الحكمة – متابعة: بينما تتواصل الأبحاث في المختبرات العلمية في جميع أنحاء العالم حول العلاجات الممكنة للسرطان، فإن بحثا جديدا مثيرا جذب الانتباه إلى فيتامين متاح للجميع وغير مكلف. والمدهش في الأمر أن هذا الفيتامين المتواضع يمكنه البحث عن الخلايا الجذعية للسرطان وتدميرها.
ويسود اعتقاد أن هذه الخلايا تؤدي إلى تكوين خلايا سرطانية جديدة وأورام سرطانية، وفقا لما كتبته بروفيسور ميشيل شوفرو كوك، التي تعد مؤلفاتها (17 كتابا) في مجال الصحة والتغذية من الأكثر مبيعا دوليا، في مقالها على موقع “كير 2”.
فعالية 10 أضعاف
وجدت الدراسة، التي نشرت في المجلة الطبية “أونكو تارغت”، أن فيتامين (سي) يمكنه بالفعل أن يبحث عن الخلايا الجذعية السرطانية ويدمرها، وبذا يمنع انتشار المرض.
واكتشف الباحثون أن فيتامين (سي) قد يصل في فعاليته إلى ما يزيد على 10 مرات أكثر في قتل الخلايا الجذعية السرطانية، بالمقارنة بالعقاقير التجريبية. وهذا خبر جيد بالنظر إلى الخسائر التي يسببها السرطان حاليا.
يعد السرطان في الوقت الحاضر السبب الرئيسي الثاني للوفاة في العالم، وذلك لأنه أودى بحياة ما يقرب من 9 ملايين شخص في عام 2015 وحده.
الفواكه والخضراوات
يوجد فيتامين (سي) في معظم الفواكه والخضراوات، وخاصة في الفلفل الأحمر والفراولة والبرتقال والغريب فروت والليمون والرمان والزبيب الأسود والسبانخ والطماطم. ومن المفيد للغاية اتباع نظام غذائي قائم على النباتات أو يركز إلى حد كبير على الأطعمة الغنية بفيتامين (سي) للوقاية من السرطان أو علاجه، ولكن قد تكون المكملات ضرورية لتحقيق النتائج التي تحققت بالدراسة.
ويتوافر فيتامين (سي) في مجموعة متنوعة من الأشكال، مع حمض الأسكوربيك (اسم المركب الكيميائي لفيتامين سي) كشكل رئيسي، جنبا إلى جنب مع خيارات أخرى مخزنة مثل أسكوربيت الكالسيوم. وتوصلت دراسة “أونكو تارغت” إلى أن حمض الاسكوربيك استهدف بشكل فعال الخلايا الجذعية السرطانية وقام بتدميرها.
الجرعات المناسبة
ويصل المعدل الغذائي اليومي الموصى به من فيتامين (سي) إلى 90 ملليغرام، ولكن العديد من خبراء الصحة يعتقدون أن هذا القدر منخفض للغاية ولا يأخذ في الاعتبار الإجهاد أو الأمراض مثل السرطان، علماً أن الإجهاد يسبب الاستنزاف السريع لفيتامين (سي).
ويوصي العديد من خبراء الصحة بجرعة 2000 ملليغرام من فيتامين (سي) يوميا، وحتى أكثر من ذلك أحيانا إذا كان جزءا من بروتوكول علاجي.
جائزة نوبل
ولقد اكتشف دكتور لينوس بولينغ، الفائز بجائزة نوبل، فيتامين (سي) لأول مرة، وتعرف على دوره في مكافحة السرطان. تعتمد دراسة “أونكو تارغت” الجديدة على أبحاث دكتور بولينغ، التي تبين أن فيتامين (سي) يستهدف أيضا الخلايا الجذعية للسرطان، وهو تقدم هام في معرفتنا بالسرطان وفيتامين (سي).
وقد وجدت أبحاث أخرى نشرت في المجلة الطبية “ساينس” أن الجرعات العالية من فيتامين (سي) قد تساعد في علاج سرطان القولون والمستقيم. وينصح أن تستشير أخصائي صحة طبيعي إذا كنت تنوي تناول جرعات عالية من فيتامين (سي)، مقسمة على مدار اليوم.
علامات نقص الفيتامين
ونظراً لأن فيتامين (سي) قابل للذوبان في الماء، فإنه لا يختزن في أجسامنا، وبالتالي يجب تناوله على أساس يومي لتجنب أي نقص.
وبعض أعراض نقص فيتامين (سي) تشمل ما يلي: فقدان الشعر المفرط، ونفاد الجهد بسهولة، وهشاشة العظام، ونزف اللثة، والكدمات التي تصيب الجلد بسهولة، والقروح أو الجروح التي تلتئم ببطء.
ويعتبر فيتامين (سي) أيضا له دور حاسم في تشكيل العظام والأسنان، والهضم، وتكوين خلايا الدم، والتئام الجروح وإنتاج الكولاجين، الذي يشارك في الحفاظ على مرونة وشباب البشرة والجلد.