الحكمة – متابعة: تستند الزراعة الى مجموعة من المقومات متمثلة بالثروات الطبيعية التي شكلت الاساس في عملية الانتاج الزراعي ، وفي مقدمة هذه المقومات توفر المياه والاراضي الصالحة للزراعة ، فضلا عن القوى العاملة التي احترفت الزراعة لسنين عدة ، ولتوفر المياه الدور الاساسي في تشكيل التنمية كونها تشكل احد اهم عوامل الانتاج الزراعي التي تستهلك نسبا تتراوح ما بين 80 الى 85 بالمئة من اجمالي المياه في العراق .
وبين الاكاديمي الاقتصادي د. احمد عمر الراوي من مركز المستنصرية للدراسات العربية والدولية رغم تميز العراق بنهري دجلة والفرات عن بقية دول المنطقة العربية بتصاريف متجددة وجيدة تقدر سنويا بمقدار 70 مليار متر مكعب الا ان هذه المياه ما زالت كميات كبيرة منها تذهب هدرا في الارواء نتيجة لاعتماد الزراعة العراقية على الطرق التقليدية في الري والمتمثلة بالري السيحي.
الامر الذي يتطلب اعتماد الطرق الحديثة في عمليات الري بالتنقيط والري بالرش وتعميم هذه الطرق على الزراعة العراقية بشكل اوسع نظرا لما لها من مردود ليس فقط على ترشيد استخدام المياه وانما على مستوى
الانتاجية .
واضاف الراوي رغم ان معدلات الاحتياجات الفعلية للزراعة العراقية الاروائية التي تقدر بنحو 7 ، 8 ملايين دونم لا يتجاوز 8 ، 28 متراً مكعباً وفق المقنن المائي والبالغ 3700 متر مكعب / دونم ، نجد ان هناك كمية تهدر وتضيع في مرحلتين الاولى اثناء النقل حيث ان معظم الزراعة العراقية تعتمد في نقل المياه على قنوات غير مبطنة ومكشوفة ما يضيع نحو 30 بالمئة الى 40 بالمئة من المياه المنقولة عبرها وتزداد الكمية الضائعة اذا ما كانت الاراضي التي تمر بها المياه رملية .
وأشار الى ان المرحلة الثانية هي الفقد في الحقل لان عملية الري بالطريقة السيحية تؤدي الى فقدان كميات كبيرة من المياه نتيجة للتبخر وتغدق التربة مما يؤثر في الانتاج، اذ تتسرب المياه الى اعماق التربة باتجاه المياه الجوفية او المصارف او تتسرب خارج حدود الحقل ما يؤدي الى انبات الاعشاب والحشائش الطفيلية وعدم افادة النبات من المياه بشكل مناسب .
وتابع اما المقوم الثاني المهم للعملية الزراعية فهو الاراضي القابلة للزراعة ، حيث يمتلك العراق مساحات واسعة اذا ماتم الاستثمار فيها وجعلها اراضي منتجة وتقدر المساحات القابلة للزراعة بنحو 12 مليون هكتار لم يزرع منها في افضل السنوات اكثر من 5 ، 6 ملايين هكتار ، يزرع منها نحو 54 ، 2 مليون هكتار ارواء ونحو 63 ، 1 مليون هكتار تزرع ديما في حين تبور المساحات المتبقية .