ذكرى ولادة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) 15 رمضان المبارك
302
شارك
ولد الإمام الحسن (ع) في ليلة أو يوم النصف من شهر رمضان المبارك في السنة الثالثة للهجرة، ولكن الشيخ الكليني نقل رواية في الكافي تذهب إلى القول إن ولادته (ع) كانت في السنة الثانية للهجرة. الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) هو الإمام الثاني، وابن الإمام علي (ع) والسيدة فاطمة الزهراء (ع). تصدّىى للإمامة والخلافة في السابعة والثلاثين من عمره الشريف، وعقد الصلح مع معاوية في عام 41 هـ. استمرت خلافته ستة أشهر وثلاثة أيام. ترك الإمام الحسن (ع) الكوفة بعد الصلح إلى المدينة، وأقام فيها عشر سنوات لحين استشهاده، ودفن في مقبرة البقيع. تحمل الإمام (ع) مسؤولية الإمامة والخلافة وهي مسؤولية جسيمة. كما قام بمهمة إيجاد حالة من التضامنن والتوفيق بين المسلمين، ومنعهم من الفرقة، فتمخض عن ذلك قبول الإمام (ع) الصلح مع معاوية، وهي تدل على شخصيته القويمة وحلمه. وتعتبر فترة خلافته وصلحه مع معاوية من أهم الحوادث التي عاشها الإمام (ع) فضلاً عن أيام حياته التي عاشها في صدر الإسلام والتي كانت جميعاً سبباً في الوحدة وبمثابة تعاليم دينية وأخلاقية طوال تاريخ المسلمين وخاصة أتباع مدرسة أهل البيت (ع)، وكان لها أيضاً التأثير العميق على مفاهيم أساسية من قبيل الاقتدار والحرب والصلح. • النسب والكنية واللقب هو الإمام الحسن الابن الأكبر للإمام علي (ع) وأمّه فاطمة الزهراء (ع) بنت النبي (ص). كنيته أبو محمد، من أشهر ألقابه «التقي»؛ وله ألقاب أخرى: التقي، الطيب، الزكي، السيد، السبط. وقد لقبهه النبي (ص) بالسيد. • الولادة والوفاة ولد الإمام الحسن (ع) في ليلة أو يوم النصف من شهر رمضان المبارك في السنة الثالثة للهجرة، ولكن الشيخخ الكليني نقل رواية في الكافي تذهب إلى القول إن ولادته (ع) كانت في السنة الثانية للهجرة. وتوفي في شهر صفر سنة 50 للهجرة، وكان عمره 48 عاماً.[7] وقد نقل الطبرسي أن وفاته كانت في الـ 28 منن شهر صفر.[8] • التسمية قالوا في تسميته (ع) إنّه عندما ولد الحسن (ع) خاطب الله تعالى جبرئيل قائلاً رُزق محمد (ص) بصبيّ فاذهبب وأبلغه السلام وهنّأه وقل له: إنّ منزلة علي (ع) عندك بمنزلة هارون من موسى؛ فسمّه بإسم إبن هارون. فسأل رسول الله (ص): وما اسم إبن هارون؟ قال: شبّر، فقال (ص): لساني عربيّ؟ قال: سمّه حسناً، فسمّاه رسول الله (ص) حسناً. • زوجاته وأولاده كان له خمسة عشر ولداً ما بين ذكرٍ وأنثى وهم: زيد، أم الحسن، أم الحسين، أمهم ام بشير بنت أبي مسعود الخزرجية. الحسن بن الحسن وأمّه خولة بنت منصور الفزارية. عمرو، القاسم، عبد الله وأمهم جارية (ام ولد). عبد الرحمن وأمه جارية أيضاً. الحسين الملقب بالأثرم، طلحة، وفاطمة وأمهم أم إسحق بنت طلحة بن عبيد الله التميمي. أم عبد الله، فاطمة، أم سلمة، رقية لأمهاتٍ شتى ولم يعقّب منهم غير الحسن وزيد.[10] وقد تحدثت بعض المصادر التاريخية عن كثرة زواج الإمام الحسن (ع) وطلاقه، وقد اختلفوا حتى في عدد النساءء التي ادعي أن الإمام (ع) قد تزوجهن، وهو موضوع لا يمكن إثباته أو رفضه بناء على ما ورد من روايات، ولو صحّ الأمر فإنه لايؤدي إلى تقليلٍ من قيمة تاريخية أو تمجيدها. ويمكن القول إن طرح هذه المسألة يدل في الواقع على جوانب الاختلاف بين الفرق والمذاهب، وما حدث بينها من مواجهات سياسية؛ هذا بالرغم من وجود بعض الدراسات التي أجراها بعض الباحثين والمفكرين وتدل بوضوح على وجود إشكالات في سند هذه الروايات ومحتواها. خصوصا وأن أغلب ما أوردته هذه الروايات هي معلومات مبهمة جداً، ومن دون ذكر أسماء تلك النساء التي ذكروا أن الإمام المعصوم (ع) قد تزوجهن أو طلقهن، والملاحظ عدم ورود أسماء نساء الإمام (ع) في الروايات سوى جعدة بنت الأشعث بن قيس والتي سقت الإمام الحسن (ع) السمّ؛ لكن ورغم عدم ورود أسماء غير من ذكرنا، فإننا نجد هناك توافقا نسبيا في ما يخص أبناءه (سلام الله عليه) لذلك بالامكان أن نتعرف على امهات أبنائه (ع) من خلال ذلك، وهنّ: خوله بنت منظور بن زبّان الفرازي، أم بشير بنت عقبة بن عمر الخزرجي، أم إسحق بنت طلحة بن عبيد الله التميمي، وحفصة حفيدة أبي بكر، وهند بنت سهيل بن عمرو. • مع رسول الله روى البراء أن النبي (ص) كان يحمل الحسن (ع) علي كتفه ويقول: «اللهم إني أحبّ حسنا فأحبّه». وفي روايةة أخري أنّ النبي (ص) كان يقول في حق الإمام الحسن (ع)«اللهم إنّي أحبّ حسنا اللهم فأحبّ من أحبّه». وجاء في أحاديث أخري بحق الإمامين الحسن والحسين (ع) أنّ النبي (ص) كان يقول: «الحسن والحسين سيّداا شباب أهل الجنة». «الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا». الحسن والحسين (أو هما) إمامان قاما أو قعدا إذا كان العقل رجلا فهو الحسن. • في عهد الخلفاء دخل الإمام الحسن (ع) في صباه يوما علي أبي بكر وكان قد إرتقي المنبر فصاح به الإمام (ع): «إنزل من عليي منبر أبي»، فأجابه أبو بكر: «صدقت والله هذا منبر أبيك وليس منبر أبي». ولم يشارك الإمامان الحسن والحسين (ع) في حروب المسلمين مع إيران. بعد أن أصيب عمر بن الخطّاب جعل الحسن (ع) وعبد الله بن عباس من أصحاب الشوري لقرابتهما من رسول اللهه (ص) إلا أنه لم يجزهما أن يبديا رأيهما في اختيار الخليفة. ومع ذلك قبل الإمام (ع) الحضور في الشورى. حينما نفي عثمان أبا ذر الي الربذة أمر أن لايشايعه ولا يتكلم معه أحد، وأمر مروان أن يخرجه من المدينة، وحينن خروجه من المدينة لم يتجرأ أحد علي مشايعته وتوديعه الإمام علي (ع) وأخوه عقيل والحسن والحسين (ع) وعمار. وقال بعض المؤرخين إن الإمام علي (ع) أرسل الحسن (ع) إلي دار عثمان للدفاع عنه، لكن هذه المسألة محلل بحث ونقاش وإن صحت كان الهدف من ذلك أن يمنع من قتل عثمان. • في عهد إمامة الإمام علي (ع) ورد في بعض كتب التاريخ روايات تدلّ علي مشاركة الإمام الحسن (ع) مع أبيه أمير المؤمنين (ع) في حرب الجملل وصفين، ولم نجد رواية تدل علي مشاركته في حرب النهروان.(قتال الخوارج). • حرب الجمل حين امتنع أبو موسي الأشعري والي الكوفة عن التعاون مع مبعوثي الإمام علي (ع) في تجييش الناس للتهيؤؤ لمجابهة التمّرد، أرسل الامام (ع) ولده الحسن (ع) مع عمار برسالة الي الكوفة، واستطاع (ع) من خلال خطبة ألقاها في مسجد الكوفة أن يعبئ عشرة ألاف مقاتل لحرب أصحاب الجمل. خطب الإمام الحسن (ع) خطبة قبل وقعة الجمل. وأرسله أمير المؤمنين (ع) إلى ميمنة الجيش. قال الامام علي (ع) لمحمد بن الحنفية خذ هذا الرمح واعقر الجمل فذهب محمد وسرعان مارجع لكثرة السهام،، فأخذ الحسن (ع) الرمح وعقر الجمل ورجع الي أمير المؤمنين (ع) ورمحه يقطر دما فخجل محمد مما رآه من ذلك المنظر فقال له أمير المؤمنين (ع): «لاتحزن فهذا ابن النبي وانت ابني». • حرب صفين كان الإمام الحسن المجتبي (ع)على الميمنة ايضا في حرب صفيّن وذلك بأمر من أمير المؤمنين (ع).[29] فلمّاا رأى الإمام (ع) قتاله وشدّة بأسه أمر بإرجاعه هو وأخيه الإمام الحسين (ع) إلى الخلف حفاظاً عليهما قائلاً (ع): «امنعوا أو أبعدوا أولادي عن القتال فإنّي أنفسُ بهذين يعني الحسن والحسين (ع) على الموت لئلاّ ينقطع بهما نسل رسول الله (ص).[30] لمّا رأى معاوية قتال الحسن (ع) وشجاعته سعى في أن يُقعده عن القتال بوعوده ولهذا أرسل له عبيد الله بن عمر –الإبن الأصغر للخليفه الثاني – وقال له: «إنّ لي إليك حاجة فألقني فلقيهُ الحسن (ع) فقال له عبيد الله: إنّ أباك قد وتر قريشاً اولاً وآخراً وقد شنئه الناس فهل لك في خلعه وأن تتولى أنت هذا الأمر، فقال (ع) بقوة: كلاّ والله لايكون ذلك ثمّ قال: يا ابن الخطّاب والله لكأنّي انظر إليك مقتولاً في يومك أو غدك أما إنّ الشيطان قد زيّن لك وخدعك حتى يأتي اليوم الذي تبكي فيه نساء الشام عليك وسيصرعك الله ويبطحك لوجهك قتيلاً. فرجع عبيد الله الى الخيمة»، وما أن رأى معاوية وضعه حتى عرف الجواب وقال: «هو إبن ذاك الأب». طلب أمير المؤمنين علي (ع) من إبنه الحسن (ع) إلقاء خطبةٍ يُبيّن فيها الحجة والبرهان على حقيقة الأمر وذلكك للحيلولة دون وقوع الفتنة والاختلاف. أوصى الإمام علي (ع) وصيةً مهمةً للإمام الحسن (ع) بعد رجوعه من صفيّن في منطقةٍ تسمّى حاضرين جاءتت في الخطبة الحادية والثلاثين من نهج البلاغة. • دلائلُ الإمامة يعتبر حديث: «إبناي هذان إمامان قاما أو قعدا» الذي ورد عن النبي (ص) دليل على إمامة الإمام الحسن(ع)) والإمام الحسين (ع). أوصى الإمام علي (ع) إلى ولده الحسن (ع) بالخلافة وأشهد الحسين (ع) ومحمد بن الحنفية وجميع أولاده وكبارر شيعته على ذلك، ثمّ عهد إليه بكتابه وسلاحه وقال له: «بني! أمرني رسول الله (ص) أن أجعلك وصيّاً لي وأعهد إليك بكتبي وسلاحي كما جعلني وصيّاً له وعهد لي بسلاحه وكتبه وأمرني أن آمرك أن تسلّم هذه الأمانات إلى أخيك الحسين (ع) متى ما حضرك الموت». • عهد الإمامة تسلّم الإمام الحسن المجتبى (ع) مسؤولية إمامة المسلمين وهدايتهم، ليلة الجمعة الحادي والعشرين من شهرر رمضان عام 40 للهجرة بعد استشهاد الإمام علي (ع) على يد ابن ملجم المرادي. فارتقى مسجد المنبر الكبير وأثنى على مقام أبيه وبيّن أحقيّة أهل بيت النبيّ (ص) بالخلافة، عندها بدأ أهل الكوفة بمبايعته حيث قام بتعيين عماله. • حربه مع معاوية حينما سمع معاوية نبأ استشهاد الإمام علي (ع) ومبايعة القوم لولده الحسن (ع) أرسل اثنين من جلاوزته إلىى البصرة والكوفة للتجسس وتحريض الناس عليه فأمر الإمام الحسن (ع) بإلقاء القبض عليهما وقتلهما. تبادلت عدة رسائل بين معاوية والإمام الحسن (ع) أکد فيها الإمام (ع) بأنه الأحقّ بالخلافة. قام معاوية بتجهيز جيوشه وأرسل إلى عمّاله يدعوهم إلى مرافقته في حربه مع أهل العراق وتقّدم نحو العراقق يقود الجيش بنفسه جاعلا الضحّاك بن قيس الفهري خليفته في العاصمة. اصطحب معاوية 60 ألف جندياً أو أكثر من ذلك العدد، كما جاء في بعض الروايات. وأرسل الإمام الحسن (ع) حجر بن عدي ليأمر أمراء القبائل كي يدعوا الناس إلى القتال. تقاعس القوم في بدايةة الأمر ثمّ تحرّكوا. وتحرّك الإمام (ع) صوب النُخيلة جاعلاً المغيرة بن نوفل نائباً عنه على الكوفة. ولكي يدفع جيش معاوية الغازي عن العراق بعث الإمام (ع) “اثني عشر ألف مقاتل” بقيادة عبيد الله بن العباس فوصل عبيد الله بن العباس إلى منطقة يقال لها مَسكن فخيم هناك وواجه العدوّ في تلك المنطقة. وكان عبيد الله بن العباس قد فقد ولديه على يد بسر بن أرطأة في اليمن بأمر من معاوية لكنه رغم ذلك رُشي بمليون درهم، وفرّ إلى معسكر معاوية ليلاً. وكان لهروب عبيد الله بن عباس تأثير واضح على قلوب العسكر حيث أحدث حالة من الشك وسوء الظن في قلوبهم، وسرعان ما سرت هذه الحالة حتى وصلت المدائن وتوالت الخيانات. أمر معاوية جواسيسه بإشاعة خبر مقتل قيس بن سعد الأمير الثاني على الجيش بعد عبيد الله بن عباس فما أنن سمع القوم الخبر حتى عمدوا إلى نهب أموال بعضهم البعض بل تجرؤا على خيام الإمام (ع) فسحبوا البساط الذي يجلس عليه والرداء من على كتفه. وأرسل معاوية المغيرة بن شعبة، وعبد الله بن عامر، وعبد الرحمن بن الحكم إلى الإمام الحسن (ع) وعندما همّوا بالخروج من عنده في المدائن قالوا: «حقن الله بابن نبيه الدماء وأخمد الفتنة فقبل الإمام (ع) بالصلح»، وما أن سمع القوم بذلك حتى هجموا على الإمام (ع) ونهبوا خيامه وما فيها. ولم تنتهي مصائب الإمام (ع) من عسكره وجنده عند هذا الحدّ، بل عمد المنحرفون والخوارج إلى محاولة اغتيالل الإمام ثلاث مرات لكن الله تعالى سلّمه منهم. ويمكن القول بأن من أسباب قبول الإمام (ع) الصلح شعوره بأن جيشه قد أرهق نتيجة الحروب، وللحفاظ علىى نفسه وشيعته، أضف إلى ذلك خذلان القوم وخيانتهم له، ولحقن الدماء، وحفظ الدين، ولوجود خطر كان على الأبواب وهو خطر الخوارج ولافتقاد جيشه التوازن. • الصلح مع معاوية كان الإمام الحسن (ع) لا يفكّر إلا بمصلحة الإسلام والمسلمين، وأخيراً وافق على الصلح حقناً للدماء وكتب شروطط الصلح وعرضها على معاوية وكانت كالتالي: يعمل فيها بكتاب الله وسنة نبيه وسيرة الخلفاء الصالحين؟! وعلى أنه ليس لمعاوية أن يعهد لأحد من بعده، وأن يكون الأمر شورى الناس آمنون حيث كانوا على أنفسهم وأموالهم وذراريهم أن لا يبغي للحسن بن علي غائلة سرا ولا علانية، و(على أن) لا يخيف أحدًا من أصحابه. وقد وردت هذه الشروط في مصادر الشيعة والسنة مع اختلاف فيما بينها. وقد أمضى الطرفان معاهدة الصلح مع ملاحظة الشروط التي طرحها الإمام الحسن (ع) في النصف الأول من سنةة 41 للهجرة. لكن معاوية ورغم قبوله شروط الإمام الحسن (ع) إلا أنّه وفي أول حضور له في الكوفة– حيث التقى الجيشان- خطب في مسجد الكوفة خطبة ً بعد الصلح أعلن فيها أنّ كلّ شرطٍ شرطته للحسن (ع) فهو تحت قدميَّ، وادعى أن الحسن (ع) هو من طلب الصلح، وشتم عليّاً (ع)، فهمّ الإمام الحسين (ع) أن يردّ عليه، لكن الإمام الحسن (ع) منعه من ذلك. ولما أتم معاوية خطابه قام الإمام (ع) وخطب خطبة ً طويلة ً وصف فيها ما جاء في المعاهدة بشكل كلي، ثم ذكر أن معاوية هو من طلب الصلح، وردّ على معاوية حيث سبّ الإمام امير المؤمنين (ع) بأن ذكّر الحاضرين وبكلام بيّن ومقارنة شاملة من هو علي (ع) ومن هو معاوية؟ وإلى من ينتمي كل منهما في الحسب او النسب. وقد سبب هذا الرد إحراجا شديدا لمعاوية. • بعد الصلح حتّى الاستشهاد غادر الإمام الحسن (ع) الكوفة بعد الصلح واتجه إلى المدينة حيث كانت له مرجعية علمية ودينية واجتماعيةة وسياسية. وقف الإمام الحسن (ع) موقفاً صارماً مقابل معاوية وأعوانه في المدينة ودمشق، وكانت له مناظرات مع معاوية، وقد نقل الشيخ الطبرسي تلك المناظرات في كتاب الاحتجاج. • الشهادة وقبر الإمام الحسن المجتبي(ع) في مقبرة البقيع حاول معاوية تسمّم الإمام الحسن (ع) ولعدة مرات، ولكنّ مساعيه بائت بالفشل. وأخيراً أرسل إلى مأة ألف درهمم إلى جعده بنت الأشعث بن قيس زوجة الإمام الحسن (ع)، ووعدها بالزواج من ابنه يزيد شرط أن تدسّ السمّ للأمام الحسن (ع) فاستجابت جعدة لهذا العرض ونّفذت ودسّت السم إلى الإمام (ع)، فوفى لها معاوية بالمال ولكنّه لم يزوجها من ابنه. عندما حمل الإمام الحسين (ع) جثمان أخيه الحسن (ع) إلى مرقد جدّه رسول الله (ص) فإذا برماة يمنعونه من ذلك، ولم تمضي مدة حتى وصلت عائشة وهي على بغل لها وكانت تقول: «لا تُدخلوا عليّ من لا أُحبّ!» وكادَت أن تقع بين بني هاشم وبني أمية الحرب لكن حالَ إبن عباس دون ذلك، وهكذا حُمل جسدُ الإمام الحسن (ع) إلى البقيع ودُفن إلى جوار جدّته فاطمة بنت أسد. الخصائص والفضائل عرف عن الإمام الحسن (ع) أنه أشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا برسول الله (ص). وقد ورد عن النبي (ص) قوله:: «ياحسن (ع) أنت أشبه الناس بي في خلقي وخلقي ومنطقي». والإمام الحسن (ع) هو أحد أصحاب الكساء وكان النبي (ص) قد اصطحبه يوم المباهلة مع أخيه الحسين(ع) وأبيه علي (ع) وأمه فاطمة (ع). وقد نزلت آية التطهير في شأن أهل البيت (ع) ومنهم الإمام الحسن (ع). أنفق الإمام الحسن (ع) كل ما يملك مرتين، وقسّم أمواله في سبيل الله ثلاث مرات حتى إنّه كان يهب أحد نعليهه ويبقي الآخر. وحجّ الإمام (ع) 25 مرة ماشيًا.