لقد ولد قائم آل محمد عليه السلام في ليلة مباركة ميمونة، وهي ليلة النصف من شعبان، وهي من أقدس الليالي، وفي بعض الأحاديث أنها من ليالي القدر، وأنه يفرق فيها كل أمر حكيم، ويستحب في تلك الليلة المباركة زيارة أبي الأحرار وريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله الإمام الحسين عليه السلام.
استحباب الدعاء في ليلة ولادته
ويستحب الدعاء وسائر الأذكار المأثورة عن أئمة الهدى عليهم السلام في الليلة التي ولد فيها حجة الله على خلقه، الإمام المنتظر عليه السلام، ويستحب أن يدعى بهذا الدعاء: “اللهم بحق ليلتنا هذه ومولودها، وحجتك وموعودها التي قرنت إلى فضلها فضلا فتمت كلمتك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماتك، ولا معقب لآياتك، نورك المتألق، وضياؤك المشرق، والعلم النور في طخياء الديجور، الغائب المستور، جل مولده، وكرم محتده، والملائكة شهده، والله ناصره، ومؤيده إذا آن ميعاده، والملائكة أمداده، سيف الله الذي لا ينبو، ونوره الذي لا يخبو، وذو الحلم الذي لا يصبو، مدار الدهر، ونواميس العصر، وولاة الأمر، والمنزل عليهم ما يتنزل في ليلة القدر، وأصحاب الحشر والنشر تراجمة وحيه، وولاة أمره ونهيه.
اللهم فصل على خاتمهم وقائمهم، المستور عن عوالمهم، اللهم وأدرك بنا أيامه وظهوره وقيامه، واجعلنا من أنصاره، واقرن ثارنا بثاره، واكتبنا في أعوانه، وخلصائه، وأحينا في دولته ناعمين، وبصحبته غانمين، وبحقه قائمين، ومن السوء سالمين، يا أرحم الراحمين، والحمد لله رب العالمين وصلوات الله على سيدنا محمد خاتم النبيين والمرسلين، وعلى أهل بيته الصادقين وعترته الناطقين، والعن جميع الظالمين، واحكم بيننا وبينهم، يا أحكم الحاكمينن”. وبعد هذا الدعاء يصلي على النبي والأئمة الطاهرين، ثم يدعو بما يلي: “اللهم صل على محمد سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وحجة رب العالمين،ما محمودا يغبطه به الأولون والآخرون وصل على أمير المؤمنين، ووارث المرسلين، وقائد الغر المحجلين، وسيد الوصيين، وحجة رب العالمين، وصل على الحسن بن علي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين، وصل على الحسين بن علي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين”…
ثم يصلي على الأئمة الطاهرين واحدا بعد واحد ثم يدعو: “اللهم صل على الخلف الهادي المهدي، إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين، اللهم صل على محمد وأهل بيته الأئمة الهادين، العلماء الصادقين، الأبرار المتقين، دعائم دينك، وأركان توحيدك، وحججك على خلقك، وخلفائك في أرضك، الذين اخترتهم لنفسك، واصطفيتهم على عبادك، وارتضيتهم لدينك، وخصصتهم بمعرفتك، وحللتهم بكرامتك، وغشيتهم برحمتك، وربيتهم بنعمتك، وغذيتهم بحكمتك، وألبستهم نورك، ودفعتهم في ملكوتك، وحففتهم بملائكتك، وشرفتهم بنبيك، صلواتك عليه وآله.
اللهم صل عليه وعليهم صلاة كثيرة، دائمة، طيبة، لا يحيط بها إلا أنت، ولا يسعها إلا علمك، ولا يحصيها أحد غيرك، اللهم صل على وليك المحيي سننك، القائم بأمرك، الداعي إليك، الدليل عليك، حجتك على خلقك، وخليفتك في أرضك، وشاهدك على عبادك، اللهم أعز نصره، ومد في عمره، وزين الأرض بطول بقائه، اللهم اكفه بغي الحاسدين، وأعذه من شر الكائدين، وازجر عنه إرادة الظالمين، وخلصه من أيدي الجبارين.
اللهم أعطه في نفسه وذريته، وشيعته ورعيته، وخاصته، وعامته ما تقر به عينه، وتسر به نفسه، وبلغه أفضل ما أمله في الدنيا والآخرة، إنك على كل شيء قدير، اللهم جدد به ما محي من دينك، وأحي به ما بدل من كتابك، وأظهر به ما غير من حكمك حتى يعود دينك به وعلى يديه غضا جديدا خالصا مخلصا، لا شك فيه، ولا شبهة معه، ولا باطل عنده، ولا بدعة لديه. اللهم نور بنوره كل ظلمة، وهد بركنه كل بدعة، واهدم بعزته كل ضلالة، واقصم به كل جبار، واخمد بسيفه كل نار، وأهلك بعدله كل جور، وأجر حكمه على كل حكم، وأذل بسلطانه كل سلطان.
اللهم أذل كل من ناواه، وأهلك كل من عاداه، وامكر بمن كاده، واستأصل كل من جحد حقه واستهان بأمره وسعى في إطفاء نوره، وأراد إخماد ذكره.. اللهم صل على محمد المصطفى، وعلي المرتضى، وفاطمة الزهراء، والحسن الرضا، والحسين المصفى، وجميع الأوصياء مصابيح الدجى، وأعلام الهدى، ومنار التقى، والعروة الوثقى، والحبل المتين، والصراط المستقيم، وصل على وليك وولاة عهده والأئمة من ولده، ومد في أعمارهم، وزد في آجالهم، وبلغهم أقصى آمالهم دنيا وآخرة إنك على كل شيء قدير”..
إن الليلة التي ولد فيها قائم آل محمد عليه السلام من أقدس الليالي وأعظمها في الإسلام، فقد ولد فيها من يقيم الحق والعدل، ويسحق الجور، ويدمر كل إفك ووثن يُعبد من دون الله.