تعرف إلى تاريخ الزخرفة الإسلامية المنقوشة على جدران الروضة الحسينية المطهرة
519
شارك
الحكمة – متابعة: يرجع المؤرخ العراقي سعيد زميزم الزخرفة الاسلامية المنقوشة على جدران الروضة الحسينية المقدسة في مدينة كربلاء الى عام 275 هجرية، وتحديدا بعد تشييد العمارة الخاصة بالمرقد الشريف مباشرة، في زمن السلطان الدائي الصغير امير الدولة العلوية في ايران، التي توازي فترة حكم الخليفة العباسي المعتصم.
ويرى زميزم ان الزخرفة كانت من الاسس المتبعة في تجميل جدران مقامات اولياء الله الصالحين والانبياء وائمة الهدى سلام الله عليهم في العراق وسائر الديار الاسلامية, الا انها ظاهرة متبعة ما قبل الاسلام.
مشيرا الى ان فكرة الزخرفة او التجميل اخذت بالانتشار منذ عهد الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، حيث وضعت بعض القناديل الشريفة في المسجد النبوي وعلق النبي لدى مشاهدتها قائلا: (من وضعها بارك الله به)، بمعنى اثنى عليه وبارك العمل.
ويؤكد زميزم على ان الزخرفة اسلامية بحته لكنها تعشقت او اقتبست من الحضارات الاخرى مثل الحضارة الصينية والحضارة الرومانية والحضارة الفارسية ابان العهد العباسي، منوها ان، “المسلمون طوروها بالزخارف النباتية والآيات القرانية”.
وجددت الزخرفة والنقوش الخاصة بالعتبة الحسينية لأكثر من مرة عبر التاريخ القديم والحديث، اذ تولى عضد الدولة البويهي عام 369 هجرية عملية التجديد الزخرفة والاضافة لعمارة المرقد مستعينا بمجموعة من الفنانين.
في حين شهد العصر الجلائري عام 750 هجريا ايضا عملية توسيع عمارة المرقد الحسيني المقدس وتجديد الرسوم والزخارف الاسلامية المنقوشة على جدرانه.
وبحسب زميزم فان فترة الحكم القاجاري، وتحديدا ابان ولاية السلطان ناصر الدين القاجاري تم تغليف جدران الحرم الحسيني بالكاشي الكربلائي الازرق والمطعم بالآيات القرآنية والاحاديث الشريفة.
ونظرا لتعرض المرقد المقدس لعملية تدنيس وتدمير اثناء هجوم الجماعات الوهابية على مدينة كربلاء المقدسة عام 1882 للميلاد، بادر ملك دولة “عودة الشيعية” في الهند المعروف بالملك “برهان الدين”، بادر الى ارسال مجموعة من امهر الفنانين الهنود المختصين في فن العمارة والزخرفة، حيث تم اعادة ترميم النقوش في عمارة المرقد المطهر سيما الجدران والأواوين المحيطة، بحسب زميزم.
وفي ثلاثينات القرن الماضي ابان العهد الملكي ايضا شهدت عمارة المقام المقدس عملية تجديد بالزخارف والنقوش اشرف على تنفيذها الفنان ابراهيم الموسوي, حيث قام بتغليف الحرم الحسيني بالكامل وعلى نفقة وزرارة الاوقاف آنذاك.
فيما أعيدت عملية تجديد جدران المرقد المقدس عام 1991 ميلادية، بعد ان تعرض المرقد الى عملية تدمير كبرى على يد ازلام النظام الصدامي السابق.
واخيرا وليس آخرا، جرت عمليات توسعة وتجديد لكافة عمارة لمرقد الامام الحسين عليه السلام بعد العام 2003، حيث تولت الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة زمام المبادرة في مشاريع التطوير والتوسعة.