البناء الجاهز.. حل لــذوي الدخل المحدود

911

Resize of DSC08871الحكمة – متابعة: أزمة السكن في العراق، مشكلة باتت مزمنة وثقيلة في ظل تزامنها مع أزمات أمنية وسياسية واقتصادية. المنازل السريعة البناء والموفرة للوقت، وربما المال ايضا، بدأت تدخل سوق البناء في العراق، على أمل أن تكون بديلا عن البناء التقليدي المكلف وربما هي حل لأزمة السكن في العراق خاصة لذوي الدخل المحدود.

حلول بديلة

وتحدث المواطن ليث عبد الامير بعد برهة صمت ثقيلة: “مشكلة أزمة السكن في العراق معقدة وعميقة ومتجذرة منذ زمن، وعليه لابد ان تكون الحلول الموضوعة لها حلولا استراتيجية شاملة، ومن جملة الحلول التي يجب ان تفكر فيها الحكومة هي قضية توزيع الأراضي بين المواطنين، اذ اتسمت مسألة توزيع قطع الاراضي للمواطنين بالتشوه، بسبب انها لم تتسم بمعايير العدالة في التوزيع، اذ لابد من ان يكون الاستهداف للطبقات الفقيرة التي لا تملك سكناً “، مضيفا”  أما مسألة بناء السكن باتت من المشاكل الاكثر تعقيدا من الحصول على قطعة أرض، وبالتالي تعد الحلول البديلة التي اتبعتها دول العالم منذ زمن بعيد هي الحل المناسب لمشكلتنا في العراق”، مؤكدا ان” طريقة البناء الجاهز أو الصديق للبيئة من الحلول الناجعة التي بامكانها أن تكون بديلا عن البناء التقليدي المكلف والطويل الأمد.”

ويرى عادل رياض صاحب شركة تجارية تم بناؤها بالبناء الجاهز:

“تم تأجير الشركة من قبلي منذ سنتين بالتحديد، وبصراحة تامة لم أكن أعلم شيئا عن مميزات وسلبيات طريقة البناء الجاهز، او ما يسمى البناء الصديق للبيئة فيما سبق، كون خبرتي تتخصص بهندسة الاغذية، ولكن بعد مرور سنتين توصلت الى نتيجة أن طريقة البناء الجاهز له العديد من الميزات للباحثين عن وحدات سكنية اقتصادية منها، ضغط نفقات البناء والتدفئة فضلا عن اختصار الزمن، مضيفا تنجز مشاريع البناء الجاهز خلال شهرين وبكلفة قليلة وبذلك تكون حلا جذريا لذوي الدخل المحدود .”

طرق كلاسيكية

وبينت الموظفة الحكومية سهيلة جبر حول: ” نحن كمجتمع عراقي تعودنا أن ندافع عن الطرق الكلاسيكية في اي أمر سواء كان اجتماعيا او اقتصاديا أو حتى عمرانيا، وهناك من يرى وجود فرق  في التكلفة بين البناء التقليدي والجاهز، فضلا عن عدم تفضيله المنزل الجاهز لأنه غير آمن في ظل الاوضاع السائدة في البلاد، ولكن بعد تجربة والدي الذي يعمل مهندسا مدنيا والذي قام ببناء بيت لنا بطريقة البناء الجاهز، اثبتنا لكل اقاربنا وجيراننا عكس ما توقعوه تماما، خاصة ان تلك العيوب التي كان الحديث متداولا نحوها لم تكن دقيقة في ما يخص المتانة، وتسريب الصوت وعدم تحمله للرطوبة، وهذا لم نشهده على الاطلاق في بيتنا، كونه لا يختلف كثيرا عن البناء التقليدي الا انه اسرع واقوى وافضل”.

قوة ومرونة

وأشار المتحدث الرسمي لوزارة الاسكان والاعمار عبد الواحد الشمري الى:

” ان وزارة الاسكان والاعمار اعلنت عن طرح ‏ثلاثة نماذج لدور سكنية ‏واطئة الكلفة يبلغ سعر المتر ‏المربع الواحد لها 600 الف ‏دينار باستعمال أنظمة ‏انشائية جديدة ، وتم ‏افتتاح ثلاثة نماذج لدور ‏سكنية نفذت باستعمال أنظمة ‏انشائية جديدة صديقة للبيئة ‏وتختزل الوقت والكلفة ‏وتعتمد عوامل العزل ‏الحراري، وسيتم اعتماد هذه ‏النماذج في بناء المجمعات ‏السكنية التي تنفذها الوزارة ‏وتغيير الانظمة الكلاسيكية ‏السائدة في تنفيذ المشاريع ‏السكنية.‏”

ودعا الشمري الى: ” استخدام البناء الجاهز ‏في تشييد البيوت بدلا من ‏الطريقة التقليدية المتبعة، ‏كون تلك الطرق تمنح المباني القوة والمتانة ‏والمرونة ومقاومة للاحتراق ‏والتكييف مع المتغيرات ‏المناخية، اكثر من المباني ‏التقليدية، ويشهد العراق تطوراً في ‏تغليف البنايات التجارية لكنه ‏في ذات الوقت يفتقد الى ‏تجربة البناء الجاهز الصديق للبيئة.‏”

صديق البيئة

وقال رئيس احدى منظمات البناء الصديق للبيئة المهندس حيدر خالد:

” منظمتنا تبنت مشروع (البناء الصديق للبيئة) كتجربة حية تعمل جاهدة على نقلها للعراق تهدف من ورائها ايجاد حل لأزمة السكن على غرار ما قامت به الدول الاجنبية، منوها بيت الاحلام الذي بإمكان بنائه، في الوقت نفسه يمكن بناء جميع المنشآت الأخرى كـالـ(مدارس، مستشفيات، عمارات  ذات طوابق متعددة، غرف التجميد، غرف الاتصالات، قاعات الدواجن، المختبرات النموذجية، المسابح)، مؤكدا يعد البناء الصديق للبيئة آمنا، ملائما  قويا جدا، عالي الكفاءة باستخدام الطاقة الصديقة للبيئة، عازلا للرطوبة، مقاوما للحشرات مثل (الارضة) ويمنع مرور اي من الحشرات، ولا يحتاج الى صيانة كبيرة ، وبكلفة اقل”.

واشار الى: “الطريقة التي تستخدم في البناء الصديق للبيئة تعتمد على استخدام (قوالب الكونكريت المعزولة) المسماة (ICFs) حيث أن التقنية تتضمن كل المنافع التي بإمكانها الحصول عليها من الكونكريت في وقتنا الحاضر، اضافة الى تمتعه بمقاومة عالية جدا لكل الظروف الطبيعية من (الزلازل، العواصف، والحرائق، والاعاصير) لأن الرغوة التي في داخل الجدران مصنوعة من مواد قوية جدا ومقاومة للاشتعال، والتي تبقى لمدة اربع ساعات تحت تأثير النار دون ان تشتعل، كون الجدران تمت معالجتها بمواد غير قابلة للاشتعال .”

 واضاف: ” ان طريقة البناء تكون فيها خسائر قليلة من الفضلات، وتوفر الكلف العالية حيث تحتاج الى انظمة تبريد وتدفئة اقل وذلك بسبب خاصية العزل الحراري للجدران ونظام التبريد والتهوية الذي تم تطويره بواسطة جودة الهواء، وهي بيوت (ICFS) معزولة عزل ممتاز مع المحيط الخارجي حولها، كما ان هذا النظام له المرونة العالية في التصميم، ويمكن تصميم اي شكل من الاشكال لان قوالب (ICFs) بالإمكان تشكيلها بسهولة كي تحقق أجزاء التصميم لأية بناية حديثة وايضا نظام القفل الرباعي بإمكانه تطبيق اي من التشطيب النهائي للبناية من (تغليف الحجر، لبخ ونثر، القرميد ، تبييض الجدران من الداخل والنقوش المغربية للسقوف، تغليف الجدران بالسيراميك للحمامات والمطبخ، تغليف الجدران بالخشب او الكابون او اي نوع من ورق التغليف)، مؤكدا ان البناء الجاهز كلفته اقل من البناء التقليدي بنسبة تصل الى  40 بالمئة للمتر المربع الواحد لعدة وحدات سكنية، وبذلك سيكون حلا ناجعا لذوي الدخل المحدود في بناء وحدة سكنية مطابقة للمواصفات العالمية، وهذا ما نسعى اليه في الوقت الحالي من خلال عمل منظمتنا”.

ملاذ آمن

وقال الخبير الاقتصادي بدر شاكر:

” تعد مسألة توفير السكن الملائم للمواطن ضمن قاعدة احتياجات الانسان الاساسية بعد مسألة الأمن، وهي تمثل تحدياً صعباً امام جميع الحكومات، الا ان الدول المتقدمة استطاعت ان تحد من حجم هذه المشكلة الى المستوى الذي ما عاد يمثل مشكلة لها، في حين وعلى الرغم من اتخاذ العديد من المعالجات والسياسات لحل هذه المشكلة، الا انها ما زالت تمثل عائقا امام الدول النامية ومنها العراق”.

وأكد أن: “دخول تقنية البناء الجاهز أو الصديق للبيئة يمكن اعتباره الملاذ الآمن في الوقت الحالي لحل أزمة السكن في العراق، في ظل ظروف اقتصادية وأمنية صعبة، وهذه التقنية وبعد شمولها وخضوعها للتطور العلمي والهندسي المدروس والمعالج لكم هائل من العيوب أجده اصبح مرادفا للبناء التقليدي بل يفوقه ايضا، من ناحية التكلفة والسرعة والنظافة”، مبينا ان “هذه البنايات بامكانها الصمود لعقود طويلة دون أن تحدث فيها مشاكل، كما أن التجارب اثبتت صمودها عندما تشيد  في بيئة رطبة كثيرة الامطار وبذلك توفر للمواطن  الكثير من الاموال التي قد تنفق في عمليات الترميم والاصلاح .”

الصباح

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*