وساطة عراقية ترتكز على حكومةٍ سوريّة يقودها السنّة وتواجه معضلة الأسد
بغداد – باسل محمد
كشفت أوساط رفيعة في وزارة الخارجية العراقية لـ”السياسة”, أمس, أن “المجلس الوطني” السوري المعارض يؤيد وساطة بغداد لحل الأزمة السورية.
وأكدت الأوساط أن واشنطن والكويت وقطر تؤيد توسط بغداد بين النظام السوري من جهة وفصائل المعارضة من جهة ثانية, مشيرة إلى أن الحكومة العراقية ستشاور أولاً بأول جميع الأطراف الإقليمية والدولية التي يمكنها أن تلعب دوراً في أنجاح وساطتها لإيجاد حل سلمي للأزمة.
وأضافت أن الدور العراقي لتقريب وجهات النظر بين طرفي النزاع, أي النظام والمعارضة, سيكون جزءًا من جهود الخطة الدولية الرامية لتأمين انتقال سلمي للسلطة في هذا البلد الجار للعراق.
وكشفت أوساط الخارجية العراقية أن الوساطة العراقية ترتكز على خمسة أمور جوهرية هي: وقف العنف فورًا, وتحييد القوات المسلحة السورية، وعدم تدخلها في أي نزاع سياسي, واختيار شخصية سنيّة لقيادة الحكومة الانتقالية, وتقرير مصير بشار الأسد بواسطة الانتخابات الحرة والنزيهة, ومعاقبة المتورطين بالمجازر من قبل حكومة منتخبة.
ورأت الأوساط أن أي وساطة عراقية أو أي تسوية سياسية في سورية ستواجه معضلتين كبيرتين:
– الأولى أن مشاركة الأسد في العملية السياسية لن تكون مقبولة لأنه استخدم القوة العسكرية المفرطة مع معارضيه وخصومه.
– الثانية أن انتقال الجيش السوري من دوره الحالي كجزء من عملية العنف إلى راع لانتقال السلطة أمر معقد ومختلف تماماً عن حالة ودور الجيش في مصر .
في سياق متصل, كشف مقربون من المراجع الدينية الشيعية في مدينة النجف الواقعة جنوب بغداد لـ”السياسة” أن بعض المراجع وجه دعوات لرجال دين من الطائفة العلوية في سورية لزيارة المدينة, مشيرة إلى توجه لتنظيم حوار بين رجال دين سنة ورجال دين علويين سوريين في النجف, ما يعني أن المراجع الشيعية على يقين بأن سورية اقتربت من مرحلة ما بعد الأسد ولذلك المهم هو منع حدوث أي حرب طائفية بعد هذا التحول.
وفي هذا السياق, قال النائب في التحالف الشيعي علي شاكر شبر لـ”السياسة” أن المراجع الدينية في النجف تؤيد الشعب السوري ولن تقف بأي حال من الأحوال مع النظام السوري, وهي تؤيد أي حل سلمي يفضي إلى تقرير المصير وإنهاء العنف.
وأضاف أن المراجع الدينية الشيعية لا يمكنها أن تكيل بمكيالين, فهي أيدت سقوط الديكتاتور في العراق، ولا يمكنها أن تعارض هذا الشيء في سورية أو غير سورية, ولذلك فهي ملتزمة دعم مطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة.
ورأى أن بغداد لن تتردد في طلب مساعدة إيران التي لها تأثير بالغ على النظام السوري، أو مساعدة أي طرف إقليمي ودولي له تأثير على المعارضة السورية, لأن الهدف هو إنهاء العنف وتوفير مناخات مناسبة للمرحلة الانتقالية باتجاه الديمقراطية .
من جهته, قال النائب في ائتلاف “دولة القانون” (برئاسة نوري المالكي) شاكر الدراجي لـ”السياسة” إن هناك إشارات إيجابية صدرت عن المعارضة السورية لقبول أي وساطة عراقية مع النظام السوري, وإن هذه الإشارات جاءت بالتحديد من “المجلس الوطني” السوري وهناك محاولات جادة لفتح قنوات اتصال مع “الجيش السوري الحر”، لأنه يمثل العنصر الفاعل على الأرض في النزاع مع القوات الحكومية.
المصدر: السياسة الكويتية