الشيخ الكربلائي: على المواطن أن يكون عينًا لأجهزة الأمن للحد من الإرهاب

205

1267187531

دعا ممثل المرجعية الدينية في محافظة كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي المواطنين الى المزيد من التعاون مع الأجهزة الأمنية للحد من العمليات المسلحة وأعمال العنف.

وقال الشيخ الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف اليوم ، ان “العمليات الإرهابية باتت اليوم في العراق متنوعة ومتعددة واخرها استهداف المدارس واغتيال الكوادر التدريسية، والغرض منها هو محاربة التربية والتعليم وإشاعة أجواء الخوف والرعب”.

وأضاف أن “هذه المخططات الشريرة مختلفة بتنوع أهدافها، ولا نريد هنا ان نكرر ما هو مطلوب من الأجهزة الأمنية وندعو المواطنين، في وقت لم يعد يسلم فيه احد في العراق من هذه المفخخات الإرهابية، ان يكون هناك تعاون تام بينهم وبين الأجهزة الأمنية في كل منطقة، ويكونوا عينا لكل تحرك مشبوه لهذه الجماعات الإرهابية ورصد هذه التحركات لمنع وقوع التفجيرات، على الرغم من ان هذا التعاون لا يوقف المفخخات لكن لها دورا في الحد من العمليات الإرهابية”.

وأشار الشيخ الكربلائي إلى أن “تنوع العمليات الإرهابية باستهداف تجمعات المدنيين مرة ومرة تحمل طابعا طائفيا واخرها استهداف الأطفال في المدارس الابتدائية مثل ما حصل في قضاء تلعفر بمحافظة نينوى، والهدف منها ليس قتل الأبرياء فقط بل قتل الحياة برمتها في العراق ومن يبقى لا يراد له ان يعيش الحياة وإلا ما هو الهدف الذي يمكن تصوره باستهداف المدارس الابتدائية بحيث تهدم المدرسة على رؤوس الطلبة ومدرسيها ليس إلا لقتل الحياة برمتها في جميع مجالاتها وقتل التعليم والتطور وكل ما به من تنوع للحياة في هذا البلد الجريح”.

وتابع “في مقابل تحدي وصمود المواطنين تجاه هذه المخططات على الأجهزة الأمنية والمختصة رعاية وبناء المدارس التي تشهد اكتظاظا واكثر من دوام ورعاية العملية التربوية لسد بعض الثغرة التي يريد هولاء أن يقتلوا من خلالها”.

وتطرق ممثل المرجعية الدينية للدراسة التي تحدث عن مقتل نصف مليون شخص في العراق بسبب أعمال العنف التي شهدها العراق بعد عام 2003 قائلا إن “دراسة قامت بها جامعات اجنبية بالتعاون مع جامعة عراقية أفادت بمقتل 500 الف شخص خلال الأعوام العشرة الماضية والتي تذكر ان 60% وهي قريبة من الواقع هم ضحايا العنف وهؤلاء لقوا حتفهم باسباب مباشرة بالحرب في العراق وبعضها مرتبط بأسباب غير مباشرة بهذه الحرب”.

وبين “نود هنا ان نوضح بان الظروف الأمنية والاقتصادية والاجتماعية في العراق بسبب أعمال العنف ولدت نتائج لمقتل هذا العدد الكبير من المواطنيين بسبب الخروقات الامنية التي لا يلوح بالمستقبل القريب إيجاد معالجة جذرية لها”.

وأضاف الشيخ الكربلائي ان “النسبة الأكبر من الأسباب غير المباشرة من هذه الارقام الكبيرة هي بسبب امراض القلب والسرطان التي يمكن ان نحد من هذه الأعداد وهو ليس بالأمر الصعب والعسير لو تضافرت الجهود من جميع الاجهزة المعنية وابتعدنا بها عن صراع المصالح والصراعات السياسية ولو كانت هناك رغبة صادقة لمعالجة هذا الأمر لتجاوزنا هذه الارقام بشكل كبير في بناء مستشفيات وتوفير رعاية صحية للمواطنين بالشكل المطلوب”.

وتابع ان “المطلوب اليوم من الأجهزة المعنية أن تكون هناك دراسة حول عدم اكتمال بناء المستشفيات وحول كيفية العناية بالكوادر طبية وبناء شخصية الكادر الطبي الذي تتوفر فيه أخلاقيات الإنسانية والمهنة وتوفير الأجواء التي يمكن من خلالها جذب الكوادر الطبية المهاجرة خارج العراق وأعادتهم بالإضافة الى امور تتعلق بالتعليم والدراسة قد تسهم بالحد من أعداد الضحايا التي تزداد سنة بعد سنة”.

ووجه ممثل المرجعية الدينية في كربلاء نداءً للجهات الحكومية بان تكون هناك دراسة لتوفير المعالجة لان الأرقام معرضة للتصاعد فالظروف الأمنية والاقتصادية والاجتماعية باتت تشكل ضغطا نفسيا على المواطن حيث بات تعامل المواطن العراقي بشكل عنيف وبشدة في حياته اليومية نتيجة هذه الظروف وأعمال العنف التي يعيشها والتي أدت بالنتيجة إلى تصاعد الأمراض النفسية والكآبة التي تتطلب أن تكون هناك معالجة لهذه الظروف”.

 براثا

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*