الوهابية يجاهرون بضرورة إبادة الشيعة

336

01f29a61d-1

1فتاوى بإبادة الشيعة ولا تقبل منهم التوبة !

   كتب الشيخ سليمان بن صالح الخراشي ، وهو سعودي من مشايخ الوهابية ، مقالاً بعنوان: «النصيحة الذهبية للشيعة في السعودية وتذكيرهم بفتاوى علماء الدولة التركية ».

  جاء فيه: « ألَّف الشيعي السعودي المعارض حمزة الحسن كتاباً في مجلدين بعنوان: الشيعة في المملكة العربية السعودية ، حاول فيه جهده بطريقة مفتعلة أن يخترع للشيعة دوراً في أحداث المنطقة ، وليس لهم دور  يُذكر كما سبق باتفاق من يعرف التاريخ »!

   وقال الخراشي: «يقول الأستاذ عبد المنعم الهاشمي: أقدم السلطان سليم في خطوة مبكرة على تطهير بلاد الأناضول من المنتمين ‘إلى المذهب الشيعي ودبر لهم في عام 1514م. مذبحة مروعة ، وألقى كثيراً منهم في السجن ». ( الخلافة العثمانية/253) .

   أما فتاوى العلماء الأتراك في الشيعة فلا بأس أن نُذكِّر الحسن وإخوانه بها ، لعلهم يُقدرون ماهم فيه من نعمة ! ولعلهم يترحمون بعدها على فتاوى علمائنا الشيخ ابن جبرين وإخوانه حفظهم الله !

  فتوى كمال باشا الملقب بشيخ الإسلام في الدولة العثمانية بتكفير الشيعة واستحلال دمائهم وأن أولادهم أولاد زنا ! قال في فتواه: الحمد لله العلي العظيم القوي الكريم ، والصلاة على محمد الهادي ‘إلى صراط مستقيم ، وعلى آله الذين اتبعوه في دينه القويم ، وبعد: فقد تواترت الأخبار والآثار في بلاد المسلمين والمؤمنين أن طائفة من الشيعة قد غلبوا على بلاد كثيرة من بلاد المسلمين حتى أظهروا مذاهبهم الباطلة فأظهروا سب الإمام أبي بكر والإمام عمر والإمام عثمان رضوان الله تع‘إلى عليهم أجمعين ، وأنهم يستحقرون الشريعة وأهلها ويسبون المجتهدين زعماً منهم أن سلوك مذهب هؤلاء المجتهدين لايخلو عن مشقة ، بخلاف سلوك طريق رأسهم ورئيسهم الذي سموه بشاه إسماعيل ، فإنهم يزعمون أن سلوك طريقه في غاية السهولة ونهاية المنفعة ، و يزعمون أن ما أحله الشاه فهو حلال وما حرمه فهو حرام ، وقد أحل شاه الخمر فيكون الخمر حلالاً ! وبالجملة إن أنواع كفرهم المنقولة إلينا بالتواتر مما لا يُعد ولا يُحصى ؛ فنحن لا نشك في كفرهم وارتدادهم ، وأن ديارهم دار حرب وأن نكاح ذكورهم وإناثهم باطل بالإتفاق ، فكل واحد من أولادهم يصير ولد زنا لا محالة ! وما ذبحه واحد منهم يصير ميتة ، وإن من لبس قلنسوتهم الحمراء المخصوصة بهم من غير ضرورة كان خوف الكفر عليه غالباً ؛ فإن ذلك من أمارات الكفر والإلحاد ظاهراً !

   ثم إن أحكامهم كانت من أحكام المرتدين حتى إنهم لو غلبوا على مدائنهم صارت هي دار الحرب ، فيحل للمسلمين أموالهم ونساؤهم وأولادهم . وأما رجالهم: فواجب قتلهم إلا إذا أسلموا ، فحينئذ يكونون أحراراً كسائر أحرار المسلمين، بخلاف من أظهر كونه زنديقاً فإنه يجب قتله البتة. ولو ترك واحد من الناس دار الإسلام واختار دينهم الباطل فلحق بدارهم ؛ فللقاضي أن يحكم بموته ويقسِّم ماله بين الورثة ، وينكح زوجته لزوج آخر .

   ويجب أن يُعلم أيضاً أن الجهاد عليهم (أي ضدهم) كان فرض عين على جميع أهل الإسلام الذين كانوا قادرين على قتالهم .

   وسننقل من المسائل الشرعية ما يصحح الأحكام التي ذكرنا آنفاً. فنقول وبالله التوفيق: قد ذكر في البزازية، أن من أنكر خلافة أبي بكر (رض) فهو كافر في الصحيح، وأن من أنكر خلافة عمر (رض) فهو كافر في الأصح..وذكر في التتارخانية: أن من أنكر خلافة أبي بكر فالصحيح أنه كافر وكذا خلافة عمر (رض) . وهو أصح الأقوال .  وكذا سبُّ الشيخين كفرٌ . وذكر في البزازية: أن أحكام هؤلاء أحكام المرتدين…

فتوى الشيخ نوح الحنفي بتكفير الشيعة ووجوب قتلهم وعدم قبول توبتهم:

   سئل (رحمه الله): ما قولكم دام فضلكم ورضي الله عنكم ونفع المسلمين بعلومكم ، في سبب وجوب مقاتلة الروافض وجواز قتلهم: هو البغي على السلطان ، أو الكفر؟ وإذا قلتم بالثاني فما سبب كفرهم ؟ وإذا أثبتم سبب كفرهم ، فهل تُقبل توبتهم وإسلامهم كالمرتد أولا تقبل كسبِّ النبي (ص) ، بل لابد من قتلهم ؟ وإذا قلتم بالثاني فهل يُقتلون حداً أو كفراً ؟

   وهل يجوز تركهم على ما هم عليه بإعطاء الجزية أو بالأمان المؤقت أو بالأمان المؤبد أم لا ؟ وهل يجوز استرقاق نسائهم وذراريهم ؟ أفتونا مأجورين أثابكم الله تع‘إلى الجنة .

   فأجاب:  الحمد لله رب العالمين: إعلم أسعدك الله أن هؤلاء الكفرة والبغاة الفجرة جمعوا بين أصناف الكفر والبغي والعناد وأنواع الفسق والزندقة والإلحاد ، ومن توقف في كفرهم وإلحادهم ووجوب قتالهم وجواز قتلهم فهو كافر مثلهم ، وسبب وجوب مقاتلتهم وجواز قتلهم البغي والكفر معاً ؛ أما البغي فإنهم خرجوا على طاعة الإمام خلد الله تع‘إلى ملكه ‘إلى يوم القيامة وقد قال الله تع‘إلى: فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ  ‘إلى أمر الله ، والأمر للوجوب . فينبغي للمسلمين إذا دعاهم الإمام ‘إلى قتال هؤلاء الباغين الملعونين على لسان سيد المرسلين أن لا يتأخروا عنه بل يجب عليهم أن يعينوه ويقاتلوهم معه . وأما الكفر فمن وجوه:

   منها: أنهم يستخفون بالدين ويستهزئون بالشرع المبين .

   ومنها: أنهم يهينون العلم والعلماء ، مع أن العلماء ورثة الأنبياء ، وقد قال الله تع‘إلى:إنما يخشى الله من عباده العلماء .

   ومنها: أنهم يستحلون المحرمات ويهتكون الحرمات .

   ومنها: أنهم ينكرون خلافة الشيخين ويريدون أن يوقعوا في الدين الشين . ومنها: أنهم يطولون ألسنتهم على عائشة الصديقة (رض) ويتكلمون في حقها ما لا يليق بشأنها ، مع أن الله تع‘إلى أنزل عدة آيات في براءتها ونزاهتها ، فهم كافرون بتكذيب القرآن العظيم ، وسابون النبي(ص) ضمناً بنسبتهم ‘إلى أهل بيته هذا الأمر العظيم .

   ومنها: أنهم يسبون الشيخين ، وقال السيوطي من أئمة الشافعية: من كفر الصحابة أو قال إن أبا بكر لم يكن منهم كفر ، ونقلوا وجهين عن تعليق القاضي حسين في من سب الشيخين هل يفسق أو يكفر؟ والأصح عندي التكفير ، وبه جزم المحاملي في اللباب . وثبت بالتواتر قطعاً عند الخواص والعوام من المسلمين أن هذه القبائح مجتمعة في هؤلاء الضالين المضلين ، فمن اتصف بواحد من هذه الأمور فهو كافر يجب قتله باتفاق الأمة ، ولا تقبل توبته وإسلامه في إسقاط القتل ، سواء تاب بعد القدرة عليه والشهادة على قوله ، أو جاء تائباً من قبل نفسه ، لأنه حدٌّ وجب ، ولا تسقطه التوبة كسائر الحدود ، وليس سبه (ص) كالإرتداد المقبول فيه التوبة ، لأن الإرتداد معنى ينفرد به المرتد لاحقَّ فيه لغيره من الآدميين فقبلت توبته ، ومن سب النبي (ص) أو أحداً من الأنبياء(ص) فإنه يكفر ويجب قتله ، ثم إن ثبت على كفره ولم يتب ولم يسلم يُقتل كفراً في الصورتين .

  وأما سب الشيخين (رض) فإنه كسب النبي(ص) . وقال الصدر الشهيد (من فقهاء العثمانيين): من سب الشيخين أو لعنهما يكفر ويجب قتله ولا تقبل توبته وإسلامه ، أي في إسقاط القتل . وقال ابن نجيم في البحر: حيث لم تقبل توبته عُلم أن سب الشيخين كسب النبي (ص) فلا يفيد الإنكار مع البينة . قال الصدر الشهيد: (من فقهاء العثمانيين) من سب الشيخين أو لعنهما يكفر ويجب قتله ولا تقبل توبته وإسلامه في إسقاط القتل لأنا نجعل إنكار الردة توبة إن كانت مقبولة كما لا يخفى . وقال في الأشباه: كل كافر تاب فتوبته مقبولة في الدنيا والآخرة ، إلا الكافر بسب نبي أو بسب الشيخين أو أحدهما أو بالسحر ولو امرأة ، وبالزندقة إذا أخذ قبل توبته.اهـ .

   فيجب قتل هؤلاء الأشرار الكفار تابوا أو لم يتوبوا لأنهم إن تابوا وأسلموا قُتلوا حداً على المشهور وأجري عليهم بعد القتل أحكام المسلمين ، وإن بقوا على كفرهم وعنادهم قُتلوا كفراً وأجري عليهم بعد القتل أحكام المشركين ، ولا يجوز تركهم عليه بإعطاء الجزية ولا بأمان مؤقت ولا بأمان مؤبد ! نص عليه قاضيخان في فتاويه ، ويجوز استرقاق نسائهم لأن استرقاق المرتدة بعدما لحقت بدار الحرب جائز ، وكل موضع خرج عن ولاية الإمام الحق فهو بمنـزلة دار الحرب . ويجوز استرقاق ذراريهم تبعاً لأمهاتهم ، لأن الولد يتبع الأم في الإسترقاق. والله تع‘إلى أعلم.

كتبه أحقر الورى: نوح الحنفي . عفا الله عنه والمسلمين أجمعين.

   قال الشيخ ابن عابدين الحنفي معلقاً: أقول وقد أكثر مشايخ الإسلام من علماء الدولة العثمانية لازالت مؤيدة بالنصرة العلية ، في الإفتاء في شأن الشيعة المذكورين ، وقد أشبع الكلام في ذلك كثير منهم ، وألفوا فيه الرسائل. وممن أفتى بنحو ذلك فيهم المحقق المفسر أبو السعود أفندي العمادي، ونقل عبارته العلامة الكواكبي الحلبي في شرحه على منظومته الفقهية المسماة الفرائد السنية. ومن جملة ما نقله عن أبي السعود بعد ذكر قبائحهم على نحو ما مر:فلذا أجمع علماء الأعصار على إباحة قتلهم وأن من شك في كفرهم كان كافراً ».

   ثم ختم الخراش مقاله بقوله: «أسأل الله أن يهدي الشيعة ‘إلى الحق ويوفقهم لترك ما هم فيه من شركيات وبدع وغلو ، وضغينة على الصالحين من عباد الله ، وعلى رأسهم صحابة محمد (ص) ويقر عيوننا بهدايتهم » !!

2- ملاحظات على تلك الفتاوى

  1- يلاحظ أن المفتين هم علماء الأمير سليم العثماني المغولي الذي قتل أباه بمساعدة الغربيين وإخوته وأولادهم حتى الرضع وحكم تركيا ، وكانت هذه الفتاوى قبل أن يَقتل سليم قانصوه الغوري السلطان الشرعي ، ويحتل مصر ويجلب الخليفة العباسي الشرعي ‘إلى إستانبول ، ويجبره على خلع نفسه !

  2- ويلاحظ أن أولئك الفقهاء لم يستدلوا بآية واحدة ولاحديث شريف واحد ، على كفر الشيعة ، لأنه لايوجد ! بل استدل علماء السلطان بقول علماء السطان ! 

   3- وأنهم أفتوا غيابياً على طائفة كبيرة من المسلمين ، فلم يستمعوا منهم ، ولا طلبوا مناظرة علمائهم ، بل أصدروا فتواهم بدون سماع منهم ولا مشاهدة !

   وأنهم تحايلوا على الفتوى ، فرفضوا توبة الشيعي مع أنها تقبل من المرتد ! لتكون فتوى بالإبادة كما أراد سليم العثماني!    وكذلك يفعل مشايخ البلاط في عصرنا ! فالقوم أبناء القوم والإبادة المطلوبة نفسها ، ومفتي السلطان سليم نفسه مفتي الفرقة الوهابية الذي أصدر فتواه ضد الشيعة في العراق بأنه يجب هدم مشاهد أئمتهم (ع)، ويجب إبادتهم ولاتقبل توبتهم حتى لو دخلوا في الإسلام الوهابي! فحكمهم الإبادة على مذهب ابن تيمية الحراني وسليم بن عثمان جُق المغولي !

  4- كما تلاحظ عدم حياء الوهابيين حيث يستدلون على كفر الشيعة بفتوى فقهاء الخلافة العثمانية ، وهم يعلمون أن هؤلاء الفقهاء أفتوا بكفر الوهابية بمثل بأشد من هذه الفتاوى عندما تآمروا مع الإنكليز وخرجوا على الدولة العثمانية ، فقاتلتهم وأرسلت حملتين عسكريتين من مصر لإخماد فتنتهم ، وكانوا أهم عون للإنكليز في إسقاط دولة الخلافة العثمانية! فلو صحت فتوى العثمانيين في الشيعة لصحت في الوهابيين بطريق أولى !

3- العقدة الوهابية وراء مقولة التشيع العلوي والصفوي!

   أ-  قالوا إن إيران كانت سنية فشيعها الشاه إسماعيل الصفوي بالقوة ، وأجبر السنة على التشيع تحت تهديد القتل ! وهدفهم بذلك التغطية على مجازر السلطان سليم في شيعة تركيا !

   ب- وقالوا إن الصفويين ليسوا سادة من ذرية أهل البيت (ع)، ليغطوا بذلك على نسب أولاد عثمان جُق بن أرطغرل المغولي !

   ج-  وقالوا إن الصفويين اخترعوا مذهب التشيع من أجل القومية الفارسية ! ليغطوا على الشيعة العرب ، ويجعلوا التشيع فارسياً!

   د- وقالوا إن الصفويين هم الذين اعتدوا وشنوا حرباً على دولة الخلافة الإسلامية العثمانية ، فشغلوها عن حربها مع الأوربيين! ليغطوا بذلك على تواطؤ سليم مع الأوربيين ، ومؤامرته على أبيه بايزيد الذي كان صديقاً للشاه إسماعيل ، وكانت جيوشه تتوغل في أوروبا ، فثار عليه سليم عميل الغربيين واضطره لسحب جيوشه ثم أجبره على التنازل له ، ثم قتله ، وعقد معاهدات مع الأوربيين ، واتجه ‘إلى حرب الشاه إسماعيل حليف السلطان قانصوه الغوري!

  وقد كذبوا على التاريخ فزعموا أن سليماً العثماني عندما هاجم إيران كان خليفة ، مع أنه لم يكن خليفة ، وأخفوا حقيقة أن مستشار ملك فرنسا رافقه في حملته ، وجاء سفير آخر وهنأه بالنصر!

  فعندما هاجم سليم إيران كان سلطان قسم من تركيا وما ضموه اليها من مناطق البلقان وأوروبا الشرقية فقط .

   بينما كان السلطان إسماعيل سلطان إيران وما وراء النهر وقسم من القوقاز والعراق وساحل الخليج ، وكان حليفه السلطان قانصوه الغوري وهو السلطان الرسمي وعنده الخليفة العباسي .

   فلماذا يفترضون أنه كان يجب على السلطان إسماعيل أن يطيع العثمانيين؟ مع أنه كان عليه أن يطيع السلطان الشرعي والخليفة الشرعي الساكن في مصر ، كما كان يفعل آباؤه وأجداده من قرون ؟! ولماذا لم يحكموا على سليم المغولي بالخروج على الخلافة الشرعية وخليفتها العباسي وسلطانها قانصوه ؟! فقد هاجم بعد انسحابه من تبريز ، سوريا وقتل السلطان قانصوه في معركة حمص ، ثم احتل مصر وجاء بالخليفة العباسي ‘إلى استانبول وأجبره على التنازل له!

4- القضية الأساسية عند الوهابيين !

   إن القضية الأساسية عند الوهابيين ، والتي يسيل لها لعابهم هي: أن يحكم العراق عميل لهم بإسم أهل السنة والجماعة ! ويجعله مستعمرة وهابية كما فعل عميلهم علي الصالح في اليمن ، فحولها ‘إلى مستعمرة لهم ، وأطلق يدهم فيها فسلبوا خيراتها ، وفتحوا ألف معهد ديني ومركز ، لنشر الوهابية وقمع الشيعة واضطهادهم !

   فلم يكتف الوهابيون بسرقة ثروات اليمن ، والمنطقة الشرقية في السعودية ، فهم يريدون أن يضيفوا اليها  ثروات العراق ، وذلك بإبادة المسلمين الشيعة ، واستعمار المسلمين السنة !

5- كتابان يروج لهما الوهابية والبعثية !

    الأول: للكاتب الإيراني الدكتور علي شريعتي اسمه: التشيع العلوي والتشيع الصفوي .

   والثاني: للكاتب العراقي حسن العلوي اسمه: عمر والتشيع .

   وقد فرح الوهابيون والبعثيون بهذين الكتابين ، واعتبروهما شهادة لهم على هرطقاتهم ضد الشيعة والتشيع !

  وكلا الكتابين ضعيف علمياً ‘إلى حد الهزال ، لأنهما كلام خطابي من ذهن الكاتب وخياله  ، بدون مصادر !

  أما كتاب شريعتي فهدفه أن يثبت أن التشيع العلوي هو الإسلام المحمدي الصافي ، وهو ثورة دائماً . وأن التشيع الصفوي تشيع دولة يدعو ‘إلى طاعة الدولة ! فكأن الإسلام عنده يقتصر على الثورة وهدم الباطل ، ولا يأمر ببناء  البديل !  لكنها لغة الشعارات ، يستعملها الدكتور شريعتي وأصحاب المنهج الحداثوي بدل لغة المنهج العلمي!

   ولذا كثرت في كتابه الشعارات كقوله: التشيع العلوي تشيع تقية المناضل ، والتشيّع الصفوي تشيع الخامل! والتشيع العلوي تشيع الاجتهاد والانفتاح ، والصفوي تشيع الجمود والانغلاق ! وقوله: إن التشيع العلوي الرجوع ‘إلى العالم المتخصص ، والصفوي هو الطاعة العمياء ! والتشيع العلوي تشيع الإنسانية ، أما التشيع الصفوي فتشيع القومية ! وقوله: إن التشيع العلوي تشيع ثورة كربلاء ، والتشيع الصفوي تشيّع مصيبة كربلاء ! والتشيع العلوي يقارع الظالمين ، والتشيع الصفوي يخدم الظالمين. والتشيّع العلوي تشيع الانتظار الإيجابي ، والتشيع الصفوي الانتظار السلبي.. ‘إلى آخر التعابير التي اخترعها مؤلف الكتاب ، كالتسنن الأموي والمحمدي !

  ومشكلة هؤلاء الحداثويين أن العرب منهم لا يفهمون اللغة العربية فكيف بغيرهم من الإيرانيين والأتراك والفرنسيين؟! ومن طريف فهمهم للعربية ما قاله الرئيس الإيراني السابق الدكتور بني صدر ، وكان يخطب في قم فقال: إذا وصلتَ ‘إلى نقطة لاتعرف فيها ماذا تفعل فلا تَقِفْ ، بل واصل سعيك وجاهد ، لأن الله تعالى يقول: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ !

 ومثله الدكتور سروش ، الذي اخترع مصطلح (الصراطات المستقيمة) لأن الله مدح أصحاب كل صراط مستقيم ، فقال: اهدنا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ! ولم يفهم أنه صراط واحد مفرد لا جمع له !

6- الوهابية وقميص عثمان

   ولما وجد السلفيون كتاب علي شريعتي رفعوه قميص عثمان ! وجعلوا مقولته: التشيع الصفوي ، في مواقعهم ووسائل إعلامهم ، حتى أوصلوها ‘إلى مقولة: التشيع العلوي يتولى عمر بن الخطاب ويحبه ، والتشيع الصفوي يتبرأ من عمر !

   ثم وجدوا بعثياً (شيعياً) يسترزقهم ، فوظفوه في القنوات المعادية للشيعة ، ثم ألف لهم كتاباً يروج لهذه المقولة  باسم: عمر والتشيع! واهتم الوهابيون بهذا الكتاب ، ورفعوا مبيعاته ‘إلى درجة قياسية ، لكنه قوبل بالرد من الشيعة ، بل انتقده بعض مشايخ الوهابية ، فقد كتب الشيخ سليمان بن صالح الخراشي المقالة التالية:  «جاء كتاب: عمر والتشيع، للسياسي العراقي حسن العلوي على قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في معرض الكتاب الأخير (يقصد في السعودية) ومؤلفه ينتمي لأسرة شيعية معروفة في العراق ، إلا أنه يتبنى الطرح العلماني .

   فكرة الكتاب: التفريق بين نوعين من التشيع: التشيع العربي الذي يمثل حقيقة التشيع ، ويؤمن بالمشاركة بين علي (رض) والخلفاء الراشدين .والتشيع الصفوي الفارسي القادم من إيران ، الذي انحرف بالتشيع ‘إلى المفاصلة ، ومعاداة الصحابة وعلى رأسهم عمر.

  يقول الكاتب:إن الشيعة الصفوية أساءت كثيراً للعلاقة الوطيدة بين الخليفة الراشدي الثاني  عمر بن الخطاب (رض) والخليفة الراشدي الرابع علي بن أبي طالب (رض) ، حتى وصل بها المطاف ‘إلى اغتيال المرجع الشيعي علي شريعتي لأنه تبنى نظرية الشراكة بين علي وعمر.

   إن أبرز محاور هذا الكتاب: العلاقة الوثيقة التي كانت بين الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب(رض) والخليفة الراشدي الرابع علي بن أبي طالب (رض) على عكس روايات الشيعة الصفويين (الإيرانيين) التي تنفي ذلك ، ومن تفاصيل تلك العلاقة الوطيدة بين عمر وعلي 18ألف صلاة ، التي أدَّياها معاً شركاء في مشروع واحد ، وأن علياً كان يشاركه في القرارات السياسية ، لاسيما وعمر يؤمن بالشورى .

   يعتبر المؤلف أن عمر بن الخطاب هو مؤسس العراق العربي ، لأنه فتح أيام خلافته ، فقد أسس بلداً وبنى حضارة .

   رد العلوي في كتابه على فئة المتحولين من التصوف ‘إلى التشيع كالتيجاني وغيره ، ممن يتكسبون بسب عمر (رض) !

   يقول  العلوي: الفترة العمرية كانت فترة الحكم المشترك لجميع الصحابة وهذه لم تتكرر ، ففي زمن الرسول(ص) كان القرآن والسنة ، وفي زمن أبي بكر كان يميل لأن يتخذ قراراته الصارمة بنفسه بسبب الظروف ، ويأخذ استشارات عدد قليل من الصحابة ، وأما عمر فهو الذي وسع المشاركة وأصبح الرجل يستمع لآراء الصحابة ، ولذا تشكل الفقه العمري من فقه الصحابة !إذا عدت مثلاً لجذور مواقفه يتبين أنها رأي عثمان أو علي أو صحابي آخر، ولكن كانت تصدر الفتوى باسمه.

   ويفرق الكاتب بين الشيعة الصفويين والشيعة العرب ، قائلاً إن الشيعة الصفويين لديهم روايات تتنقص من عمر ، فضلاً عن الهجوم عليه، وينفون زواج عمر من أم كلثوم صغرى بنات علي ، وهو زواج يذكرني بزواج النبي من عائشة ، والعلاقة الوطيدة التي صارت بين النبي وأبي بكر فيما بعد ، وصارت نفس العلاقة بين علي وعمر ، وكان لهما نسل مشترك هو زيد بن عمر بن الخطاب .

  وعن الدوافع وراء إصدار هذا الكتاب يقول العلوي: الكتاب ليس دفاعاً عن عمر ، لأن الدفاع يأتي عن متهم وعمر ليس متهماً ، وليس كتاباً تاريخياً في عمر ، لأن عمر من أعضاء التاريخ الإسلامي . هذا الكتاب هو لدرء الأذى عن التشيع ، إذ يوجد جناح قوي في التشيع يساهم في طعن عمر والتشهير به حتى هذه اللحظة . والوقت السياسي مناسب لإصدار هذا الكتاب عن عمر ، لأن هناك فقهاء شيعة يشتمون عمر في تلفزيونات عربية ويقدمون مبرراً للفئات الأخرى المتطرفة للذبح على الهوية ، ويعطون المسوغ الشرعي لمن يصدر فتاوى قتل الشيعة ، والكتاب ضد الفتنة ، وعمر كان يسمى قفل الفتنة ، أو قفل الأمة !

وجهات النظر تجاه الكتاب:

   الأولى: أن حسن العلوي رغم أنه شيعي علماني ، لكنه منصف مع الصحابة فقد سمى ابنه عمر، وهدفه من الكتاب إنصاف عمر (رض).

   الثانية: أن حسن العلوي شيعي علماني العقيدة ، بعثي المنهج ، لذلك هو ينطلق من منهجه العلماني (لا الديني) في محاولة التقريب بين السنة والشيعة في العراق . فهذا الكتاب موجه ‘إلى العراقيين خاصة بعد ما آلت اليه الأمور في العراق ، وخاصة إذا علمنا أن الأستاذ حسن العلوي كان من المعارضين لنظام صدام حسين ، وكان من أشد الداعين ‘إلى إسقاط نظامه ولو بالتدخل الأمريكي الصليبي .

   فهذا الكتاب هو محاولة من حسن العلوي لتصحيح ما قام به هو ورفاقه المنادين باحتلال العراق ، لشعورهم بالذنب تجاه ما وصل إليه الحال هنا في العراق الجريح .

   الثالثة: أن هذا الرأي خطوة طيبة في الاتجاه الصحيح ، لكن للأسف لا يتبناه الشيعة الإمامية ولا مراجعهم ! فهو سيبقى رأياً لا تقيم له المرجعية الشيعية أي وزن ، ولن يؤثر في الشيعة .

   الرابعة: أن الكاتب ينطلق من منطلق قومي علماني تمده جذور بعثية يحاول أن يوائم وبطريقة متكلفة بين انتسابه عن طريق والديه للفرقة الشيعية ، وبين اعتزازه بالحضارة العربية لأنه عربي !

   ولعل المؤلف اكتشف حقيقة التناقض بين التشيع والعروبة فحاول متكلفاً التفريق بين تشيعين:عربي وصفوي ، لكي يُلصق كل انحراف وخيانة بالتشيع الصفوي ، ويدافع عن التشيع العربي المنزه عن كل عيب ! وهذا كله خيال في خيال لأن هذه التفريق لا واقع له ، فالتشيع الإمامي واحد ، من ركائزه الكبرى: سب الصحابة بل تكفيرهم ، وعلى رأسهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما .

   يقول أحد الشيعة معلقًا على كتاب العلوي في أحد المنتديات: لايوجد تشيع صفوي..التشيع واحد..وهذه بدعة من بدع شريعتي تلاقفها الأعداء ، لكي يمزقوا المذهب !

   فالكاتب يريد بتفرقته الخيالية أن يبرئ التشيع العربي الذي ينتمي إليه من الخرافة والخيانة والولاء للفرس ولأعداء الإسلام .

   فالكتاب في حقيقته: ليس حباً في عمر ، ولكن دفاعاً عن التشيع! فلا فائدة منه لأهل السنة . فما رأي الإخوة ؟

 

   أقول: نسي الخراشي تفسيرًا آخر لكتاب العلوي ، وهو أن الكاتب أصله شيعي لكنه مهزوم فكرياً  لضعف شخصيته ، وقد ارتزق بكتابه من الوهابيين ، وأن الذين أعطوه ثمن كتابه لايفقهون ما يفقه العلوي البعثي والخراشي الوهابي !           ~

7- كاتب مغربي يرد على مقولة الوهابيين

   كتب السيد إدريس هاني من المغرب رداً على مقولة الوهابية إن شيعة العراق صفويون ، مقالاً بعنوان: «الصفويون ! حكاية أسطوانة مشروخة » جاء فيه بتلخيص:

   «بات واضحاً أن ثمة من يسعى اليوم كادحاً بالليل والنهار، راكباً موجة ما يشهده العراق من أحداث جسام…وعلى ضروب من تقنيات قلب الحقائق الواضحة كما مردوا على ذلك.. و على صولة إعلام مضلل ، كلما زادت بضاعته واتسعت سوقه ، ضحى بالحقيقة وساهم في التجهيل .

   اختار العنصريون والطائفيون قاموساً جديداً لمحاربة الشيعة في بلدانهم بما في ذلك البلاد العربية..حتى لو كانت نسبتهم في بعض البلاد العربية مثل العراق أو البحرين يفوق كل الطوائف الأخرى..وحتى لو كانوا وطنيين قدموا لبلدانهم ما يقدمه كل هؤلاء الذين باتوا يتحدثون عن الوطنية وعن العروبة، ناسين أن  من أسس التيارات القومية والتقدمية كانوا عرباً شيعة!

   وقد اخترع محترفو تزييف الحقائق وصناعة الأكاذيب وِرْداً رددوه على ألسنتهم، من قبيل: هؤلاء صفويون.. هذا غدر الصفويين..الخطر الصفوي..الاختراق الصفوي..حكومة الصفويين..الاحتلال الصفوي..التآمر الأمريكي- الصفوي . وتقاربت المسافة بين العلماني البعثي والمتأسلم السلفي فأصبح موحداً  مشتركاً ، لا تكاد تميز بينهما ، من على منابر المساجد أو في حديث الحانات ، فهو حديث إمام المسجد السلفي والسكير المترنح على أرصفة الطرقات !

   حالة غريبة لا تفسير لها إلا بشيْ واحد  ، هو شيطان الطائفية ! وما أنتج من فتاوى تكفير الشيعة والمطالبة بحرمانهم من حقوقهم المدنية والوطنية ، ولو كانوا عرباً يكرهون إيران !

   وقد سال لعاب كلاب الطائفية بما فيه الكفاية هذه الأيام ، ضد الشيعة وإيران الشيعية وليس إيران السنية التي قدمت كبار أعلام السنة وأئمتهم ورموزهم ! بدءًا بأبي حنيفة وابن حنبل وانتهاء بالبخاري ومسلم والترمذي والحاكم وأبى حامد الغزالي والطبري!

بل تراهم يحاسبون إيران المعاصرة على ألف ليلة وليلة من حكايات تاريخها القديم ، وكأن ذنبهم أن ماضيهم شهد إمبراطورية عظمى ، فالمسألة هي الغريزة الطائفية العمياء ، ولن يضبطها منطق إنساني!

   ولو كانت الدولة الصفوية متعصبة لقوميتها الإيرانية لما حاولت أن تجعل أئمتها من بني هاشم ، ولا نسب أصحابها أنفسهم لبني هاشم ، ليؤكدوا بذلك على نسبهم العربي..

   وكان الأحرى بهم أن يكونوا سنيين حيث أعلام السنة ومؤسسو مذاهبها خرجوا من طوس ونيشابور وترمذ. وكان الأولى لهم أن يتبعوا المحدث البخاري السمرقندي أو مسلم النيشابوري أو الترمذي ، وهم من فارس..

   بل كان أولى أن يكونوا غزاليين طوسيين حيث مسقط رأس أبي حامد الغزالي الذي عبر عن مواقفه ضد الباطنية. وفي المقابل كان أعلام التشيع عرباً وفقهاءهم عرباً! فأين يذهب المهرجون الذين اختزلوا التشيع في الحركة الصفوية ورضوا بالعمى حتى باتت الصفوية في نظرهم تساوي الكسروية والمجوسية !

   لكن هل يجرؤون أن يقولوا يوماً إن مسلم والبخاري والترمذي والغزالي والشهرستاني والطبري وأمثالهم من أعلام السنة ، هم أيضاً كسرويون ومجوس ، فقط لأنهم إيرانيون وأجدادهم كانوا مجوساً؟! بل إنك تجد منهم من كان أبوه مباشرة مجوسياً  كوالد  البخاري صاحب الصحيح؟!

   أجل لن يقولوا ذلك ولن يجرؤوا عليه ،لأنهم يرددون أسطوانة مشروخة ساهم الدجل في صناعتها ، فلعن الله تأريخنا يوم كتب على أديم الجيف ، وخطته أنامل السكارى ، وحفظه المجدفون !

الشيخ علي الكوراني

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*