نقرير مصور .. قسم الشباب في مكتب المرجع السيد الحكيم يستقبل 145 طالبا من الجامعة التكنولوجيا ببغداد
376
شارك
النجف الاشرف – الحكمة : استقبل قسم الشباب التابع لمكتب سماحة المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم ( مد ظله ) في مدرسة آية الله العظمى السيد محسن الحكيم ( قدس ) في النجف الأشرف وفداً من جامعة التكنولوجيا في محافظة بغداد والبالغ عددهم (145) طالباً .
وكان برنامجهم كالآتي :
1) القدوم الى المدرسة يوم الخميس بعد صلاة المغرب والعشاء .
2) محاضرة سماحة حجة الإسلام السيد محمد صادق الخرسان ، وكانت المحاضرة مشتركة بين طلبة مدرسة فدك الدينية في محافظة ذي قار، وطلبة جامعة التكنولوجيا في محافظة بغداد.
تناول سماحته محورين :
المحور الأول : حول الحوار، تناول فيه بعض الأمور المهمة حول الحوار والتي نوجزها بما يلي:
أولاً: عدم طرح أي معلومة أثناء الحوار إلا بعد التأكد منها ومعرفة مقدار مصداقيتها .
ثانياً: تعلم الصدق في الكلام وعدم الانجرار للكذب لأجل غلبة الخصم .
ثالثاً: انتقاء الدليل القوي ونبذ الأدلة الضعيف والتي قد لا تكون مقنعة للخصم .
المحور الثاني :
تناول فيه سماحته ما يشاع بين البعض حول وجود الإلحاد بين بعض الشباب خاصة في الأوساط الأكاديمية .
ونقل سماحته بأن هذا ناشئ عن عدم الثقافة والاطلاع على الفكر الديني الرصين والتي أثبتت وجود الخالق بحكم العقل.
وقد أشار سماحة السيد الى بعض الكتب التي تنفع الطالب بهذا الغرض، منها : كتاب رحلة عقل ، وكتاب رحلة مدرسية.
وبعدها أجاب سماحته على الأسئلة التي وجهت إليه من الحضور والتي كان أغلبها عن الإلحاد وعن طرق معرفة المجتهد الأعلم ..
3) يوم الجمعة 2/ رجب الأصب : محاضرة سماحة السيد طعمة الجابري في تمام الساعة التاسعة صباحاً في نفس المدرسة.
ذكر سماحة السيد مقدمة حول عدم فرض الفكر وانما تعليم المقابل طريقة التفكير الصحيحة وإتاحة المجال له ليفكر ويستنتج بنفسه، وكذلك تنبيهه لبعض الجوانب التي يكون غافلاً عنها.
وتابع سماحته بأن الإنسان يرفع شعار ( طلب الأفضل ) بحسب العادة، فلابد ان يطبقه في جميع مجالات الحياة فالشباب لا تنقصهم القابليات والطاقات فلو فعلوها للحصول على الأفضل فإن المجتمع سيرتقي نحو الأفضل على كافة الأصعدة العلمية والاقتصادية والاجتماعية والمادية والأخلاقية.
فلابد للإنسان من أن يحذر من الانتكاس والتراجع بحيث لا سامح الله يصدر منه ما يخجل من اطلاع الناس عليه في الدنيا والآخرة.
ثم بدأ حوار حول مواضيع متعددة كان من أبرزها.
أولاً: حفلات التخرج وما يشوبها من بعض الأمور التي لا تليق بالطلبة الكرام وألفت الى سؤال ( ماهي نظرتك لأفضل أساتذتك لو رأيت له تسجيل وهو يتصرف ببعض التصرفات الغير لائقة في حفلة تخرجه قبل سنين؟ ).
ثانياً: طرح سماحته سؤال افتراضي مفاده لو أعطي لشخص مبلغ كبير من المال على أن يعمل به ويحاسب عليه بعد 15 سنه، فإن أحسن الاستثمار سيكون المال وربحه له وإن لم يستثمره بالشكل الصحيح فإنه سيحاسب على رأس المال والأرباح الضائعة والخسائر، وبعد المدة المذكورة وجدنا الشخص وقد أتلف كل المال، وهنا يأتي السؤال ( ماذا تحكمون عليه ؟ ).
وتوالت الإجابات من الطلبة
ثم تحدث المحاضر قائلاً:
لو قارنا بين فترة الشباب وبين رأس المال المذكور لحكمنا على من ضيع فترة الشباب ( وهي رأس مال الإنسان للرقي والعمل )، بنفس الأحكام القاسية التي حكمنا بها على من أتلف رأس ماله.
لذا لابد لكم من الطموح ومن العمل لتحقيق هذا الطموح فلو سئلنا الشباب اليوم من لديه الطموح والعمل ليكون مرجعاً للتقليد؟ من لديه الطموح والعمل ليكون رئيساً للوزراء؟ فما هو المانع من هذا الطموح والعمل لتحقيقه، فقد كان لغيركم من الشباب واستطاعوا تحقيقه بعد حين.
ثالثاً: هل بلدنا منتج أو مستهلك ؟ وهل كونه مستهلك منقبة أو مثلبة ؟
وبعد إجابات الطلبة نقل المحاضر المقولة المروية عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ( أمنن على من شئت تكن أميره، وأحتج لمن شئت تكن أسيره، وأستغن عمن شئت تكن نظيره ).
وذكر أنه إن كان الاستهلاك معيباً في الشأن المادي فهو كذلك في الشأن المعنوي، فلا يليق ببلد له تراثه وتاريخه العميق وقيمه الحميدة أن يكون مستهلكاً لعادات وأخلاق ومبادئ مستوردة بل لابد من الاعتزاز بقيمنا وعاداتنا والحفاظ عليها.
وما يذكر من أن الإنسان حر بتصرفاته فإن الحرية لا تعني أن ينسلخ الإنسان عن انسانيته وقيمه ويفعل ما يحلو له، بل هناك ثوابت إنسانية وقيميه لابد من الحفاظ عليها.
4) لقاء مع سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الكبير السيد الحكيم ( مد ظله ) في تمام الساعة 11:30 صباحاً.
دعا سماحة المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الحكيم (مدّ ظله) أعزاءه من طلبة الجامعات إلى التآزر والتآخي والحوار الهادئ والرصين والبناء، والافتخار بثقافتهم وعقيدتهم المحترمة بين بقية الشعوب لأنها مستمدة من سيرة أهل البيت (عليهم السلام) والتي فرضت وجودها وصمودها بين الثقافات الأخرى.
كما حث سماحته (مدّ ظله) إلى عدم الانخداع بالإغراءات والأفكار والقيم المنفلتة التي يندم من يقوم بها لكن بعد فوات الأوان.
وأكد سماحته (مدّ ظله) في نهاية اللقاء على أهمية أن ينقلوا وصاياه وحديثه معهم إلى زملائهم وأصدقائهم وأسرهم الكريمة وأن يوصلوا سلامه ودعاءه لهم بالموفقية والسداد.