المهاجرون في أوروبا أكثر عرضة للإصابة بمرض السل

223

Body of a Somali refugee, killed in an attack by a helicopter while travelling in a vessel off Yemen, is carried at the Red Sea port of Hodeidah, Yemenالحكمة – متابعة: بعد عقود طويلة من الأفول، عاد مرض السل ليظهر مجددا في أوروبا مع نوع مقاوم لعدد من المضادات، وليكون المهاجرون أول ضحاياه، على ما جاء في تقرير نشر بمناسبة اليوم العالمي للسل الذي يقام الجمعة.

وقالت الجمعية الأوروبية لعلم الأحياء الدقيقة والأمراض المعدية “حتى وإن كانت الحالات ما زالت معدودة في أوروبا، إلا أن المخاطر الناجمة عن أزمة المهاجرين تجعل من مرض السل المقاوم للعلاجات أولوية صحية”.

ورأت الجمعية أن تحسين التشخيص والوقاية والعلاج لدى المهاجرين يشكل “واجبا إنسانيا”.

وعادة ما تكتظ مخيمات اللجوء بالمهاجرين في بيئة لا تحظى غالبا بالقدر الكافي من النظافة. وهذه البيئة هي نفسها التي جعلت المرض يتحول إلى وباء في أوروبا في القرن التاسع عشر، حين قضى أوروبي واحد من بين كل سبعة بسبب السل، وفقا لمعدي تقرير الجمعية من المتخصصين في الصحة العامة.

ومعظم الإصابات الجديدة المسجلة في أوروبا هي في صفوف المهاجرين الذين ينبغي، بحسب الجمعية، اعتبارهم فئة مهددة من هذا المرض، وليس فئة مسؤولة عن انتشاره.

ففي النمسا وهولندا والنروج تبين أن كل المصابين بالسل في العام 2014 هم من اللاجئين والمهاجرين، أما في بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا فهم يشكلون 90 % من المصابين حديثا بالمرض.

وقد سجلت 1400 إصابة جديدة بهذا المرض بين اللاجئين هذا العام في 12 بلدا أوروبيا.

وأشار ميشال كازاتشكين الموفد الخاص للأمم المتحدة لمرض الأيدز في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى والمكلف أيضا متابعة مرض السل، إلى أن بعض المهاجرين يصلون إلى أوروبا وهم يحملون المرض، لكن “معظمهم يلتقطونه في البلد المضيف”، بحسب ما قال لوكالة فرانس برس.

وكثير من الحالات لم تكتشف، لأن الدول الأوروبية لا تعتمد سياسة منظمة في التشخيص، وبعض المهاجرين لا يعرفون أين يتلقون العلاج أو يرفضون تلقي العلاج خوفا من طردهم من البلد المضيف.

ويفاقم من الأمر أيضا اتجاه البلدان الأوروبية في الآونة الأخيرة إلى تقليص الخدمات الطبية المجانية، وفقا لسالي هارغريفز المتخصصة في الأمراض الوبائية في جامعة “إمبريال كوليدج” في لندن.

والسل مرض معد تنقل بكتيريا تسمى المتفطرة السلبية أو عصية كوخ نسبة إلى الطبيب الالماني روبرت كوخ، وهي تنقض على الرئتين عادة، وقد تهاجم الكلى والغدد والعظام حتى.

ولا تظهر أعراض هذا المرض على الفور، وهو ينتقل عبر اللعاب، حين يكح الإنسان أو يعطس أو يتحدث.

تقول منظمة الصحة العالمية إن مرض السل هو واحد من الأسباب العشرة الأولى المسببة للوفيات في العالم.

في العام 2015، قضى مليون و800 شخص بسببه، علما أن عدد المصابين به وصل إلى عشرة ملايين و400 ألف.

وكان نصف مليون من المرضى مصابين بأنواع مقاومة من المرض لا تجدي معها الأنواع المختلفة من العلاجات.

وسجل 20 % من هذه الحالات في أوروبا وفي شرقها خصوصا وفي روسيا.

وحذر خبراء من أن استمرار مقاومة السل للعلاجات سيجعل من مهمة القضاء على هذا المرض مهمة مستحيلة.

وكانت الأمم المتحدة حددت هدفا يقضي بإنهاء هذا المرض تماما بحلول العام 2030.

فرانس برس

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*