تكنولوجيا جديدة تعرف ماذا يدور في دماغك.. كيف تحمي “حريتك في التفكير”؟، عالمان يقدمان الحل
313
شارك
الحكمة – متابعة: “لا يمكنك تقييد حرية عقلي” هكذا كتب المسرحي جون ميلتون في 1634.
لكن بعدها بـ 400 عام تقريباً فإن التقدم التكنولوجي في الآلات التي تستطيع قراءة أفكارنا تعني أن خصوصية عقولنا تحت التهديد.
الآن وفق صحيفة independent يقوم اثنان من علماء أخلاق الطب الحيوي بالمطالبة بكتابة قوانين حقوق إنسان جديدة لضمان أن الناس مصانون ضد هذه التهديدات ويكون من بينها “الحق في الحرية الإدراكية” و “الحق في الاتساق الذهني”.
شركة فيسبوك أيضاً أماطت اللثام عن وحدة سرية تقودها رئيسة سابقة للذراع البحثية لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مهمتها تقنيات جديدة قد تتيح للمستخدمين التواصل بمجرد التفكير، وكتابة 100 كلمة في الدقيقة باستخدام العقل.
الاختراق الخبيث للأدمغة
كتب عالما الأخلاق في ورقة بحثية بمجلة حياة العلوم والمجتمع والسياسة “أن الفرص غير المسبوقة” التي ستنتج من “الإنتشار الواسع لتطبيقات تكنولوجيا الأعصاب الرخيصة وسهلة الاستخدام” والتي ستؤدي إلى “دمج التكنولوجيا العصبية في حياتنا اليومية بشكل معقد”
وفق independent فقد حذروا من أن “الاختراق الخبيث للأدمغة” و “الإستخدام الخطر لطب التكنولوجيا العصبية” قد يتطلب إعادة تعريف لفكرة الإتساق الذهني “نقترح إستجابة للإمكانات الهائلة البازغة للتكنولوجيا العصبية أن لا تقتصر حماية الإتساق الذهني على حالات المرض أو الإصابات العقلية إنما تمتد أيضاً للحماية ضد التدخل غير المصرح به في صحة الإنسان العقلية والذي يتم عبر استخدام التكنولوجيا العصبية بالذات إن كان هذا التدخل يؤدي إلى أضرار جسدية أو عقلية لمستخدم التكنولوجيا العصبية، والحق في الخصوصية العقلية هي خصوصية عصبية تحديدا تحمي المعلومات الخاصة والحساسة في دماغ الإنسان من التجميع والتخزين وحتى الحذف الإلكتروني غير المصرح به”.
وحذروا من أن هذه التقنيات معقدة إلى درجة أنها قد تستخدم لقراءة عقول الناس أو التدخل فيها دون علمهم.
والأمر ينطبق على الأفعال التي تتضمن إضراراً عمديا بحياة الإنسان العقلية أو التعديل غير المصرح به للإستمرارية النفسية للإنسان و المرتبطة أيضاً بالإمكانات الناشئة للتكنولوجيا العصبة وقدرتها على التدخل في عمليات الإنسان العصبية دون وعي منه بذلك.
العقل هو الملاذ الأخير للحرية الإنسانية
اقترحا قوانين جديدة لحقوق الإنسان: الحق في الحرية الإدراكية، الحق في الخصوصية العقلية، الحق في الاتساق الذهني والحق في الإستمرارية النفسية.
البروفيسور روبرتو أندورونو الأكاديمي بجامعة زيورخ للقانون وأحد مؤلفي الورقة البحثية قال وفق ما جاء في independent أن “تكنولوجيا تصوير الدماغ وصلت حداً من التطور حتى أن هناك نقاشاً حول مدى قانونيتها في المحاكم على سبيل المثال في تقييم مدى مسؤولية المجرم أو حتى خطر عودته للجريمة، وكل هذا قد يشكل خطراً على الحرية الشخصية التي نسعى لحمايتها عبر تطوير القوانين الأربعة الجديدة لحقوق الإنسان”.
زميله مارسيلو لينكا من معهد أخلاقيات الطب الحيوي بجامعة بازل قال “العقل هو الملاذ الأخير للحرية الإنسانية والإحساس بالذات لكن التقدم التكنولوجي في الهندسة العصبية وتصوير الدماغ والتكنولوجيا العصبية تضع هذه الحرية في معرض الخطر، “قوانيننا المقترحة ستعطي للناس الحق في رفض الإستخدامات القسرية والغير مصرح بها للتكنولوجيا العصبية وحماية خصوصية البيانات التي يتم تجميعها بتلك الطريقة وحماية الجوانب الجسدية والنفسية للدماغ من التعرض لأخطار الاستخدام الخاطئ لهذه التكنولوجيا”
قال إن مثل هذه التطورات قد تبدو وكأنها من عالم آخر أو محض خيال علمي
ولكنه أضاف أن “بعض التكنولوجيا العصبية التي نشاهدها في القصص أصبحت واقعاً بينما البعض الآخر على وشك التحقق أو موجود على شكل نماذج أولية عسكرية أو لدى بعض الشركات التجارية، نحن في حاجة لأن نكون جاهزين للتعامل مع أثر هذه التكنولوجيا على حريتنا الشخصية”.