قد لا يكون غريبًا لدى البعض أن يسمع عن بلد يعاني من شحة مياهه فيضطر مواطنوه لشراء الماء الصالح للشرب ، لكن عندما يكون هؤلاء هم أبناء العراق فالخبر عندها يندرج حتمًا تحت عنوان ( صدق أو لا تصدق )! فهل يصدَّق أن بلاد الرافدين الغنية بثرواتها المائية يشتري شعبها الماء الصالح للشرب ؟؟؟.
ورب سائل يسأل: ترى هل عجزت موازنات العراق التي وصفت بالانفجارية عن إنشاء مصاف لتصفية مياه الإسالة القادمة من الأنهار ؟ أم تعوَّد الساسة على تجاهل معاناة المواطن الذي بات يتحمل عبئًا جديدًا يضاف إلى أعباء ميزانيته المحدودة ليتكفل بشراء المياه الصالحة للشرب بدل أن توفرها له الحكومة التي انتخبها ؟
شرب ماء الحنفية يسبب الإسهال
(محسن جواد) مواطن عبر عن معاناته قائلًا :” ماذا يفعل الفقير في هذا البلد ؟ فليس لدينا القدرة على شراء الماء الصالح للشرب يوميًّا، فنحن عائلة كبيرة مكونة من عشرة أفراد، وهذا ما اضطرنا إلى شرب ماء الحنفية لنصاب بالإسهال الذي أخذ يهتك بأطفالنا ” .
مضيفًا : ” العراق معروف بغناه المائي لكنَّ العراقيين يشحذون ماء الشرب! فماء الإسالة يحتوي على الديدان والأتربة وحتى الصدأ ” .
شراء الماء للشرب يزيد الطين بلة
أما (علي مسلم) فتحدث عن الثقل الذي تتحمله ميزانيته من كثرة المصاريف قائلًا : “يتطلب مني شراء الماء إنفاق ما يقارب (3000 ) دينار يوميًّا ليضاف عبء آخر على ميزانيتي، فمن جهة تردي واقع الكهرباء، ورغم ذلك ندفع أموالًا كبيرة ، ومن جهة أخرى أموال أصحاب المولدات الأهلية، ثم تأتي مشكلة فواتير مياه الإسالة وبعدها مصاريف شراء الماء للشرب ليزيد الطين بلة ” .
أين خيرات العراق ؟
وما زال للمواطنين تساؤلات فـ(جابر طالب) يسأل المسؤولين : ” أين خيرات العراق ؟ أين المليارات التي تصرف في أمور لم تحل أي مشكلة من مشكلات المواطن العديدة ؟ فهل يقبل أعضاء مجلس النواب هذه المعاناة على عوائلهم ؟؟؟ ” .
نناشد ولا من مجيب
فيما تساءلت (فاطمة علوان) “ما هو الذنب الذي اقترفناه حتى نبقى نعاني في حياتنا؟ فنحن لم نشعر بالراحة على مدى عقود من نظام صدام الظالم ، واليوم هذه الحكومات لا تكترث لهموم المواطن الذي يناشد ولا من مجيب”.
المياه الآسنة اختلطت بمياه الإسالة
أما (فاضل نعمة) فاستدل على عدم صلاحية مياه الإسالة قائلًا : ” عندما نضع كمية من ماء الحنفية في كأس نرى الترسبات تتجمع في أسفله من تراب وأوساخ ، ولذلك نحن مستعدون لتحمل عبء شراء الماء في سبيل الحفاظ على صحة أولادي لأن المياه الآسنة اختلطت بمياه الإسالة ليصل وضع الماء إلى هذا الحال المزري في الوقت الذي تسمى فيه ببلاد النهرين ” .