المرضى النفسيون يفضلون جلسات العلاج بدلاً من الأدوية
281
شارك
الحكمة – متابعة: قد لا تكون على دراية بذلك، ولكنك ربما كنت تعرف شخصاً ما مصاب بالاكتئاب أو اضطراب القلق. إن ما مجموعه 55 مليون أميركي يتعاملون مع تلك الاضطرابات يومياً، وهي أوضاع صعبة وتعتبر وصمة لا يمكن التحكم فيها. ولا يوجد حل واحد لعلاج المرض العقلي ، ولكن يعتقد عادة أن مجموعة من العلاجات يمكن أن تكون مفيدة.
وعندما يتعلق الأمر بما يفضله الناس الذين يعيشون مع الاضطرابات، فإن تحليلات الأبحاث السابقة قد اكتشفت أن معظم الأشخاص سوف يختارون العلاج بالكلام (جلسات العلاج) بدلاً من تعاطي الدواء ، بحسب موقع “كير 2”.
ونشرت الجمعية الأميركية للطب النفسي مؤخراً تقريراً استعرضت فيه 186 دراسة قائمة حول هذا الموضوع، ووجدت أن المرضى أكثر عرضة بمقدار 3 مرات لرفض العلاج أو التسرب منه في حالة فرض الخيار الوحيد، وهو تناول الدواء. وأولئك الذين يعانون من الاكتئاب أو اضطراب الهلع يعتبرون الأكثر ميلاً لرفض الدواء، وبدلاً من ذلك، فقد فضلوا تلقي المشورة كوسيلة للعلاج.
الوصمة سبب الجهل
وعندما يوصف لشخص ما دواء لخلل عقلي أو عاطفي، فإن المجتمع من جانبه يعتبر أن لدى ذلك الشخص وصمة قوية. إن الجهل بالمرض العقلي والقوالب النمطية القاسية تؤدي إلى سوء فهم واسع النطاق لما هو على المريض أن يعيشه في ظل هذا الاضطراب، ولما عليه أن يفعله في نفس الوقت كوسيلة لإدارة هذا الاضطراب.
وتعتبر محاربة الوصمة معركة شاقة لأولئك الذين يعانون مباشرة، كما أن الأمر لا يخلو من شقاء بالنسبة لعائلاتهم والمحيطين بهم في العمل.
وقد يبرر هذا أيضاً السبب في أن بعض الناس لا يسعون أبداً إلى علاج أعراضهم.
العلاج بالكلام
لم يحلل واضعو الدراسة الأسباب التي جعلت المشاركين أكثر عرضة لاختيار الجلسات العلاجية الشفهية، ولكنهم يتصورون أن السبب في ذلك هو أن المشورة قادرة على أن تكون نوعاً من العلاج أكثر عمقاً بكثير بالمقارنة مع تناول الدواء فقط.
ويقول روجر غرينبرغ، المؤلف المشارك والأستاذ بجامعة طب “ساني أبستيت”: “الأدوية العقلية قد تساعد كثيراً من الناس، وأعتقد أن البعض يرون أنها أسهل نسبياً، وربما تكون قادرة بسرعة على حل مشاكلهم، ولكنني أعتقد أن الآخرين ينظرون إلى مشاكلهم نظرة أكثر تعقيداً، ويسودهم القلق من أن الأدوية لن توفر سوى حل مؤقت أو سطحي المستوى للصعوبات التي يواجهونها في حياتهم”.
الجمع بين نمطين
العنصر الآخر الذي لم يحقق فيه البحث هو عدد المرات التي يفضل فيها الناس الجمع بين العلاج بالكلام والتداوي كنمط من أنماط العلاج.
ويقول العديد من المهنيين إن هذا الجمع بين النوعين من العلاج غالباً ما يكون خياراً ممتازاً، لتأمين الدعم البيولوجي والعاطفي والاجتماعي من أجل الشفاء.
ومع ذلك، هناك أيضاً بعض القلق من أن المرضى الذين يزورون أطباءهم مع شكاوى من أعراض الاضطراب العقلي قد لا يعرفون القدر الكافي عن الأدوية، الأمر الذي قد يؤدي إلى رفضهم القيام بمحاولة للتجربة.