الحكمة – متابعة: يمكن أن يتم توظيف الواقع الافتراضي أو الخيال المرئي قريبا لمساعدة الأطفال المصابين بالتوحد في الفصول الدراسية. إذ تساعد التكنولوجيا مجموعات التوحد على كسر الحواجز الإدراكية والمجتمعية التي تجعل من الفصول الدراسية مكانا صعبا لتلقيهم العلم، وفقا لما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
ويدعي الباحثون أن الواقع الافتراضي يمكن أن يوفر بيئة آمنة للأشخاص المصابين بالتوحد لمعرفة كيفية التعامل مع المواقف المزدحمة والمجهدة. وذلك لأن البيئات والشخصيات الافتراضية أكثر قابلية للتنبؤ والاتساق مما هو عليه الحال في العالم الحقيقي.
“أوكولاس ريفت “
ولمساعدة الأطفال المصابين بالتوحد، قام العالم الدكتور نايجل نيوبت باستخدام تقنية واقع “أوكولاس ريفت” الافتراضي Oculus Rift، وهو نظام واقع افتراضي يجعل الشخص مستغرقا تماما في عوالم افتراضية.
وتشمل تلك التقنية تتبعا لنظام صوتي ثلاثي الأبعاد، ونظام فيديو بالغ الدقة، يمكنه أن يزج بالمستخدمين في عالم افتراضي بالكامل.
حمل حسي زائد
وفي تصريح للإندبيندنت، قال الدكتور نيوبت “إذا استخدمت تلك التقنية بشكل مناسب، يمكن للواقع الافتراضي أن يوفر مداخيل كبيرة إلى عالم النمط العصبي، كما يمكن أن يقترح طرقا للمساعدة في التنقل داخل هذا العالم.”
فالمتوحدون يعانون من حمولة حسية زائدة لأن أمخاخهم تكافح لإغلاق الباب أمام المحفزات الخارجية. ويمكن لهذا أن يؤدي إلى القلق أو حتى هجمات الذعر في الأماكن الصاخبة والمزدحمة مثل الفصول المدرسية.
تجربة جسدية
وفي العام الماضي، بحث الدكتور نيوبوت، وفريقه في جامعة ولاية ميشيغان، كيف يمكن للواقع الافتراضي أن يساعد الناس الذين يعانون من التوحد. وركزوا على التجربة الجسدية للمرضى، وأهمية الواقع الافتراضي بالنسبة إلى مواقف العالم الحقيقي.
فالفصل الدراسي في الواقع الافتراضي يختلف عن الفصل الحقيقي، كما يقول الدكتور نيوبوت، لأن العالم يمكن التنبؤ به ويتفاعل مع اللاعبين بدرجة عالية من الاتساق.
كما أن تجسيد البشر الافتراضيين له انحرافات جسدية لا يمكن التنبؤ بها أقل من البشر الحقيقيين، حيث يتم تبسيط لغة الجسد وتعبيرات الوجه.
تقليل الارتباك
وقد تبين للباحثين أنه بالنسبة للمصابين بالتوحد، فإن ذلك قد يقلل من الارتباك، لأنه من المستحيل تقريبا إساءة قراءة شيء ما.
ولكن الدكتور نيوبوت يقول إن هناك حاجة إلى مزيد من البحوث للكشف عما إذا كان هناك “خطر البقاء في الاستغراق في الواقع الافتراضي دون أي انتقال إلى الوعي والمهارات في العالم الحقيقي.”
ويمكن استخدام الواقع الافتراضي في الفصول الدراسية في المستقبل لتوفير خطة دعم مرنة وبأسعار معقولة للأطفال المصابين بالتوحد.
ويشرح الدكتور نيوبوت أن الواقع الافتراضي يمكن أن يستخدم بالمثل لمساعدة المصابين بالتوحد على التعامل مع غيرها من الحالات المزدحمة ذات الأصوات العالية، مثل مترو أنفاق أو التعامل مع حركة المرور الكثيفة.
سيناريو التدريب
وحول سيناريو التدريب على الواقع الافتراضي، يقول الدكتور نيوبوت: “تعد إمكاناته الحقيقية مكرسة لتلك الفئة من المتوحدين لكسب ما يكفي من الفهم لعالم النمط العصبي، ليكونوا قادرين على اختيار ما يجب أن يأخذونه في سعيهم لتحقيق الاكتفاء الذاتي والسعادة.
ويضيف “نحن نتحول تدريجيا بوجهات النظر من نقاط العجز إلى القوة.”