الإنقاذ الاقتصادي… الصين أنموذجا

326

الحكمة – متابعة: كانت الصين دولة شعبية فقيرة جداً وضعيفة لغاية عام 1977 وكانت أعلى المنتجات الصناعية الرئيسة في البلاد هي “الغزل والأقمشة والفحم الخام والحبوب والقطن” واليوم أصبحت الصين دولة صناعية عملاقة تفوقت على إنكلترا وفرنسا والمانيا وايطاليا وغيرها من الدول العريقة في مجال الصناعة والاقتصاد وحسب دراسة جامعة أكسفورد البريطانية، ان التنمية الاقتصادية الصينية هي الأولى في العالم حاليا.

وقصة تحول تنمية إقتصاد الصين من ضعيف ركيك الى الأول عالمياً نوجزها في الأسطر التالية:

عام 1978 وبعد تولي “دينج هسياو ينج” الأب الروحي للنهضة الحديثة في الصين طلبَ من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الحاكم، الموافقة على التعاقد مع خبير تنمية إدارية واقتصادية عالمي للنهوض بالواقع الاقتصادي المتردي للصين الشعبية وبعد رفض طلبه سبع مرات “لم يكل أو يمل” حتى في المرة الثامنة أقنعهم بفكرته ووافقت اللجنة.

 وخاطب “دينج هسياو ينج” شخصياً عمادة كلية الإدارة والإقتصاد والسياسة في جامعة أكسفورد البريطانية، الأولى عالمياً في هذا التخصص، وأبلغهم عن رغبة الصين، بالتعاقد مع بروفيسور متخصص بالتنمية الإقتصادية والإدارية، للعمل مع الحكومة الصينية بصفة مستشار أول، ويُدفع له خمسة أضعاف راتبه الحالي مع إمتيازات إضافية آخرى كتذاكر السفر المجانية ثلاث مرات بالسنة وعطلة 60 يوماً في السنة مدفوعة الثمن.

 رفضت جامعة أكسفورد طلبه، لكنه لم ييأس وعاودَ الكَرَةَ ثانيةً وعرض عليهم أن يدفع للكلية رواتب الأستاذ للسنة الماضية جميعها، وافقت العمادة وعملت إعلاناً ووضعته في لوحة إعلانات الجامعة، وتقدم احدهم ووافق على العرض وذهب للصين، وأمرَ “دينج هسياو ينج” وزراء الحكومة الصينية بتنفيذ مايطلبهُ منهم الخبير وأول خطواته كانت:

 التحول التدريجي إلى إقتصاد السوق، وفتح الباب أمام الإستثمارات الأجنبية وخاصة في مجال الصناعة، وقد حدد “الخبير أربع نقاط أساسية لمشروعه مع حكومة الصين وهي :

أولاً : العمل من أجل حكومة نظيفة وأمينة ونزيهة.

 ثانياً : تضييق الفجوة الإقتصادية بين شرق وغرب الصين بتبادل الخبرات المتوفرة.

 ثالثا : العمل على تقليل التضخم بالعملة.

رابعاً : قام شخصياً بتدريب الوزراء على الإدارة والقيادة وتعلم الإنكليزية، ونقل الوزراء هذه التجربة إلى موظفي وزاراتهم. وبعد ثلاث سنوات من بداية عمله ووضعه خطة ستراتيجية لكل وزارة، أخذت تجربته الإصلاحية لإقتصاد الصين تظهر للعيان، وبعد خمس سنوات من عمله استطاعت الصين من بلورة مفهوم اقتصاد السوق الاشتراكية وتحديث تسوية عملية ونظرية بين الحفاظ على دور الدولة التدخلي في الاقتصاد من جهة وخلق فضاءات أو جزر اقتصادية ليبرالية متعولمة ومن جهة ثالثة عمل الخبيرعلى ربط الإقتصاد الصيني بالاقتصاد العالمي وتلك التجربة الحديثة سمحت للصين بالاندماج بدون أن تعاني من الزلازل التي تواكب عادة التحول من اقتصاد مغلق إلى اقتصاد متعولم.

وبدأ الخبير الإصلاح في المناطق الريفية بتدشين نظام الأسر المنتجة، ثم واصل عمله الإصلاحي في البلاد، و طال الإصلاح قطاع الصناعة الذي به استمرت الصين في انفتاحها الاقتصادي وساعد الخبير المذكور الصين بالإنضمام إلى منظمة التجارة العالمية.

ويقول الأستاذ في جامعة بكين لي جانغ: كانت الرشوة والسرقة متفشية في الدوائر الحكومية لكن قراراً حكيماً من المستشار التنموي للصين ويقصد الخبير أدى الى زيادة دخل الموظف كل ما زاد حجم الإنتاج وزادت المبيعات وجعل نسبة من الربح تذهب للموظف والعامل والمدير وهذا ما جعل الجميع يُفكر بزيادة اﻻنتاجية.

 الآن دعوني افاجئكم من هو الخبير الستراتيجي الذي صار سببا في نهضة الصين وخلال عشر سنين فقط انه البروفيسور العراقي الياس كوركيس الاستاذ في جامعة اكسفورد البريطانية.

 وهنا يجب ان نؤمن بالخبرات العراقية انها قادرة على احداث تنمية اقتصادية في جميع القطاعات الانتاجية والخدمية، لاسيما ان كثيراً من المؤسسات الاقتصادية عالميا تدار بخبرات عراقية، وتجربة البروفيسور العراقي الياس كوركيس مبعث امل على ان العراق ولاد للخبرات الاقتصادية الفذة.

IMN

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*