الحكمة – متابعة: رغم توافد ملايين السياح سنويا لزيارة برج الصين العظيم، إلا أن أغلبهم لا يعلم شيئا عن تاريخ بنائه أو حتى الغاية من تشييده.
تشير المعلومات الأثرية إلى أن أول أجزاء هذا السور تم بناؤه في عهد حكام تركيو تشانغو، بهدف حماية مملكتهم من هجمات الشعوب الشمالية كالمغول والترك.. وتابع أحد حكام أسرة تشين، وهو تشين شي هوانغ بناء السور لدرء الحملات التي كانت تشن من قبل قبائل بدوية من السهوب الشمالية.
وبعد توحيد الصين من قبل” تشين شي هوانغ” عام 221 قبل الميلاد تسارعت وتيرة بناء السور فتم حتى عام 206 قبل الميلاد توسيعه نحو الشرق، وفي الفترات اللاحقة ساهمت الأسر الصينية الحاكمة في توسيع وتعزيز هذا السور واستبدال الأجزاء الطينية منه بأخرى أكثر صلابة.
يعتبر كثير من الخبراء في مجال العلوم التاريخية سور الصين واحدا من أهم المشاريع الدفاعية والعسكرية التي تم تشييدها في العصور القديمة، فهو برأيهم لم يكن مجرد سور، بل مشروعا دفاعيا متكاملا، تكون من جدران دفاعية وأبراج مراقبة وممرات استراتيجية وثكنات وأبراج إنذار وغيرها من المنشآت الدفاعية، حتى أن عرض جدرانه تتراوح بين الـ 5 و8 أمتار في بعض المناطق ويصل ارتفاعها إلى 7 أمتار”.
وأهم ما يميز هذا السور هو اختلاف المواد التي بني منها، فامتداده على مناطق واسعة جدا من البلاد كالجبال والسهول والصحاري أجبر البنائين على بنائه من المواد المختلفة المتوفرة في تلك المناطق.
تجدر الإشارة إلى أن سور الصين العظيم لم يستطع الصمود طويلا، ولم يصن الدولة من هجمات قبائل البدو الشمالية، وفي نهاية المطاف سقطت الصين تحت نير الحكم المغولي.