زين الدين: زيارة قبور آل البيت الأطهار تعكس قواعد سلوكية وأخلاقية ترتفع بالزائر الى آفاق تربوية متكاملة

230

03-10-2013-06

    أكد الامين العام للعتبة العلوية المقدسة أنَّ زيارة قبور المعصومين عليهم السلام تتضمن أبعاداً وشرائط مهمة أَوسع من مجرد القيام بمراسيم الزيارة فحسب بل إن للزيارة أبعادً قدسية تجعلها ذات أطر سلوكية وأخلاقية خاصة ، ترتفع بالزائر الى آفاق تربوية متكاملة ، من أجل التوحيد ما بين زيارة المعصوم عليه السلام ، والحدود والشعائر الاسلامية العامة لِتُنَظَّمَ الآثار التربوية في ذات الزائر وصياغة شخصيته المؤمنة ومقوماتها بالشكل الذي يريده الاسلام حينما ندب الى هذه الشعائر ، وحث على إقامتها.

جاء ذلك خلال لقاء الثلاثاء الاسبوعي لسماحة الشيخ ضياء زين الدين مع المنتسبين ، والتي استكمل خلالها بحثه حول ثواب زيارة الائمة المعصومين بقوله :”إن الاحاديث الواردة في زيارة الائمة المعصومين عليهم السلام ، وردت على قسمين ، الاولى مطلقة بدون قيد او شرط ، فيما ورد في القسم الثاني من هذه الروايات ما ورد في نصه مقيدا ضمن شرائط وقيود لابد للزائر أن يأتي بها حتى يحصل على ثواب الزيارة “.

وقال سماحة الشيخ زين الدين :” ان ما ورد بشأن القيود المشروطة خلال أداء الزيارة تُعَدُّ في سياق اسلامي عام ، بمعنى ان تلك القيود التي ترد في الزيارة شأنها شأن الاعمال العبادية الأخرى كالصلاة أو الصوم وغيرها من الامور الالهية المطلقة ، وحينئذ لا يجوز للإنسان أن يتسمك بالإطلاق دون المقيدات الواردة بشأنها “.

وأضاف زين الدين :” ان ما ورد من تلك القيود أو الشرائط جاء على نوعين ، الاول ما جمع الكثير من المعاني التي يجب أن يلتزم بها الزائر ، فيما أكد القسم الثاني على شرط أو شرطين منها ، مثال ذلك ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال: قلت له ( إذا خرجنا الى أبيك أَفَلَسْنا في الحج ؟ قال : بلى ، قلت فيلزمنا ما يلزم الحاج ؟ قال ماذا ؟، قلت : ماهي الأشياء التي تلزم الحاج ؟، قال 🙁 يلزمك حسن الصحبة لمن صحبك ، ويلزمك قلة الكلام إلا بخير ، ويلزمك كثرة ذكر الله ، ويلزمك نظافة الثياب ، ويلزمك الغسل قبل أن تأتي الحائر ، ويلزمك الخشوع وكثرة الصلاة ، والصلاة على محمد وآل محمد، ويلزمك التوقير لأخذ ما ليس لك ، ويلزمك أن تغض ابصر ، ويلزمك أن تعود على أهل الحاجة من إخوانك إذا رأيت منقطعا ، والمواساة ويلزمك التقية التي هي قوام دينك بها، والورع عمّا نهيت عنه والخصومة وكثرة الإيمان ، والجدال الذي فيه الإيمان ، ، إذا فعلت ذلك تمت حجتك وعمرتك ، واستوجب من الذي طلبت عنده بنفقتك أن تنصرف بالمغفرة والرحمة والرضوان).

وتابع سماحة الشيخ زين الدين بالقول :” وفي هذا النحو يمكن إدراج جميع الزيارات التي أوردها أهل البيت عيهم السلام ليقرأها المؤمنون في زياراتهم لمراقدهم المطهرة ، إذ ان كل واحدة من هذه الزيارات تعتبر مدرسة أخلاقية عقائدية سلوكية توحد بين قيام المؤمن بزيارة أئمته المعصومين عليهم السلام ، وسائر حقائق الإسلام وشعائره.

العتبة العلوية المطهرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*