الحكمة – متابعة : يقترح خبراء التعليم الروس أن يتوقف المربّون عن سحب الهواتف الذكية من التلاميذ، بل عليهم إشراكها في العملية التعليمية.
صرحت أولغا فاسيلييفا وزيرة التربية والتعليم والعلوم الروسية في وقت سابق بأن الهواتف الذكية تعيق العملية الدراسية للتلاميذ وللمدارس الحق في تنظيم عملية دخولها كما تراه مناسبا.
بينما يقترح الخبراء التحرك في الاتجاه المعاكس، حيث قالت، ناديجدا أوستاشوفا، رئيس قسم علوم التربية بجامعة بريانسك الحكومية، إن إدخال الهاتف في العملية التعليمية أفضل من نزعه من الطالب، من خلال إنشاء “كتب مدرسية إلكترونية، وتطبيقات يمكن استخدامها أثناء الدروس”.
كما أضافت أوستاشوفا أن هذا المدخل التعليمي يمكن استخدامه “ليس في المدارس الابتدائية فحسب، حيث يتعامل معلم واحد مع التلاميذ في جميع المواد، وإنما بالإمكان استخدامه في المراحل المتقدمة من الدراسة، حيث أن التلاميذ في المراحل المتوسطة والثانوية يتعاملون مع نزع الهواتف الذكية بحساسية أكبر، فنستطيع إقناعهم بأن الهواتف الذكية ليست للترفيه فحسب، وإنما أيضا للتعليم والعمل”.
يؤيد هذا الرأي رئيس الإدارة التعليمية في مدينة يكاتيرينبورغ، يكاتيرينا سيبيرتسيفا، التي تقول: “أعلم أن هناك العديد من المدارس في يكاتيرينبورغ تسحب الهواتف الذكية من التلاميذ قبل دخولهم المدارس، إلا أن هناك جيل جديد من المعلمين يستخدمون الهواتف كأداة تعليمية في حصصهم، من خلال الاعتماد على المعلومات أو إجراء الاختبارات، أو التصويت، ما يجعل هؤلاء يحصلون على النتائج فورا”.
يقول أليكسندر أنيكييف وزير التعليم والعلوم في مقاطعة كالوغا: “لابد وأن يمنع استخدام الطلاب للهواتف النقالة. لقد رأيت في أحد المدارس الفنلندية كيف يغلق التلاميذ بأنفسهم هواتفهم قبل الدخول إلى الحصة، بدون أي تعليمات أو تحذيرات من المعلم”.
أما عن الآثار الإيجابية لسحب الهواتف من التلاميذ يقول، رومان نيوداتشين، منسق البعثة التاريخية والجغرافية “بايكال-ألاسكا” التي قطعت صيفا مسافة تقدر بـ 7000 كيلومتر من إركوتسك إلى بيتروبافلوسك-كامتشاتسك: “أحد اكتشافاتنا الهامة أثناء رحلتنا.. الأطفال. لقد رأيناهم في أماكن نائية لا تملك أي اتصال بالعالم الخارجي من خلال الإنترنت أو حتى الهاتف. لذلك فهؤلاء الأطفال لا يحتاجون إلى الهواتف النقالة في المدارس. هذه بيئة اجتماعية ثقافية مختلفة تماما، حيث لا يقع الأطفال تحت تأثير أي مؤثرات وسيطة.. هؤلاء هم بذرة الباحثين في المستقبل”.