علاج مبتكر له مخاطر يمكنه وقف مرض التصلب المتعدد لسنوات
324
شارك
الحكمة – متابعة: توصل باحثون إلى علاج تم اختباره على عينات من مرضى التصلب المتعدد لخمس سنوات على الأقل، لكنه ينطوي على درجة مخاطرة عالية.
ويتضمن العلاج الجديد تناول المريض كمية من علاج السرطان تعمل على تعطيل الجهاز المناعي ثم إعادة تشغيله اعتمادا على زرع خلايا جذعية.
وقال الأطباء إن بعض المرضى بهذا الداء فقط يمكن إخضاعهم للعلاج الجديد، خاصة وأنه ينطوي على درجة عالية من المخاطرة.
وأخضع الباحثون 281 مريضا بالتصلب المتعدد للطريقة العلاجية الجديدة، شُفي حوالي نصفهم، لكن ثمانية ماتوا بعد فترة وجيزة.
واُجريت التجربة في مركز جاما لأبحاث الأعصاب، المركز الأكبر والأكثر خبرة في اختبار هذه الطريقة عالية المخاطرة لعلاج مرض التصلب المتعدد.
وخضع مارك راي، 41، سنة، للعلاج الجديد، إذ زرعت له الخلايا الجذعية حديثا قبل أعياد الميلاد الأخيرة بأيام قليلة، ولا يزال بحالة صحية جيدة بعد مرور شهرين.
وقال راي: “كان قرارا صعبا، عكفنا أنا وزوجتي ساعات طويلة على مناقشته. فلدينا أطفال صغار، ولم أكن أريد أن ينتهي بي الأمر إلى مزيد من التدهور لأضطر إلى الجلوس على كرسي متحرك.”
وأضاف: “لقد فعلت ذلك لوقف تدهور الحالة حتى يتسنى لي أن أعود معافى إلى أطفالي الذين لا يزالون صغارا. وأردت أن أتمكن من ممارسة الرجبي وكرة القدم معهم عندما يكبرون.”
أما ما لم يتضح حتى الآن، فهو الوقت الذي يستغرقه مفعول العلاج الجديد في العمل والحماية من المرض.
“تجميد” المرض
التصلب المتعدد ليس مرضا قاتلا، لكن لا شفاء منه. ويسبب هذا المرض هجوم الجهاز المناعي على الطبقة المغلفة للأعصاب في المخ والنخاع الشوكي، ما قد يسبب مشكلات في الرؤية، والمشي، والتوازن.
وتستهدف الطريقة العلاجية الجديدة الإبطاء من الوتيرة التي يسير عليها المرض أو وقف تقدمه تماما.
وجمع باحثون في كلية الطب الملكية في لندن بيانات من 25 مركزا في 13 دولة أجرت تجارب علاجية للتصلب المتعدد بزرع الخلايا الجذعية.
وتكمن فكرة العلاج الجديد في إعادة ضبط الجهاز المناعي لمنعه من مهاجمة الجسم. لكن ذلك يتطلب تناول أدوية تحتوي على مواد سامة لقتل الخلايا الموجودة في نخاع المريض، وهو الخيار الذي لا يفضله الأطباء والذي ينطوي على مخاطرة كبيرة.
وقدمت التجارب الطبية صورة أكثر وضوحا للأطباء والمرضى عن العلاج المبتكر ومدة تأثيره.
وترجح نتائج الأبحاث في الطريقة العلاجية الحديثة أن المرضى الأصغر سنا، الذين لا يستجيبون لعلاجات أخرى للتصلب المتعدد والذين يعانون انتكاسات من هذا المرض، قد يتمكنون من الاستفادة من هذا العلاج.
وقال باولو مورارو، قائد فريق البحث المشرف على التجارب العلاجية، إنه لابد من العلم بأن مخاطر هذا العلاج أكثر من فوائده.
وأضاف: “نعلم جيدا أن العلاج يعمل على إعادة تشغيل وضبط الجهاز المناعي، وهو ما ينطوي على مخاطرة كبيرة، لكننا لا نعرف إلى أي مدى يمكن أن يبقى الأثر العلاجي.”
وأكد أن هذه الدراسة هي الأكبر، من حيث الفترة الزمنية، لهذا الإجراء العلاجي، والتي تمكن الباحثون من خلالها من “تجميد” تقدم المرض والحيلولة دون تدهور حالة المصابين لمدة قد تصل إلى خمس سنوات.
لكنه أشار أنه لابد من الوضع في الاعتبار أن العلاج قد يؤدي إلى الوفاة مع أن هذا المرض لا يهدد حياة المصابين به.
ويدرس الباحثون حالات خضعت لعلاج التصلب المتعدد بزرع الخلايا الجذعية لاختبار أثر هذا العلاج الجديد على المرضى الذين خضعوا لهذا الإجراء العلاجي.
وأصيب ستيفن ستوراي بالتصلب المتعدد في 2013، ما حوله من شخص يتمتع بجسم رياضي إلى شخص محمول على كرسي متحرك خلال عام واحد، علاوة على فقده الحس في أغلب أجزاء جسده.
وقال ستوراي: “تحولت من العدو في سباقات الماراثون إلى شخص يحتاج إلى رعاية خاصة طوال اليوم. وعند مرحلة ما من المرض، لم أكن أتمكن من الإمساك بالملعقة لتناول الطعام بنفسي.”
وخلال أيام قليلة من زرع الخلايا الجذعية، تمكن ستوراي من تحريك أصابع قدميه، وبعد عدة أشهر تمكن من الوقوف دون مساعدة.