الحكمة – متابعة: تعد مياه الصرف الصناعية الملونة للغاية مشكلة بيئية خطيرة في كل مكان من العالم، حيث أنها تشوه الممرات المائية وكذلك تمنع وصول أشعة الشمس عن معظم الأنواع النباتية الموجودة في المياه لفترة طويلة.
ولأجل التخلص من هذه المشكلة الكبيرة، اكتشف باحثون في الجزائر مؤخرا بالتعاون مع جامعة السوربون الفرنسية، أن لا شيء أكثر تعقيدا في التركيب، والتطور في المكونات، من قشور البرتقال التي يمكن أن تستخدم في مثل هذه الحالات لازالة الأصباغ الحمضية من المخلفات الصناعية. اذ يمكن استخدام قشر البرتقال العادي لازالة الأصباغ الحمضية من المخلفات الصناعية.
يقول الدكتور حسين بن عيسى، استاذ قسم الكيمياء في جامعة تلمسان، الجزائر: «تستخدم الأصباغ الاصطناعية على نطاق واسع في عدة مجالات مثل طلاءالمنازل، الطابعات الورقية، صباغة خيوط الغزل والنسيج، التصوير اللون، والمواد المضافة في المنتجات النفطية. اذ ان معالجة المخلفات السائلة لهذه الصناعات الملونة للغاية، والتخلص من هذه النفايات في البيئة يمكن أن يكون ضارا للغاية. فوجودها في المجاري المائية غير مقبول جماليا، وقد تكون واضحة للعيان حتى في نسبة التركيز المنخفض والتي تصل الى جزء واحد في كل مليون
جزء.»
ازالة أربعة أصباغ
وفي مجال البحث عن بديل للعلاج الكيميائي لمياه النفايات، قام الدكتور بن عيسى مع فريقه البحثي، باختبار قشور البرتقال المجردة باعتبارها مادة غذائية شائعة الاستخدام ومتوفرة بكثرة في كل بلدان العالم تقريبا، ولأن لها قابلية الامتصاص، تبين لهم قدرتها على ازالة أربعة أصباغ حمضية من عينات محاكية للمياه الملوثة.
ويوضح البحث أن وقت الامتصاص يعتمد على التركيز الأولي من الأصباغ، فضلا عن البنى والتراكيب الكيميائية لأصباغ معينة يجري اختبارها. ولكن يمكن أن يحدث الامتصاص عند درجة 25 – مئوية أفضل بكثير من درجات الحرارة المرتفعة.
ومع ذلك، تم استيعاب الأصباغ القوية بما في ذلك النايلوسين الأزرق، الايرونيل الأصفر، النايلومين الأحمر، والايرونيل الأحمر، في ما بين40و70 ملليغرام في كل غرام من قشر البرتقال من العينات.
وفي دراسات أخرى على نطاق المختبر، أشارت البيانات الى أن قشور البرتقال لديها امكانات كبيرة لازالة الأصباغ من المحاليل المائية على نطاق واسع من التركيزات.
ويضيف بن عيسى: «قشور البرتقال يمكن أن تستخدم على نطاق واسع وكبير لعدة أسباب ومنها على سبيل المثال انها منخفضة التكلفة جدا جدا ان لم تكن بدون تكلفة نهائيا، أضافة الى انها مصدر طبيعي وفير لازالة معظم أخطر الأصباغ الملوثة، كما انها قد تكون بديلا للمواد الأكثر كلفة.
وهي فعالة أيضا في ازالة الأنواع الضارة أو أخرى غير مرغوب فيها من تلك الموجودة في مخلفات النفايات السائلة.»
ويؤكد الفريق البحثي المنضوي تحت اشراف الدكتور بن عيسى في المختبر الوطني، على ان المطلوب الآن اجراء بحوث اضافية فعالة ودقيقة من أجل تحسين وتوسيع نطاق المتابعة العملية للتنظيف الحقيقي في العالم من أصباغ النفايات السائلة. وهذا يعني تحديد المواقع الحيوية الكيميائية داخل قشور البرتقال للجزيئات الصباغية التي تعلق بها أثناء عملية الامتصاص.
فوائد صحية أخرى
ومن الجدير بالذكر ان لقشور البرتقال فوائد صحية أخرى أكثر بنحو 4 مرات عن الثمرة الفعلية التي نتناولها. اذ تحتوي على مادة الفلافونيدات، وهي مركبات مقاومة للتأكسد تمنع حدوث الامراض المستعصية كالسرطان وأمراض القلب. ومنها مركبات البوليميثوكسي- فلافونيس، والهسبيردين، والفيتوكيميكلس وغيرها من المواد الكيمياوية النباتية التي تكون لها منافع صحية عامة عالية القيمة.
