تحالف إقليمي لضرب الشيعة ردًّا على تقارب إيران وأميركا
بتقارب إيران مع الولايات المتحدة، سادت مشاعر الإطمئنان في الأوساط الشيعية عامة، فبصرف النظر عن مواقف الشيعة من الحكومة الإيرانية قرباً وبعداً، فانهم نظروا إلى هذا الإنفراج بين الدولتين على أنه مؤشر مهم على أن القوة الأكبر في العالم بدأت تعيد مواقفها مع إيران عدوها الأول في المنطقة والعالم، وان ذلك سينعكس بطبيعة الحال على موقف الإدارة الاميركية من الحكومات العربية والطائفية التي تكيد بالشيعة تآمراً وتضييقاً وقتلاً، مما ينبئ بتعديل مسار الأحداث لصالح الشيعة، خصوصاً في العراق والبحرين ولبنان والسعودية.
وقد عزز مشاعر الاطمئنان هذه، اختلال التوازن في مواقف السعودية واسرائيل وتركيا وقطر، حيث اظهر كبار المسؤولين فيها قلقهم من التقارب الإيراني ـ الأميركي، وخصص رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو زيارته إلى البيت الابيض لتحذير أوباما من إيران ومخاطر تقاربه معها. كما أطلقت السعودية وقطر وتركيا حملة إعلامية ضخمة تهاجم هذا التقارب وتصفه بأنه تراجع أميركي في المنطقة، وأن الشرق الأوسط مقبل على مزيد من التدهور والأزمات، فهذه الحكومات الطائفية لا ترى الإستقرار إلا بضعف الشيعة وإنتكاستهم يوماً بعد يوم.
هذه التطورات نثرت في الأوساط الشيعية عامة مشاعر الهدوء والراحة والبشرى بأيام مشمسة ونسمات رقيقة من الأمل، بأن واقعهم المضغوط سيشهد إنفراجاً نوعياً، وأن محنة الشيعة من حكومات المنطقة وجماعاتها المسلحة، ستشارف على النهاية.
لكن الجهة الأخرى من صفحة التفاؤل، تحكي سطورها القاتمة وجهة نظر معاكسة، وهي وجهة نظر تستند إلى تجارب التاريخ الطويل، وإلى نظريات الصراع الدولي، فالتبدل في موزاين القوى الدبلوماسية، يقابله عادة تحشيد متصاعد من قبل الأعداء الحقيقيين، بمعنى أن التقارب الإيراني ـ الأميركي، سيدفع أعداء الشيعة إلى التكتل فيما بينهم أكثر، وسيبحثون عن حلفاء جدد لتعديل الخلل في ميزان القوة. وهذا ما يجري في السر والعلن حالياً، فقد شهدت الساحة الإقليمية اتصالات مكثفة بين تركيا وقطر والسعودية والبحرين والأردن من جانب وبين الحكومة الإسرائيلية من جانب آخر، لتشكيل كتلة سياسية دولية مضادة، وكذلك تشجيع الجماعات الإرهابية في العراق والتطرف السني ضد الحكومة المركزية في بغداد. إذ ترى هذه الدول أن المزيد من التدهور الامني والسياسي في العراق، سيحرم الشيعة من فرصة الاستفادة من مكاسب تقارب إيران والولايات المتحدة.
وعند هذه النقطة يصبح عامل الوقت هو المؤثر، فالحكومات الطائفية تسابق الزمن لإحداث أكبر قدر من التدهور في العراق، قبل أن تحرز إيران تقدماً في العلاقة مع الغرب. وهذا يعني أن الخطر تصاعد بوجه الشيعة، وعليهم أن يتركوا فرحة الحزين الوهمية، ويتعاملوا بواقعية المجريات السياسية في المنطقة والعالم .
الراية
التقارب الأمريكي الايراني تقارب سياسي وقتل الشيعة واقصائهم سببه عقائدي ديني ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم