من فعاليات (ربيع الشهادة الثامن) في كربلاء

261
 
30-6-2012-4
تقرير: فراس الكرباسي

بدأت جلسة البحوث الثانية والتي ‏تقام ضمن فعاليات اليوم الثالث لمهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الثامن. وقد جرت الجلسة على قاعة خاتم الأنبياء في العتبة الحسينية المقدسة وقد مثل الأمانتين العامتين للعتبتين المقدسين الحسينية ‏والعباسية في هذه الجلسة الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي ، وكذلك عدد من ضيوف المهرجان .‏

وافتتحت الجلسة بتلاوة معطرة من الذكر الحكيم، ثم قدم البحث الأول سماحة العلامة السيد رياض الحكيم، والذي تمحور على ‏الظروف التي أحاطت بالإمام الحسين عليه السلام ومعرفة المخاطر التي واجهت الأمة الإسلامية خلال مرحلة مبايعة يزيد، ‏والإشكاليات التي عالجتها الثورات والحركات الإصلاحية في مواجهة الطغاة والمستبدين، وتطرق إلى أهم معوقات الإصلاح ‏ومنها : سطوة السلطات المستبدة واستغلال السلطة للدين، وسعي السلطات خاصة الدينية لإضفاء الشرعية وحرمة دم المسلم وحرمة قتاله، ولزوم الجماعة والتحذير من شق كلمة المسلمين، وحرمة وقدسية منصب الخلافة.‏ كما بين في بحثه أهم انعكاسات ثورة الإمام الحسين عليه السلام، التي من جملتها: ‏‏حركة عبد الله بن الزبير ضد الحكم الأموي، و‏انتفاضة أهل المدينة في واقعة الحرة و‏حركة التوابين في الكوفة، و‏‏حركة المختار، و‏ثورة زيد بن علي عليهما السلام ،‏ و‏حركة العباسين. والسيد رياض الحكيم من مواليد النجف الأشراف، أستاذ في الحوزة العلمية، درّس العلوم ‏الحوزوية كالفقه وأصول الفقه والفلسفة ‏وعلوم القرآن وعلم الرجال ، مشغول بتدريس البحث الخارج في الفقه وأصول الفقه، شارك في مؤتمرات وندوات في العديد من ‏دول العالم، له مؤلفات في الفقه ‏وأصول الفقه، وعلوم القرآن وغيرها.‏

30-6-2012-5

فيما كان البحث الثاني المقدم في الجلسة الثانية للمهرجان لسماحة السيد محمد علي الحلو وهو من أساتذة الحوزة العلمية، كما له ‏باع في البث والتأليف، كما امتاز بمؤلفاته المتنوعة حول فكر أهل البيت (عليهم السلام) وعقيدتهم، وكذلك في القضايا الإسلامية ‏المعاصرة، وتنوعت بحوثه بين أكاديمية وحوزوية ، وتقدم ببحث قيم في هذه الجلسة تحت عنوان ( القراءة المعكوسة .الاستنباط ‏التاريخي المعاصر)، والذي لخص فيه شرعية قيام هذه الثورة من خلال طرح تجربة جديدة لقراءة الماضي بفرض احتمالات ‏مستخلصة من المشاهد والمحطات التاريخية لتشكل علامة استفهام تندرج ضمن سياق الواقعة التاريخية .‏

فيما تقدّم العلامة الشيخ محمد الحسون ببحث ثالث خلال جلسة البحوث المقامة  بعنوان ( الشعائر الحسينية وواقع الحال) ‏وبين فيه أهمية الشعائر الحسينية كونها ذات أثر إيجابي في استمرار أهداف نهضة الإمام الحسين عليه السلام.‏ وأشار لكثرة التساؤلات والشبهات المثارة عليها ودور العلماء والفقهاء بهذا الخصوص، وبيَّن في بحثه أن الشرارة الأولى ‏لتلك التساؤلات والشبهات كانت بين عامي 1346هـ و1348هـ، عن طريق صحيفة تصدر بذلك الزمان اسمها الأوقات ‏العراقية أو الأوقات البصرية، وقد تبنت إثارة ضجة إعلامية تجاه الشعائر الحسينية، واسترسل ببحثه مبينًا المؤسسين الأول لها ‏والعاملين بها، والذين هم من البريطانيين في حقبة احتلالهم للعراق، وهي البذرة الأولى لإثارة الإشكاليات والشبهات تجاه هذه ‏الشعائر .‏ والعلامة الشيخ محمد الحسون هو من مواليد النجف الأشرف. أكمل الدراستين الابتدائية والثانوية فيها، ‏ودخل كلية الهندسة ‏جامعة بغداد ثم هاجر إلى إيران ودرس في الحوزة ‏العلمية في قم المقدسة.‏ حضر البحث الخارج في الفقه على يد آية الله العظمى الشيخ جواد التبريزي، وفي ‏الأصول على يد آية الله العظمى الشيخ الوحيد ‏الخراساني. ‏له مجموعة من الآثار في مجالي التأليف والتحقيق لعلَّ من أهمها كتاب ‏حياة المحقق الكركي وآثاره في 12مجلداً.‏ سافر إلى الكثير من دول العالم للتبليغ وحضور المؤتمرات، وهو الآن ‏عضو اللجنة العلمية في قناة الكوثر الفضائية، وعضو ‏اللجنة العلمية في ‏منظمة الحج الإيرانية، رئيس مركز الأبحاث العقائدية في مدينة قم ‏المقدسة.‏

30-6-2012-6

هذا وافتتح الباحثون المشاركون في الجلسة المجال للحاضرين بطرح الأسئلة ومناقشتهم حول قضايا عديدة في إطار عناوين ‏البحوث المقدمة، فضلًا عن العديد من القضايا الإسلامية المعاصرة، ليجيبوا عنها ويثروا الحاضرين بالإجابات الشافية والوافية، ‏والتي خلقت نوعًا من التواصل والانسجام بين الجميع مع الفائدة الحقيقية التي حققتها هذه الجلسة في نشر فكر وثقافة أهل البيت ‏عليهم السلام، وتعريف الآخرين بهذه العقيدة الإلهية الراسخة وهي الفائدة والأهداف التي نشدها القائمون على مهرجان ربيع ‏الشهادة الثقافي العالمي الثامن المنعقد من الفترة (24 – 28) حزيران 2012 في مدينة كربلاء المقدسة.‏

 من جانبهم أشار الحاضرون إلى أن هذه البحوث وهذه الدراسات يحتاجها وقتنا الحاضر، لأننا ننتقل من مرحلة ‏النعي إلى مرحلة ‏الوعي، لأن العالم الإسلامي يحتاج إلى هذا الوعي في مثل هذه ‏المرحلة، لا بد أن نميز بين التداعيات التاريخية التي كتبت، لأن ‏التاريخ يكتبه ‏الأقوياء، فنحن بحاجة إلى دراسة التاريخ من جديد حتى نبين المعالم الإسلامية، ‏ونبرز الشخصيات الإسلامية ‏.‏

يذكر أن “مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الثامن” تقيمه وتموله بشكل كامل الأمانتان العامتان للعتبتين ‏المقدستين الحسينية والعباسية منذ تأسيسه قبل ‏‏سبع سنوات، إحياءً لذكرى مولد سبط الرسول الأعظم صلى الله عليه ‏وآله وسلم الإمام أبي عبد الله الحسين، وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام، وتميز ‏‏هذا العام بزيادة عدد الدول ‏المشاركة حيث وصلت لأكثر من 45 دولة عربية وأجنبية.‏

30-6-2012-7

 

المصدر: موقع ” مصر الجديدة “

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*