العتبات المقدسة في العراق تحيي العشرة الثانية من المحرم وتشكل غرفة عمليات للزيارة الأربعينية

370

الحكمة – متابعة : أحيت شعبة التعليم الديني النسوي في العتبة العلوية أيام و ليالي محرم الحرام بإقامة مجالس الرثاء والمحاضرات الدينية.
وقالت مسؤولة الشعبة أزهار هادي، “إحياء لأيام وليالي محرم الحرام أقمنا مجالس العزاء والمحاضرات بمشاركة المزارات الشيعية في النجف والمدارس الحوزوية وجموع غفيرة من النساء وأضافت:” نقيم هكذا انشطة احياء لذكر أهل البيت(ع) ومن أجل غرس المفاهيم والدروس المستفادة من واقعة الطف.
کما أحييت روضة أحباب الأمير التابعه للعتبة العلوية مراسم عاشور بإقامة “تكية” للاطفال أمام بناية الروضة
وقالت مديرة الروضة رنا الشمرتي:” لتعميق مفاهيم الحب والولاء لأهل البيت (ع) نشجعهم ونعلمهم على إحياء ذكرهم (ع) من خلال إقامة هذه الشعائر، وأضافت:” ونحن في أيام محرم الحرام وعاشوراء الإمام الحسين (ع) اقمنا للاطفال تكية وهي احدى المراسم العاشورائية التي تعلم الاطفال على كيفية إحياء الشعائر وتعمق فيهم قضية الحب والولاء للحسين(ع) وتعرفهم بابعاد ثورته الخالدة بمرور الايام لان هكذا ممارسات تدفعهم للسؤال والاستفسار وهنا يأتي دورنا ودور الاهل بايضاح الهدف من هذه الامور التي تعد احياء للشعائر، هذا وتستمر روضة أحباب الامير بتعميق الحب والولاء لاهل البيت(ع) في نفوس الاطفال من خلال خطة مدروسة تطبق على برامج متنوعة.
فیما ساهم منتسبو العتبة العلوية المقدسة بموكب مهيب توجه إلى كربلاء المقدسة لإحياء ذكرى دفن شهداء الطف (عليهم السلام) في يوم الثالث عشر من شهر محرم الحرام ، وكان في استقبال الموكب رئيس قسم حفظ النظام ونخبة من مسؤولي الأقسام والمنتسبين في العتبة الحسينية المقدسة .
وصرح للمركز الاعلامي للعتبة العلوية رئيس قسم حفظ النظام بالعتبة الحسينية فاضل عوز:” لنا الشرف عندما نقدم الخدمات المتواضعة للزائر الكريم فكيف إذا كان الزائر هو من خدّام أمير المؤمنين”عليه السلام، إذ نقدم هذه الخدمات كل عام لمنتسبي العتبة العلوية المقدسة الذين كانت لهم الكثير من المواقف المشرفة في خدمة الزائرين الكرام وهم خدمة علي بن ابي طالب(عليه السلام)، وحضروا اليوم ليساهموا في إحياء الشعائر الحسينية وفي كل عام يتوجهون في مثل هذا اليوم لإحياء هذه الذكرى الأليمة وهي ذكرى دفن الاجساد الطاهرة لآل البيت (عليه السلام ) والشهداء الابرار (عليهم السلام)”.
تشكّل غرفة عمليات خاصة بزيارة اربعينية الامام الحسين
أصدرت اللجنة المكلفة بإدارة العتبة العلوية المقدسة أمرا أداريا بتشكيل غرفة عمليات خاصة استعدادا لشهر صفر الخير والزيارة المليونية في ذكرى ألأربعين المباركة إذ تم عقد اجتماع أولي ترأسه المهندس فلاح حسن الصراف عضو لجنة أدارة العتبة المقدسة ورئيس لجنة ادارة عمليات الاربعين وبحضور الأقسام المعنية .
وقال الصراف في تصريح خص به المركز الإعلامي للعتبة العلوية المقدسة ” تم تخصيص موازنة خاصة لهذه المناسبة والزيارة المليونية وذلك لتغطية النفقات والاحتياجات وتذليل جميع المعوقات لخدمة الزائرين الكرام.
وأضاف الصراف” عقدت اللجنة هذا اليوم اجتماعا أوليا لغرض وضع جدول أعمال خاص ببرنامج الزيارة والاحتياجات لدى الأقسام المعنية , وخصوصا التي لها تماس مباشر في خدمة الزائرين الكرام .
وتابع الصراف” ستباشر اللجنة اعتبارا من يوم غدا بجولة ميدانية في محيط العتبة المقدسة لوضع الملاحظات النهائية واللمسات الأخيرة للمباشرة بتنفيذ الخطة المعدة لخدمة الزائرين .
وأشار عضو اللجنة المكلفة لأداره العتبة المقدسة” كان لدينا في العام الماضي عدد من المواقع لإطعام واسكان وخدمة الزائرين الكرام وتم إضافة موقعين جديدين هذه السنة ليزداد عدد الأماكن المخصصة للزيارة المليونية متمثلة بمدينة الزائرين في منطقة الحولي ومضيف الزائرين وصحن فاطمة عليها السلام وموقع قرب مرآب الطوابق واستراحة سيد الشهداء في موقع 10 طوارئ في ساحة ثورة العشرين وفي طريق كربلاء مزرعة العتبة الأولى في عامود 96 لتقديم الخدمات العامة لزائري اربعينية الامام الحسين عليه السلام” .
هذا وتواصل المفرزة الطبية التابعة إلى العتبة العلوية المقدسة خطتها الطبية الخاصة بأيام شهر محرم الحرام لتقديم أفضل الخدمات الصحية للزائرين من خلال تنسيق المفرزة الطبية التابعة لها مع دائرة صحة النجف الاشرف.
وقال مسؤول المفرزة الطبية مساعد صيدلاني علي سعدون كريم الخفاجي في تصريح للمركز الإعلامي للعتبة العلوية المقدسة:” أعددنا منذ الأول من محرم الحرام خطة طبية من أجل توفير الخدمات الطبية والعلاجية للمرضى وذلك بتشكيل غرفة عمليات مشتركة مع دائرة صحة النجف الاشرف بغية الاستعانة بهم لتقديم الدعم الطبي ورفد المفرزة بكادر طبي متخصص وتوفير عجلات الإسعاف الفوري للإسعاف الطارئ للمصابين.
وأضاف” أن دائرة صحة النجف خصصت قرابة عشرين عجلة للإسعاف الفوري موضحاً “أن لكل موسم من مواسم الزيارة خطه خاصة به إذ أن هذا العام يختلف عن الاعوام السابقة من حيث الاستعدادات والخطط الخدمية للزائرين.
الصحن الكاظمي يشهد برنامجا عزائيا للعشرة الثانية
حرصت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة على التواصل بإقامة برنامج العزاء الحسيني وإحياء العشرة الثانية من شهر محرم الحرام، بحضور الخطيب الحسيني فضيلة الشيخ بشير الحسناوي وبمشاركة رواديد العتبة الكاظمية المقدسة.
حيث شهد البرنامج محاضرات دينية استعرض الشيخ الحسناوي خلال محاضرته الأولى ما سجّلته النهضة الحسينية الخالدة عبر صفحاتها الناصعة والمشرقة من أبعاد دينية وإصلاحية وإنسانية وفكرية وما حققته من حفظ للمبادئ الحقة والدعوة إلى نصرة الدين الإسلامي وإحياء الرسالة المحمدية بعد أن بدأ المجتمع بالانحراف عنها، مسلّطاً الضوء على البُعد الأخلاقي والإنساني في واقعة الطفّ الذي ارتبط بضمير الأمة ارتباطاً وثيقاً.
وشهدت تلك المجالس حضورا إيمانيا كبيرا من قبل عشّاق ومحبي أهل البيت “عليهم السلام” ممن توافدوا لزيارة الإمامين الجوادين “عليهما السلام” وتجديد العهد والولاء لهم بهذا المصاب الجلل.
العتبة العباسیة
استذكاراً لما جرى في مثل هذا اليوم من عام (61)هـ وكعادته للسنة الرابعة على التوالي انطلق مساء اليوم الثالث العشر من شهر محرم الحرام وبعد صلاة العشاءين موكب قناديل السماء من خدمة أبي الفضل العباس (عليه السلام) يشاركهم فيها بعض الاطفال مرتدين جميعهم الملابس البيضاء وحاملين لافتات خُط عليها أسماء شهداء واقعة الطف ابتداءً بالإمام الحسين وأهل بيته ومن ثم صحبه ( عليهم سلام الله ورضوانه جميعاً) .
ابتدأت نقطة مسير الموكب من باب قبلة أبي الفضل العباس (عليه السلام) مروراً بصحنه الشريف، وبخطين متوازيين يتقدمهم مجموعة من حَمَلة الرايات والمصاحف الشريفة وباتجاه منطقة ما بين الحرمين الشريفين وصولاً لضريح الإمام الحسين (عليه السلام) حيث أقاموا مجلساً عزائياً هناك قدموا من خلاله التعازي لصاحب الفاجعة المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بهذه المناسبة الأليمة .
وبعد أن انتهجن بنهجها وفعلن كما فعلت، فهي (عليها السلام) قدمت أبناءها الاربعة فداءً للحسين الذي أفترش جسده أرضاً حين رأى شجرة الاسلام قد مسها الضر، وهنَّ قدّمن أبناءهن وفلذات أكبادهن حين سمعن بأن الارض التي افتداها الحسين بروحه تستغيث.
واليوم من خلال مشاركتهن في مراسيم دفن الأجساد الطاهرة للإمام الحسين واهل بيته وأصحابه (عليهم السلام) افردت تلك النسوة المعزيات للسيدة زينب (عليها السلام) مساحة كبيرة للشهداء الذين ضحوا بدمائهم الزكية من أجل الحفاظ على تربة هذا الوطن ومقدساته.
فحملن مجموعة كبيرة من صور شهداء الحشد الشعبي وبالأخص من رجالات الحوزة العلمية في النجف الأشرف الذين قضوا على طريق الحق والحرية، الذي خطه الامام الحسين بنهضته الخالدة ، فأسم كربلاء يرتبط بمعاني الشهادة، وانتصار الدم على السيف، والحق على الباطل، وهي تُذكّر بملحمة الكفاح والبطولة والجهاد وتسطر أمجادا من الشموخ والعظمة والإباء، ولم تكن تلك الامهات المعزيات لوحدهن بل جاءت الأخت والزوجة والبنت لمواساة زينب والرباب وسكينة ( عليهن السلام).
مواكب أهالي كربلاء الخدميّة عنواناً ومصادقاً للكرم الحسيني الخالد…
اعتاد أهالي كربلاء ومنذ القدم على عرف ساروا عليه جيل بعد أخر وهو أن تختص الأيام العَشر الأولى من شهر محرم الحرام بهم عزائياً وخدمياً، وهذا لا يمنع من مشاركة الأخرين، لكن القَدم السبق يكون لهم، فتراهم وقبيل حلول شهر المحرم الحرام يتهيؤون ويستعدون للمشاركة والمساهمة في تقديم الخدمات للزائرين القاصدين حرم الإمام الحسين وأخية أبي الفضل العباس (عليهما السلام)، فالموكب الكربلائي وحاله حال بقية المواكب الحسينية ينقسم الى قسمين عزائي وخدمي .
فترى أصحاب المواكب ومنذ اليوم الأول لمحرم الحرام يتسابقون صغاراً وكباراً وأطفالاً ونساء من أجل التشرف في تقديم الخدمات للزائرين وتقديم أفضلها لهم من طعام ومشرب ومبيت وخدمات أخرى تستمر الى العاشر من محرم ومنها يبقى حتى مراسيم دفن الإمام الحسين (عليه السلام) في الثالث عشر من محرم .
حيث تشرع المواكب والهيئات إلى استنفار كل الطاقات المادية والمعنوية والاستباق على تقديمها للزائرين، فتراهم متّشحين بالسواد منهمكين بإعداد الطعام وغيرها من مستلزمات الخدمة المجانية، والتي يهدى ثوابها إلى وجه الله تقرباً لمرضاته بفضل آل الرسول (صلى الله عليهم وسلم ).
ولسان الحال يقول كل ما نملك هو بفضل أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وكل ما نقدمه لزائريه قليل لما قدّمه للإسلام والإنسانية جمعاء، فخِدَمةُ الإمامُ الحُسين (عليه السلام) شَرفُ في الدُنيا وذُخرُ في الآخِرة.
مسيرة الدموع والشموع بالعتبة العسکریة
خدام مرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام يعزون صاحب العصر والزمان الإمام الحجة المنتظر عج بمسيرةٍ ولائيةٍ انطلقت في ليلة الثالث عشر من محرم.
بقلوبٍ يعتصرها الحزن والأسى ودموعٍ لم تفارق أعينُ الخدام طول المسير، حتى دخل الركب المعزي إلى المرقد المقدس ليشارك بعدها مجلس العزاء في الصحن الشريف والذي يقيمه “سماحة السيد منتظر الحيدري” ضمن برنامج قسم الشؤون الدينية لأحياء ليالي عاشوراء.
وأستذكارا لمصاب ابا الاحرار الامام الحسين (عليه السلام) وذكرى عاشوراء وكعادته تشرف موكب الجوادين بمواساته لبقية الله في ارضه الامام الحجة Yبن الحسن (عجل الله فرجه الشريف) في داره بسامراء يوم الثالث عشر من محرم يوم دفن الاجساد الطاهرة للسنة الثالثة على التوالي.
حيث انطلق الموكب من بغداد حاملا معه معاني الولاء والمواساة للامام الحسين (عليه السلام) وملبيا صرخة الحق المدوية فتراه قد أناخ برحله قرب مرقد الامامين العسكريين (عليهم السلام) ليصل قبل صلاة المغرب ليؤدي فرائضه ولينظم بعدها صفوفه ومعزيه وليتقدم بحزنه صوب الضريح المقدس بضرب الصدور والزنجيل التي مزجت معها قصائد العزاء ويقف امام باب المرقد ولسان حاله يقول سيدي يا ابا عبدالله إن كان لم يجبك بدني عند إستغاثتك ولساني عند إستنصارك فقد أجابك قلبي وسمعي وبصري.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*