بعض اللاجئين في ألمانيا ـ حقوق الإنسان المنسية

266
يدور الحديث في تقرير عن حقوق الإنسان في ألمانيا حول لاجئين ذوي إعاقة وأطفال سجناء. وكلا المجموعتين لا يمكن أن تعبراعن نفسيهما، وتظلان بالتالي بعيدتين عن انظار الرأي العام

الحكمة – متابعة: تجارة البشر وسوء المعاملة داخل دور اللاجئين وظروف مخالفة لحقوق الإنسان داخل السجون وإقصاء مهين لأشخاص ذوي إعاقة ـ نعم نحن نتحدث عن ألمانيا عندما يتعلق الأمر بهذه الظروف السيئة.

معهد حقوق الإنسان أصدر مؤخرا تقريره الثاني حول وضع حقوق الإنسان في ألمانيا ـ بتفويض من البرلمان ومجلس الشيوخ ، لأن احترام حقوق الإنسان ” مهمة قائمة باستمرار”، كما تؤكد مديرة المعهد  بيآته رودولف. نقطتان رئيسيتان تطرق لهما التقرير هذا العام: اللاجئون ذوو الإعاقة وأطفال السجناء. وبهذا توضع مجموعتان في الواجهة وهما في العادة لا تثيران اهتماما كبيرا لدى الرأي العام ـ ويتم بالتالي إهمال حقوقهما الأساسية. وكيف يشعر الطفل الذي يقبع أبواه في السجن؟ بيآته رودولف تقول إن هؤلاء الأطفال يواجهون خطرا الإصابة بأمراض نفسية بشكل كبير. ويجب الانتباه “أن لا يتعرض الأطفال للعقوبة”. ويطالب معهد حقوق الإنسان على هذا الأساس مؤسسات السجن بأن تضمن للأطفال اتصالا مباشرا مع كلا الأبوين. ويتم حسب كل ولاية منح ساعة أو أربع ساعات كوقت زيارة. “هذه الزيارات يتم اعتبارها في المقدمة كحق لأحد والدي المعتقل، ولا تتماشى مع حاجيات الأطفال”، كما تنتقد رودولف التي تطالب بحجرات زيارة مناسبة للأطفال يتمكنون مثلا من اللعب داخلها.

لا لحواجز حرية داخل دور اللاجئين

وقد يواجه بعض الأشخاص ذوي الإعاقة صعوبات في المطالبة بحقوقهم. وهذا ينطبق على الكثير من اللاجئين الذين لا يتحدثون في البداية الألمانية ولا يعرفون أي حقوق يمكن لهم المطالبة بها. وتحدثت بيآته رودولف عن حالة شاب كبُر مع شلل تشنجي. وفي سن الـ 13 من عمره قدم هشام برفقة والدته وأخته الصغيرة إلى ألمانيا. ودار الإيواء الأولى لطالبي اللجوء التي استقرت فيها العائلة الصغيرة طرحت للشاب ووالدته مشاكل، لأن مكان الطبخ والمراحيض تقع في طابق آخر بعيدا عن حجرات الإقامة.

وعلى هذا النحو فإنّ الأم مجبرة على حمل ابنها عدة مرات في اليوم بين الطابقين. وبعد مرور سنتين أقامت العائلة في دار خالية من الحواجز، وهشام حصل على مكان لنصف يوم في مدرسة. وإلى حد اليوم لم يحصل هشام على كرسي متحركٍ. ومعهد حقوق الإنسان يرغب في إثارة الانتباه إلى هذا النوع من الحالات. فالكثير من اللاجئين يعانون من الإعاقة بسبب الإصابات في الحرب أو أنهم تلقوا صدمات. لكن الإعاقات لا يتم الاعتراف بها في الغالب، إذ لا توجد “أساليب للتعرف المنهجي على حاجيات الناس المحتاجين للحماية” كما تلاحظ المتحدثة باسم المعهد.

النقاش حول الترحيل مثير

وانتقى معهد حقوق الإنسان- بتسليطه الضوء على اللاجئين ذوي الإعاقة وأطفال السجناء- إشكاليتين لا تظهران اجتماعيا للعيان في غالب الأحيان. وفي تموز/ يونيو المنصرم عرض المعهد حصيلة مؤقتة حول الاتجار بالبشر تفيد بأنه يوجد في ألمانيا قدر من الاستغلال في العمل يجعل الحدود الفاصلة عن تجارة البشر منعدمة.

كما أن العنف ضد النساء أو النقص في مراكز مستقلة لتقديم شكاوى ضد الشرطة موضوعات مطروحة لم يغطها التقرير السنوي، لكنها خضعت للدراسة خلال العام من قبل المعهد. والهرب الذي شكل في التقرير السنوي السابق موضوعا رئيسيا مازال موضوعا كبيرا مرتبطا بحقوق الإنسان في ألمانيا. وأن تناقش أحزاب الاتحاد المسيحي في ألمانيا بشكل جدي ترحيل اللاجئين السوريين إلى ديارهم تعتبره مديرة المعهد “مثيرا للغاية”.

ليا فوث/ م.أ.م-DW

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*