شيعة أفغانستان والولاء المُعمّد بالدم لأهل البيت (ع)
الحكمة – متابعة: في يوم الجمعة 29 ايلول / سبتمر الماضي ، المصادف لليوم الثامن من شهر محرم الحرام ، نفذ “داعشيون” ، صوروا أنفسهم على أنهم رعاة أغنام ، هجوما على مسجد في منطقة قلعة فتح الله وسط العاصمة الافغانية كابول ، كانت تقام فيه مراسم لاحياء ذكرى عاشوراء ، واسفر عن استشهاد 5 اشخاص واصابة نحو 20 اخرين بينهم 4 اطفال.
يأتي هذا الهجوم بعد شهر من هجوم نفذته “داعش” على مسجد لاتباع اهل البيت عليهم السلام في العاصمة كابول ، أثناء أداء الصلاة ، واسفر عن استشهاد 20 شخصا واصابة العشرات من المصلين.
يبدو ان “الدواعش” والمجموعات التكفيرية الاخرى ، يُكفرون عن عدم مشاركتهم في قتل سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام ، كما شارك اجدادهم ، عبر قتل اتباع الحسين والسائرين على نهجة ، خاصة في ذكرى عاشوراء ، كما حصل في عام 2011 عندما قتلوا ظلما نحو 100 شخص من اتباع اهل البيت عليهم من المشاركين في مراسم عزاء ابي عبدالله الحسين(ع).
هجوم يوم الجمعة الماضية كان سيتحول الى مجزرة مروعة لو تمكن المهاجمون من الدخول الى المسجد وتفجير انفسهم وسط المعزين ، الا ان سماح الحكومة الافغانية لاتباع اهل البيت عليهم السلام بالقيام بحراسة المساجد والحسينيات ، هو الذي حال دون وقوع المجزرة ، فقد حاول احد المهاجمين إدخال المتفجرات إلى المسجد الا ان حراس المسجد اكتشفوا أمره ، وفجر نفسه خارج المسجد بينما فر الاخرون.
اقامة مراسم عاشوراء في افغانستان ليست مثل باقي مراسم عاشوراء التي تجري في مختلف انحاء العالم ، فالمشاركة في مراسم عاشوراء في افغانستان تعني ان يستعد المشارك للشهادة ، فمثل هذه المراسم عادة ما تكون هدفا لاحفاد قتلة الحسين (ع) من المهووسين “الدواعش” والجماعات التكفيرية الاخرى ، التي ترى في قتل اتباع اهل البيت واجب ديني يقربهم الى الله ، كما كان يعتقد اجدادهم عندما قتلوا الامام الحسين عليه السلام واصحابه في كربلاء.
ولاء شيعة افغانستان لاهل البيت عليهم السلام ، هو ولاء خالص لا تشوبه شائبة ، فهو معمد بالدم ، الدم الذي استرخصه الشيعة الافغان من اجل التمسك بمدرسة اهل البيت (ع) ، فمن السهل جدا ان يدعي شخص ما حب اهل البيت (ع) ويعلن ذلك جهارا نهارا دون اي خوف ، في الظروف العادية التي لا يستشعر فيها باي خطر يمكن ان يهدد حياته من قبل الجماعات التكفيرية ، التي لم يسلم من أذاها حتى الاطفال والنساء والشيوخ ، ولكن ان يجاهر انسان ما بحب اهل البيت عليهم السلام ، ويفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم ، في وسط تنشط فيه الجماعات التكفيرية ، ويدفع روحه ثمنا لهذا الحب ، فمثل هذا الشخص يمكن اعتباره من خريجي مدرسة اهل البيت الخُلص.
نجاح شيعة افغانستان في امتحان الولاء لاهل البيت عليهم السلام ، لا ينحصر بتضحيتهم بارواحهم من اجل هذا الولاء ، فهم واجهوا امتحانا لا يقل صعوبة من الامتحان الاول ، وهو امتحان الصبر امام الاغراءات المادية التي كثيرا ما يتعرض لها اتباع اهل البيت (ع) في افغانستان ، فهناك جهات دولية واقليمية تستغل الظروف الاقتصادية الصعبة في افغانستان ، وتقوم بتوزيع الاموال وتقديم الهدايا في المناطق التي يقطنها اتباع اهل البيت عليهم السلام ، في محاولة لاحداث ثغرة في ولاء الشيعة لاهل البيت (ع).
في كل الامتحانين خرج شيعة افغانستان مرفوعي الراس ، امتحان اظهار الولاء لاهل البيت (ع) جهارا نهارا ، حتى لو تسبب ذلك بالتضحية بالنفس ، وامتحان رفض الاغراءات المادية رغم حراجة الوضع الاقتصادي ، لذا على اتباع اهل البيت في مختلف انحاء العالم ، ان يُشعروا اخوتهم شيعة افغانستان ، باي وسيلة كانت ، بانهم ليسوا وحدهم ، وان لهم اخوة يشعرون بآلامهم ، ومنها وسيلة الدعاء لهم بظهر الغيب.
شفقنا