عيد الغدير الأغر يُعَدُّ إعلاناً لإكمال الرسالة المحمدية السمحاء والولاية إكمالا لإنسانيتنا

213

22-10-2013-08

    أكد الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة أن الله تعالى حدّدَ لعباده أياماً ليفرحوا بها وتكون لهم عيداً إنما جاءت لأن الله عزوجل إختار لهذه الايام لتكامل الأمة الإسلامية في عبادتها لله عزوجل ، وهذا ما جعل عيدُ الغدير الأغر عيداً لله  عزوجل أو عيد الله الاكبر لأنه عنوان صحيفة المؤمن وتكامله هو حبُّ علي عليه السلام.

جاء ذلك خلال لقائه الاسبوعي بمنتسبي العتبة العلوية المقدسة ، حيث تحدث خلاله ببحثِ عن ماهية عيد الغدير الأغر.

وقال الشيخ ضياء الدين زين الديِّن :” إن العيد عند المفهوم الانساني هو تمجيد لحالة أو مناسبة تخلد في يوم محدد فتكون عيدا يتجدد يه الاحتفالات ، أما إذا أتينا الى الاسلام فالعيد فيه تعني محضُ عبادة الى الله عزوجل والفرق بين الإنسان الغربي والمسلم ، أنَّ الغربي يُربى منذ البداية على الإنعزالية ورؤية النفس ، أما الاسلام فيُربي المسلم على العبودية والخضوع لله عزوجل، والحال أن وجود الانسان لا يمكن أن يكون الا بخضوعه للقوانين التكوينية التي أنشأئها الله عزوجل فيها ، وهو لا يصل – اي الانسان – الى الحالة التكاملية الا بخضوعه لهذه القوانين التكوينية المقدسة ، بل ان الانسان لا يمكن أن يكون انسانا حقيقيا الا بارتباطه بالقوانين التشريعية التي وضعها الله تعالى وجعل فطرة الانسان عليها “.

وأضاف الشيخ زين الدين في بحثه :” وحيث نرجع الى الأحكام الاسلامية نجدها ذات بعدين الاول شخصي عبادي كالصلاة والصوم ، فيما تكون بقية العبادات ذات أبعاد اجتماعية مثل صلاة الجماعة ، فالأمة الاسلامية حين تصل الى الكمال الذي يريده الله عزوجل من خلال هذه العبادات بأبعادها الشخصية والاجتماعية فإنها تصل الى الحالة الجماعية العامة بطاعتها لله عزوجل فيكون نتيجتها عيداً للجميع “.

وتابع زين الدين بقوله :” فبالوصول الى هذه الكمالات العبادية يكون من حق الأمة أن تخرج بيوم يكون لها عيدا لجميع ، وبذلك فإن الله عزوجل اختار تلك الايام العبادية لتكامل الامة الاسلامية ومنها عيد الغدير عنوان صحيفة المؤمن وهو حب علي عليه السلام “.

وأشار زين الدين بالقول :” فالرسول صلوات الله وسلامه عليه حين أبلغ رسالته أمر بأن يكون أمير المؤمنين وصيهُ ووزيرهُ ، ثم بعد ذلك أمر الله عزوجل الرسول الاكرم بتبليغ الناس عن ولاية أمير المؤمنين والا فلا بلاغ لرسالة إن لم يبلغ عن ذلك ، لان الامتداد الطبيعي للنبوة هي الإمامة والولاية المتمثلة بالإمام علي عليه السلام ففي ولايته تمام الرسالة محمد صلوات الله وسلامه عليه ولهذا كانت الآية الكريمة ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ….) فحين يسمى العيد الأكبر ليس بمبالغة وإنما أمرٌ واقعي كون أنه قد تممت به الرسالة وأكمل به الدين ، فكما لم يتم اعلان الرسالة الا بإعلان علي فلا تتم انسانيتنا الا من خلال الولاية لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهي الولاية الشريفة.”

العتبة العلوية المطهرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*