الحكمة – متابعة: أعلن باحثون عن اكتشاف مئات المعادن الجديدة التي ساهم الإنسان في نشأتها تحت تأثير الظروف المناخية والطبيعية. معظم هذه المعادن الجديدة نشأ منذ منتصف القرن الثامن عشر بالتوازي مع استخراج المعادن في العصر الصناعي.
اسمها فيدليريت أو ميتا مونيريت أو ألبريشت شراوفيت وتوجد في مناجم ذهب مهجورة أو في قنوات صرف أو على جدران أنفاق، إنها معادن تدين بوجودها لتأثير الإنسان سواء جزئيا أو كليا. الكثير من هذه المعادن يوجد منذ فترة قصيرة فقط. ونشأت 208 من المعادن الـ 5208 التي اعترفت بها الجمعية الدولية للمعادن “أي ام ايه” رسميا لمجرد أن الإنسان وفر الظروف المناسبة لنشأتها.
صنف باحثون تحت إشراف روبرت هازن، من معهد كارنيجي للعلوم، هذه المعادن التي تمثل على أي حال 4% من إجمالي المعادن لأول مرة في كتالوج ونشروا تحليلهم في دورية “أمريكان مينِرالوجيست” الأمريكية المعنية بأبحاث المعادن. ونشأت معظم هذه المعادن الجديدة منذ منتصف القرن الثامن عشر بالتوازي مع استخراج المعادن في العصر الصناعي.
تكونت هذه المعادن في جبال أو خبث المعادن أو برك المياه في المناجم أو جراء النيران الموجودة في المناجم. واكتُشفت بعض هذه المعادن في أكواخ معادن أو في أنظمة أنابيب أرضية تعمل بالطاقة الحرارية. ومن الأماكن التي عثر فيها على هذه المعادن حطام سفينة في تونس وتحفتين من البرونز في مصر ومناطق خصصت لضحايا الحرائق في جبال نمساوية. وظهر تأثير الإنسان بشكل واضح على 29 معدنا تحتوي على فحم أو مواد كربونية، منها 14 معدنا غير موجود في الطبيعة إطلاقا.
ونشأ نحو عشرة معادن و تركيبات معدنية في مناطق قريبة من مناجم اليورانيوم، منها، على سبيل المثال، معدن أندرسونيت الذي تكون بلوراته الصفراء والبرتقالية والخضراء قشورا براقة على جدران أنفاق مناجم اليورانيوم في أريزونا بالولايات المتحدة. كما أن أصل معدن تينوكوليت الذي يعود لمدينة كوبيسك الروسية مثير للاهتمام،حيث نتج هذا المعدن بسبب غاز ساخن كان ينبعث من منجم فحم محترق تفاعل مع فضلات صقر من فصيلة العوسق. يعود نحو ثلثي المعادن الموجودة في الأرض إلى ما يعرف بحادث الأكسجة الكبير أو الأكسجة العظيمة قبل أكثر من 2،2 مليار سنة والذي أدى لظهور الأكسجين الحر في الغلاف الجوي. وفي هذه الفترة ارتفع تركيز الأكسجين في الغلاف الجوي.