روبوت ألماني يطبخ ويعد الطعام!

346

18378546_303الحكمة – متابعة: تمكن علماء ألمان من تطوير روبوتات تستطيع الطبخ وإعداد مائدة الطعام ويمكنها التعلم من أخطائها وتصحيحها عبر خاصية التعلم الذاتي وذلك بشكل يشبه ما يتعلمه ويفعله الطفل الصغير.

إنها رائحة بيتزا تفوح من الفرن في معهد الذكاء الصناعي بألمانيا. ليست الرائحة هي الشيء المثير للاستغراب هنا، فهذا أمر يمكن الربط بينه وبين المختبرات وقطاع التطوير التقني بشكل عام، ولكن الملفت للانتباه هنا هو أن رئيس المعهد ميشائيل بيتس يعمل هنا أيضا مدرسا في التدبير المنزلي حيث يعلم أجهزة ذاتية الحركة “روبوت” فن الخبيز.

وليس ذلك سوى إحدى القدرات التي يتعلمها الروبوت “بوكسي” و الروبوت “بيبر” والروبوت “بي ار 2” بالإضافة إلى إعداد مائدة الطعام أو عمل فوشار على سبيل المثال، إنها واجبات يومية ينبغي على هذه الآلات إجادتها. عن ذلك يقول البروفيسور بيتس: “لا يدرك البشر مدى تعقيد هذه المهام” ، ويضيف في هذا السياق: “يعلم الطفل الذي لم يتجاوز عمره عامين ويقال له: “اشرب” أن عليه أن يصب الشراب دون أن يسكبه”، على الآلة أن تتعلم ذلك”.

تم حتى الآن برمجة مسار هذه الحركات خطوة خطوة، ويعكف باحثون من أنحاء مختلفة من العالم في الوقت الحالي على تلقين الآلات خاصية التعلم الذاتي”. يتم حاليا في مدينة بريمن الألمانية تغذية هذه الآلات ذاتية الحركة بإرشادات من الإنترنت في إطار برنامج “روبو هاو” الممول من الاتحاد الأوروبي”. كما يعمل فريق الباحثين تحت إشراف ميشائيل بيتس بالواقع الافتراضي حيث يقلد الباحثون مسارات حركية باستخدام نظارة الواقع الافتراضي، ثم يتم تحويل هذه البيانات إلى بيانات قابلة للقراءة من قبل الروبوت.

ويهدف هذا المشروع لتعليم الآلات التعامل بالشكل المطلوب للوصول لنتيجة معينة وليس بالشكل الحرفي حسبما كان يتم حتى الآن. يعلم مدير المختبر أليكسيس مالدونادو، ما يمكن أن يحدث من عواقب إذا اتبع الروبوت الإرشادات بشكل جامد “فلقد تسببت الآلات الأولى التي عملت معها في البداية في إحداث ثقوب في المائدة.. ولكن ذلك لا يحدث مع الآلات التي طورت بعد ذلك.. حيث إن الروبوت “بوكسي” مزود بحساسات لتحديد لحظة الاستدارة تسمح بتحديد الطاقة المطلوبة للوصول إلى الهدف بدقة و دون زيادة.

تعود تسمية الروبوت “بوكسي” أي (صندوقي) للشكل الصندوقي الذي تظهر به هذه الآلة وتشترك فيه مع الروبوت “بيبر” المتخصص في التسلية والروبوت (بي.أر 2) الذي صنعت منه نسخة أم بالفعل ويبدوان متثاقلين بعض الشيء. ولكن الروبوت “بوكسي” من صنع باحثي معهد الذكاء الصناعي في بريمن وذلك خلافا للآلتين الأخريين حيث طوره أليكسيس مالدونادو بنفسه خلال عامين.

يحتاج الروبوت من أجل التعرف على المشاكل ومعالجتها أن يتعلم من أخطائه وأن يحقق نجاحا من خلال هذا التعلم وذلك بشكل يشبه ما يفعله الطفل حسبما أوضح بيتس. ولكن الروبوت، وخلافا للإنسان الذي يتصرف بشكل غريزي، يحتاج أولا للإجابة على قائمة مطولة من الأسئلة قبل أن يستطيع تحقيق نتيجة ناجحة. من هذه الأسئلة: “أين كنت تقف؟” و “ما هي الأشياء التي رأيتها؟” و”ماذا فعلت بعد ذلك؟”، بالإضافة إلى الكثير من الأسئلة المشابهة التي يوجهها باحثو المعهد لهذه الآلات التي يلقنونها الحركة التلقائية.

وحتى يستطيع باحثون من جميع أنحاء العالم الاستعانة بالنتائج التي حققها باحثو معهد بريمن فإن مجموعة العمل أنشأت صفحة «OpenEase» الإلكترونية وهي عبارة عن قاعدة بيانات للروبوت “في حين أن معظم أشكال البحث العلمي لدى الشركات العملاقة العاملة في هذا المجال مثل شركة غوغل تجري أبحاثها في غرف مغلقة” حسبما أوضح بيتس “ولكن.. علينا أن نقدم عبر هذه الصفحة بيانات تكون متوفرة للجميع”. ي

من ناحيته رى ألكسندر فير من مجلس إدارة شركة ام اتش أي لصناعة الروبوت أن الباحثين المتخصصين في أبحاث الروبوت لا يرتبطون مع بعضهم البعض عبر الإنترنت بشكل جيد، حيث إن الشركة الألمانية للروبوت ” دي.جي.أر ” والتي كان يتولى فيرل رئاستها حتى وقت قريب لا تتواصل مع أي شركة أخرى عاملة في نفس القطاع مما يجعل هذه الشركة مثالا واضحا على الأعراض التي تعاني منها الشركات الألمانية العاملة في قطاع الآلات ذاتية الحركة فيما يتعلق بالتواصل فيما بينها.

ويرى بيتس أن الباحثين سواء في ألمانيا أو في بقية العالم يستفيدون إجمالا من التبادل العلمي فيما بينهم. ومن المنتظر أن يعمل فريق من الطلاب اليابانيين في طوكيو مع أقرانهم الألمان في إطار مشروع “جوجل سامر اوف كود” على تعليم الروبوت “بي.أر 2” قدرات جديدة، كلٌ في بلده. يوقن بيتس أن الروبوت سيُحدِث ثورة في الحياة اليومية للبشر حيث أصبح الروبوت “بيبر” المعروف بلطفه موجودا في آلاف المنازل اليابانية.

كما بدأ مطعم بمدينة باسادينا بولاية كاليفورنيا الأمريكية قبل بضعة أيام استخدام جهاز روبوت في قلي شرائح الهامبرغر. وتوقع البروفيسور الألماني أن تستَخدم الآلات ذاتية الحركة مستقبلا وبشكل واسع في تحسين الرعاية لمن يحتاجون للرعاية من قبل الآخرين.

ز.أ.ب/ (د ب أ)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*