الحكمة – متابعة: أوضحت دراسة جديدة تتحدى طريقة قياس درجات حرارة المحيطات الحالية، أن آثار تغير المناخ يمكن أن تكون أسوأ مما نعتقد.
ويشير العلماء إلى أن الطريقة المستخدمة لفهم درجة حرارة البحار في الماضي، تستند إلى معايير خاطئة، ما يعني أن فهمنا لتغير المناخ قد يكون خاطئا أيضا.
وتوضح النتائج أن المحيطات كانت أكثر برودة في الماضي، مما كان يعتقد سابقا، وبالتالي فإن درجات الحرارة قد تتزايد بسرعة أكبر من المتوقع.
ووفقا للمنهجية المستخدمة على نطاق واسع من قبل المجتمع العلمي، كانت درجة حرارة المحيطات القطبية قبل 100 مليون سنة، تبلغ حوالي 15 درجة مئوية أعلى من القراءات أو المقاييس الحالية.
ولكن يتحدى باحثو المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي (CNRS)، هذه الطريقة في الدراسة الجديدة.
وبدلا من ذلك، يقترح الباحثون أن درجات حرارة المحيطات قد تظل مستقرة نسبيا خلال هذه الفترة، ما يثير مخاوف جدية بشأن المستويات الحالية لتغير المناخ.
وعلى مدى أكثر من 50 عاما، وضع العلماء تقديراتهم اعتمادا على دراسة المنخربات (foraminifera)، أحافير الكائنات البحرية الصغيرة الموجودة في الرواسب والمأخوذة من قاع المحيط، والتي تشكل صدفا أو أحجارا صغيرة وتستهلك كمية أكبر أو أقل من نظائر الأكسجين، تبعا لمدى دفء الماء. ومن خلال النظر إلى محتوى الأكسجين، كان الباحثون قادرين على تقدير درجة الحرارة.
ووفقا لهذه القياسات، اعتقد العلماء أن درجة حرارة المحيطات انخفضت بمقدار 15 درجة مئوية، على مدى 100 مليون سنة ماضية.
ولكن تبين الأبحاث الجديدة أن كمية الأكسجين في تلك الأصداف، لا تبقى في الواقع ثابتة مع مرور الزمن، بل يمكن أن تتغير دون ترك أي أثر واضح من شأنه أن ينبه العلماء إلى هذا التغيير.
ويقول العلماء المؤلفون لهذه الدراسة، إن التغيرات في كمية الأكسجين ضمن الصدف، لم تكن انعكاسا لدرجات الحرارة المتغيرة، وإنما مجرد نتيجة لحقيقة أن المعدلات تتغير مع مرور الوقت.