المرجعية العليا تطالب بتوفير فرص عمل للشباب وتؤكد بأن عدم توفير بيئة مناسبة لهم يمثل ضعفا على الجهات المتصدية

242

الحكمة – متابعة: اشار ممثل المرجعية الدينية العليا، الجمعة، ان المجتمعات تضم فئات عمرية تتحدد بحسب ظروف ذلك المجتمع، اي ان هنالك الاطفال والشباب والكهول والشيوخ سواء من الذكور والاناث.
وقال السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف اليوم الجمعة (28/4 /2017)، ان مايرد من حديث في الخطبة فهو حديث اجتماعي ليس له علاقة بنظام الدولة، موضحا ان تعاضد ابناء المجتمع الواحد ونسجهم انظمة اجتماعية لانفسهم تحدد طبيعة العلاقة فيما بينهم، مؤكدا ان اغلب المجتمعات بل كلها تقع تحت دولة – بمعنى ان هناك دولة تحكم المجتمع- وان الحديث ليس ناظر الى علاقة الدولة مع المجتمع وانما هو موضوع اجتماعي يذكر فيه مسؤولة الدولة وليس النظام السياسي ازاء المجتمع.
واضاف ان اي مجتمع فيه ثروات طبيعية وبشرية من العلماء والمفكرين، الا ان هنالك قاسم مشترك يتحدد بفئة الشباب التي تعد من الثروات المهمة في اي بلد، بل تمثل علامة صحية كونها الفئة الاكثر في المجتمع.
واوضح السيد الصافي ان من الممكن ان يقرأ الانسان مستقبل اي مجتمع من خلال الشباب، مبينا انه من خلال معرفة نسبة الشباب المتعلم وغير المتعلم يمكن قراءة مستقبل المجتمع لعشر او لعشرين سنة ويمكن للدوائر الاحصائية تبيان ذلك.
واشار الى ان الحديث عن الاهتمام بالشباب يجب ان يكون من قبل اهتمام الشباب بانفسهم فضلا عن اهتمام الاخرين بهم، على اعتبار ان تلك الفئة العمرية خرجت من مرحلة الصبا ودخلت مرحلة الشباب، منوها الى اهمية توفير الاجواء المناسبة لطاقة هؤلاء الشباب من قبل المجتمع، مستدركا ان المجتمع الذي لايحرص على تعليم الشباب يعد مجتمع متأخر والمجتمع الذي يحرص على تعليمهم يعد مجتمع متنور ومتحضر على اعتبار ان الشباب طاقة المستقبل وذخيرته.
وقال ايضا ان توفير الامكانيات لتعليم الشباب تقع على عاتق الدولة والاسرة وكذلك العشيرة، مبينا ان زعيم القبيلة الذي يشاهد صباحا حضور الشباب في مجلسه يجب عليه ان يسألهم عند دراستهم، وكذلك الاب عندما يرى اولاده يجب عليه ان يسألهم، مشددا على ضرورة وجود حرص اجتماعي للاستفادة من طاقة الشباب وتوفير الاجواء المناسبة لهم.
واكد السيد الصافي في الفقرة الثانية من الخطبة على ضرورة ان يعيش الشاب في جو يحببه الى بلده وان يشعر هنالك استحاق حقيقي منه تجاه البلد، موضحا ان تلك الفقرة ليس لها علاقة بالفقرة الاولى من الخطبة اذ قد يتعلم الشاب لكنه مقابل ذلك لايحب بلده، مشيرا الى ان الحديث ليس له علاقة بالنظام السياسي بقدر علاقته بتربية جيل متعلم ويحب بلده حتى يكون عنصرا نافعا في المجتمع.
واستدرك ممثل المرجعية الدينية العليا ان الشاب اليوم في عمر الورد وغدا سيكون له القرار في ادارة المجتمع، وفي حال لم تحسن تربيته من الصغر لايمكن ان ينتج شيء نافع في الكبر، مؤكدا على ضرورة ان تكون تلك المحبة ضمن ثقافة اجتماعية، مشيرا الى ان هنالك برامج يمكن لمؤسسات اجتماعية او لجهات نافذة ان تتكفل بالشباب وتربيتهم على محبة اوطانهم”.
واوضح ان تربية الشباب على حب الوطن سيجعلهم يندفعون للسواتر باشارة، كما يحصل اليوم الذي نشهد فيه الشاب يحمي البلاد والعباد كونه تربى على شي مقدس، مشددا على ضرورة استمرار تلك الروح الفكرية والبدينة في الشباب.
واشار في حديثه الى ضرورة ان يشارك الشباب ببناء البلد.
واردف ان تعزيز تلك الثقة وحث الشباب على بناء البلد يضع على عاتق الدولة مسؤولية توفير فرص العمل لهم.
ونوه الى ان قضية توفير فرص العمل ليست كمالية وانما اساسية وعلى الدولة ككيان ان تحبب البلد في نفوس الشباب ولاتجعلهم يضجرون ويتركون البلد باعتبار ذلك يمثل ضعفا على الجهات المتصدية.
ووجه ممثل المرجعية خطابه للشاب قائلا له: “عليك ان تفهم بان العمر لايتكرر وان من الضروري ان تتنبه بان اي تصرف تقوم به لايكون محل ندم فيما بعد، وان الله اعطاك العقل ويجب عليك ان تعمل بما يعزز الرجولة وان لا تضجر، مستشهدا بوصية الامام الكاظم عليه السلام لولده الذي جاء فيها “اياك والضجر والكسل، فانهما يمنعان حظك من الدنيا والاخرة”.
وانتقد السيد الصافي ان يكون الشاب كسولا لايعرف ماذا يريد، موضحا ان هذا خطأ، قائلا “انت تتحمل مسؤولية فلا تعبث بوقتك بشيء ستندم عليه لاحقا، عليك ان تستخدم هذا العقل في فورانه وطاقتك البدنية لما يخدمك ويخدم اسرتك ومجتمعك، فاذا تصرفت تصرفا عاقلا ستساهم ببناء مجتمع مزدهر، فانت الان لاتشعر بالمسؤولية ولكن ستكون بعد سنين قليلة مسؤولا، وستكون كبير القوم فإرسم مستقبلك بنفسك فمن سار على الدرب وصل، ومن لج ولج، وكن نبهاً فطناً مدركاً متعلماً تحب وطنك وتدافع عن مقدساته.. فانت قوي”.
وانتقد االسيد الصافي في ختام خطبته لبعض مظاهر الشباب التي قال بانه يستحي النظر لبعض الشباب لما يراه من الميوعة الخارجة عن الفتوة، مشيدا بموقف الشباب الذين يمتلكون سواعد وعقول مفتحة ممن يدافعون عن البلاد، مشيرا انهم نِعم الشباب كونهم تركوا ملذات الدنيا، وذهبوا استجابة لنداء كان واجب عليهم ان ينهضوا بالمسؤولية وخير ما فعلوا ولله درّهم، موضحا ان تلك النماذج تمثل مفخرة للجميع كونهم فكروا واستفادوا من عقولهم النيّرة وسواعدهم القوية واستثمروها خير استثمار، فهم لم يكسلوا ولم يضجروا، فاذا لم يفعلوا ذلك فهم لم يُمنعوا لا حظ الدنيا ولا حظ الاخرة.

ولاء الصفار
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*