الإمام الجواد تاسع أئمة أهل البيت (ع) الذي اضاءت الدنيا بعلمه و بفضائله وکمالاته. أبوه الإمام الهمام علي بن موسى الرضا، و أمه السيدة الفاضلة الکريمة المسماة بالخيزران. و لما ولد (ع) کان أبوه الإمام الرضا (ع) يقول: «قد ولد لي شبيه موسى بن عمران فالق البحار، و شبيه عيسى بن مريم»1 . و کانت ولادته (ع) في سنة 195 هجرية2 . و کناه أبوه بأبي جعفر، و من ألقابه الجواد؛ لکثرة خيره و بره و احسانه إلى الناس، والتقي و الزکي و باب المراد. و أحيط الإمام الجواد منذ نعومة إظفاره بهالة من التکريم و التعظيم، حيث استلم الإمامة بعد أبيه و هو لم يزل صغير السن و هي في سنته الثامنة و اظهر المعجزات والحجج و استمرت مدة إمامته حوالي سبعة عشر عاماً. استمرت مرحلته بالاعداد الفکري و الروحي لاتباع أهل اليت (ع) لتستقبل عصر الغيب بعد أن کثرت الخطوط المعادية لأئمة أهل البيت (ع)، فقد ورث (ع) علم الأولين و الآخرين عن آبائه الطيبين، و حمل جمال و جلال النبوة و هيبتها، فقام بدوره في الأمة علماً هادياً يقيم عمود الدين و يرسم للجماعة الصالحة و عموم المسلمين طريق العمل و السلوک و التربية. و استشهد الإمام الجواد (ع) في أواخر ذي القعدة من سنة 220 هجرية بعد أن حمله المعتصم العباسي على القدوم من المدينة إلى بغداد؛ يرصد کل تحرکاته و اعماله متأثر بالسم الذي دسّ إليه بأمر المعتصم و دفن في مقابر قريش في بغداد خلف قبر جده الإمام الکاظم (ع) 3. ـ بحار الأنوار 50: 15. ـ مكارم الاخلاق:92. ـ أعيان الشيعة 4: ق3: 391.