اليوم الثامن والعشرون من صفر من سنة إحدى عشرة يوم وفاة خاتم النبيين صلوات الله عليه وآله

359

اليوم الثامن والعشرون من صفر من سنة إحدى عشرة يوم وفاة خاتم النبيين صلوات الله عليه وآله وقد صادفت يوم الاثنين من أيام الاسبوع باتفاق الآراء وكان له عندئذ من العمر ثلاث وستون سنة هبط عليه الوحي وله أربعون سنة ثم دعا الناس الى التوحيد في مكة مدة ثلاث عشرة سنة ثم هاجر الى المدينة وقد مضى من عمره الشريف ثلاث وخمسون سنة وتوفي في السنة العاشرة من الهجرة، فبدأ أمير المؤمنين (عليه السلام) في تغسيله وتحنيطه وتكفينه ثم صلى عليه ثم كان الاصحاب ياتون أفواجاً فيصلون عليه فرادى من دون إمام يأتمون به وقد دفنه أمير المؤمنين صلوات الله عليه في الحجرة الطاهرة في الموضع الذي توفي فيه.

عن أنس بن مالك قال: لما فرغنا من دفن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) أتت إليَّ فاطمة (عليها السلام) فقالت: كيف طاوعتكم أنفسكم على أن تهيلوا التراب على وجه رسول الله ثم بكت وقالت: ياأبتاه اجاب ربّاً دعاه ياأبتاه من ربه ماأدناه… الخ.وعلى رواية معتبرة أنها أخذت كفّا من تراب القبر الطاهر فوضعته على عينيها وقالت:

ماذا على المُشتَمِّ تُربَة أحمدَ *** أن لايَشَمَّ مَدى الزَّمانِ غَوالِي

صُبَّتْ عَلَيَّ مَصائِبُ لَوْ أَنَّها *** صُبَّتْ عَلى الأيامِ صِرْنَ لَيالِي

وروى الشيخ يوسف الشّامي في كتاب الدّرّ النظيم أنها قالت فـي رثـاء أبيهـا:

قُـلْ لِلمُغَيَّبِ تَحْتَ أَثْوابِ الثَّرى‌ *** إن كُنْتَ تَسْمَعُ صَرخَتي ونِدائِي

صُـبَّت عَـليَّ مَصائِبُ لَو أَنَّه *** صُـبَّتْ على الاَيامِ صِرْنَ لَيالِي

قَـد كُنْتُ ذاتَ حِمىً بظِلِّ مُحَمَّدٍ *** لا أخشَ من ضَيمٍ وكانَ حِمىً لِي

فَـاليومَ أَخـضعُ لِـلذَّلِيلِ وأتَّقي‌ *** ضَـيمِي وَأَدفـعُ ظالِمي بِردائِي

فَـإذا بَـكتْ قَـمَريّةٌ فـي لَيلِه *** شَجَنا على غُصنٍ بَكيتُ صَباحِي

فَـلاجعَلَنَّ الحُزنَ بَعدَكَ مُؤنِسي *** ولا جـعَلنَّ الـدَّمعَ فِيكَ وِشاحِي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*