي بن مجد الشرف أبي نصر أحمد بن أبي الفضل علي بن أبي تغلب علي بن الحسن الأصم السوراوي بن أبي محمد الحسن الفارس النقيب بن الإمام علي زين العابدين عليه السلام: الصدر المعظم، النقيب الكبير ولد سنة سبع وستين وستمائة ولي صدارة البلاد الحلية والكوفة ونقابتها مع المشهدين الغروي والحايري، فاستقر فيها عن سياسة ورياسة وسماحة. وهو اليوم أوفى الطالبيين عزة، وقد فاق إضرابه كرماً ونبلاً ورفعة وصلات وبراً وشرفاً، وكان أبوه الفقيه فخر الدين يملأ العين قرة، والقلب مسره وأخوه الفقيه تاج الدين كذلك.
تولى النقابة الطاهرية وصدارة البلاد الفراتية وغيرها وقبل بظاهر بغداد سنة إحدى وسبعمائة قتله بنو محاسن بدم صفي الدين بن محاسن، وكان السيد قد أمر به فرفس ومات، وقتلوه قتلة شنيعة ورخص لهم في ذلك أدينة حاكم بغداد.
34ـ قوام الدين، أبو طاهر أحمد بن عزي الدين الحسن بن سعد الدين موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي عبد الله المعروف بالطاووس.
كان من السادات الأعيان والأكابر، كانت له نقابة المشهد الغروي، وإمارة الحاج في أيام السلطان أرغون بن السلطان اباقا، وأيام أخيه كتخاتوخان وحسنت سيرته في الحاج ذهاباً وإياباً، وشكره أهل العراق والغرباء الذين حجوا معه، وكان جميل السيرة وله خيرات داره على الفقراء.
توفي سنة 704هـ.
35ـ أبو غرة بن سالم بن مهنا بن جماز بن شيحة هاشم بن قاسم بن المهنا بن شهاب الدين حسين بن حمزة بن داود القاسم بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى النسابة بن الحسن بن الأشراف في النجف والمتولي لمرقد جده علي بن أبي طالب عليه السلام، وهو من السادة الجمامزة.
ولد في المدينة، وكان في جوار ابن عمه منصور بن جماز أمير المدينة، ثم انتقل إلى العراق واستوطن النجف، وقد ولي هذا النقيب ثانياً نقابة النقباء في بغداد بعد وفاة قوام الدين أحمد بن أبي قاسم بن علي موسى بن جعفر آل طاووس.
وذكره ابن بطوطة: (كان الشريف أبو غرة بن سالم بن مهنا بن جماز بن شيحة الحسيني المدني قد غلب عليه في أول أمره العبادة، وتعلم العلم، واشتهر بذلك، وكان ساكناً بالمدينة الشرفة في جوار ابن عمه منصور بن جماز أمير المدينة، ثم أنه خرج عن المدينة واستوطن العراق، وسكن منها بالحلة فمات النقيب قوام الدين بن طاووس، فاتفق أهل العراق على تولية أبي غرة نقابة الأشراف، وكتبوا بذلك إلى السلطان أبي سعد فأمضاه، فأنفذ له اليرليغ (البريد) وهو الظهير بذلك، وبعث له الخلعة والأعلام والطبول على عادة النقباء ببلاد العراق، فغلبت عليه الدنيا وترك العبادة والزهد، وتصرف في الأموال تصرفاً قبيحاً، فرفع أمره إلى السلطان، فلما علم بذلك أعمل السفر مظهراً أنه يريد خراسان قاصداً زيارة علي بن موسى الرضا عليه السلام بطوس وكان قصده الفرار.
فلما زار قبر علي بن موسى الرضا قدم هراة، وهي آخر بلاد خراسان وأعلم أصحابه أنه يريد بلاد الهند فرجع أكثرهم عنه وتجاوز هو أرض خراسان إلى السند …الخ.
وفي بحر الأنساب قال: (تولى النقابة بالعراق بعد قوام الدين بن طاووس ثم فر إلى الهند، وأكرمه السلطان محمد بن يغلق شاه، وأعطاه قريتين وبهما توفي) وفيه أيضاً: (ابنته شقر تزوجها السيد بركات بن حسن بن عجلان الحسني وأولدها السيد سلطان محمد، سلطان مكة الآن سنة 860هـ والسيد علي بن بركات. وفاطمة)
36ـ شمس الدين حسين تاج أبي الفضل محمد بن مجد الدين الحسين بن علي زيد الداعي بن زيد علي بن الحسين بن الحسن التج: وقد تقدم باقي النسب. كان يتولى نقابة العراق: وكان فيه ظلم وتغلب، فأقلق سادات العراق بأفعاله، فتوصل الطبيب الرشيد إلى قتله بكل حيلة واستمال جماعة من السادات، فأوقعوا في خاطر السلطان من السيد تاج الدين وأولاده حكايات ردية، فلما كثر ذلك على السلطان استشار الرشيد، الطبيب في أمره، وكان به حفيا، فأشار عليه أن يدفعه إلى العلويين، وأوهمه أنه إذا أسلمه لهم لم يبق لهم طريق في الشكاية والتشنيع، وليس على  السيد تاج الدين من ذلك كثير ضرر.
فطلب الرشيد الطاهر جلال الدين بن الفقيه وكان سفاكاً جريئاً على الدماء، وقرر معه أن يقتل السيد تاج الدين وولديه ويكون له حكم العراق نقابة وقضاء وصدارة، فامتنع السيد جلال الدين من ذلك وقال: إني لا أقتل علوياً قط، ثم توجه من ليلته إلى الحلة.
فطلب الرشيد، السيد ابن أبي الفائز الموسوي وأطمعه في نقابة العراق على أن يقتل السيد تاج الدين وولديه، فامتنع من ذلك وهرب إلى الحائر من ليلته. وعلق السيد جلال الدين إبراهيم بن المختار في حبالة الرشيد بعد وفاة أبيه النقيب عميد الدين يقربه ويحسن إليه ويعظمه حتى كان يقول أي شيء يريد الرشيد أن يقضيه بالسيد جلال الدين، فأطمعه الرشيد في نقابة العراق وسلم إليه السيد تاج الدين وولديه شمس الدين حسين وشرف الدين علي، فأخرجهم إلى شاطئ دجلة، وأمر أعوانه بهم فقتلوهم وقتل ابني السيد تاج الدين قبله عناداً وتمرداً لأمر الرشيد. وكان ذلك في ذي القعدة سنة 711هـ إلى آخر ما في عمدة الطالب ص308هـ. ذكر هذا النقيب ابن بطوطة في رحلته عند دخوله النجف سنة 725هـ قال عند ذكره نقيب الأشراف ما نصه: (وكان النقيب في عهد دخولي إليها نظام الدين حسين بن تاج الدين الآوي).
37ـ أبو زرعة محمد بن علي بن حمزة بن إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر بن الحسين بن محمد بن يزيد بن الحسين زيد الأسود بن إبراهيم بن محمد بن القاسم الرسي بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام: قطب الدين، كان عالماً فاضلاً جليلاً ولي نقابة شيراز أولاً وفي ولده نقابتها، ثم قدم العراق، فولي نقابة الغري الشريف، وبعدها صار نقيب نقباء المماليك وقاضي قضاتها ببغداد.
38ـ رضي الدين محمد بن شرف الدين علي بن تاج الدين أبي الفضل محمد بن مجد الدين الحسين بن علي بن زيد بن الداعي بن زيد الحسيني، الأفطس، الآوي: كان وقت قتل أبيه وجده وعمه طفلاً فأخفي إلى أن شب وكبر وقلد نقابة المشهد الشريف الغروي نيابة عن السيد قطب الدين أبي زرعة الشيرازي الرسي، ثم فوضت إليه استقلالاً، وبقيت في يده إلى أن مات وتقدم نظرائه وطالت ولايته وتوفي عن أربعة بنين: شمس الدين حسين، وتاج الدين محمد، ومجد الدين القاضي، وسليمان درج.
39ـ ناصر الدين مطهر بن الشريف الصالح رضي الدين محمد نقيب أبهر بن علي بن عربشاه حمزة بن أحمد بن عبد العظيم بن عبد الله بن علي الشديد بن الحسن بن زيد بن الحسن السبط عليه السلام: كان والده رضي الدين أبو عبد الله محمد نقيباً بأبهر، وله فضل عظيم, وبيتهم بيت جلالة ورياسة، وكانوا قديماً في الكوفة يعرفون بالسبيعيين ـ نسبة إلى محلة بالكوفة يقال لها السبيعية، لأن بني سبيع (هم بطن همدان) نزلوا بهاـ.
تولى ناصر الدين هذا نقابة المشهدين العلوي والحسيني، والحلة والكوفة مدة وسافرا أخيراً إلى الهند وصار من ندماء ملوكها.
ذكر ابن بطوطة أنه ما زال حياً.
40ـ شمس الدين محمد بن جماز بن علي بن محمد بن إدريس بن زين الدين علي بن أبي الفتح علي بن قاسم بن حريز بن ذروة بن علبان بن عبد الله بن محمد بن علي العمقي بن محمد الأصغر بن أحمد المسور بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام كان سيداً شديد القوة، مقدماً عند السلاطين، تولى نقابة الأشراف بالمشهد الغروي وثابر في أيام دولة السلطان أبي سعيد وأيام الأمير الشيخ حسن ومزاحم وجماز.
وكان مقدماً عند الملوك مقبولاً لدى السلاطين محتشماً كثير الضياع والإقطاع والبساتين وولي نقابة المشهد الغروي عدة سنين.
وله أولاد وهم: أحمد ونور الدين علي، وإدريس ومزاحم وجماز، ولكل واحد منهم أولاد.
41ـ شهاب الدين أحمد بن مشهر بن أبي مسعود من مالك بن مرشد بن خراسان بن منصور بن محمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن مالك بن الحسين بن المهنا بن أبي هاشم داود بن القاسم بن عبيد الله بن طاهربن يحيى النسابة بن الحسن بن جعفر الحجة بن عبيد الله بن الحسين الأصغر بن الإمام علي زين العابدين عليه السلام: السيد الجليل النقيب. يلقب حليتا، كان جليل القدر عالي الهمة، يتولى أوقاف المدينة المشرفة بالعراق، ثم يتولى نقابة الحائر سنة 756هـ وعزل عنها ثم شارك في نقابة المشهد الغروي وتسلط وعظم جاهه.
42ـ شرف الدين يحيى بن جماز بن علي الحسني: تقدم باقي نسبه في ترجمة أخيه شمس الدين محمد، كان سيداً جليلاً مقدماً عند الملوك، مقبولاً لدى السلاطين محتشماً. تولى نقابة المشهد الغروي مدة بعد أخيه.
وله عقب متصل وأولاده متعددون وهم: محمد وعلي ولكل منهما أولاد.
43ـ بهاء الدين إدريس بن شمس الدين محمد بن جماز الحسني: تقدم باقي نسبه في ترجمة والده، ولي حكومة المشهدين والحلة وكان ذا همة عالية.
44ـ إدريس بن نور الدين علي بن شمس الدين محمد بن جماز الحسني: تقدم باقي نسبه في ترجمة جده شمس الدين محمد، السيد النقيب الطاهر، كان ذا همة عالية، تولى حكومة المشهدين الغروي والحائري والحلة مدة
45ـ جلال الدين علي بن شرف الدين المرتضى العلوي الحسيني الآوي: أبو المعالي النقيب بالمشهد الشريف العلوي، الذي كتب باسمه الشيخ المقداد بن عبد الله الحسين السيوري المتوفي في 26 جماد الثانية سنة 826هـ كتاب الأنوار الجلالية في شرح الفصول النصيرية) وهو شرح على “رسائل الفصول في الكلام”  للخواجة نصير الدين الطوسي، وقال في خطبة هذا الشرح: “وخدمت به عالي مجلس من خصه الله بخصائص الكمال، وحباه بأشرف عنصر وأكرم آل، وجعله بحيث يتصاعد همته العليا مراتب آبائه الأكرمين، وهو المولى السيد النقيب الطاهر المرتضى الأعظم، مستخدم أصحاب الفضائل بفواضل النعم، ومستقبل أرباب المكارم بفائق مزيد الكرم، الذي تسنم من الشرف صهوات ومصاعد، واستعلى من خصائص المجد على شرف الإسلام وتاج المسلمين، بل ملك السادات والنقباء في العالمين، وظهير أعاظم الملوك والسلاطين، السيد النقيب الأطهر جلالة الملة والحق والدنيا والدين أبو المعالي علي:
أسامياً لم تزده معرفة           وإنما لذة ذكرناها
ابن المولى النقيب الطاهر المغفور شرف الملة والدين المرتضى العلوي الحسيني الآوي، خلد الله تعالى سيادته، وربط بالخلود أطناب دولته، ولا زالت أيامه الزاهرة تميس وتختال، في حلل البهاء والكمال، ونمت له النعمى، وذلت له المنى، وحلت بمن عاداه قاصمة الظهر، ولا عرفت أيامه نوب الدهر، ليشرفه بنظره الثاقب، ويعتبره بحدسه الصائب). (وكتاب الأنوار الجلالية) منه نسخة في جبل عامل، وتاريخ كتابتها 1146.
46ـ المعروف بـ (ليث) الحسيني: من نقباء النجف المعاصرين للشاه إسماعيل الأول بهادرخان، وفي طبقة الشيخ علي المحقق الكركي، كما ذكره في حبيب السير قائلاً: (هو قدوة نقباء النجف، وزبدة أصحاب الفضل والشرف، طيب الذات، حسن الصفات، على جانب عظيم من مكارم الأخلاق، وكان أكثر أوقاته مشغولاً بالعبادة. وكان له ولد نسابة اسمه السيد يوسف بن محمد ليث الحسيني النجفي، رأى بخطه الشريف السيد آغا نجفي النسابة مشجرة لبني الداعي الأفطسيين تأريخ تمامها سنة 943هـ، وكتب المشجرة باستدعاء السيد عبد الحي من ذرية الأفطسي)
47ـ بهاء الدين علي الآوي: كان في سنة 1035 نقيباً في الغري الشريف، ولما توجه مراد باشا قائد الجيش العثماني إلى بغداد سنة 1035هـ ومعه الشيخ بن ظاهر بن عساف من أمراء طي، وفتح بغداد كتب إليه أهالي النجف يطلبون منه الأمان منه فأجابهم ما نصه: بسم الله الرحمن الرحيم، إلى من بالمشهد المنور، والمرقد المطهر، الإمام المظفر، والشجاع الغضنفر، أبي الحسنين حيدر كرم الله وجهه، من السادات والأعيان وسائر السكان خصوصاً السيد البهي والوالي الولي الأمير بهاء الدين علي.
أما بعد، هو إنا أعطيناكم أمان الله وأمان رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمان السلطان مراد باشا، الرعايا لا علاقة لهم فيما يقع بين السلاطين من أمور الدنيا والدين، بل هم كالأنعام يرعاهم من يتولاهم، وأن وزير حضرة السلطان أرسلنا إلى هذا المكان لنجاهد حق الجهاد، ونستنقذ الرعايا والبلاد من أيدي الأكراد أهل البغي والعناد، وكنا قد عزمنا سابقاً على أن نرسل إلى إنقاذ النجف الأشرف شرذمة من العساكر، لكن عدلنا عن ذلك إذ رأينا تجريد السيوف القواطع، ورمي السهام والمدافع، على تلك الحضرة المنورة والبقعة المطهرة، من سوء الأدب في حق الإمام المنتخب، وأيضاً أشفقنا على المجاورين والسكان المستظلين بذلك المكان فحين، وصل الكتاب وورود هذا الخطاب، قروا في مكانكم، وأقيموا في أماكنهم، وحافظوا على أوطانكم، فاضبطوا النجف الأشرف ولا تؤمن ولا تخف، أن يأتيكم ممهوراً بمهري المزبور أو رجل من طرف الوزير المذكور، فعليك بحفظ المكان المحترم وصيانة الموضع المكرم وفي هذا كفاية.
48ـ أبو ناصر عبد الله بن الحسين الحسني الثقفي النجفي: عفيف الدين. كان نقيب النجف الأشرف، عالم فاضل، ـ أديب شريف حسني، نقب وساد شاباً، لقب بالوزير وكان من أسرة شريفة ومسلمة الرياسة في تلك الأنحاء حتى قال السيد علي خان فيه:
قوم بنوا شرف العلا            بين الخورنق والسدير
قل للمكاثر مجدهـــم            أين القليل من الكــــثير
وكان شاعراً كاتباً، وبينه وبين السيد علي خان صاحب سلافة العصر المتوفي سنة 1120هـ مكاتبات ومجاريات نثراً وشعراً، ويلقب بالشيرازي بقوله العفيف، وله قصائد طويلة وهي مثبتة في ديوانه، وقد مدحه فيها كثيراً.
49ـ محمد بن أمير الحاج السيد حسين النسابة بن محمد بن الأمير محسن بن عبد الجبار بن إسماعيل بن عبد المطلب بن علي الفاخر بن الأسعد بن أبي نصر محمد بن أبي الحسن علي بن أبي عبد الله أحمد بن أبي الحسن علي بن أبي عبد الله أحمد بن أبي علي محمد بن محمد الأشتر بن عبيد الله بن علي بن عبيد الله بن علي بن عبيد الله بن الحسين الأصغر بن الإمام علي زين العابدين عليه السلام: وهو من آل فاخر بن الأسعد. ففاخر يعرف عقبه بآل فاخر، منهم كانوا في الغري الشريف.
كان نقيب المشهدين الشريفين العلوي والحسيني، في أوائل القرن الحادي عشر، قال السيد نصر الله الحائري يهنئه بزفافه، وفيه فذلكة بإضافة لفظ (يمنا) إلى التاريخ.
عرسك يامن أحبه            للروح مني قد ملك
يمنا حوى تاريخه            أشرق بدر السعد لك
1123هـ
وقال السيد نصر الله يهنئه بعرس ولده السيد حسين:
اقترنت شمس الضحى مع القمر              في ليلة ذات حجول وغـــــرر
أحسن بها من ليلة موشــــــــــية              طاب لنا فيها إلى الصبح السهر
شبه السما فيها النخيـــــــــــلات               والشمع عليها كالنجوم قد زهر
كالشهب صعاداتها قد اغتــــــدت              ترجم شيطان الهموم إن يخـطر
سرت بها الدنيا وقرت عينــــــها               وقد صفا العيش بها بعد الكـدر
أيا نقيب العصر والبحر الـــــذي               يقذف للراحين كفــــــــــه درر
ويا من الدهر لديه خاضـــــــــع                يعطيه فيما قد نهى وما أمــــر
تهن في عرس حين الــــــــــــذي              يجلي بنور وجهه قذى النـــظر
ومن ولد المترجم له: السيد محمد (المعروف بالمتخلص) بن الحسين أمير الحاج بن السيد محمد نقيب المذكور: كان عالماً وشاعراً وأديباً له نظم جيد، وكان مسكنه النجف الأشرف، وتوفي سنة 1183هـ، فمن تصانيفه ديوانه الموسوم “نور الباري” و “مجالس المصائب ونفثات الصدور” وكتاب “الآيات الباهرات” له ترجمة في المعاجم، ذكره الشيخ علي كاشف الغطاء في الحصون المنيعة، والشيخ آغا بزرك الطهراني، والسيد محسن الأميني  العاملي وتلمذ على السيد نصر الله الحائري. فمن شعره قوله في العباس بن علي عليه السلام:
بذلت أيا عباس نفساً نفيســـــــــة              لنصر حسين عز بالمجد عن مثــــل
أبيت التذاذ الماء قبل التــــــــذاذه              وحسن فعال المرء فرع من الأصل
فأنت أخو السبطين في يوم مفخر              وفي يوم بذل الماء أنت أبو الفـضل
وله كتاب شرح الشافي” لأبي فراس طبع، وله ولد اسمه السيد حسين بن السيد محمد المعروف بالمتخلص ذكره آغا بزرك وأنه خلف محمد علي المولود سنة 1196، وسليمان المولود سنة 1195 وعباس المولود سنة 1191 فعباس ابنه سلطان محسن.
50ـ شهاب الدين أبو عبد الله أحمد بن أبي محمد عمر نقيب الكوفة بن أبي الفتح محمد نقيب الكوفة بن أبي طاهر عبد الله نقيب الكوفة بن أبي الفتح محمد نقيب بن الأمير محمد الأشتر الحسيني: تقدم باقي نسبه، تولى النقابة بالمشهد والكوفة. ذو صيت وتوصل.
وأياهم عنى الشيخ محمد السماوي بقوله:
ومنهم بنو عبيد الله           الأشتريون عظيموا الجاه
ولي آباء المترجم نقابة الكوفة.
51ـ محمد بن أحمد بن محمد بن القاسم الشبيه بن أحمد بن عبد الله بن علي الشديد بن الجميم بن زيد الحسن السبط عليه السلام كان بالكوفة ينسب إليه النصب وشدة التستر، وله ابن أسود الجميم في مقابر قريش. وقد تولى نقابة المشهدين، والحلة، والكوفة أشهراً.
52ـ أبو علي الحسن بن أحمد بن علي بن محمد بن قوام الدين إسماعيل بن بدر الشرف عياش بن أبي المعالي أحمد بن أبي الفتح محمد بن أبي طاهر أحمد بن أبي الحسن محمد عزام بن أبي طاهر أحمد بن أبي الطيب الحسن بن محمد الأشتر بن عبيد الله بن علي بن عبيد الله بن الحسين الأصغر بن الإمام زين العابدين عليه السلام: النقيب بمشهد أمير المؤمنين علي عليه السلام وأمير الحاج له أخوة ثلاثة وهم: جلال الدين، ومحمد، وعياش وله ولد اسمه حسن.
وبيت عياش نقباء المشهد.
53ـ السيد محمد (كمونة) بن علي ين حسين بن أي منصور جعفر بن أبي جعفر الحسين بن أبي منصور بن أبي الفوارس طراد شكر بن أبي جعفر النفيس هبة الله بن أبي الفتح محمد نقيب الكوفة بن أبي طاهر عبد الله بن أبي الفتح محمد المعروف بابن صخرة محمد الأشتر بن عبيد الله بن علي بن عبيد الله بن علي الصالح بن عبيد الله بن الحسين الأصغر بن الإمام علي زين العابدين عليه السلام: من السادة الأشراف، حاز سمعة وصيتاً، وكان له فضل ساطع، وفهم لامع، وهو فريد دهره فضلاً،وقريع وقته جلالة ونبلاً، له همة عالية في درك الحقائق حتى اشتهر صيته في الأقطار.
ولي نقابة الأشراف في الغري الشريف والبلاد الفراتية، ولما توجه الشاه إسماعيل الأول الصفوي إلى تسخير العراق، خاف والي بغداد يازبك بك من السيد محمد كمونة حيث كان متهماً في الميل إلى الشاه وإخلاصه له، وأنه مطاع في أرجاء العراق، وله وجاهة ونفوذ، فناله من جراء ذلك أن الوالي أمر بالقبض عليه وزجه في بئر مظلم في بغداد مقيداً، وعندما علم الوالي أن حكومته ليس لها قدرة على الدفاع في هذه الحالة، وأنه قد عين الشاه إسماعيل لهذه المهمة أحد قواده حسين بك لالا فجعله مقدماً على جيش كبير، ثم تحرك هو متأخراً عنه، ولما سمع الوالي يازبك بك اضطرب أمره، ففضل الفرار على الكفاح، وتوجه إلى مدينة حلب، وعند الصباح اجتمع الأهلون ببغداد وجاؤوا إلى الجب الذي فيه السيد محمد كمونة فأخرجوه منه وكان نحيفاً ضعيفاً من ظلمة السجن، وسلموا إليه مقاليد الأمور ببغداد، وبهذا أبدوا طاعتهم للشاه وقد ظهرت طلائع الجيش الصفوي عند بساتين بغداد.
وفي يوم الجمعة صعد السيد محمد كمونة المنبر في مسجد الجامع، وخطب الخطبة الاثنى عشرية، وأدى كمال الإخلاص والطاعة للشاه إسماعيل، وبعد أداء صلاة الجمعة ذهب الأهلون إلى خارج المدينة وقادتها إلى خليفة بيك، وكان ذلك بتأريخ 25 جماد الثاني سنة 914 نزل الشاه بغداد والتجأ الناس إلى عدله وزاد في مرتبة السيد محمد كمونة وأعلى مقامه، فنال السيد محمد من الشاه توجهاً وإنعاماً، وأودعت إليه إدارة بعض الولاية وتولية النجف الأشرف، وسير معه جيشاً إلى النجف بعلم وطبل، فأحسن إليه وقربه، فلما ولد للشاه إسماعيل ولده طهماسب، وأجريت له المراسيم، جمع الشاه أطرافه ودعا قواده وبينهم والي العراق الملقب خليفة الخلفاء، ومعه السيد محمد كمونة، فالسيد محمد أخلص للشاه إسماعيل الود، وناصره بالسر والعلن، ولم تمض مدة حتى توجه الشاه إسماعيل إلى تبريز، ورافقه السيد محمد كمونة حتى حدثت واقعة جالدران وكان معهم عشرون ألف مقاتل، ومن العرب نحو عشرة آلاف. وهذه الواقعة كانت في أوائل رجب سنة 920 مع جيش الروم، ولما التقى الجيشان استشهد السيد محمد كمونة, ومير عبد الباقي وكيل السلطان، ومير السيد شريف الصدر، وذلك أن جيش السلطان سليمان بن السلطان سليم هاجموا جيش الشاه إسماعيل وتقدم في مقدمة جيش الشاه هؤلاء الأعلام فاستشهدوا في تلك الواقعة سنة 921.
والمترجم من بني كمونة، ذكرهم نور الله المرعشي في “مجالس المؤمنين” في المجلس الثاني من بيان الطوائف المشهورة بالتشيع منهم بنو كمونة، قائلاً: (وهؤلاء بيت كمونة بيت كبير من السادات، معروفون بعلو الدرجات، ومذكرون بعلو الحسب، وسمو النسب، وفي أرض عراق العرب والكوفة مشتهرون بكثرة العدة والعدد).
وأصل بن كمونة بني كمكمة من أولاد شكر الأسود بن جعفر النفيس بن أبي الفتح محمد نقيب الكوفة، والناس حرفوا وقالوا لهم كمونة واشتهروا بذلك.
وأن السيد الفاضل النسابة المير محمد قاسم المختاري السبزواري ذكر في بعض مؤلفاته: أن   جماعة سادات بني كمونة كانوا من أكابر نقباء كرام الكوفة. وفي قديم الزمان كانت نقابة السادات والزعامة في عراق العرب خصوصاً الكوفة في بيوتهم. وفيهم علماء وفضلاء كثيرون. ثم ذكر: (ومن أكابر متأخري هذه السلسلة العلية السيد محمد كمونة نقيب مشهد النجف، ورئيس الشيعة في عراق العرب) وقد أورد ذكرهم كثير من أصحاب المعاجم ودوائر المعارف منهم: القرماني وفي عالم آرا العباسي وكلشن خلفا ومنتخب التواريخ وحبيب السير وفي أحسن التواريخ لحسن ورماد، وفي الحصون المنيعة للشيخ علي كاشف الغطاء مخطوط، والسيد محسن العاملي عباس العزاوي والزركلي وفي فارس نامه، وفي مجموعة منشئأن فريدون بك، وفي منتظم ناصري، والشيخ محمد حسين الأعلمي وفي سمير الحاضر وأنيس المسافر للشيخ علي كاشف الغطاء ـ مخطوط ـ.
54ـ السيد حسين بن ناصر الدين محمد علي الحسيني من بني كمونة: تقدم باقي نسبه في ترجمة والده. ولي نقابة المشهد الشريف الغروي وحكوماتها بعد سفر والده بصحبة الشاه إسماعيل الأول، وبقي إلى عصر الشاه طهماسب بن الشاه إسماعيل المتوفي سنة 982 وكان لقبه عز الدين وكان ذا ثروة وأملاك. وهناك وثيقة باسمه في مقاطعة تسمى (السلهوة) من أرض الحسكة في الرماحية تأريخها في الحادي عشر من شوال سنة 958 وعليها شهود جماعة منهم السيد سيف الدين بن ناصر الدين كمونة وقد أوردها السيد محسن العاملي عند وصفه المترجم، وفي وثيقة وقف مزرعة السهلوة أوقفها على ولديه السيد محمد والسيد منصور في سنة 958.
55ـ السيد محمد بن عز الدين حسين بن ناصر الدين محمد الحسيني: تقدم باقي نسبه في ترجمة جده، ولي نقابة المشهد الشريف الغروي بعد والده في زمان السلطان سليمان القانوني في ترجمة جده، عصر طهماسب الصفوي المتوفي سنة 982، وكانت ولايته النقابة في أواخر القرن العاشر، ولما أراد السلطان سليمان القانوني أن يفتح بغداد كان حاكمها يومئذ محمد خان تكلو من الشاه طهماسب، ولما علم الوالي أن أماني السلطان أن تتم سفرته بفتح بغداد، ارتكت أمره وأصابه الرعب، وأخبره أن أهالي بغداد نادوا بالميل إلى السلطان وأنهم أبدوا حبهم له، وكان نحو ثلاثة من جنده من قبيلة تكلو جاهروا فاتخذوا المستنصرية حصناً لهم، وكان من أمل الخان أن يوقع بهؤلاء وأن يصطدم بهم، فلم يوافقه السيد محمد كمونة، بل مانعه أن يقوم بالفتنة، فسكن الخصام بينهما، فتظاهر أنه مع السلطان، فوجد موافقة، ومن ثم بناء على موافقة الخان أرسلوا مفاتيح بغداد مع رؤساء قبيلة تكلو وقدموها للسلطان، فأبقوا رئيساً ودخل جيش السلطان إلى بغداد بلا حرب وكان دخول السلطان سليمان بغداد يوم الاثنين 24 جمادي الأولى سنة 94.
إن السيد محمد الثاني بن عز الدين بهمته ومقدرته وحسن سلوكه وتدبيره لم يقع أي شيء في بغداد ولم يهرق بها دماً، ومن جراء أصاب أهل العراق الإحسان من السلطان سليم، فزار الأماكن المقدسة، وأمر …. ماتبقى من آثار الصفوية بها، وأجرى النهر المعروف بالسليماني إلى مشهد الحسين عليه السلام.
وقد ذكره السيد محسن العاملي فقال: (السيد محمد كمونة نقيب المشهدين العلوي والحسيني. كان حياً في أوائل المائة الحادية عشرة، فالسيد محمد هذا أولد من أحمد وحسين).
56ـ السيد أحمد بن السيد محمد بن عز الدين حسين بن ناصر الدين محمد الحسيني آل كونة: كان سيداً جليلاً. وفي نقابة المشهد الشريف الغروي، وله ذكر في المشجرات أنه ولي النقابة، وقد كتب باسمه مشجرة موجودة. أولد علياً، وإبراهيم، وتاج الدين، وشهاب الدين، وبدر الدين، ولعلي وبدر الدين أولاد عقب إلى الآن في الغري الشريف.
أما السيد علي بن السيد أحمد فكان من أصحاب الشاه طهماسب الصفوي ذكره سام ميرزا بن شاه إسماعيل الصفوي ما تعريبه: السيد علي كمونة، شاب حسن الطلع والمعاشرة كان ملازماً بصحبة أخي الشاه طهماسب، وله هذان البيتين:
آدم ازهم دمـــــي           مردم عالم تشديم
تانكشيم سك كوي           تو آدم نشــــــديم
فمن ولده السيد سليمان بيك بن السيد شريفاً جليل القدر عظيم المنزلة، اتصل بالشاه طهماسب الأول وصاحبه حتى صار مقرباً عنده ومن أكابر أمرائه، وعند ورود الشاه طهماسب العراق كان واليها من قبل السلطان سليمان خان ذو الفقار، فامتنع عن الطاعة للشاه، فقدم السيد بيك كمونة ومعه أربعمائة شخص فوصلوا بغداد وتغلبوا عليها، وكان معه جمع كثير من أقربائه وعشيرته، فقتل منهم عدد وذلك في سنة خمس وثلاثين وتسعمائة وكان صاحب ختم الشاه، ولما توفي الشاه طهماسب وولي ابنه الشاه محمد الصفوي صار السيد سليمان بك أحد قواده وملازميه حتى فوض إليه داروغة أصفهان. وفي سنة ست وتسعين وتسعمائة توجه جيش الشاه مجمد بن الشاه محمد بن الشاه طهماسب إلى بغداد، كان من أمرائه السيد بيك كمونة، ولما توفي ست عشرة من جلوس الشاه عباس الأول توجه جيشه نحو  بلخ ومرض أكثر عسكره، ومن مشاهير من توفي السيد بيك كمونة، قال ذلك في تاريخ عالم آرا وأثنى عليه.
57ـ السيد حسين بن السيد محمد بن عز الدين حسين بن ناصر الدين محمد الحسيني: كان سيداً فاضلاً شريفاً، ولي نقابة النجف الأشرف وحكومتها في أيام حكومة الروم، وله جاه وحشمة، ذكر في عالم آرا ما تعريبه: كان السيد حسين كمونة من سادات آل كمونة ونقباء النجف الأشرف، وليها أباً عند جد، وكانت النقابة في بيتهم، وكانوا مقربين في الدولة في كل وقت، وكانوا أصحاب جاه وحشمة واقتدار في النجف الأشرف وعند حكومة الروم.
وفي سنة 1035 عند فتح شاه عباس الأول عراق العرب لازم السيد حسين كمونة الشاه وحضي عنده بالسعادة لما له من الأهلية، لوفور قابليته وخفة طبعه، فصار محبوباً عند الشاه فألزمه أن يسير في ركابه ويصير من ندمائه فصاحبه ولازمه فمرض وتوفي سنة 1036.
وبعد ذلك أنعم الشاه ولده السيد ناصر وجعله من ندمائه، فالمترجم لما كان في النجف سعى بنجاة العلامة الشيخ علي بن الشيخ أحمد بن أبي جامع العاملي لما طلبه عمال العثمانيين، كما في خطه وتوقيعه على فدان السادة آل طعمة في الحائر الحسيني في وقفها من السيد طعمه بن السيد علم الدين الموسوي مؤرخه سنة 1025 وخطه على بعض المشجرات أيضاً.
58ـ السيد ناصر الدين بن السيد حسين بن محمد النقيب بن عز الدين حسين بن ناصر الدين الحسيني: تقدم باقي نسبه، ولي نقابة الأشراف في الغري الشريف، بعد وفاة والده حضى عند الشاه عباس الأول وصار من ندمائه، وقد أنعم عليه وقربه لديه كانت ولايته النقابة في سنة 1036 وكان عالماً فاضلاً مجتهداً، وهو ممن صدق على اجتهاد الميرزا عماد الدين محمد الحكيم أبي الخير بن عبد الله اليافعي بعد مجاورته النجف الأشرف خمس سنين وذلك في سنة 1071 كما صدق معه على الإجازة ولداه العالمين الفاضلين السيد علي، والسيد زامل.
توفي السيد ناصر سنة 1085 في عاشر رجب، وهو ممن عاصر الشيخ فخر الدين الطريحي، والشيخ عبد علي الخمايسي، وابنية الشيخ حسين والشيخ محمد، والشيخ محمد قاسم القنديل، والشيخ عبد المجيد بن عبد العزيز الحويزي نزيل النجف، والسيد علي رضا بن الأمير شرف الدين الشولستاني، والسيد الفاضل العالي النسب السيد منصور كمونة، والملا محمد طاهر الكليدار (السادن) والعالم الفصيح محمحد حسين كتابدار بن محمد علي الخادم، وهؤلاء كلهم شركاء النقيب المذكورفب التصديق على اجتهاد الميرزا عماد الدين المذكور.
وفي ذلك العصر كانت لهم إمارة الحج، وكان السيد بن اليد ناصر المذكور هو أمير الحاج الكفيل لهم، وكان يرسله ولاة بغداد إلى إيران لاستصحاب الحاج معه، ولم يكن عند وفاة والده حاضراً في النجف لذهابه بهذه المهمة.
وله من البنين: العالم الفاضل السيد علي، والسيد زامل، والنقيب السيد حسين، ومحمد، وقاسم، وعبد، وسليمان، وكتب باسمه مشجرة في النسب موجودة إلى الآن.
59ـ السيد حسين بن السيد ناصر الدين بن حسين بن محمد بن عز الدين حسين بن ناصر الدين الحسيني: تقدم باقي نسبه عند ذكر جده الأعلى. كان سيداً فاضلاً. ولي نقابة الغري الشريف بعد وفاة والده، كما مر في برات باسمه من السلطان محمد بن خان العثماني بإعفائه من الضريبة عن مقاطعة هور أبو الحطب، تأريخها في ثامن رجب سنة 1085. وكان له من الأولاد الذكور: السيد منصور، وعبد الكريم، وعبد المجيد، وعبد الرسول.
أما السيد منصور بن السيد حسين، فكان عالماً فاضلاً معاصراً للعلامة الشيخ فخر الدين الطريحي، والشيخ عبد علي الخمايسي، وغيرهما، ممن هو صدق على اجتهاد المير عماد الدين محمد حكيم بن عبد الله اليافعي سنة 1071 وله توقيع في عريضة صدرت من أهالي النجف مرسلة إلى والي بغداد إبراهيم باشا يشكون إليه فيها الضمأ مؤرخه سنة 1093. وكان شاعراً أديباً، له ديوان اسمه (أنيس الغرباء وجليس الكرباء) تاريخ الفراغ من كتابته يوم السادس من شهر صفر 1.79، وله ديوان ثان اسمه (أبكار الأفكار وأنوار الأنوار في شعر الموال)كان لدى الأستاذ الفاضل السيد صادق كمونة، ومن شعره:
حبيب غار منه البدر لما             تبدا بالسلام لنا وحـــــــــيا
كبدر التم حل ببرج سعد             سقى شمسا وحيا بالمحيــــا
لقد أمسيت حيا مثل ميت             وقد أصبحت ميتاً مثل حيا
ومن شعره يرثي أخاً له:
فؤادي بأيدي النائبات قريــــح            وقلبي لنابات الزمان طريــــــــح
صحائف كتب الخائنين قريتها            ورمز جفون الخاطفين  فريـــــح
ضميري لأسباب الزمان صحيفة        ولبي لأحداث المصائب لــــــوح
أخي ياشقيقي يابن أمي ووالدي          ثوى وهو مصروع الحمام طريح
60ـ السيد علي بن ناصر الدين بن حسين بن محمد بن عز الدين حسين بن ناصر الدين الحسيني: كان عالماً فاضلاً مجتهداً. ولي إمارة الحاج في زمن والده من قبلله ومن بعد وفاته ولي نقابة المشهد الشريف الغروي، وكان هو ممن صدق على اجتهاد المير عماد الدين اليافعي في سنة 1071، وكان له من البنين: عبد الحميد، وهادي، ومحسن، وبيك.
أما عبد الحميد فهو ممدوح الشيخ بشارة بن عبد الرحمن الخاقاني، وقد وعده مع جماعة من السادة والأصحاب أن يخرج بهم إلى الشعاب بجانب الطار في النجف الأشرف في فصل الربيع، فأبطأ وعده، فأنشأ قائلاً:
فؤادي بالغرام أشب نــــــــــاره               رشا بالخدر أبدى جلنـــــــــاره
أقول البدر ثم أقول كـــــــــــــلا               فنور البدر منه قد استـــــــعاره
غزاني في جيوش الحسن عــمداً               وسن على فؤادي منه غــــــاره
فعاد وقلبي المضنى أســــــــــير               له بالرغم إذ عدم اصطبــــــاره
وصار يطيعه في كل أمــــــــــر               وفوض نحوه فيه اختيـــــــــاره
فلما أن تحكم في هــــــــــــــواه                وأضحى القلب مـــــأواه وداره
رماني في سهام الهجر ظلـــــماً                وأحرمني الوصال مــع الزياره
فما لي عن هواه من خــــــلاص                خلا ركن العلاء ومســـــتحاره
وذا عبد الحميد أبو المعالـــــــي                فتى لا تذعر الأيام جـــــــــاره
فتى جداه قد فازا وحـــــــــــازا                بفضلهما الرياسة والـــــوزاره
ومن حاز الكمال وحاز فضــــلا               وكسب الجود قد أضحى شعاره
فتى أضحى أمير الخلق طفـــــلا               فأحســــــــن في رعيته الإمارة
ألا يا أيها المولى أجــــــــــرني                فإني طالــــــــب منك الإجـارة
أجرني من أناس الجأونـــــــــي                فإن الحر تكفيـــــــــه الإشـاره
غدا مولاك معتـــــــــــذراً إليهم                وهم لم يسمعوا منه اعتـــــذاره
يقولون الشعــــــاب ازداد ورداً                بها للورد قد ظهرت نضـــــاره
وقد أجرى الحيا فيه دموعـــــــاً                وأخرج في مشارعه بهـــــــاره
فقم يابن الحسين وسر إليــــــــه                 بجيش الجود وانهب لي دماره
وسارع واسمحن لي في سؤالي                 يقول لك: البشارة يا بشـــــاره
فبذل المال في ليل المعالــــــــي                لعمر أبيك من خير التجــــــارة
61ـ السيد منصور بن محمد بن محسن بن علي بن ناصر الدين بن السيد حسين بن السيد محمد بن عز الدين حسين الحسيني: تقدم باقي نسبه، من آل كمونة، كان نقيب المشهد الغروي على مشرفه السلام.
ذكر وصفه السيد علي بن الحسن بن شدقم الحسيني المدني، والسيد ضامن بن شدقم في تحفة الأزهار في ترجمة هاشم بن جماز بن فياض: أن أمه بنت السيد منصور المذكور، وذكر بأنه كان نقيب المشهد الغروي، وذكر في مشجرة آل كمونة أن له ولداً اسمه عبد الله.
62ـ السيد مراد بن السيد أحمد: ولي نقابة المشهد الشريف الغروي وحكومة النجف وذلك بعد أن حدث نزاع الملا يوسف المتولي لمرقد أمير المؤمنين عليه السلام وبين السيد عباس بن السيد مصطفى النقيب، فأدى إلى ترك السيد عباس وظيفته من النقابة فعين لها السيد مراد.
وذكر في روضة الصفا ما تعريبه: كان أديباً كاملاً، التهامي اللذين استشهد بهما السلطان مراد. قال:
علي أمير النحل عالي جنابــــه             شفاء من الأسقام من ترابه
ومن أجل سر مودع في رحابه            (تزاحم تيجان الملوك ببـابه
ويكثر عند الاستلام ازدحامها)
أمام قناة الأعادي تنصلــــــــت              وكم نقمة منه لهم قد تعجلت
لهيبته صيد الملوك تذللــــــــت             (إذا ما رأته من بعيد ترجلت
وإن هي لم تفعل ترجل هامها)
اجتمع به السيد عباس الموسوي المكي سنة 1132 عند دخوله إلى النجف، كما قال: (واجتمعت بالسيد السند المعتمد، الأيد الأمجد، الأنجد الأسعد، مولانا السيد مراد حاكم المشهد. وقفت على كتاب (بحر الأنساب) أوله: الحمد لله الذي خلق من الماء بشراً وجععله نسباً وصهراً، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله …الخ)، كتبه الشيخ محمد علي موحي الخيقاني صاحب نشوة السلافة لهذه النقيب كما كتب في آخره.
وكانت داره مجاورة للصحن الشريف من جهة باب القبلة، ثم شيدت عليها قيسارية الحاج علي آغا الشهيرة، وكان هناك متصل بجدار الصحن الشريف وداره، وكانت في داره بئر كبيرة قد وقفها للاستفتاء، وقد أرخ عام وقفها الشيخ علي بن أحمد العاملي الملقب بالفقيه بأبيات كما في ديوانه المخطوط ـ يقول فيها
بئر أعدت للسقاية في الورى           طوبى لمنشئها غداً في المحشـــــر
الهاشمي أبي سلالة أحمـــــد           خير الورى من كان أشرف عنصر
يوحي إلى واردها تاريخهـــا            (أبذا ردوا منها مياه الكوثـــــــــر
كان حياً إلى سنة 1200هـ.
توفي في النجف ودفن في الأيوان الكبير الذي دفن فيه السيد جواد الرفيعي تحت الميزاب الذهبي في الصحن الشريف.
لم نصل إلى معرفة نسب هذا الشريف فقد قيل أنه من السادة النقباء، وقيل أنه من السادة النقباء، وقيل أنه من العميديين.
وذكروا أنه له ذرية في الحلة.
63ـ السيد علي بن السيد مراد بن السيد أحمد: ولي النقابة النجف الأشرف وحكومتها بعد وفاة والده. وهو من الأمراء الذين يحضرون معركة الخميس، ثم ولي حكومة الحلة سنة 1192، وقد أرخ عام حكومته هذه الشاعر الشهير السيد محمد زيني بقصيدة مثبتة في ديوانه المخطوط، مطلعها:
بشرى فبدر العلى من مطلع الأزل            بدا مضينا لأهل السهل والجبل
بشرى وبشرى بما جاء الزمان بـه            من صبح يمن على الأيام مقتبل
اليوم قد أنجز الإقبال موعـــــــــده            لنا وحقق منا صادق الأمــــــل
إلى أن قال مؤرخاً:
وأقبل هدية من أحيا الظلام لــــــها           عجالة الراكب الساري على عجل
وطار قلب العدا مما يؤرخـــــــــه           (قد عمر الحلة الفيحاء حكم علي)
(سنة 1192)
وللسيد محمد زيني شعر كثير في تهاني السيد على بن السيد مراد، في ولادة بعض أولاده وختانهم، قال في ختان أولاده مهنئاً ومؤرخاً من قصيدة مطلعها:
سطعت لكم شمس المسرة والهنا          فجلا سناها عنكم ليل العـــــــنا
وأمدكم صبح السعادة مســــــفراً              عن وجه يمن قد تهلل بالهنا
إلى أن قال:
أعلي يا نجل الكرامة ومن سما             قدرا له عدت الثريا موطنــــــها
يهنيك بالأبناء يوم ختانـــــــــهم             ولتقررن يوم عرس أعــــــــــينا
خذها ابنة الفكر المهذب تبتغـي             حسن الرضا إذ كنت منها أحسنا
جاءت وقد بهر الورى تأريخها:            (دام السرور بكم ودمتم للهنــــا)
سنة 1210
وقال مؤرخاً عام ولادة السيد أحمد بن السيد علي بن السيد مراد من قصيدة، مطلعها:
بشرى فطير السعد عاد يغرد               إذا طاب عيشكم وطاب المورد
الله أعطانا المنى وصنيــــعه                سراً وجهراً عندنا لا يجحــــــد
فمن المواهب والعطايا أنـــه                ولد الجليل ابن الجليل الأمجــد
تلك العطية لا عطية فوقهــا                 فالله أحمد أن تولد أحمــــــــــد
فهل النساء ولدن يوماً مثلــه                هيهات إن مثيله لا يولـــــــــــد
إلى أن قال:
أعلي يا نجل الأطائب هاكها                لك تحفة جاءت بمدحك تنشــــد
هنئت بالولد الممجد أحمــــد                هو نعمة والشكر فيها يحمـــــد
ويوم مولده أتيت مؤرخـــــاً                (سرت بمقدمك الورى يا أحمد)

سنة 1177هـ
64ـ السيد مصطفى: ولي نقابة المشهد الشريف الغروي، بموجب فرمان بتوليته مؤرخ في 28 شباط 1176 مارتية (وأنا لم أعثر على ترجمة مفصلة له، ولا على سياق نسبه، ولم أعلم هل هو من آل فاخر المتقدم ذكرهم أو أنه من آل العميدي).
وقد ذكر الشيخ محمد بن الشيخ طاهر السماوي في أرجوزته عند وصفه لنقباء الغري الشريف:
ومنهم الصيد بنو العميد             ذوو الحجى والمنهج السديد
ثم ذكر في نظمه سدنة الحرم الشريف العلوي، وهم آل الملا، وقال:
لأن عقد النقباء انحــــــــلا             في ذلك العصر الذي تولى
ويفي اللفظ من النقابـــــــة             بغير معنى يكتسي ثيابـــــه
فكم نقيب نال تلك اللفظـــة             ولم يجد إلا بتلك حظـــــــه
كالمصطفى وكابنه العباس             وكمراد ذي الندى واليــأس
ومن أولاده علي، حسين، وعباس.
65ـ السيد حسين بن  السيد مصطفى: ولي النقابة بعد والده، وكان معاصراً للسيد محمد المهدي بحر العلوم الطباطبائي، والشيخ جعفر كاشف الغطاء، وكان هذا النقيب حياً في  حدود سنة 1199 بهذا التاريخ على بعض الأوراق، وابنه السيد أحمد.
وفي بداية القرن الثالث عشر بأن ضعف النقابة، وانحلال رابطتها، فانتقلت السدانة إلى آل الرفيعي، وحصلت نزاعات بين السيد حسين بن السيد مصطفى والملا يوسف الكليدار أدت إلى نزوح هؤلاء السادة النقباء عن النجف، وتوطنوا منطقة الزرفية ـ بين الحلة والديوانية سميت أخيراً بناحية (الطليعة) وهي اليوم من أعمال محافظة بابل.
66ـ السيد عباس بن السيد مصطفى: ولي النقابة، وله من الأولاد محمد، فمحمد أعقب صالحا. ولم يبق من هذا البيت في النجف أحد، فقد نزحوا إلى (الزرفية). ومن أولاده السيد مصطفى.
67ـ السيد علي بن السيد مصطفى: ذكره السيد محمد بن السيد أحمد بن زين العابدين علي الحسني في ديوانه مادحاً له بقصيدة في قرانه أولها:

بشرى يصبح من الإقبال منفجــــــر           وصفو عيش لكم ما شيب بالكدر
وروضت الأنس والإفراح قد سقيت           يصيب من سحاب العيش منهمر
إلى أن يقول:
ترى الليالي على الأيام طائلــــــة              إذ كان فيها قران الشمس والقمـــر
عرس الجليل على ما جاء يكسبنا               من المنى والتهاني كل مدخـــــــر
فإنه المصطفى إن تنمه كرمــــــاً               للمصطفى ينتمي في كل مفتـــــخر
آبائه السادة الغر الكرام ومــــــن               كانوا الحماة لصرف الدهر والغير
إلى أن قال في تاريخه:
جاءت اليكم بتاريخ لعرسكـــــــم               يقر بالعجز عنه كل مقتــــــــــــدر
إليكم السعد قد وافى مؤرخــــــه              (بدا بهاء قران الشمس والقــــــمر)
سنة 1175هـ
68ـ السيد هادي (النقيب) بن سادن الروضة الحيدرية السيد جواد بن سادن الروضة الحيدرية السيد رضا بن محمد بن حسين بن محمد بن أبي عبد الله الحسين الملقب رفيع الدين بن عماد الدين بن حمود بن عز الدين حسن بن شرف الدين علي بن تاج الدين محمد بن حسام الدين علي بن كريم الدين نزار بن شمس الدين حسن بن برهان الدين حسين بن أمين الدين محمد بن كمال الدين حسن بن كياكي بن علي بن القاسم بن محمد بن القاسم بن إبراهيم العسكري بن موسى أبي سبحة بن إبراهيم المرتضى بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام.
كان سيداً جليل القدر عظيم المنزلة، ولي نقابة المشهد الشريف الغروي. وذلك بعد ن انحلت النقابة زمناً وأسندت نقابة النجف والحائر إلى السيد عبد الله بن سالم الحيدري من أهالي بغداد، من أبناء السنة حسب أمر السلطان عبد الحميد العثماني القاضي بإسناد نقابة الغري الشريف والحائر إلى شخص يكون على مذهب التسنن، وكذا في سائر أطراف العراق، ولما كان أشراف أهل الحرمين كلهم على مذهب التشيع، فلذا عين لنقابة النجف والحائر السيد هادي المذكور.
ولما تشكلت الحكومة العراقية عام 1921م، صدر قرار باستمرار السيد هادي المذكور نقيباً للأشراف، وبقي هذا المنصب حتى وفاته سنة 1342هـ/ 1923م.
69ـ السيد حسين (النقيب) بن السيد هادي ين السيد جواد الرفيعي: ولد في النجف عام 1308هـ/ 1890م.
وتولى نقابتها بعد وفاة والده، وكان مجلسه كمجلس أبيه وجده، ملتقى العلماء والأدباء والمثقفين، ورؤساء العشائر، والزعامات السياسية، وممثلي السلطنة الوطنية، والإدارة المحلية، إضافة إلى كونه مضيفاً للوافدين إلى النجف من الملوك والرؤساء والزعماء.
انتخب نائباً عن لواء كربلاء في الدورة الانتخابية السادسة للفترة من 8 آب 1935ـ 29 تشرين الأول 1936، والدورة التاسعة من 12حزيران 1939ـ 9حزيران 1943، والعاشرة من 9 تشرين الأول 1943 ـ 21تشرين الثاني 1946، والثانية عشرة من 21حزيران 1948ـ 27 تشرين الأول 1952.
انتمى إلى حزب الإخاء الوطني الذي أنشأه ياسين الهاشمي وكان من أعضائه البارزين وذلك قبل الحرب العالمية الثانية.
كان أحد الأعضاء الوفد البرلماني العراقي إلى مؤتمر البرلمانيين العرب الذي عقد في القاهرة عام 1938، وإلى اجتماعات مؤتمر البرلمانيين العرب الذي عقد في القاهرة عام 1938، وإلى اجتماعات مؤتمر البرلمانيين الذي عقد في دمشق بعد مؤتمر القاهرة. توفي عام 1400هـ / 1981م.  وبوفاته انتهت أمور نقابة الأشراف في النجف اسماً ورسماً.

 

كامل سلمان الجبوري
المصدر:مجلة آفاق نجفية العدد:14

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.