(CS) مشروع أمني لاكتشاف السيارات المفخخة

289

الحكمة – متابعة: دعا مواطنون من فئات وشرائح مختلفة الى اعتماد تقنيات التكنولوجيا في مراقبة وملاحقة العجلات المفخخة والعصابات الارهابية ،بدل السيطرات الامنية في شوارع العاصمة الرئيسة والفرعية ، فبرغم وجود تلك السيطرات والمفارز التي تتسبب باختناقات مرورية كبيرة وخصوصا في فصل الصيف الحار ، مازالت بعض الاعمال الارهابية تزهق ارواح الابرياء في حوادث متفرقة من احياء بغداد ومدن عراقية اخرى، باحثون ومختصون في المجال الامني دعوا الى استخدام الانظمة الالكترونية في تعقب العجلات المفخخة والارهابيين بدل السيطرات التي لايحقق وجودها وكثرتها نتائج  يمكن ان تمنع استمرار الاعمال الارهابية في المناطق الامنة.

 سيطرات

كثرة السيطرات ووجودها في تقاطعات الطرق وعلى الجسور لم تمنع حدوث اعمال ارهابية ، واصبحت الازدحامات والتجمعات اهدافا سهلة للارهابيين ، ففي اية لحظة  يمكن ان يتوقف الشارع عن الحركة لساعة اوساعتين بسبب وجود سيطرة تضيق الخناق على مرور السيارات ، ويمكن ان تنفذ من خلالها السيارة المفخخة بسهولة .

موظفون

احد الجسور التي تم انشاؤها حديثا على مشروع قناة الجيش حقق فائدة كبيرة لسكان مناطق الشعب وحي اور وحي البنوك ومدينة الصدر ، الا ان فائدته قلت الى اكثر من 50 بالمئة  بعد ان اغلقت احدى فتحات الصعود الى الجسر ووضعت سيطرة في مقدمة الجسر واخرى على طرفه الاخر ، يقول حيدر صاحب موظف حكومي :

«نعاني من وجود السيطرات الامنية التي تسبب بطء حركة السير وحدوث ازدحامات كبيرة تتسبب في هدر الساعات من اجل الوصل الى دوائرنا ، وحتى لو خرجت من بيتي قبل ساعتين عن موعد الدوام الرسمي  فيمكن ان اتأخر عن الدوام بسبب غلق الشارع من قبل  احدى السيطرات او وجود تفتيش يقوم به افراد دورية مرابطة} ، ويتساءل صاحب عن سبب عدم اعتماد الوسائل والمعدات الالكترونية الحديثة وكاميرات المراقبة في الشوارع بدل وقوف رجال الجيش والشرطة في السيطرات في مواجهة الاف السيارات التي تمرعليهم يوميا، اذا لايمكن لخمسة اشخاص او عشرة من تفتيش جميع السيارات ، ومن جانب اخر سيؤدي الى احداث اختناقات مرورية كبيرة وازدحام خطر يترصده الارهابيون.

سيارة الاسعاف

حتى سيارة الاسعاف لم يعد بامكانها المرور كما كان متبعا في ارشادات المرور في فسح الطريق امامها لانقاذ ارواح المرضى والحالات الحرجة ، فعندما يغلق الطريق بشكل تام ولاوجود لاي منفذ للمرور تتوقف سيارة الاسعاف عن السير وتطلق العنان لصفارتها التي لاتجد آذانا صاغية ، عدنان فريح سائق سيارة اسعاف تحدث عن معاناته مع  كثرة وجود السيطرات الامنية قائلا :

« كثيرة هي المواقف المحرجة التي اواجهها مع زملائي الاخرين بسبب وجود السيطرات في شوارع بغداد الرئيسة اوالفرعية  ، ففي اغلب الاوقات تكون الشوارع مزدحمة وعندما نتلقى اتصالا من مواطن ما ، لانصل اليه الا بعد وقت طويل، واحيانا كثيرة نجد ان المريض قد تم نقله باحدى السيارات المدنية بسبب تاخر سيارات الاسعاف».

 واضاف « في احدى المرات كنت انقل مصابا جريحا اصيب بطلق ناري ، وبسبب الازدحام ساءت حالة المريض لشدة النزف ، واضطررت الى عبور الرصيف بالاتجاه المعاكس للسير من اجل انقاذ حياته واصيبت سيارة الاسعاف باضرار بسبب ارتفاع الرصيف عن الشارع» .

حوادث متفرقة

رجل الاطفاء محسن كاظم الغراوي دعا الى رفع السيطرات عن شوارع المدينة المؤدية الى الاسواق والمجمعات والاحياء الصناعية التي تتعرض لحوادث الحرائق باستمرار، وبين:

«ان وجود السيطرات الامنية اصبح ضررها اكثر لما تسببه من ازدحامات واختناقات سيرتعطل مصالح الناس وتعرض حياتهم للخطر، ومايلزم لحفظ الامن هو الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في كشف السيارات المفخخة ومتابعة العناصر الارهابية خصوصا بعد انحسار الاعمال الارهابية وانهزام العصابات التي كانت تقوم بتلك الاعمال».

 واشار الغراوي الى» تاخر سيارات الاطفاء في الوصول الى اماكن الحوادث والحرائق جاء بسبب الازدحامات التي تسببه بعض السيطرات وتعيق انسيابية السير الامر الذي يؤدي الى تضرر المواطنين بشكل اكبر، وفي احد الحوادث قضى حريق على سوق شعبية بالكامل برغم اتصال اصحاب السوق في بداية حدوث الحريق ، الا ان تاخر سيارة الاطفاء جراء ازدحام الشارع بسبب وجود السيطرة المقابلة للشركة العامة لتجارة السيارات ادى الى احتراق السوق بالكامل» .

رجل الأمن

رجل امن في احدى سيطرات مدينة الشعب ببغداد (رفض ذكر اسمه) اوضح:

« ان وجود السيطرات الامنية بوضعها الحالي لن يمنع الارهابيين من المرور وسط كثرة السيارات التي تصل اعدادها الى مئات الالاف التي تمر يوميا عبر سيطرة يوجد فيها 5 او10 افراد من الجيش او الشرطة ، ثم ان هؤلاء الاشخاص ليست لديهم اجهزة او معدات متطورة تسهل عملهم او تساعد في اكتشاف الارهابيين والعجلات المفخخة، وفي حال حصول انفجار في منطقة ما  فان اغلب السيطرات تضيق الخناق على الشوارع من اجل التفتيش، بسبب الاوامر التي تصلنا من خلال نداءات بأن نضغط على الشارع، وفي اغلب الاحيان لن يفضي جهدنا الى شيء لانه مجرد تفتيش شكلي اذ لايمكن ان نقوم بفتح ابواب ومقاعد السيارت وما موجود اسفلها من اجزاء مغلقة ، ولذلك نحن ندعو القيادات الامنية الى اتباع الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تسهل عمل رجال الامن من دون الحاق الضرر بالمواطنين وتعريضهم الى الوقوف في شوارع مزدحمة لساعة او ساعتين، وفي الوقت نفسه نستطيع تتبع سيارات الارهابيين المفخخة والعناصر الاجرامية بشكل اسهل وادق وتقليل الخسائر الى اقصى حد ممكن» .

رأي

 ويكشف الخبير الأمني فاضل حسن الهنداوي :

«ان الاعتماد على تكنولوجيا اجهزة السونار المتخصصة بكشف المتفجرات وكاميرات المراقبة هي

الاكثر فائدة من وجود مئات السيطرات التي تسنزف موارد

بشرية تحتاج اليها القطعات العسكرية في مناطق اخرى من جبهات القتال او حراسة

الحدود ، ففي بغداد لوحدها اكثر

من فرقة عسكرية تتولى مسؤولية الامن من خلال وجود سيطرات عسكرية تابعة لها ومع ذلك تحدث خروقات واعمال تفجيرات بين فترة واخرى تمر من خلالها العجلات المفخخة بسهولة الى مناطق تجمع المواطنين في المحال التجارية واماكن التسوق، لوكانت هناك اجهزة سونار ورادارات متطورة لما استطاعت العجلات المفخخة من المرور وحصد ارواح الابرياء، ولذلك فان الاعتماد على المشاريع الامنية المختصة بعمل الاجهزة التكنولوجية المتطورة هو افضل بكثير من كثرة وجود السيطرات العسكرية المبالغ باعدادها في اغلب شوارع مناطق العاصمة» .

مشروع (CS)

  الاجهزة المختصة في محافظة بغداد قالت:» انها تعمل على تنفيذ مشروع (CS) الفرنسي الأمني بالتنسيق مع عدد من الشركات الامنية والجهات العليا المختصة في بغداد، في الوقت الذي تنسق فيه مع قيادة عمليات بغداد لنصب اجهزة سونار حديثة في العاصمة». النائب الفني للمحافظة جاسم موحان بخاتي قال :

«ان المحافظة تستعد لتنفيذ مشروع (CS) الفرنسي، والذي يعد مشروعا امنيا متميزا لانه سيعمل على تقليص السيطرات الامنية في منافذ ومداخل العاصمة، من خلال الاستعانة بمنظومات الكترونية امنية حديثة تحمل مواصفات عالمية، و سيسهم بشكل كبير بحفظ الوضع الامني في بغداد، الى جانب عمل بعض السيطرات الخاصة بوزارة الداخلية».

وكشف عن» تنسيق الاجهزة المختصة للمحافظة مع مجموعة من الخبراء الامنيين في الامن الوطني و جهاز الاستخبارات ووزارة الداخلية وقيادة عمليات بغداد للعمل سويا مع هيئة المستشارين في الامانة العامة لمجلس الوزراء من اجل التنسيق مع احدى الشركات الامنية الفرنسية لدراسة التصاميم الخاصة بالمشروع على ان ينفذ بعد الاعلان عنه، اضافة الى تقديم عروض لعدد من الشركات العالمية الفرنسية والالمانية للقيام بمهام تنصيب كاميرات المراقبة والاخرى المتعقبة اضافة الى الرادارات» .

المنقذ

واشار بخاتي الى «ان المشروع سينفذ على اربع مراحل، اذ سيعمل على نصب كاميرات لتعقب العجلات المفخخة والاشخاص المشبوهين وتحديد صورهم ومواقعهم عن بعد يقدر من 3 الى 4 كيلومترات، وان يشهد العام المقبل الانتهاء من تنفيذ المشروع وادخاله الى الخدمة بعد تسهيل اجراءات تنفيذه لاننا بحاجة الى هذه المشاريع الامنية اكثر من اي وقت لتطبيقه لما سببه الارهاب من دمار في بغداد والمحافظات».

وبين» وجود تنسيق مع قيادة عمليات بغداد للتعاون مع المحافظة لتطوير منظومة الكاميرات ونصب اجهزة سونار حديثة وورفع

بعض السيطرات لتقليل الاختناقات المرورية بهدف منع الارهابيين من استهداف التجمعات والزخم في تمركز المواطنين، بما يسهم في حل المشاكل والمعوقات التي تواجه الاجهزة الامنية بهدف تحقيق الامن للعاصمة».

الصباح

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*