المرجعية الدينية من على منبر الجمعة: ضرورة التزام العشائر العراقية بالضوابط والقوانين في حل النزاعات والخلافات وعدم اللجوء إلى العنف والاقتتال

281

 

abdulkareemalhaydary-06-04-2017-000

 كربلاء المقدسة – الحكمة :  شددت المرجعية الدينية العليا، على ضرورة إلتزام العشائر العراقية بالضوابط والقوانين في حل النزاعات والخلافات وعدم اللجوء الى العنف والاقتتال.

وقال ممثل المرجعية في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف “مما لاشك فيه ان للعشيرة ونظامها وتقاليدها وأعرافها دور مهم في الحياة الاجتماعية في العراق وهو دور مهم وفاعل، وكيان العشيرة تمثل الركن الاساسي للمجتمع العراقي وللعشائر الكثير من الصفات الحميدة ولابد من ترسيخها وتدعيمها”.

وأضاف، ان “الكثير من الناس آصبحوا الآن يلجأون الى العشائر في حل نزاعاتهم وأصبح للعشيرة بما لها من أعراف وتقاليد وأحكام دور مهم في حياة المجتمع العراقي وبات دورها أكثر خطورة وحساسية من الماضي”.

وأستدرك الشيخ الكربلائي بالقول “لكن مما يؤسف له بروز ظاهرة شيوع بعض الأعراف والتقاليد والأحكام التي تتنافى مع القواعد الشرعية والضوابط القانونية ما يشكل خطورة في بعض الجوانب الاجتماعية، ومنها التهديد للتعايش السلمي بين أفراد المجتمع وعندما تكون هنالك خلافات وصراعات وتحل بالتفاهم والحوار والتصالح تؤدي الى ان يعيش المجتمع بسلام ولكن إذا غلب العنف واستعمال بعض الإجراءات الجائرة فهي تهدد هذا التعايش، وقد تؤدي الى وقوع الظلم والجور على بعض أفراد المجتمع وقد تقع صدامات بين العشائر”.

وتابع ان “تغليب الفوضى على القانون والشرع من الأمور الضارة التي تهدد المجتمع ولابد لنا ان نرصد ما هي هذه التقاليد والأعراف والأحكام السلبية لكي نميزها مع الأعراف الطيبة والحميدة التي تنفع المجتمع”.

وأكد ممثل المرجعية العليا ان “العشائر تعد مدرسة في الأخلاق والشهامة والدفاع عن المظلوم وإطعام الطعام وحل المشاكل والنزاعات بالطرق المقبولة والسلمية وإحلال السلام بين المتنازعين وهي صفات متوارثة عن الآباء والأجداد عبر التاريخ وشكل ذلك أرثاً حضارياً للعشائر لابد من الحفاظ عليها”.

وبين، ان “من أهم ما تميزت بها العشائر العراقية في مساهمتها بالدفاع عن العراق وآخرها الاستجابة لتلبية فتوى الجهاد الكفائي لحماية الأرض والعرض والمقدسات، وكذلك ثوراتها ضد الأجانب ووقوفها ضد الحكام على الظالمين ولابد من الحفاظ على الأمور الايجابية، لذا يجب ان لا تعكر هذه الصفات بعض العادات العشائرية”.

وأشار الشيخ الكربلائي “إذا أرادت العشيرة أو أي كيان اجتماعي وحتى الفرد ان يكون له دور إصلاحي لنفسه وللمجتمع لابد ان تعتمد على ثلاثة مبادئ مهمة مستندة الى الضوابط والقواعد المقبولة المسلمة عقلاً وشرعاً”.

وأوضح، ان “المبدأ الأول، هو عدم تجاوز الحدود الشرعية وضوابط أحكام الإسلام، في هذه التقاليد العشائرية، فأن المسلم الصادق في إسلامه عليه ان يلتزم بأداء الصلاة وأركان الإسلام بل عليه ان يلتزم بجميع مبادئ الإسلام في جميع مجالات الحياة ومن ذلك الجانب الاجتماعي لتحقيق العدالة بين الناس ونبعد المجتمع عن التناحر والفوضى والظلم”.

وقال ان “المبدأ الثاني هو رعاية الضوابط القانونية، التي أقرت للمصلحة العامة والمجتمع ووفقاً للمبادئ الصحيحة، ول ايمكن لأي مجتمع ان يتطور ويترقى إلا بالالتزام بهذه الضوابط القانونية التي شرعت وأقرت للمصلحة العامة والتخلف عنها تؤدي الى الحصول الى الفوضى،” مؤكدا ان “الالتزام بالضوابط القانونية مهمة في حل النزاعات والخلافات العشائرية”.

ولفت الى “المبدأ الآخر وهو اعتماد منهج التسامح والعفو والتغاضي عن أخطاء الآخرين وعدم الانقياد للعصبية العشائرية والقبلية ولا تعتمد العنف وسيلة لحل النزاعات والخلافات فالإسلام يرفض الظلم والجور على الفرد والمجتمع، واذا حصلت مشكلة يجب اللجوء الى الحوار ورفض النزاع والعنف الذي يؤدي الى سفك الدماء”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*