انتبه.. أمامك أزمة مياه

464

      الحكمة – متابعات: منذ أن عصفت بنا أزمة أسعار النفط قبل أكثر من سنتين من الآن، بتنا نتابع وبقلق تحركات أسعار النفط في السوق الدولية واتجاهاتها المستمرة. وما أن ترتفع الأسعار فوق الخمسة والخمسين دولاراً نتنفس الصعداء ساسة ورعية، أما إذا تراجعت الأسعار ولو لدولار واحد يظل احدنا متوجسا من ما سيحصل.

ولكن هل تحظى الثروة المائية بذات الاهتمام؟ علما انها في انخفاض مستمر ومنذ عقد تقريبا، أي انها سبقت أزمة النفط الا انها لا تزال بعيدة عن الاهتمام المطلوب. وعندما نتحدث عن المياه نحن نتحدث ضمنا عن الزراعة والاكتفاء الذاتي والتشغيل فضلا عن الطاقة الكهربائية وبالتالي الانتاج والحاجة.

أزمة المياه تشابه أزمة النفط من جهة في كونها عالمية أيضا، فالتوقعات تشير الى ان 60  بالمئة من دول العالم ستعاني من مشكلة المياه وذلك بحلول عام 2050 اذ ان 40  بالمئة من الدول ستعاني من التصحر فيما ستعاني 20 بالمئة منها من الفيضانات، ولكن من جهة اخرى تختلف ازمة المياه عن ازمة النفط في ان الاخير يجري العمل بشكل حثيث على ايجاد بدائل له ولكن ما هو بديل المياه؟

أزمة المياه تصبح أكثر أهمية من أزمة النفط اذا ما علمنا بعض الحقائق، فمن المتوقع ان يزداد الطلب على الطاقة (لاسيما الكهرباء) بنسبة 50 بالمئة وهذا سيزيد من الطلب على المياه بنسبة 55 بالمئة. ومن ثم سيؤثر في القدرة الانتاجية للقطاع الزراعي، الامر قاد الباحثين المتخصصين الى البحث في ثلاثية المياه – الغذاء – الطاقة وآفاقها المستقبلية.

الاحصاءات تشير الى زيادة نسبة سكان المدن الى نحو 70 بالمئة من اجمالي سكان العالم مع منتصف القرن الحالي وهذا الامر سيزيد من الطلب على المياه، فضلا عن الزيادة المتوقعة بفعل ازدياد حجم السكان. الامر الذي يجعل التفكير باستدام المياه اولوية قصوى ينبغي العمل عليها منذ الان لا سيما الجوفية منها.

هذه الحقائق ربما تكون صادمة للبعض كما كانت بالنسبة لي الا انها يجب ان تكون حافزاً للتفكير بمستقبلنا المائي وقبل وقوع الحدث وهذا ما يفعله الكثير من الدول وان نتعض من ازمة النفط التي لم نشتغل عليها بالشكل المطلوب، فهل يمكن ان تكون ازمة النفط درساً نستفيد منه في ازمة المياه؟.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*