الحكمة – متابعة: لا تزال هيئة الخدمات الصحية الوطنية (إن إتش إس) في بريطانيا تستخدم تقنية زراعة الشبكة لعلاج الفتق مما يؤدي إلى إصابة المرضى بآلام مزمنة، وفق ما كشفه جراحون لبي بي سي.
وأثير القلق بعدما تبين أن أكثر من 800 امرأة أقمن دعاوى قضائية على الهيئة بسبب إجراء عمليات زرع شبكات مهبيلة.
وقالت إحدى السيدات إن كانت تسقط أرضا من شدة الألم.
وقالت “إن إتش إس” إن تقنية زراعة الشبكة استخدمت بنجاح لعلاج إصابات الفتق على مدار عقود.
وتجري الهيئة عمليات زراعة الشبكة لعشرات الآلاف من المرضى كل عام.
وينجم الفتق عندما يخرج عضو أو ألياف دهنية خلال تجويف ناتج عن ضعف العضلات، وغالبا ما يحدث الفتق في منطقة أسفل البطن (فقت أريبي).
ويعتمد استخدام الشبكة على دفع الألياف البارزة إلى داخل البطن مرة أخرى، وتغطيتها، ويمكن إجراء التقنية خلال عمليات جراحية مفتوحة أو بالمنظار.
وخضعت ليلى هاكيت لإجراء زراعة شبكة لعلاج فتق في الحبل السري عام 2013.
وقالت هاكيت: “يمكنني الشعور بالشبكة… إنها كما لو كانت شخصا ما يخدشك داخل جسدك، إنه شعور سيء ودائم الإزعاج.”
وأبلغت هاكيت، وهي أم لطفلين، طبيبها الممارس بشأن آلامها مرارا، لكنه قال إن الشبكة ليست المشكلة.
وبعد مرور عامين، نقلت إلى المستشفى بعدما علقت الشبكة بين أعضائها الداخلية، وتسبب هذا في آلام في المعدة.
وأوضحت هاكيت: “بات الألم لا يُحتمل. كنت أصرخ بكل قوتي.”
وقضى الجراح أربعة ساعات في العملية لاستخراج الشبكة.
وأضافت: “بعد أن أفقت، علمت أن الشبكة قد أزيلت لأنني صرت طبيعية مرة أخرى.”
وتشير تقارير إلى أن واحدا من بين كل عشرة أشخاص معرض للإصابة بالفتق، ويشعر خبراء بالقلق الشديد بسبب وجود “آلاف من مرضى الفتق الذين يعيشون بآلام مزمنة.”
وأمضى بيتر جونز، وهو جراح سابق من مدينة كنت، معظم سنوات حياته المهنية في إزالة الشبكات من مرضى الفتق في بريطانيا.
وقال جونز: “الألم المبرح مشكلة شائعة، كما لا يحذر الأطباء مرضاهم منه.”
وأضاف: “نصف المرضى الذين خضعوا لعمليات زرع الشبكة تقريبا يعودون إلى حياتهم الطبيعية بسلاسة، لكن في رأيي فإن مخاطر النتائج المتواضعة للعملية سيئة للغاية.”
وتابع: “أعتقد بأن الدعاوى القضائية ستفيد في هذا الأمر. إذا تجمع ما يكفي من المرضى وقالوا نحن نعاني ولم يحذرنا أحد من هذا ربما يؤدي هذا إلى الحد من عمليات زرع الشبكة لعلاج الفتق.”
وبدأ مارتن كينسي، 39 عاما، في الشعور بالألم عام 2011، وذلك بعد زرع شبكة لعلاج فتق أريبي أصيب به.
وقال كينسي: “اعتدت ممارسة جميع أنواع الرياضة … لكن أبسط الحركات الآن يمكن أن تؤدي إلى آلام مبرحة. أشعر كما لو طُعنت بشيء ما ساحن في جسدي.”
وخضع مارتن لفحوصات عديدة في الدم وإجراء منظار في القولون وكلها أظهرت عودة إصابته بالفتق.
وأضاف: “لقد استبعدوا كل شيء، بخلاف متابعة مضاعفات الشبكة.”
وبينما أظهرت الدراسات أن 10 في المئة إلى 15 في المئة من مرضى الفتق الأريبي سيعانون من آلام مزمنة بعد زرع الشبكة، يقول جراحون إن ثمة حاجة إلى مزيد من الأبحاث لدراسة مضاعفات أنواع أخرى من الفتق أقل شيوعا.
وثمة تقنية بديلة لعلاج فتق البطن، وهي التقنية التي دعا بعض الجراحين في بريطانيا هيئة الخدمات الصحية الوطنية إلى تطبيقها وتدريب أطبائها عليها.
وتعتمد تقنية “شولدايس” علاج الفتق على تبديل الجراح أغشية البطن وتدعيمها بمجرد إدخال الفتق داخل جسد المريض مرة أخرى.
واخترعت هذه التقنية في مركز شولدايس لعلاج الفتق في تورونتو، وتحظى بنسبة نجاح تبلغ 99.5.
ووفقا لأرقام إن إتش إس، تعود الإصابة بالفتق مرة أخرى في 10 في المئة من الحالات في مرحلة ما بعد الجراحة.
ومع ذلك، تقول الهيئة إن تقنية شولدايس يصعب إجراؤها باستمرار في مستشفياتها.
وأضافت أن عمليات زرع الشبكة أجريت بكثافة وأثبتت نجاحها في المملكة المتحدة على مدار عقود.
وتقول كلية الجراحين الملكية في بريطانيا إنه على الرغم من وجود “نتائج مؤسفة” تعتبر عمليات زراعة الشبكة “الطريقة الأكثر فعالية” في علاج الفتق.