الحكمة – متابعة: طرح مشروع الحزام الأخضر منذ عام 2008 وكانت الموازنات في حينها انفجارية حتى عام 2014 ومع ذلك لم ينفذ منه سوى حزام محافظة كربلاء المقدسة بالكامل ومحافظة النجف الأشرف الذي لم يكتمل وكذلك حزام محافظة المثنى، فما احوجنا اليه اليوم بعد تصاعد درجات الحرارة الى الخمسين مئوية، كما ان للحزام فوائد اخرى غير تلطيف الاجواء فهو الى جانب ذلك يعزز الصحة النفسية ويستثمر الايدي العاملة ويخفض اسعار المنتجات الزراعية بما ينتجه من فواكه وخضر تنمو في ظل الاشجار المعمرة التي تزرع كمصدات للرياح والعواصف الغبارية.
وقد شهد الحزام الاخضر اهتماما قبل سنوات قليلة الا ان هذا الاهتمام قد خف الان، ونتساءل: (متى يطوق الحزام الاخضر محيط مدننا لاستعادة خصوبة ارضنا وحماية تنوعها الاحيائي ونقل العراق من موقع المعاناة التي تمثلت بكثافة العواصف الغبارية وارتفاع درجات الحرارة الى موقع اخر اقل شدة.
مشكلة الاراضي
لفت الوكيل الفني لوزارة ا لزراعة الدكتور مهدي ضمد القيسي في حديثه لـ «الصباح « الى ان وزارة الزراعة مهتمة ومعنية بالحزام الاخضر ولكنه من مهام امانة بغداد والبلديات في المحافظة لان مساحة عمل الوزارة هي الاراضي الزراعية التي تقع خارج حدود امانة بغداد وحدود البلديات، ودور الوزارة يتركز في الجانب الفني، وان تكون ساندة وداعمة لهذا المشروع، واضاف القيسي:
عملنا يتركز في مديريات وزارة الزراعة التي وجهناها بدعم الجانب الفني على اختيار النباتات التي تزرع فمثلا عند العمل في الحزام الاخضر لمدينة كربلاء المقدسة زرعناه بالزيتون والتمور لكي يكون مجديا اقتصاديا، والان ارتبطت مديريات الزراعة بالمحافظ وهذا ما يسهل العمل، ومن جانبنا كوزارة نؤشر وجود تأخير في العمل وهذا التأخير جاء بسبب كون الاراضي التي يمر بها الحزام الاخضر اما ان يكون ملكية خاصة او متعاقد عليها بموجب قوانين مثل قانون (35وقانون117) لذلك تواجهنا مشكلة كيفية حل هذه الاختناقات فالمتعاقد كيف يفسخ عقده ؟ فاذا كان ملكية خاصة فيجب ان يكون هناك التعويض وله سياقاته الخاصة، وهناك جانب اخر مهم وهو كيفية الادامة؟ إذ يجب ان يكون هناك تخصيص مالي مستمر اضافة الى وجود ايرادات مائية مستمرة وبعض من هذه الاحزمة تكون بعيدة عن الانهار لذا فان سقيها يعتمد على حفر الابار وهذا الحفر يحتاج الى ديمومة وموافقة وزارة الموارد المائية اما لماذا تأخر تنفيذ الحزام الاخضر كل هذه السنوات؟ ودرجات الحرارة في تصاعد فالاجابة لدى الجهات المسؤولة، ونحن كوزارة غير مكلفين بتنفيذ الحزام الاخضر بل تنحصر مهمتنا فقط بالجوانب الفنية، ونؤكد ضرورة ان تنشأ هذه الاحزمة الخضراء لاننا كوزارة زراعة نقول: ان اية نبتة سوف تخفف من درجات الحرارة ومن العواصف الترابية وتريح النفس وخارج عملنا مع امانة بغداد نحن نقوم بمعالجة التصحر والجفاف وتنفيذ الخطط الزراعية وقلة الغطاء النباتي، اما النباتات الواجب زراعتها بجانب الحزام الاخضر فهي النباتات الاقتصادية. وكشف القيسي عن ان وزارة الزراعة هي التي قامت بتنفيذ الحزام الاخضر في محافظة كربلاء المقدسة بالتعاون مع مديرية الزراعة عندما كانت مرتبطة بنا اداريا وماليا ومن تخصيصات الوزارة والان الزائر لذلك الحزام سيجد نباتات مثمرة وفيها ديمومة لهذا الحزام والوزارة استطاعت ان تخصص الارض التي يسير عليها الحزام الاخضر. ففي النجف الاشرف بدأت تواجهنا صعوبات في بناء القرى العصرية ، والمحافظة الوحيدة التي نفذت القرية العصرية هي محافظة كربلاء المقدسة التي يشهد لها بتنفيذ مشاريع كهذه، كما نفذت محافظتا المثنى والديوانية مشروع القرية العصرية وقد استفادت من الدعم، بينما لم تنفذ المحافظات الاخرى المشروع بسبب عدم وجود الاراضي اللازمة لذلك.
وزارة البيئة
وتحدثت لـ «الصباح } رئيس مهندسين زراعيين بثينة حسين رستم رئيس قسم مراقبة المياه والتربة / الدائرة الفنية / وزارة الصحة والبيئة فقالت :
الحزام الاخضر حاجز نباتي يتكون من عدة سقوف تتخللها اشجار مقاومة للحرارة والرطوبة والجفاف والملوحة ويعد مصداً للرياح ويقلل من شدة العواصف الغبارية كما يحافظ على سلامة البيئة والاراضي الزراعية، وبدأت فكرة اقامة الحزام الاخضر منذ عام 2008 في وزارة البيئة وتم تنفيذ الفكرة في محافظة كربلاء المقدسة في الجهة الغربية منها كونها مواجهة للصحراء الغربية كما كانت تستخدم كحزام امني ايضا، وكان التخصيص المالي من مجلس محافظة كربلاء وبمبلغ قدره (3) مليارات دينار، وتم تشكيل لجنة اعضاؤها من جميع الوزارات والمشروع الاول كان بطول(37) كم وعرض (100) وتم انجازه بنسبة 100بالمئة وكان ناجحا واصبح نموذجا لدينا، وكان التمويل في البداية من تخصيصات تنمية الاقاليم /مجالس المحافظات وآلية التنفيذ من قبل مديريات الزراعة في المحافظات اما دور وزارة البيئة فكان الاشراف ومتابعة المشاريع وتنفيذها.
واشارت رستم الى ان محافظة النجف الاشرف نفذت مشروعها الاول وهو بطول (13) كم وبعرض (131) مترا، وهي الان في مرحلة انجاز مشروع اخر بطول 10كم وعرض (131) متراً، واكدت رستم ان ثلاث محافظات تم انجاز حزامها الاخضر وهي محافظات كربلاء المقدسة والنجف الاشرف ومحافظة المثنى التي لم يكتمل حزامها بسبب الضائقة المالية، اما بقية المحافظات فقد اعدت الدراسات والجدوى الاقتصادية الا ان التوقف كان بسبب عدم وجود التخصيصات المالية بل حتى المشاريع التي تم انجازها تلكأت الان بسبب التخصيصات إذ تحتاج الى اجور عمال واجور نقل، ونحن كوزارة معنية نقوم الان بمفاتحة مجالس المحافظات ومجلس الوزراء نطالب بتخصيص مالي للمشاريع غير المنفذة ونحاول ان نحل اية مشكلة تقف بطريق الاحزمة الخضراء ولدينا مشكلة ( نزاعات الملكية ) وعلينا حلها مع دوائر العقود لاستملاك الاراضي من اصحابها وبعض الاراضي فيها مشاريع لحقول نفطية كما في البصرة، واخيرا تم تشكيل لجنة وطنية لمكافحة التصحر برئاسة وزيرة الصحة والبيئة وعضوية جميع الوزارات ودور هذه اللجنة معالجة التصحر في البلاد ومنها الحزام الاخضر الوطني المسؤولة عنه وزارة الموارد المائية ومشروع المليون شجرة المسؤولة عنه وزارة التعليم العالي ومشروع الحزام الاخضر الاقليمي المسؤولة عنه جامعة الدول
العربية. ولفتت رستم النظر الى ان كل هذه المشاريع هي افكار جاهزة والاحزمة الخضراء جزء منها لكي تحمي اجواء العراق من شماله الى جنوبه ويتم التحضير حاليا لورشة عمل في محافظة كربلاء المقدسة لاختيار احد المشاريع المذكورة لمنحه التخصيصات المالية عن طريق المنظمات العالمية، واضافت ان حزام بغداد الاخضر مشروع كامل يبدأ من شعلة دهنة ويدور حول اطراف مدينة بغداد ومساحته 1039 دونماً وتوقف بسبب ضرورة ان يروى من مبزل الصقلاوية ويحتاج وحدة معالجة وقد اعتذرت امانة بغداد بسبب عدم وجود التخصيصات المالية.
انواع الاشجار
وتحدثت لـ «الصباح «معاون رئيس المهندسين الزراعيين رنا نجم مدير شعبة مراقبة الاراضي الزراعية للدائرة / الدائرة الفنية / وزارة الصحة والبيئة قائلة : الاشجار التي تزرع في الاحزمة هي النخيل، الزيتون، السدر، الاثل، الكالبتوس وهذه كلها محلية وسوف تسقى بالتنقيط وهي تكتفي بالقليل من الماء ومن المياه الجوفية، اما عن سقي كل هذه الاشجار فنقترح ان يكون من مياه الصرف الصحي المعالج التي لا تصلح للاشجار المثمرة بل للاشجار الغابية التي يستفيد من اخشابها وان يكون السقي بطرق الري الحديثة، اما الايدي العاملة فهي من ابناء المدينة (اجور يومية) وللحزام مردود اقتصادي يغطي تكاليفه، من اقامة مناحل وسياحة بيئية اضافة الى تلطيف الاجواء فلو زرع كل فرد في المدينة شجرة لراينا الفرق في انخفاض درجات الحرارة، واكدت نجم ان اتمام مشروع الحزام الاخضر يحتاج الى خمس سنوات لكي ينفذ.