مراسم الليلة التاسعة من محرم الحرام لسنة 1439 هـ في مؤسسة الإمام المنتظر (عج) بمدينة مالمو السويدية (تقرير مصور)
268
شارك
الحكمة – متابعة: لليلة التاسعة من شهر المحرم الحرام لسنة 1439هـ المصادف 29-09-2017 ،تــواصل مؤسسة الإمام المنتظر(عج) بإحياء مراسم عاشوراء بحضور جمع غفير من المعزين والموالين لأهل البيت عليهم السلام ،
صلاة العشائين وتلاوة القرآن وقراءة زيارة عاشوراء :-
بعد صلاتي المغرب والعشاء جماعة بأمامة الشيخ أبي أحمد الدراجي ،أستهل مجلس العزاء الحاج أبو هاشم مجلس العزاء بقراءة آيات من الذكر الحكيم ،، بعدها قرأ أبو علي الكربلائي زيارة الإمام الحسين في عاشوراء..
كلمة باللغة السويدية حول قصة إبليس وعصيانه الله سبحانه وتعالى:- شارك الشاب المؤمن ذو الثقلين من جمعية أصدقاء المنتظر(عج) (DVV)،بكلمة باللغة السويدية ،عن قصة إبليس وعصيانه الله سبحانه وتعالى،موضحا كيف كان إبليس ملقباً من قبل الملائكة بطاووس الملائكة وأنه كان أكثر الملائكة عبودية لله سبحانه وتعالى ولكن عندما خلق الله آدم ودعا الملائكة السجود لآدم رفض ابليس السجود وعصا الله فحلت عليه لعنة الله ولكنه بدل ان يندم على فعله تحدى الله وتوعد بإغواء الإنسان الذي اختاره الله خليفة له في الأرض ليثبت لله عز وجل أنه أفضل من الانسان. وذكر ان من ذلك الوقت وحتى يرث الله الأرض ومن عليها ويحكم بالقسط والعدل. وعند قدوم رسول الله محمد (ص) أكد أن سبب بعثته من قبل الله سبحانه وتعالى هو لإتمام مكارم الأخلاق، لذلك نرى انه وباقي الأئمة وقبله الأنبياء والرسل يتمتعون بأحسن الأخلاق ولا يكلموا الناس إلا بالسلام والابتسامة وكان يدفع بالتي هي أحسن ولذلك لم يستطع الشيطان اغوائه. وهذا ما طلبه من باقي المسلمين أن يكونوا على خلق عظيم. وهذا ما فعله الإمام الحسين حين سمح للجيش الذي سيقتله أن يشرب من ماء الفرات لأنهم كانوا عطاشا عكس ما فعله جيش يزيد حين منع الماء من الإمام والنساء والأطفال الذين كانوا معه وإستشهد الإمام وباقي أصحابه عطاشا. هذا درس يعلمنا به الإمام كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وآله أن نحسن لكل الناس حتى أعداءنا الذين يريدون هلاكنا. لذلك نستنتج أن الله سبحانه وتعالى وضع فينا خيار الخير والشر ومن يختار الخير والإحسان وحب الناس يدخله الله الجنة ويحشره مع الأنبياء والصديقين من يختار طريق الشر يحشر مع المجرمين والطواغيت كفرعون وهامان ويزيد وباقي المجرمين عبر التاريخ.
وأعتلى المنبر الحسيني في الليلة التاسعة سماحة الشيخ غموس الزيادي،وكانت محاضرته بعنوان (الفتنة والإختبار). ابتدأها بقراءة جزء الآية الكريمة 35 من سورة الأنبياء بسم الله الرحمن الرحيم “…وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ”. وتطرق سماحته الى لفضة الفتنة حيث تبعث على التشاؤم ،قائلا،ولكن نجد معاني وفوائد كثيرة ومنافع ولربما كانت قاعدة أساسية في عالم البشر الذي هو جزء من عالم الإمكان، فليس هو عرضة للفتنة بل هي قاعدة لعمل الإنسان وإطار عام في الدين والحياة ولا يمكن التخلص منها والتغافل عنها مستشهدا بالآية القرآنية “أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون” (سورة العنكبوت آية 2) فهي بمعنى الاختبار والامتحان والابتلاء. وأكد سماحته إن أول فتنة كانت هي عند دخول آدم وزوجه الجنة حيث أمرهما الله سبحانه وتعالى أن يعيشا فيها بشكل طبيعي ولكن بإمتحان وابتلاء وهو ان لا يقربا الشجرة التي منعهما الله منها. وإن كلمة الفتنة فهي من الفتن وهي اختبار الذهب بالنار، فهو يستخرج من المعادن ويوضع في نار خاصة ليستصفى من باقي المعادن،وهنا يظهر هل ان هذا المعدن ذهب أم شيء آخر، وكذلك كلما تزداد قوة النار ينقى الذهب أكثر، وهكذا الإنسان فيظهر في الصعاب والفتن والامتحان كلما تزداد عليه يزداد نقاءً وصفاءً. وبّيـن الشيخ الزيادي ،إن الفتنة لتمييز الصالح من الناس عن الطالح وليصفي الله الصادقين من الكاذبين والمنافقين، وهذا ما أكدت عليه الآية التي تتلوها: “وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ” لذلك هي خير للمؤمن ليبين معدنه الأصلي ويبرز الخليفة الحقيقي لله وبذلك يظهر لنا النبي والوصي وخير والصالح وبذلك نعرف الخط الصحيح كي نتبعه والضلال لنتجنبه. وهكذا كانت فتنة كربلاء على أشدها والتي كان بطلها الإمام الحسين ليبين للعالم موقفه التاريخي وهي أخطر فتنة حيث يختبر الإنسان في دينه وإعتقاده حين يضع الإنسان أمام اختيار بين الحق والباطل. وقوله عليه السلام انه لم يخرج أشراً ولا بطراً ولكن لأجل الإصلاح في أمة جده صلى الله عليه وآله. فأظهر حقيقة الدين الأموي مقابل الدين المحمدي الأصيل وأتم الحجة على المسلمين ليتبن الحق من الباطل. وليؤكد للناس أن من يقف بوجهه هو نفس الخط الأموي المنافق الذي وقف بوجه رسول الله حتى فتح مكة ليتحولوا الى منافقين بالظاهر ليخربوا الدين من الداخل بعد أن عجزوا أن يحاربوه وهم كافرون. وتطرق سماحته الى أسباب الفتنة قائلا، نجد أمير المؤمنين (ع)يشرح لنا تفاصيلها: “إنما الفتن اهواء تتبع وآراء تخترع يخالفون بها كتاب الله ويتولى عليها رجالا على غير دين الله”. وما كان رسول الله بعيداً عن الفتن في حياته من المنافقين والكفار وفي آخر أيام حياته كانت الفتنة الكبرى حين طلب من الحضور إحضار كتاب ودواء ليكتب لهم كتاباً لن يضلوا بعده أبداً ولكنهم رفضوا ليثيروا فتنة بقولهم حسبنا كتاب الله. والشيعة وباقي البشر هذه الإيام يعيشون الفتنة في عقر دارهم يتوجب علينا الوعي وذلك بالتركيز على كربلاء واستخلاص العبر الصحيحة منها لنواجه كل أنواع الفتن. وستشتد هذه الفتن حين ظهور الإمام المنتظر وتزداد بعد ظهوره عجل الله تعالى فرجه الشريف. ولكي نستطيع أن نتعرف على الفتنة وتفهمها في زمن الغيبة الكبرى يجب علينا نحن الموالون أن نكثر من الصلاة والعبادة والدعاء وقراءة وفهم القرآن وتعميق الجانب الروحي لكي يكون لنا موقف لأننا سنسأل عنها يوم القيامة. فإما ان نكون على طريق الحسين وأصحابه عليه السلام وإما أن نحشر مع معسكر يزيد. وفي الليلة التي تعارف المنبريون على أن يذكروا فيها (علي الأكبر) كان له النصيب فيها ليسرد الموقف البطولي لهذا الفارس المغوار يوم الطف بصوت شجي ابكى الحضور الغفير في هذه الليلة الاليمة والحزينة .
قصــائــد الـرثـــاء وإختتام المجلس :-
و شارك الحاج أبو زهراء الصواف بالقصائد الرثائية الحسينية التي شارك بها المعزين، وختم المجلس بدعوة الحضور لتناول الطعام تبركا.