المرجعية الدينية: الوظيفة والمسؤولية أمانة وعلى المتصدين غير القادرين التنحي وفسح المجال للآخرين
269
شارك
كربلاء – متابعة الحكمة: دعا ممثل المرجعية الدينية العليا الى ضرورة الحفاظ على الامانة وارجاعها الى اهلها فضلا عن الالتزام بالامانة الوظيفية من قبل المعلم والطبيب والموظف والمسؤول.
وقال السيد احمد الصافي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف اليوم الجمعة (17/3/2017) ان الله امرنا ان نؤدي الامانة الى اهلها وجاء في محكم كتابه الكريم (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا…)، مبينا ان المقطع الاول من ان الاية الكريمة يوجد فيه امر من الله بتأدية الامانات الى اهلها.
واضاف لا اتحدث عن تفسير الاية وانما اتحدث عن الامانة وماهيتها التي نجدها تارة تتمثل بالعين الخارجية، كقيام شخص بوضع كتاب او بيت امانة لدى شخص اخر لسبب من الاسباب او لظرف من الظروف ثم بعد ذلك يطالبه به وهي تحت يده مما يتطلب ارجاع تلك الامانة له، مبينا ان الاسلام أمر ان تؤدى الامانة الى اهلها وعلى الشخص الذي سلمت له الامانة ان يتصدى ويجعل نفسه بمحل الحافظ لتلك الامانة.
وتابع ان هنالك حالات اخرى تختلف عن الحالة اعلاه الا انها تدخل ضمن الامانة، مؤكدا ان مايطرح خلال الخطبة لاعلاقة له باي قضية سياسية وانما يتناول ذلك من جانب اجتماعي.
واردف اننا في وقت سابق تناولنا قضية المعلم والتلميذ والطبيب والمريض والمستشفى كمصاديق للامانة، موضحا ان المعلم او المدرس الذي يطلب التعيين ويتصدى مقابل تأدية وظيفة التعليم عليه ان يشرع بتعليم الطالب المسائل العلمية والاخلاقية، مستدركا انه حينما ياتي ولي امر التلميذ ويسلمه ولده للمعلم في المدرسة فهذا يعني انه يسلم له امانة يجب ان تصان وتحفظ مادامت موجودة بالمدرسة وعلى المتصدي (المعلم) حفظ الامانة تدريسا وادابا لانه في حال عدم تأدية الواجب فانه لم يصون الامانة، ويتحول من امين الى غير امين لانه بمجرد تصديه اعلن وقال انا استطيع ان اعلم ولكنه لم يعلم.
ونوه السيد الصافي في الخطبة ان المعلم او المدرس الذي لايذكر جميع الاشياء للطلبة ويقول لهم من يريد ان يستوعب اكثر عليه الدخول بدرس خاص وهو قادر على ان يدرس تلك المادة في الصف ولكنه لايقوم بذلك فانه جعل نفسه غير امين.
واردف ان الطبيب الذي تصدى لمعالجة الناس يجب ان يكون امينا بمقدار ما كان المريض عنده من خلال التشخيص والطريقة والاداء، مشيرا ان الذي لايعرف ان يعالج عليه ان يترك الامر ولايتصدى.
وتابع ممثل المرجعية العليا حديثه ان الموظف في اي مؤسسة يجب عليه اداء الامانة عن طريق الالتزام خلال فترة الدوام بقضاء حاجة الموطنين في المعاملات المختلفة، موضحا ان الموظف الذي يأتي له اي مواطن يجب عليه ان يقوم باداء الامانة.
واوضح السيد الصافي ان القيام باداء الامانة من الامور الطبيعية وخيانة الامانة من المشاكل الاجتماعية لانه فيها غصب لحقوق الاخرين، وان العقل يقول ان اداء الامانة امر واجب وان من يقوم بذلك لم يفعل شيئا بل ان من لا يؤديها يكون خائنا وغاصبا.
وتابع ان الموظف بعمله يرد الامانة وهو غير متفضل سوى انه كان عنده حق للاخرين وارجعه لهم، متسائلا كم من الحقوق مسلوبة وكم من الحقوق لم تعط لاهلها.
واختتم السيد الصافي خطبته انه كلما كبرت الدائرة كلما كانت الامانة اكبر فصاحب المصنع او الوظيفة او المحافظة او صاحب البلاد تكون امانته اكبر، مؤكدا ان من يجلس ويتصدى يجب عليه ان يؤدي واجبه ويعطي حق الاخرين ومن لا يستطع عليه ان يتنحى ويفسح المجال الى من يستطيع، اذ لايصح ان يبقى ولايؤدي ويسلب الحقوق لان ذلك سينتج طبيب غير امين وموظف غير امين ومعلم غير امين.