اختلفت الألسن وتوحدت القلوب… من يوميات زيارة الأربعين الخالدة

268

الحكمة – متابعة: اكثر من 50 جنسية وعرق، اجتمعوا من اصقاع العالم في مدينة صغيرة نسبيا تقع وسط العراق، كدبيب النمل ونسق عالي فريد قد خلا من التنسيق المسبق، يشتركون في اداء الخدمة لزوار الامام الحسين عليه السلام في مدينة كربلاء المقدسة.

فعلى الرغم من اختلاف الثقافات والقوميات والالسن فيما بينهم، تلحظ من الوهلة الاولى ان الجميع يفهم بعضهم بعضا، ولا يوجد اي داع للتوفيق فيما بينهم، فالهندي والايراني والافريقي والاوروبي واخيرا وليس آخرا العربي اللسان، جميعهم يتقنون الواجبات والحقوق الملقاة عليهم طوعا دون ان يتدخل احد لإرشادهم.

اذ تتراصف المواكب الحسينية الوافدة الى كربلاء لخدمة الزائرين دون حاجه لمعرفة هوياتهم، فالجميع هنا في خدمة الجميع، فقط تجد بعض المواكب قد رفعت اعلام دولها للدلالة، سيما ان الاكتظاظ البشري الهائل قد يتسبب بتيه بعض الافراد عن مقار مواكبهم.

يقول رئيس قسم المواكب والشعائر الحسينية في العراق والعالم الإسلامي رياض نعمة السلمان في حديث للموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة، ان “عدد المواكب الحسينية المسجلة في هذه الزيارة بلغت ما يقارب عشرة آلاف موكباً خدمياً وهيئة حسينية”. مبينا، “جميع المواكب والهيئات الحسينية المسجلة لدى القسم استكملت تحضيراتها واستعداداتها لزيارة الاربعين المليونية”.

ويقع على عاتق تلك المواكب توفير العديد من الاحتياجات الطبيعية للمشاركين في الزيارة، من قبيل الطعام والشراب واماكن الاقامة ايضا.

وبحسب الترجيحات فان اكثر من خمسة وعشرين مليون زائر سيشارك في زيارة الاربعين من داخل وخارج العراق، حيث سجلت المنافذ الحدودية دخول اكثر من نصف مليون زائر، في حين سبق وان اعلنت الجمهورية الاسلامية مشاركة ثلاثة ملايين من مواطنيها في الزيارة.

وتحتل ايران ودول الخليج وباكستان والهند صدارة الاعداد للمشاركين من خارج العراق، فيما تأتي دول المغرب العربي وافريقيا واوروبا والولايات المتحدة في ذيل القائمة.

يقول الباكستاني احمد غلام صاحب موكب ام البنين، “انه موسم ديني ثقافي اخلاقي يتسع لمئات ملايين البشر اذ يلهمهم حب الامام الحسين عليه السلام الايمان العميق بالعدالة الانسانية والتواضع وحب الاخرين دون سابق معرفة”.

ويضيف، “من بيننا اطباء ومهندسين وعلماء يعملون بكل تواضع وايثار في خدمة زوار الامام الحسين عليه السلام، في اعداد الطعام والتنظيف والرعاية بمختلف اشكالها”.

“لا فرق بين اعربي او اعجمي الا بالتقوى”، يقول المواطن السعودي محمد الفهد في هذه الاجواء تجد جميع البشر سواسية، فلا رتب او مستويات او مكانة اجتماعية تلاحظها بين الزوار مهما كانت خلفياتهم.

ويشير، “التربية الحسينية تلقن الانسان كيف يعامل اخيه وكيف يساعده ويؤازره ويعينه في هذه الايام المقدسة لدينا”. مبينا، “عندما اشاهد الشباب وهم يدلكون اقدام الزائرين تخنقني العبرة، واتيقن ان الثورة الحسينية كانت تهدف للعدالة الانسانية جمعاء وليست لدين او قوم او بلاد محددة”.

وتنتشر المواكب الحسينية التي يبادر اعضائها الى تقديم مختلف الخدمات من مسافات شاسعة عن كربلاء المقدسة، وهي مسافة الرحلة التي يؤديها الزائر مشيا على الاقدام، سواء من مدينة البصرة جنوب كربلاء نحو 600 كيلو متر، او من كركوك شمال كربلاء 400 كيلو مترا، فضلا عن الشرق من كربلاء حيث يفد ملايين الزائرين من مدينة الكوت شرقي كربلاء 300 كيلو متر تقريبا.

في مركز مدينة كربلاء، خصصت العتبة الحسينية اكثر من مركز لرعاية وايجاد المفقودين، يعمل طيلة ايام زيارة اربعينية الامام الحسين عليه السلام، حيث عمد الى نشر مراكزه في العديد من النقاط وسط المدينة فضلا عن الطرق الخارجية ايضا.

يقول مدير المركز زكي المنكوشي تم استحداث آلية جديدة للعمل في المركز عبر ترقيم اعمدة الكهرباء الواقعة حول مرقد الامام الحسين عليه السلام لتكون علامات استدلال للزائرين وباللغتين العربية والانكليزية”.

ويضيف، “يحوي المركز مترجمين للغة الفارسية وباكستانية والانكليزية تطوعوا لإطلاق النداءات عبر مكبرات الصوت في حال طلب منهم ذلك”.

محمد حميد الصواف

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*