مجلة ينابيع
10
العدد (56) ذو القعدة ــ ذو الحجة 6341هـ
الأثرالحرفيفي
سياق آيتين من
القرآنالكريم
أ.م.د: عبد علي حسن الجاسمي / كلية الآداب/جامعة الكوفة
تتعرض دلالات المفردات في
سائر النصوص لنوع من الفتور أو
القوة، بناء على تعرضها لسياقات
المقال والمقام، فالنص في البيئة اللغوية
المصحوبة بسياق ما، ينتج دلالة قوية
، ولا نريد
ً
كثيفة
ً
يمكن أن نسميها دلالة
بالكثافة: الغلظة والثقل بل هي تلك الدلالة
ا
ً
ها فوق بعض تبع
ُ
بعض
ٍ
المتراكبة طبقات
لإمداد عنصر السياق لها بما يؤهلها؛
قدت
َ
ج عنه الدلالات المتعددة، فإن ف
ُ
نت
َ
فت
السياقية اقتصرت على معانيها
َ
الروافد
السطحية، ودلالتها الأولية، وهو ما
. ويغيب تفاوت
ّ
ي
ِ
ف
ْ
ر
َ
يعرف بالمعنى الح
الدلالة وفتورها وقوتها في النص القرآني
وتتلاشى فيه المعاني المألوفة في سائر
النصوص، إذ تصحبه مفردات إعجازه
جز بعض وإن
ُ
وتأخذ مفرداته بعضها بح
بدت في مظهرها ذات دلالات نمطية،
وهي في حقيقتها ليست كذلك بل هناك
دقة متناهية اتسمت بها مفردات النص
القرآني في مجالها الدلالي، ولم يتحدد
نطاق هذه الدقة في حيز المفردات بل
انصرف ذلك إلى الحروف، في ظاهرة
رافقت النص القرآني منذ وعته العرب
حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
في آيتين كريمتين من آيات الذكر
الحكيم وردت بعض الحروف فيهما في
سياقات تبدو للقارئ الاعتيادي أنها ذات
دلالات واحدة وهي في حقيقتها ليست
كذلك، إذ هناك سياقات رافقت ورود هذه
ا
ً
رت من معناها وأعطتها زخم
ّ
الحروف غي
ا ذا قصدية واضحة. وهذه الحروف
ً
دلالي
قرآنيات
ÍÃMI¹Ä